نجح المنتخب الوطني في وضع القدم الأولى في الدور الثاني من النسخة 27 لبطولة العالم، وذلك بفضل الانتصار الذي حققه على نظيره المغربي، في «ديربي»، سار على وقع «سيناريو» هيتشكوكي، وشهد انتفاضة الخضر بطريقة مبهرة، لتكون ثمرة تلك «الريمونتادا»، قلب الطاولة على «أسود الأطلس»، ليتحول التأخر بفارق 7 إصابات في النصف الأول من المباراة، إلى فوز في آخر دقيقة، مع نيل تقدير واحترام كل المتتبعين على رد الفعل «الغريب»، والكيفية التي تم بها، وأكد من خلالها رفقاء المتألق عبدي أن «المستحيل ليس جزائريا».
ولعّل ما جعل كل المتتبعين يقفون عند الإنجاز، الذي حققه المنتخب هو «السيناريو» الذي شهدته هذه المواجهة، لأن تشكيلة المدرب آلان بورت، وإن أخذت الأسبقية في افتتاح باب التسجيل، إلا أنها انهارت كلية بعد ذلك، سيما وأن الحارس بن مني لم يكن في يومه، مما استوجب تغييره بعد ربع ساعة، بينما لم تكن الطريقة الدفاعية التي انتهجها الناخب الوطني في الشوط الأول، كافية لتغطية «الشوارع» التي كانت موجودة، في الوقت الذي كانت فيه الفعالية غائبة على بركوس، أمام براعة الحارس المغربي ياسين الإدريسي، الذي تصدى لثلاث ضربات جزاء، وأفقد العناصر الوطنية تركيزها، لتكون عواقب الشوط «الكارثي» تأخر النخبة الجزائرية بنتيجة (8 / 15).
فارق سبع إصابات في شوط واحد، كان يوحي بأن المنتخب المغربي حسم الأمور، سيما وأن التشكيلة الوطنية كانت خارج الإطار، وارتكب اللاعبون أخطاء «بدائية»، بلغت درجة المشي بالكرة، فضلا عن انعدام التنسيق والانسجام، لكن «فيزيونومية» المباراة انقلبت رأسا على عقب في الشوط الثاني، لأن المدرب بورت ارتأى مراجعة طريقة الدفاع، بالمراهنة على خطة (5 /1)، وتكليف شهبور بالدور الدفاعي المتقدم، في الوقت الذي لعب فيه الحارس غضبان، دورا كبيرا في إعادة التوازن بصورة تدريجية للتشكيلة، وذلك بتصدياته الكثيرة، الأمر الذي مكن الخضر من تقليص الفارق مع مرور الدقائق، ولو أن الفعالية الكبيرة، التي أظهرها عبدي بالاعتماد على فردياته، كانت السلاح الذي فك شفرة الجدار المغربي والحارس الإدريسي، ليكون التعادل ب 23 إصابة لكل منتخب، النتيجة التي تم تسجيلها قبل دقيقتين من انقضاء الوقت القانوني، لكن الروح المعنوية العالية مكنت التشكيلة الوطنية من مواصلة الانتفاضة والتوقيع على «ريمونتادا» تاريخية، بفضل هدف هشام داود في اللحظات الأخيرة.
هذا الفوز، وبصرف النظر عن «السيناريو» التي تحقق به، فإنه مكن المنتخب الجزائري من ضرب عدة عصافير بحجر واحد، لأنه عبّد طريق الدور الثاني، كما أن هذا الانتصار سمح لليد الجزائرية من فك العقدة، التي ظلت تلازمها في المباراة الأولى للمونديال، في 14 مشاركة سابقة، لأنها المرة الأولى التي ينجح فيها المنتخب في تدشين مشاركته في بطولة العالم بفوز، فضلا عن قطع الطريق أمام المنتخب المغربي لكتابة صفحة جديدة، بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من تذوق نشوة الانتصار لأول مرة في تاريخ مشاركته في المنافسة العالمية، وهذه النتيجة جعلت التشكيلة الوطنية تحقق الفوز رقم 17 لها في سجل مشاركتها في المونديال، في 85 مباراة خاضتها إلى حد الآن.
ص /  فرطاس

اللاعب هشام كعباش للنصر
ضغط المباراة سبب الوجه الشاحب
أكد اللاعب هشام كعباش أن الصعوبة التي وجدها الخضر في مباراة المغرب، كانت بسبب الضغوطات الكبيرة، بالنظر لاهميته الكبيرة في حسابات المرور للدور الثاني، وقال:» بسبب ضغط الموعد، لم نتمكن من التحكم في الشوط الأول، ما سمح للمنتخب المغربي بأخذ فارق كبير، لكن بفضل  الله وعزيمة باقي الزملاء،  تمكنا من العودة في الشوط الثاني، أين ظهرنا بوجه أفضل واستعدنا التوازن، لنتمكن في الأخير  من إنهاء المباراة لصالحنا، في مباراة ستبقى راسخة في الأذهان».
وأكد كعباش أن المنتخب المغربي، كان قويا وقدم مردودا جيدا طيلة المباراة، معتبرا الأخطاء التي ارتكبها رفاقه بالأمر الطبيعي والعادي، لأن الضغط خلق نوعا من التهور والسلبية لدى لاعبينا.
كما رد كعباش أيضا، على المتتبعين الذين ذهبوا إلى تحميل المسؤولية للاعبي الدفاع،:» المشكلة الحقيقية تكمن في خط الهجوم، بدليل أن المنتخب المغربي سجل 23 هدفا أي بمعنى أن الدفاع كان حاضرا، ولا يمكن الحكم على الخط الخلفي في شوط واحد، ولا بد من انتظار نهاية المباراة، وإصدار الحكم النهائي على أداء المنتخب».
كمال واسطة

قائد المنتخب الوطني مسعود بركوس للنصر
مررت جانبا !
اعترف قائد المنتخب الوطني مسعود بركوس، بمروره جانبا في لقاء المغرب، مشيرا بأن "الريمونتادا" التاريخية، التي بصموا عليها في آخر دقائق المواجهة أنسته أداءه السيئ، وهو الذي اكتفى على غير العادة، بتسجيل إصابة واحدة، وفي هذا الخصوص قال ابن مدينة بسكرة في تصريحات للنصر:" فرحتنا كبيرة بالانتصار، كونه حدث بعد معاناة كبيرة، ولا أعتقد بأن أحدا كان يؤمن بمقدرتنا في قلب الموازين، بعد أن اتسع الفارق مع نهاية الشوط الأول لسبع إصابات، لقد آمنا بحظوظنا لآخر لحظة، والحمد لله كرة اليد أنصفتنا، بعد الريمونتادا التاريخية التي أدخلت البهجة على قلوب الجميع، ويكفي ما شاهدناه عبر مواقع التواصل الاجتماعي من احتفال الجزائريين، الذين نعتذر منهم على الأداء المهتز، ونعدهم بالتدارك"
وعن الأسباب التي جعلته يظهر بذلك الأداء السيئ، قال بركوس بأنه يعترف بمروره جانبا، مشيرا بأن ذلك أثر على أداء المجموعة ككل، كونه اللاعب المعتاد على صنع الفارق، وهنا قال:" لم أكن في يومي وعليّ الاعتراف بأن أدائي أثر على الفريق ككل، كوني معتاد على تسجيل عديد الأهداف وصنع الفارق، على العموم شكرا لزملائي كونهم نابوا عني، وقدموا ما هو مطلوب، وأعد الجميع بأن بركوس سيكون في الموعد بداية من لقاء أيسلندا".                          مروان. ب

الجزائر وراء استعمال تقنية "الفار" لأول مرة في المونديال
عرفت مباراة المنتخبين الجزائري والمغربي، استعمال تقنية «الفار» لأول مرة في تاريخ مونديال كرة اليد، وذلك بعد لجوء الحكم الرئيسي، الدانماركي هانسن مادس، إلى حكم الفيديو المساعد للحسم في حالة الطرد، والتي كانت في الدقيقة الرابعة من اللقاء، إذ تبيّن بأن اللاعب المغربي أمين بن طالب اعتدى على اللاعب الجزائري رضواني، مما كلفه البطاقة الحمراء، مع احتساب ضربة جزاء للمنتخب الوطني.
وعرفت هذه المواجهة الطرد المباشر لثلاثة لاعبين من المنتخب المغربي بسبب اعتمادهم الخشونة في التدخلات، ويتعلق الأمر بكل من بن طالب، إسماعيلي وحكيمي.
ص / ف

الرجوع إلى الأعلى