سيجد الناخب الوطني جمال بلماضي نفسه في أريحية تامة، قبيل دخول غمار التصفيات المؤهلة لمونديال قطر 2022، في ظل جاهزية جُل العناصر، خاصة لاعبي الخط الأمامي الذين أبانوا عن مستويات قوية في آخر الأشهر، إلى درجة جعلتنا نتنبأ بصراع كبير على المناصب الأساسية، بداية من مباراة جيبوتي، المبرمجة شهر جوان المقبل بالجزائر.
ويمتلك مدرب الخضر أسماء لامعة في الخط الأمامي، وهو ما سيضعه في مأزق حقيقي في قادم الاستحقاقات المهمة، من أجل اختيار العناصر الأساسية، ولو أن الجميع مُتفق حول الثلاثي بونجاح ومحرز وبلايلي، سيما بعد المستويات الباهرة، التي بصموا عليها في نهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر، حيث أسهموا بقسط وافر في الفوز بالتاج القاري.
ولن يكون الثلاثي سالف الذكر في أريحية، على اعتبار أن هناك أسماء قادرة على مزاحمة بونجاح وبلايلي ومحرز بنسبة أقل على المكانة الأساسية، والبداية بمهاجم مونبوليي الفرنسي أندي ديلور الذي قدم أوراق اعتماده بقوة في مباراة هراري الأخيرة أمام زيمبابوي، سيما بعد هدفه الجميل عن طريق رأسية محكمة.
 ويتواجد ديلور في أفضل أحواله في الأشهر الأخيرة، حيث يعد الهداف الأول لفريقه، كما ينافس بقوة على لقب هداف «الليغ 1»، في ظل امتلاكه لثمانية إصابات لحد الآن، وكلها أمور لن تجعله يرضى بمقاعد الاحتياط مع المنتخب الوطني، حتى وإن كان مقتنعا بصعوبة خطف مكانة بغداد بونجاح، الذي استعاد مستوياته الراقية مع ناديه السد القطري، بدليل تسجيله سبعة أهداف كاملة في آخر مباراتين، جعلته يقفز لصدارة الهدافين قبل مواطنه بلايلي برصيد 15 إصابة.
وفضلا عن ديلور، هناك اسم آخر ستكون لديه كلمته في قادم المناسبات، ويتعلق الأمر بالقناص إسلام سليماني، الذي يستعد لخوض تجربة جديدة في الدوري الفرنسي من بوابة المتصدر نادي أولمبيك ليون، مما سيعزز من حظوظ عودته للخضر، وهو الذي يحظى بمكانة خاصة لدى الناخب الوطني الذي يعتبره من الركائز، ويكفي أنه كان البديل الأول للهداف بغداد بونجاح، عندما كان لا يعاني من نقص المنافسة، متفوقا حتى على ديلور، الرافض كما قلنا سلفا للاستسلام.
سليماني المرتقبة عودته بداية من تربص مارس، على أن يكون في أتم الجاهزية لتربص جوان إن سارت معه الأمور كما يخطط لها، وهناك لن يرضى ثاني هدافي الخضر ب34 إصابة بالاحتياط، حيث سيحاول الاستفادة من خبرته الكبيرة في التصفيات المؤهلة للمونديال، وهو الذي كان دوره حاسما في اقتطاع تأشيرة التأهل لعرس البرازيل.
ومما لا شك فيه، هو أن الصراع سيكون على أشده بين بونجاح وديلور وسليماني، فما بالك بعد قدوم الشاب أمين غويري، المرشح بقوة للالتحاق بالخضر بداية من المعسكرات المقبلة، ولو أن هناك أخبار تتحدث عن إمكانية تأخر قدومه إلى غاية شهر أوت، كونه لا يود تضييع كأس أمم أوروبا لأقل من 21 سنة المبرمجة شهر مارس، وحتى الألعاب الأولمبية بطوكيو المرتقبة الصيف المقبل بطوكيو.
وسيحاول غويري بمجرد التحاقه الظفر بمكانة أساسية، خاصة وأنه يتواجد في أفضل أحواله، بدليل أنه الهدف الأول لناديه نيس برصيد 7 أهداف، مع امتلاكه ثلاثة أهداف في المسابقة الأوروبية، وسيخلق غويري متاعب جمة لبونجاح وديلور وسليماني، وإن كان يفتقد لخبرة الثلاث السالف الذكر، سيما في قارة إفريقيا.
أما الجهة اليسرى من الهجوم والتي كانت من نصيب بلايلي خلال «الكان»، ستعرف عودة الأخير، بعد غياب دام لأربع مباريات متتالية، بسبب ابتعاده عن أجواء المنافسة، ولو أن ضمان مكانة أساسية لن يكون سهلا هذه المرة، في وجود لاعب ويست هام الانجليزي سعيد بن رحمة الذي بدأ يثبت أقدامه في البريمرليغ، فضلا عن الثقة التي اكتسبها مع الخضر، بعد أدائه الجيد في لقاء زيمبابوي بهراري، ولئن كان المخضرم ياسين براهيمي، الناشط مع الريان القطري قادر هو الآخر على قول كلمته، في ظل الخبرة التي يمتلكها خلال المواعيد الكبرى.
علما ان يوسف بلايلي نجح في ظرف وجيز في خطف الأضواء في قطر وتسجيل 12 هدفا، وضعته في صدارة الهدافين، قبل «انتفاضة» مواطنه بونجاح.
وعن الجهة اليمنى من الهجوم، والتي يسيطر عليها القائد رياض محرز بالطول والعرض، فلا يبدو أنها ستعرف أي تغييرات خلال التصفيات المؤهلة للبطولة العالمية المقبلة، على اعتبار أن بلماضي من المستحيل أن يتخلى عن قائده ونجمه الأبرز، القادر على صنع الفارق في أي لحظة، كما كان الحال في العديد من المناسبات الأخيرة، حيث كان وراء العبث بلاعبي كولومبيا والمكسيك وزيمبابوي ب5 جويلية، وحتى خلال مباريات «كان» مصر، أين نجح في تسجيل ثلاثية حاسمة، أهمها في لقاء نصف النهائي أمام منتخب نيجيريا، بعد مخالفة أكثر من رائعة.    
مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى