رسّم المكتب التنفيذي للإتحاد الإفريقي لكرة القدم، خلال اجتماعه المنعقد أمس بالعاصمة الكاميرونية ياوندي، عشية رفع الستار على النسخة السادسة لبطولة أمم إفريقيا للمحليين، تواجد أربعة مرشحين في السباق الخاص بتمثيل القارة السمراء في المكتب التنفيذي للفيفا عن المجموعة الناطقة بالعربية والبرتغالية والإسبانية، وذلك بقبول الملفات الأربعة، التي كانت قد أودعت في أوائل شهر نوفمبر الفارط، ليكون رئيس الفاف خير الدين زطشي، أحد المتنافسين على مقعد في الاتحاد الدولي، بمعية كل من المغربي فوزي لقجع والمصري هاني أبو ريدة، إضافة إلى رئيس إتحاد غينيا الاستوائية غوستافو إيدو، وهو الصراع الذي يبقى بطابع «عربي» خالص، ونشاط «الكواليس» أخذ في التصاعد منذ دورة «الشان»، بحثا عن أكبر عدد ممكن من الأصوات.
قبول ملف ترشح خير الدين زطشي للانتخابات الخاصة بالمكتب التنفيذي للفيفا، تحسبا للعهدة القادمة، جاء ليبطل مفعول الإشاعات التي كانت قد راجت مؤخرا، والتي تحدثت عن تسجيل اللجنة المكلفة بدراسة الترشيحات تحفظات حول ترشح زطشي، ليكون بذلك الرئيس الحالي للفاف، معنيا بسباق البحث عن تمثيل الجزائر لثاني مرة في الهيئة التنفيذية للإتحاد الدولي لكرة القدم، بعدما كان سابقه محمد روراوة، قد قضى عهدة ما بين سنتي 2013 و 2017.
إلى ذلك، فإن اللجنة المعنية قبلت ملف ترشح رئيس الإتحاد المغربي فوزي لقجع، رغم أنه كان بمثابة الذراع الأيمن للملغاشي أحمد أحمد ، الذي تمت تنحيته من زعامة الكاف، بعد ثبوت ضلوعه في قضايا فساد وسوء التسيير، وهي الملفات التي كانت قد زعزعت الجناح المغربي، الذي كان قد بسط سيطرته على شؤون الهيئة الكروية القارية، باستغلال انسياق العجوز الملغاشي وراء التعليمات والأوامر التي كانت تملى عليه من «المغاربة»، الذين أحكموا قبضتهم على كل المناصب الحساسة في الكاف، بعدما أغرقوا أحمد أحمد بالهدايا، وجعل منه «دمية» خشبية، لكن عدم الغوص في التحقيقات الخاصة بملف الفساد، أبقى لقجع بمنأى عن أي عقوبة إدارية، في ظل عدم توسيع قائمة المتورطين في قضايا الفساد، وهو الذي كان يترأس اللجنة المالية على مستوى الإتحاد الإفريقي، الأمر الذي شفع له بخوض سباق البحث عن تمثيل المغرب لأول مرة في الفيفا، بعدما سجل تواجده بصورة أوتوماتيكية ضمن لجنتين من أعلى هيئة كروية عالمية، بحكم المنصب الذي كان يشغله في الكاف منذ مارس 2017.
من جهة أخرى، تفادى المصري هاني أبو ريدة العقوبة الإدارية التي كان مهددا بها، على اعتبار أنه كان من المحسوبين على جناح الملغاشي أحمد أحمد، بالنظر إلى العلاقة الوطيدة، التي كانت تربط الرجلين، خاصة وأنهما كانا يرتديان قبعة تمثيل القارة الإفريقية في المكتب التنفيذي للفيفا على مدار السنوات الثلاثة الفارطة، كما أن أبو ريدة، كان قد استقال من رئاسة الإتحاد المصري لكرة القدم مباشرة بعد نكسة «الفراعنة» في دورة «كان 2019»، وهي الوضعية التي جعلت وزارة الرياضة المصرية، تبدي تحفظها على حمل هذا العضو راية تمثيل مصر في انتخابات الفيفا، وطالبت بضرورة توسيع دائرة التحريات في كيفية تسيير الكاف، خلال العهدة التي تولى فيها أحمد أحمد الرئاسة، على مدار ثلاث سنوات، لأن هذه الفترة شهدت بسط أبو ريدة نفوذه، باستغلال عضويته في الكاف والفيفا على حد سواء، لكن «المقصلة» أبقت أبو ريدة خارج قائمة المتورطين في قضايا الفساد، حاله حال المغربي فوزي لقجع.
للإشارة، فإن انتخابات عضوية المكتب التنفيذي للفيفا، ستجرى يوم 12 مارس القادم بالعاصمة المغربية الرباط، على هامش أشغال الجمعية الانتخابية للكاف، والتي ستقام عشية انطلاق كأس أمم إفريقيا لفئة أقل من 17 سنة، والتنافس الرباعي عن منطقة الدول الناطقة بالعربية، البرتغالية والإسبانية سيكون من أجل مقعدين، حيث أن أبو ريدة يريد عهدة ثانية كممثل عن هذه المنطقة، بينما انتهت عهدة التونسي طارق البوشماوي.
ص/ فرطاس

الرجوع إلى الأعلى