طموح منتخب الجزائر يجب أن يمتد للتألق بعيدا عن إفريقيا
صنف المدرب الفرنسي جون ميشال كافالي نظيره بلماضي، ضمن خانة المدربين الكبار، وقال مدرب منتخب النيجر في حوار مع النصر إن كسر ثنائية «مغترب – محلي» من أبرز حسنات الناخب الوطني الحالي، ولو أنه أثنى كثيرا على العمل المنجز منذ صائقة 2018، حتى أنه يتوقع تواصل تألق رفقاء محرز وخاصة في مونديال قطر، وهو الذي صنف منتخبنا كأبرز مرشح لنيل تذكرة المجموعة الأولى، المؤهلة إلى الدور التصفوي الأخير.
حاوره:بورصاص.ر
r في البداية، كيف تقيم مشوارك إلى غاية الآن مع منتخب النيجر، بعد حصد ثلاث نقاط، من المواجهتين المزدوجتين مع منتخب إثيوبيا؟
التحقت بالعارضة الفنية للنيجر، ورصيد المنتخب خاو من النقاط، واليوم نجحت في حصد ثلاث نقاط، من المواجهتين أمام منتخب إثيوبيا، ما يعني أنني حافظت على حظوظ النيجر، في التنافس على إحدى الورقتين المؤهلتين إلى «كان» الكاميرون، وهو ما يجعلني أقول بأننا على موعد مع مباراة نهائية أمام منتخب كوت ديفوار، لو ننجح في الفوز بها سنلعب كامل حظوظنا في آخر جولة، عندما نتنقل إلى مدغشقر، وأعتقد بأن مجموعتنا ربما الوحيدة، التي لم يضمن فيها أي منتخب التأهل، والرباعي يملك حظوظ التواجد في الكان المقبلة.
الخضر الأقرب لتذكرة المونديال وهزمهم أمر صعب
r وما هي أهدافك مع منتخب النيجر؟
عندما التحقت بمنتخب النيجر، اتفقت مع رئيس الاتحادية على العمل لأجل تشكيل منتخب قوي، ولعب كامل حظوظ التأهل إلى الكان، رغم أنني كنت أتمنى لو أشرفت على المنتخب من بداية التصفيات، لكن الهدف الأبرز حاليا، هو التفكير في تصفيات مونديال قطر.
r كيف ترى مستوى كرة القدم في النيجر، وهل تفكر في تدعيم التشكيلة، قبل دخول غمار تصفيات المونديال؟
يمكن وصف تعداد منتخب النيجر بالمقبول، وشبهته بالمنتخب الجزائري عندما أشرفت عليه، وكنا في طور تشكيل منتخب تنافسي، وهناك مجال لمواصلة تطوره، وأتوقع أن يكون لدينا منتخب قوي بعد ستة أشهر من الآن، ما يعني بأننا سنكون في الموعد، مع بداية تصفيات المونديال.
r من خلال الحديث عن تصفيات المونديال، القرعة أوقعتكم في مجموعة المنتخب الوطني، هل ترى بأن الخضر في أفضل رواق للتواجد في مونديال قطر؟
رغم أنني مدرب منتخب النيجر، ومن المفروض أن لا أدلي بتصريحات من هذا النوع، لكن الحقيقة تقال، المنتخب الجزائري الأفضل حاليا في إفريقيا، وبطبيعة الحال هو المرشح الأبرز للتأهل عن مجموعتنا، إلا أننا سنحاول تقديم مباراة كبيرة أمامهم، ويبقى الحديث عن الإطاحة بهم صعب المنال، إن لم نقل معجزة.
اللاعبون الكبار تستمتع بهم لا تقارنهم وهذا ينطبق على «نجوم العرب»
r وما تعليقك على تصريحات العديد من المحليين وأهل الاختصاص، بخصوص إمكانية تسيد الجزائر للقارة السمراء كرويا لعدة سنوات قادمة؟
عندما يقول المحللون في الجزائر، بأن منتخب بلدكم يمكنه تسيد إفريقيا لعدة سنوات، بالنسبة لي كمدرب ومتتبع للكرة الجزائرية، أرى بأنه من المفروض أن يكون الطموح أكبر، لأن المنتخب الجزائري الحالي لديه كلمة يقولها على المستوى العالمي وليس الإفريقي فقط، خاصة عندما نلقي نظرة بسيطة على التعداد الحالي والطاقم الفني، دون أن ننسى عامل مهم، ويتمثل في الإمكانيات وظروف العمل، وهنا يمكننا الحديث عن العمل الذي قام به رئيس الفاف السابق محمد روراوة وبعده زطشي، لأن منتخبات كبيرة لا تملك نفس الهياكل الموجودة تحت تصرف بلماضي وأشباله، مثل مركز سيدي موسى، وصولا إلى الملاعب مثلما شاهدت في المباراة الأخيرة، أين تحسنت كثيرا حالة أرضية ملعب 5 جويلية، وعليه أرى بأن المنتخب الجزائري، يمكنه تحقيق نتائج على مستوى العالمي.
r وكيف ترى النتائج التي حققها المنتخب الوطني في عهد بلماضي، والوصول إلى 22 مباراة دون خسارة؟
الرقم الذي حققه المنتخب الجزائري يتحدث عن نفسه، ولم يأت من العدم، بل ثمرة مجهودات وعمل كبير، ويؤكد قيمة المدرب الموجود وطاقمه، إلى جانب اللاعبين، والفرديات اللامعة الموجودة حاليا في الجزائر، وأعتقد بأن الخضر قادرون على مواصلة الصمود، وكسر الأرقام الموجودة في القارة السمراء، خاصة عندما ترى المواجهات الأخيرة وأمام منتخبات كبيرة، أين نجح أشبال بلماضي في تقديم مباريات كبيرة على جميع الأصعدة، سواء في اللقاءات الرسمية أو الودية، وهو ما يؤكد لمسة المدرب، في وجود هذه الرغبة والروح في الانتصار.
بلماضي «عالمي» وكسر ثنائية «مغترب – محلي» تحسب له
r بحكم معرفتك الجيدة لبلماضي، ما هي نقاط قوة جمال، وماذا نجح في إضافته للمنتخب؟
جمال يملك شخصية قوية، سواء عندما كان لاعبا وحاليا كمدرب، كما أن النقطة المهمة التي أضافها، هي طريقة تسييره للمجموعة الحالية، أين نجح في تشكيل مجموعة متكاملة، وخاصة كسر العقدة التي كانت موجودة، والتفرقة بين اللاعبين المغتربين واللاعبين المحليين، كما أنه وضع الخبرة التي اكتسبها كلاعب في أوروبا أو كمدرب في قارة أسيا تحت تصرف الخضر، دون أن ننسى عامل مهم، ويتمثل في الحب الكبير الذي يكنه جمال للجزائر، لأنه جزائري مائة في المئة، وأعرف ما معنى حبه للوطن، وهو من بين العوامل التي جعلته يجد العبارات المناسبة، لأنه يحسن التواصل مع اللاعبين، دون أن ننسى اللمسة الفنية التي أضافها للخضر.
r صراحة، هل كنت تتنبأ لبلماضي بأن يصبح مدربا كبيرا في المستقبل؟
سأجيبك بطريقة مختلفة عن هذا السؤال، بالنسبة لي لا يمكن الحديث أبدا أو التشكيك في قيمة بلماضي، بل أريد القول، بالنسبة لي حاليا يمكن إدراج بلماضي، ضمن قائمة أفضل المدربين في العالم.
r الحديث عن المنتخب الوطني يجرنا للحديث عن قائ التشكيلة محرز، الذي يمر بفترة صعبة مع فريقه في السيتي وعلى عكس ذلك تماما مع المنتخب، بحكم خبرتك في مجال التدريب، أين يكمن الخلل؟
لا يمكنني الإجابة عن هذه النقطة بالذات، فقط أؤكد لكم بأن محرز لاعب كبير، ويملك إمكانات هائلة، وهو من النوع من اللاعبين الذين يمكنهم تغيير نتيجة أي مباراة، وصناعة الفارق في أي لحظة، وما يقدمه مع المنتخب الجزائري خير دليل، حيث أنه أكثر فعالية وحاسم في كل المباريات الأخيرة.
r وما رأيك في المقارنة بين محرز وزياش وصلاح؟
أعتقد بأن الثلاثي يملك إمكانات كبيرة وهم لاعبون كبار، وعندما نتحدث عن لاعبين من هذا المستوى، لا يمكن القيام بمقارنة بينهم، مثلما يحدث مع لاعبين من طينة بيلي ومارادونا وميسي وكرويف، فإنك فقط تعجب بهم وتحب مشاهدتهم لا أن تقوم بالمقارنة بينهم، صراحة الثلاثي يملك إمكانات فنية هائلة، ويصنع الفارق فوق أرضية الميدان.
ودية الأرجنتين نقطة تحول في مسيرة منتخبكم
r حلايمية نجح في فرض نفسه في المنتخب، بحكم أنك دربته في مولودية وهران، كيف ترى تألقه مع المنتخب الوطني ؟
أرف المدافع حلايمية جيدا، حيث كان لي شرف ترقيته وإشراكه في الفرق الأول، وأكثر من ذلك فرضا كان ينشط في منصب مدافع محوري، وكل تكوينه كان في محور الدفاع، لكنني لاحظت بأنه لا يمكنه اللعب كأساسي في المحور مع الفريق الأول، بالنظر إلى تواجد آنذاك لاعبين يملكون الخبرة، ما جعلني أحوله لظهير أيمن، أين قدم مستويات جيدة وتطور كثيرا، ومع مرور الوقت وتقدم السنوات يمكنه العودة من جديد للمحور، وسترون المستوى الذي يقدمه، خاصة وأن بلماضي، بصدد التفكير في تشكيل منتخب مستقبلي.
أهدف لإيصال النيجر إلى «الكان» وأهدافنا في تصفيات المونديال معروفة
r ما هو أفضل مرور لك في الجزائر؟
هناك عدة محطات مهمة، بطبيعة الحال تدريب المنتخب الجزائري واكتشاف المستوى العالي، أهم محطة بالنسبة لي، خاصة عندما أتذكر مواجهة منتخب الأرجنتين وديا، أين نجحنا في تسجيل ثلاثية كاملة في شباكهم، في الوقت الذي عجزت عدة منتخبات في تسجيل هدفين في شباكهم لأكثر من عشرين سنة كاملة، وأكثر من ذلك أنهينا الشوط الأول متقدمين في النتيجة بهدفين لهدف، رغم أن منتخب الأرجنتين سجل علينا هدفا مبكرا، أعتقد بأن بعد نهاية المباراة الجميع، تأكد من قدرة هذا الجيل على مجاراة النسق العالي، ولكن تأسفت كثيرا عندما ذهب المنتخب الجزائري إلى مونديال 2010، ولم ينجح في تسجيل أي هدف، في الوقت الذي سجلنا ثلاثة أهداف كاملة، على أحد أفضل المنتخبات في العالم في تلك الفترة، بل يمكن القول أفضل منتخب، لأننا عندما واجهنا منتخب الأرجنتين كان يتصدر ترتيب الفيفا، وحسب رأيي مباراة الأرجنتين، كانت محطة مهمة في تحول الكرة الجزائرية، وعودتها مجددا على مستوى الساحة الدولية، وهو ما يجعلني سعيد بتلك المواجهة، رغم أنها كانت ودية فقط، كما أن هناك محطات أخرى لا تزال في ذهني وأبقى سعيدا بها.
حلايمية ظهر معي وهذا المنصب يليق به مستقبلا !
r عن أي محطة تتحدث؟
على سبيل المثال، تدريبي لفريق مولودية وهران ونجاحي في قيادته للعودة إلى المنافسة القارية، بعد عدة سنوات من الغياب، حيث كنت سعيدا من أجل الحمراوة، الذين يعرفون جيدا كرة القدم وللرئيس أحمد بابا الذي ضحى كثيرا، وتربطني به علاقة عمل احترافية، دون أن أنسى مروري في اتحاد العاصمة ومغادرتي الفريق، أين أعلنت الرحيل قبل أسبوعين، وضحيت بالعمل مجانا، قبل تعاقد الإدارة مع مدرب جديد لتعويضي، لأنه لم يكن مرغوب في منذ أول يوم من طرف الأنصار، ورغم أننا كنا نتصدر البطولة، ونملك أحسن هجوم وأفضل دفاع، وتمكنا من تحقيق فارق عن أقرب ملاحقينا، إلا أن ردي على الأنصار، كان بإعلان مغادرتي، لأن المدرب في بعض الأحيان يجب عليه تقديم الدروس، وأردت الرد عليهم بطريقتي الخاصة، رغم وجود مدربون يتشبثون بالمناصب.
ب.ر

الرجوع إلى الأعلى