منتخبات شمال إفريقيا أكبر منافس للخضر على تاج القارة
تحدث المدرب التونسي رضا جدي عن اللقاء المرتقب بين المنتخب الوطني و"نسور قرطاج" هذا الجمعة، عندما أكد بأن انعكاساته ستكون كبيرة على المنتخبين، خاصة بالنسبة للفائز، مشيرا في حواره مع النصر، إلى أنه يتوقع تأهل المنتخبين إلى مونديال قطر.
المباراة الودية المرتقبة بين المنتخب الوطني ونظيره التونسي، تصنع الحدث عبر شبكات التواصل، كيف تتوقعها؟
أقل ما يقال عنها أنها ستكون قمة كروية بامتياز، ستجمع بين صاحب ثاني أحسن ترتيب إفريقي (تونس)، والجار منتخب الجزائر وصاحب الرقم القياسي في المباريات دون خسارة وبطل إفريقيا، كما أن اللقاء سيجمع بين منتخب هو بطل القارة ويتشكل غالبية تعداده خلال العشرية الأخيرة على اللاعبين المحترفين خارج الجزائر، وهي الطريقة التي أتت أكلها تدريجيا، حتى بلوغ مرحلة النضج في التعامل فنيا وإداريا مع هذا الجيل، خاصة في وجود الإطار الفني الحالي بقيادة جمال بلماضي، والذي بدوره ينتمي إلى هذه الفئة، حيث تشبع بهذه العقلية الاحترافية الأوروبية خلال مساره كلاعب وأردفها بتجربة قطرية هامة، اعتمد فيها علي نفس المنهج الأوربي، وكان ذلك بمثابة المخبر الذي اعتمده لتعديل وتصحيح الطرق والمحتويات، مما ممكنه من التحكم والمسايرة الموضوعية، لمنتخب عانى قبل مجيئه من المشاكل الاحترافية.
الرهانات الفنية والحسابية تجعل موعد الجمعة أكثر من مهم
وأما في الجهة المقابلة، فإن المنتخب التونسي، بدأ يسير على نفس المنهج في الفترة الأخيرة (في هذا المعسكر من مجمل  30 لاعبا، عنصرين فقط من البطولة المحلية)، إضافة إلى تدعيم التشكيلة بلاعبين جدد من فرق كبرى، في صورة حنبعل المجبري، من مانشيستر سيتي أو لاعب جوفنتوس حمزة رفيعة.
المدربان يوليان أهمية كبيرة لهذا اللقاء، وتصريحاتهما تؤكد ذلك، ما يجعل الموعد أكــثـر من مواجهة ودية، أليس كذلك
في تقديري، هو موعد مهم، لأنه ببساطة لقاء «ديربي»، وتحضيري لتصفيات كأس العالم والنهائيات الإفريقية، كما أن الفائز سيكسب نقاطا كبيرة ويتقدم في ترتيب الاتحاد الدولي القادم، كما أن الانتصار مهم من الناحية المعنوية، بالنظر إلى قيمة الرهان، بين منتخبين جارين، وسيسمح لكلا الناخبين بالتحضير بكل أريحية في الفترة القادمة.
إستراتيجية الخضر ناجعة وتونس تسلك نفس الدرب
المنتخب التونسي، يفتقد لخدمات الثنائي الساسي والمساكني ،هل سيؤثر ذلك على مردود نسور قرطاج؟
فعلا، المنتخب التونسي يفتقد لخدماتي ثنائي يعتبر ركيزة، مما سيؤثر دون أدنى شك على الآليات التكتيكية، في ظل قدوم لاعبين جدد لأول مرة، لكن الواقعية وخبرة البعض مثل معلول والخزري والسليتي، سيما أحسن لاعب في المنتخب السخيري ستلعب دورا هاما، رغم الوصول المتأخر للمحترف حاليا في نادي كولن بألمانيا (التحق يوم الإثنين)، دون أن ننسى محمد دراغر لاعب أولمبياكوس ومدافع ميتز ديلان، والمتألق المحلي في النجم زميل بن عيادة المدافع الأيمن كشريدة، والذي بالمناسبة كنت أول من رسمه في أكابر النجم الساحلي، وهو متكون في مدرسة نيس الفرنسي.
غياب المساكني والفرجاني ضربة لكن منذر يملك الحلول
وكيف وجدت مستوى تونس والجزائر في آخر موعد ودي؟
بالنسبة للجزائر، النتيجة هي أحسن إجابة عن ما تحقق في الودية الأولى أمام موريتانيا، وكانت أمام فريق طموح ومتأهل للنهائيات الإفريقية، في مجموعة لم تكن بالسهلة، وضمت المنتخب المغربي وبورندي وإفريقيا الوسطى، لكن احترافية عناصر «الجار» صنعت الفارق، دون أن ننسى بأن هذا المنتخب، سيكون ضمن نفس مجموعة منتخب تونس في تصفيات المونديال، وأما الودية الثانية أمام منتخب مالي، فظهر فيها الخضر بوجهين مغايرين، سيما وأن المنافس كان قويا من الناحية التكتيكية، ولعب بضغط عال خلق به عدة صعوبات للاعبي وسط المنتخب الجزائري، لكن رغم كل هذا نجحت كتيبة بلماضي في تحقيق الفوز، في حين أن المنتخب التونسي، لم يكن بكامل التعداد  في هذه المباراة ( غياب دراغر، معلول، السخيري)، مما أعطى انطباعا بظهور نقائص، خاصة في الشوط الأول، لكن في المرحلة الثانية تحسن مردود المنتخب التونسي، وظهر أفضل من الكونغو وربما هدف السيليتي الوحيد، الذي جاء في آخر دقائق الشوط الأول، أثر علي مجريات الشوط الثاني، وأود أن أشير إلى نقطة مهمة.
ما هي هذه النقطة؟

ربما مباراة الجمعة، ستكون أول لقاء للاعبي السابق في النجم الساحلي 2013-2016 بغداد بونجاح على الأرض، التي احتضنته وأعطته صورة جد إيجابية، طبعا بفضل جهده كذلك، وتفاعله الإيجابي مع كل النصائح التكتيكية، وأنا أعتز كثيرا بكوني دربت مهاجما كبيرا، وتوقعت له نجاحه في مشواره الكروي.
بونجاح غير مجنون لمغادرة قطر قبل سنة عن المونديال !
 في تونس، هناك من فهم بالخطأ تصريحات محرز، عندما  شبه طريقة لعب نسور قرطاج، بطريقة لعب أتليتيكو مدريد، ما تعليقك
من وجهة نظري أرحب بتشبيهنا بالبطل، فلا يختلف اثنان أن الأتليتيكو توج ببطولة تصنف الأولى في العالم، واعتبر ذلك بأنه إقرار من محرز بأن المنتخب التونسي هو ذاك البطل المستميت، ولا تنسى أن منتخبنا متأهل باستمرار إلى كل من النهائيات الإفريقية والعالمية.
المدرب الفرنسي ألان جيراس، تحدث مؤخرا عن توقعه مواجهة الخضر صعوبات للدفاع عن لقبه القاري، ما ردك؟
بكل أمانة، أعتقد أن المنافسة ستكون شمال إفريقية، وربما نتائج المنافسات الإفريقية الأخرى في النوادي، أكبر دليل علي ذلك، ثم ماعدا السنغال فإن جل المنتخبات الإفريقية، تتخبط في مشاكل إدارية، وتعداد بعض المنتخبات يشهد صفة غير محبذة وهي تعالي «نجوم» على منتخبات بلدانهم، ومتيقن أن عامل الانتماء ضروري ومفصلي في بناء المنتخبات، والحمد لله،  هذا العامل متوفر في منتخبي الجزائر وتونس.
محرز شبهنا بفريق بطل ومستميت وهذا أمر جيد
بحكم معرفتك ببونجاح، هل تتوقع مغادرته نادي السد هذا الميركاتو أم لا؟
حتما لا، كيف يغادر قطر هذا الموسم، وكأس العالم ستدور هناك، وكل اللاعبين ووسائل الإعلام والفنيين يتجهون إلى هذا البلد، وهذا ما سيمكنه من كسب قيمة تسويقية إضافية، وثانيا فالمدرب تشافي جدد عقده مع النادي، ولا أظنه يقبل التفريط في أحسن عنصر في الفريق، كما أنه  حطم كل الأرقام القياسية مع السد، صحيح أنا مدرك إن إمكانيات بغداد تتماشى مع الفرق الأوربية الكبرى، شريطة أن يواصل العمل الجدي كما دأب عليه، لكن كل شي ممكن في عالم كرة القدم والأمثلة كثيرة.
وهل أنت متفائل بمستقبل المنتخب التونسي؟
طبعا نعم، لأن جينة الاستماتة والواقعية التكتيكية والشكل الجماعي في الأداء، هي عبارة عن «عدوي» تنتقل من جيل إلي جيل، وكنت أحد المساهمين في مرحلة 2002-2008 ، وأعرف جيدا أن المجموعة الموسعة الحالية من اتحادية، إطار فني وخاصة لاعبين متلاحمين ومصرين علي تحقيق نتائج استثنائية في المرحلة القادمة، بداية من الكأس العربية ثم الكأس الإفريقية وأخيرا كأس العالم في قطر، والتي تعتبر بالنسبة للجزائر وتونس، فرصة ذهبية للوصول إلى دور متقدم، بحكم التأقلم السريع مع محيط الدورة (بلد عربي)، وأنا على دراية بذلك بحكم تدريبي هذا الموسم لفريق الشمال القطري الصاعد إلى الممتاز، ثم أنني أعرف جيدا الناخب الوطني منذر الكبير (زميل دراسة في الجامعة) لديه من الإمكانيات والطموح، الذي يمكن أن يعطي الإضافة إلى المجموعة بكل هدوء.
أتوقع بلوغ الجزائر وتونس لنهائيات كأس العالم
هل من كلمة أخيرة؟
دامت كرة القدم متألقة في بلدينا، ورفع الله علينا هذا الوباء، ومزيدا من الصحة والعافية لأشقائنا في الجزائر، وأنا متأكد بأننا سنلتقي في مونديال قطر.
حاوره: حمزة.س

الرجوع إلى الأعلى