مصير اللّقب يبقى مُعلقا بإفرازات الجولات الست المتبقية
مدّدت مخلفات الجولة الثانية والثلاثين لبطولة الرابطة المحترفة الأولى، من حالة "السيسبانس" القائمة بخصوص هوية بطل النسخة 11 من المنافسة، مع خلط الحسابات من جديد، لأن المعادلة أصبحت ثلاثية الأطراف، مع بقاء إمكانية إلتحاق شبيبة القبائل بركب المتنافسين على التاج من بين الاحتمالات الواردة بعد تسوية الرزنامة، وكذلك الحال بالنسبة لاتحاد الجزائر، الذي اقترب نسبيا من كوكبة الصدارة، وهذا في ظل مواصلة وفاق سطيف التراجع، مع سقوط شباب بلوزداد لأول مرة في مرحلة الإياب، مقابل انتفاضة شبيبة الساورة، وعودتها إلى السباق من موقع قوة، بعد نجاحها في فرملة "النسر الأسود" بعاصمة الهضاب، الأمر الذي يبقي مصير اللّقب معلقا على جملة من الحسابات المعقدة، والمرهونة بإفرازات الجولات الست المتبقية.
قــراءة : صالح فرطــاس

وإذا كان وفاق سطيف، قد انفرد مجددا بكرسي الريادة، وفكّ عقد الشراكة الذي كان يربطه بشباب بلوزداد، فإن "السطايفية" نجوا من هزيمة داخل الديار كادت أن تكون مؤكدة، في قمة وفت بكامل وعودها من حيث الإثارة والتنافس، وكان فيها فريق شبيبة الساورة سباقا للتهديف عن طريق ساعد، في أواخر الشوط الأول، ليرد عليه جابو مع بداية المرحلة الثانية، إلا أن الزوار أخذوا الأسبقية من جديد بفضل عمران، وهو "السيناريو" الذي كان سيسفر عن ريادة بثلاثة رؤوس، لكن قندوسي أبطل مفعوله، بهدف قاتل في آخر ثانية من عمر اللقاء، أنقذ به الوفاق من هزيمة، ومنحه نقطة التعادل، الذي كان وزنها الانفراد بمشعل القيادة، وقطع الطريق بالموازاة مع ذلك أمام "نسور الجنوب" للإلتحاق بالصدارة، رغم نجاحها في حصد 4 نقاط من سفريتين متتاليتين إلى منطقة الهضاب في ظرف 5 أيام.
انتهاء قمة سطيف دون فائز، تزامنت مع سقوط شباب بلوزداد بتلمسان في قمة النقيضين، إذ تجرع أبناء "العقيبة" مرارة الهزيمة لأول مرة في مرحلة العودة من البطولة، مما كلفهم التنازل عن عرش الصدارة، بعد جولة فقط من التربع عليه، ولو أن هذه المخلفات جعلت شبيبة الساورة المستفيد الأكبر من هذه المحطة، لأنه وبتفاديه الهزيمة في سطيف دخل دائرة التنافس على اللقب من موقع قوة، الأمر الذي أعاد حسابات اللقب إلى نقطة الصفر، والمعطيات تبقى مقترنة بالجولات المتبقية، والتي تبقى فيها رزنامة كل طرف "استثنائية"، على اعتبار أن القائد الحالي للقافلة، وفاق سطيف، والذي يسجل حاليا أطول سلسلة من النتائج السلبية هذا الموسم، بعدم تذوقه طعم الفوز في 4 لقاءات متتالية، سيستفيد من عامل الأرض في مناسبتين فقط في المرحلة المتبقية من البطولة، باستقباله كل من اتحاد بسكرة وشبيبة سكيكدة، مقابل القيام بأربع سفريات محفوفة بالمخاطر، لملاقاة أندية تصارع من أجل تفادي السقوط، في صورة جمعية عين مليلة، جمعية الشلف ووداد تلمسان، فضلا عن "الكلاسيكو" مع شبيبة القبائل، وهي رزنامة "نارية" تضع "النسر الأسود" على المحك، في رحلة بحثه عن التتويج لخامس مرة بلقب البطولة في عهد الاحتراف.
رزنامة بلوزداد تمنحه مفتاح الحسم في مصير اللّقب
الوضعية الراهنة لوفاق سطيف، كانت الدافع الرئيسي الذي فتح شهية باقي الأطراف، خاصة شباب بلوزداد الذي يواصل رحلة الدفاع عن لقبه، ويتأخر بخطوة عن الريادة، لكن برزنامة متبقية تتضمن 7 مباريات، والملفت للإنتباه فيها أن أبناء "العقيبة" لن يسافروا خارج العاصمة سوى في مناسبة واحدة، وذلك بقيامهم بأعسر وأصعب دورية، من خلال التنقل إلى بشار لملاقاة شبيبة الساورة، في واحد من أهم المنعرجات في معادلة اللقب، كما سيكون الشباب على موعد مع ثلاثة قمم بطابع محلي مع كل من مولودية واتحاد العاصمة وكذا شبيبة القبائل في اللقاء المتأخر، مقابل استضافة ثلاثي القاعدة الشرقية، نجم مقرة، اهلي البرج واتحاد بسكرة، وهي الرزنامة التي تضع مصير لقب البطولة بأرجل سعيود ورفاقه، شريطة النجاح في كسب الرهان، وحصد العلامة الكاملة، لأن هذا الشرط يعفي من انتظار نتائج باقي المنافسين، ويعبد الطريق أمامهم لاعتلاء منصة التتويج للمرة الثانية على التوالي.
حلم الساورة في تتويج تاريخي مرهون بشروط
من الجهة المقابلة، فإن حظوظ شبيبة الساورة في انتزاع لقب البطولة لأول مرة في تاريخ النادي تبقى قائمة، لكنها مرهونة بجملة من الحسابات التي لها علاقة مباشرة بنتائج وفاق سطيف وشباب بلوزداد، على اعتبار أن تدارك فارق 3 نقاط الذي يفصل "نسور الجنوب" عن الصدارة يمر عبر تعثر "السطايفية وبلوزداد، والرزنامة المتبقية للشبيبة تمنحها أفضلية الأرض في 4 لقاءات، من بينها قمة واعدة مع بطل النسخة الماضية، مقابل استضافة ثنائي يصارع من أجل ضمان البقاء، ويتعلق الأمر بجمعية الشلف وجمعية عين مليلة، ليكون نادي بارادو رابع ضيف سيزور بشار في الشطر المتبقي من الموسم الجاري، في الوقت الذي ستجبر فيه تشكيلة المدرب جاليت على القيام برحلتين محفوفتين بالمخاطر على بسكرة وتلمسان، لأن وضعية أصحاب الضيافة ضمن كوكبة المهددين بالسقوط تصعب من مأمورية الزوار في التمرد على المنطق.
انتفاضة "سوسطارة" تضعها في غرفة الانتظار
ما قيل عن شبيبة الساورة يمكن استنساخه على اتحاد الجزائر، الذي استعاد بصيصا من الأمل في القدرة على قلب الموازين، واعتلاء منصة التتويج في آخر منعرج من السباق، وذلك بعد نجاح أبناء "سوسطارة" في العودة سهرة أول أمس بانتصار عريض من عين مليلة، أين تجاوزوا عقبة "لاصام" بالسرعة الثالثة، بفضل كل من أوبوكو، نعيجي وعليان، لأن هذا الفوز نصب الاتحاد في المركز الرابع بفارق 8 خطوات عن الرائد الحالي، مع حيازته رزنامة متبقية من سبع مقابلات، 4 منها داخل الديار، أمام كل من شبيبة القبائل، نادي بارادو وشباب بلوزداد بطابع "الديربي"، إضافة على اتحاد بسكرة، في حين ستكون تشكيلة المدرب زغدود مجبرة على القيام بثلاث سفريات، اثنتان منها لملاقاة فريقين مهددين بالسقوط، وهما نجم مقرة وجمعية الشلف، وختام المشوار سيكون برحلة "شكلية" إلى سكيكدة.

بلعبــاس أول مرافــق للبـرج وسكيكـدة
أما على مستوى مؤخرة الترتيب، فإن الجولة الثانية والثلاثين عقدت من وضعية اتحاد بلعباس، الذي رهن نسبة كبيرة جدا من حظوظه في تفادي السقوط إلى الرابطة الثانية، وأصبح يتواجد في خانة أول مرافق لثنائي القاعدة الشرقية أهلي البرج وشبيبة سكيكدة، على اعتبار أن الهزيمة التي تلقاها على يد نادي بارادو أخرته بنحو 9 خطوات عن عتبة النجاة، وهو فارق ليس بالإمكان تداركه في الجولات الست المتبقية، مادام الفوز بكل المباريات لن يكون كافيا للإتحاد من أجل تحقيق "معجزة النجاة".
رابع النازلين "مجهول" و"لاصام" تدخل الحسابـات
ورغم، أن معطيات معادلة السقوط اتضحت، بالتعرف على هوية الثلاثي الذي امتطى القطار المؤدي إلى الرابطة الثانية فإن الحسابات تبقى معقدة لتحديد هوية رابع النازلين، في ظل اتساع دائرة الخطر، على اعتبار أن شبح السقوط يبقى يهدد سبعة فرق، بدرجات متفاوتة، ويتعلق الأمر بكل من وداد تلمسان، نصر حسين داي، جمعية الشلف، نجم مقرة، جمعية عين مليلة، سريع غليزان واتحاد بسكرة، مقابل تواجد كل من نادي بارادو، شباب قسنطينة، أولمبي المدية ومولودية الجزائر بمنأى عن كل حسابات نهاية الموسم.
هذه الوضعية، ازدادت تعقيدا عقب انتفاضة وداد تلمسان بفوزه على شباب بلوزداد، الأمر الذي بعث الصراع من أجل تفادي السقوط، سيما وان استفاقة "الزيانيين" تزامنت مع تعثر جمعية الشلف في عقر الديار، باقتسامها الزاد مع مولودية الجزائر، وكذا السقوط المدوي لجمعية عين مليلة داخل قواعدها، لأن الانهيار بثلاثية يجسد حدة معاناة "لاصام" في النصف الثاني من المشوار، كما أن الرزنامة المتبقية لأبناء "قريون" صعبة للغاية، والخروج منها بسلام يستوجب عدم التفريط في نقاط ملعب الزوبير خليفي، غذ ان الجمعية ستستقبل في ثلاث مناسبات كل من وفاق سطيف، جمعية الشلف ومولودية وهران، بينما ستكون تنقلاتها محفوفة بالمخاطر على تلمسان، بسكرة وبشار.
من جهة أخرى، فقد خسر "الشلفاوة" نقطتين ثمينتين في حسابات "النجاة"، ورزنامتهم المتبقية "نارية"، كونها تتضمن مواجهات مع أندية تتنافس على اللقب، في صورة وفاق سطيف،شبيبة الساورة واتحاد الجزائر، أو أخرى تصارع من اجل تحقيق البقاء، على غرار جمعية عين مليلة، اتحاد بسكرة وسريع غيليزان، مما يعني ان تشكيلة المدرب زاوي مقبل على منعرج حاسم، تخوض خلاله ستة لقاءات بطابع "النهائيات". وتضع الحسابات الأولية، كل من نصر حسين داي ووداد تلمسان في خانة أكبر المهددين بتكملة ركب النازلين، لأن "النهد" ستلاقي في الجولات المتبقية ثلاثة فرق معنية بحسابات السقوط، كلها من الجهة الغربية، وهي اتحاد بلعباس، سريع غيليزان ووداد تلمسان، مع استقبال شباب قسنطينة، وتنشيط لقائين محليين مع مولودية الجزائر ونادي بارادو

الرجوع إلى الأعلى