نجح المنتخب الوطني لكرة اليد، في تحقيق الهدف المسطر من مشاركته في النسخة 27 لبطولة العالم المقامة حاليا بالأراضي المصرية، وذلك بتخطيه عقبة الدور الأول، لأن هذه الطبعة والتي عرفت رفع عدد منشطي المونديال لأول مرة إلى 32 منتخبا، و»اليد» الجزائرية اعتادت على تسجيل تواجدها ضمن قائمة منشطي العرس العالمي، ببلوغ المونديال 15 مرة، مما جعل تفادي الإكتفاء بتنشيط دورة «المواساة»، المخصصة لأصحاب المراكز الأخيرة في الأفواج الثمانية الهدف من المشاركة في هذه الطبعة، وهي الغاية التي تمكن السباعي الجزائري من إدراكها، بالخروج من دور المجموعات بأخف الأضرار، واحتلال الصف الثالث في الفوج السادس، الأمر الذي سمح له بتمرير الإسفنجة على المشاركة الكارثية، التي كانت في آخر ظهور للنخبة الوطنية في مونديال قطر، عندما احتل المنتخب المركز 24 والأخير في اللائحة العالمية، وقد أعقبت تلك «النكسة» بالغياب عن نسختين متتاليتين من الحدث العالمي.
نجاح «اليد» الجزائرية في تخطي عقبة الدور الأول، وإن تماشى والأهداف المسطرة، فإن مواصلة المشوار في الطبعة الحالية بمصر، لا يعني القدرة على رفع عارضة الطموحات عاليا، لأن النظام المعتمد يحصر دائرة «المناورة» بالنسبة للمنتخبات، التي تأهلت من دور المجموعات بعد عمليات قيصرية، برصيد لا يتجاوز النقطتين، وفرص التدارك تبقى شبه منعدمة، مادام الخروج بسلام من الفوج الموسع سيكون من نصيب منتخبين فقط، وعليه فإن المنتخب الوطني سيعمل على تحسين وضعيته، والدفاع عن حظوظه في التنافس على إحدى المراكز من 17 إلى 24 في الترتيب النهائي، بعد التأكد من التقدم على 8 منتخبات في اللائحة العالمية.
حسابات الفوج الموسع تنطلق من مخلفات الدور الأول، والتي تجعل المنتخب الوطني يتواجد في مجموعة تضم 5 منتخبات من القارة الأوروبية، والمعطيات الأولية تنصب الخضر في خانة الحلقة الأضعف لهذه المجموعة، سيما وأن التشكيلة الوطنية تحتل الصف الأخير بفارق الأهداف عن سويسرا، مادامت القوانين المعمول بها تبقي نتائج المواجهات المباشرة بين المنتخبات المتأهلة عن كل فوج سارية المفعول، وهو الإجراء الذي وضع النخبة الجزائرية في مؤخرة الترتيب، باحتساب الهزيمتين أمام كل من أيسلندا (39 / 24) والبرتغال (26 / 19)، ورزنامتها في المرحلة الموالية، ستكون بالتباري مع ثلاثة منتخبات تأهلت من الفوج الخامس، ويتعلق الأمر بكل من فرنسا، النرويج وسويسرا، التي ورغم أنها عوضت المنتخب الأمريكي عشية إنطلاق المونديال، إلا أنها تمكنت من التأهل على حساب النمسا.
وبمراعاة الوضعية التي ستنطلق منها فعاليات الدور الثاني، فإن حظوظ الخضر في التأهل إلى ربع النهائي شبه «مستحيلة»، وتمر عبر تجسيد جملة من الشروط التعجيزية، مادام الفوز باللقاءات الثلاثة لهذا الدور، قد لا يكون كافيا لانتزاع إحدى تأشيرتي المرور إلى دور «الثمانية»، وبالتالي فمن الضروري ضبط الحسابات على ما يتماشى والهدف المسطر، حيث يبقى كل التركيز منصب على مواجهة المنتخب السويسري، بحثا عن فوز يكون وزنه التواجد في الصف الخامس في الفوج، وبالتالي ضمان مقعد ضمن الكوكبة، التي ستكون معنية بالتنافس على المراكز ما بين 17 و 20 في الترتيب النهائي، وبالمرة حجز مقعد في «التوب 20» العالمي من جديد، لأن المخاوف من تأثيرات العامل البدني ازدادت، سيما وأن تحضيرات العناصر الوطنية لهذا الموعد كانت جد متذبذبة، جراء جائحة كورونا.
ص /  فرطاس

الرجوع إلى الأعلى