إذا كان المنتخب الوطني لكرة اليد، قد نجح في تحقيق الهدف المسطر من مشاركته في النسخة 27، لبطولة العالم الجارية حاليا بالأراضي المصرية، فإن السباعي الجزائري بمروره إلى الدور الرئيسي لهذه المنافسة، أصبح يحمل راية تمثيل الكرة «الصغيرة» الإفريقية بمعية منتخب مصر، مستضيف الدورة، لأن قارة إفريقيا كانت الحلقة «الأضعف» في الدور التمهيدي، بإنهاء خمس منتخبات منها مرحلة التصفيات في المراكز الأخيرة، وهو ما يشكل أزيد من نصف تركيبة المجموعة، التي ستكون معنية بتنشيط منافسة «كأس الرئيس» من أجل التنافس، على المراكز ما بين 25 و 32 في اللائحة الختامية.
تواجد النخبة الجزائرية ضمن قائمة المنتخبات، التي تبقى معنية بتنشيط الدور الرئيسي لهذه النسخة من المونديال، تزامن مع إقدام الإتحاد الدولي للعبة على رفع عدد منشطي بطولة العالم، بداية من هذه الطبعة من 24 إلى 32 منتخبا، وهو الإجراء الذي ساهم في زيادة «كوطة» القارة الإفريقية إلى 6 مقاعد، دون احتساب «الإمتياز» الذي كان بتذكرة إضافية، نتيجة إقامة التظاهرة بمصر، وعليه فإن القارة «السمراء» سجلت حضورها في النسخة 27 من مونديال كرة اليد بسبعة منتخبات، ويتعلق الأمر بكل من مصر، تونس، الجزائر، المغرب وأنغولا، وهي منتخبات سبق لهم تنشيط المنافسة، في حين بصم منتخبا جمهورية الكونغو الديمقراطية والرأس الأخضر على مشاركة تاريخية، هي الأولى في نهائيات كأس العالم، وتكون بذلك إفريقيا ثاني قارة من حيث التمثيل في هذه الدورة بعد أوروبا.
على صعيد آخر، فإن كل المعطيات الأولية كانت تنصب منتخبي مصر وتونس، في خانة أفضل سفراء «اليد» الإفريقية، مع ترشيحهما للذهاب بعيدا في هذه الدورة، لكن الأمور الميدانية سارت في اتجاه مغاير، لأن منتخب تونس خرج من الدور التمهيدي عبر أضيق الأبواب، بعد إنهائه المرحلة الأولى في مؤخرة ترتيب المجموعة، وذلك بعد اكتفائه بالتعادل في المواجهة المباشرة مع نظيره البرازيلي، مقابل انهزامه أمام العملاقين العالميين بولونيا وإسبانيا، وعليه فإن «التوانسة» سيتنافسون في باقي المشوار على إحدى المراكز الخاصة بالثماني الأخير في سبورة الترتيب النهائي، بينما أنهت ثلاث منتخبات إفريقية أخرى، المرحلة التمهيدية برصيد خاو من النقاط، جراء الإنقياد إلى الهزيمة في المباريات الثلاثة التي خاضها كل منتخب، ويتعلق الأمر بكل من المغرب، أنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، في حين إضطر منتخب جزر الرأس الأخضر إلى رفع الراية البيضاء وإعلان انسحابه من المنافسة بعد انهزامه في المباراة الأولى، والانسحاب الحتمي، كان بسبب اكتشاف حالتين مؤكدتين للإصابة بفيروس كورونا في أوساط لاعبيه.
«انتكاسة» الكرة الصغيرة الإفريقية، جعلهتا الأقل تمثيلا في الدور الرئيسي بالمقارنة مع باقي القارات، لأن أسيا حجزت 4 تذاكر في المحطة الموالية، وأمريكا الجنوبية سجلت تواجدها بثلاثة ممثلين، لتبقى حصة الأسد من نصيب القارة الأوروبية بسبعة منتخبات، وعليه فإن المنتخب الوطني، سيحمل على عاتقه في باقي المنافسة مسؤولية تمثيل القارة الإفريقية، وهذا رفقة مستضيف الدورة المنتخب المصري، ولو أن هذا الإنجاز ساهم من زاوية أخرى في تألق «اليد» العربية، التي تتواجد في الدور الرئيسي بأربعة منتخبات، مادام منتخبا قطر والبحرين قد نجحا في التأهل، والتواجد سويا في نفس الفوج. وبالنظر إلى وضعية كل منتخب في الفوج الموسع، يمكن القول بأن حظوظ المنتخبين الجزائري والبحريني في مواصلة المغامرة، والمراهنة على بلوغ ربع النهائي يبقى أمرا أشبه بالمعجزة، لأن كل منتخب دخل هذه المحطة برصيد خاو من النقاط، تطبيقا للوائح المعمول بها، في حين يمتلك المنتخب القطري حظوظا أوفر لرفع التحدي ومقارعة كبار القارة الأوروبية في الأدوار المتقدمة، وبالتالي تكرار «سيناريو» دورة 2015، لأن القطريين يحوزون على نقطتين، ورزنامتهم المتبقية تتضمن مواجهة «حاسمة» أمام الدانمارك، مع مقابلتين في المتناول أمام كل من البحرين والأرجنتين، وهو نفس الإنطباع الذي ينطبق على منتخب مصر، الذي سيكون في صراع مباشر مع روسيا على التأشيرة الثانية للمجموعة الرابعة، والتي يبقى فيها المنتخب السويدي المرشح الأول لكسب الرهان.              
ص / فرطاس

الرجوع إلى الأعلى