•المعطيات الراهنة تحفز على المواصلة
اعترف الحارس رابح بوعزيزي قائد تشكيلة حمراء عنابة بأن النجاح في إعادة الفريق إلى الرابطة الثانية، يعد بمثابة أغلى هدية قدمها اللاعبون لواحدة من أعرق المدارس الكروية على الصعيد الوطني، وأكد بأن هذا الإنجاز لم يكن هدية، بل ـ كما قال ـ " ثمرة تضحيات كبيرة قدمتها كل الأطراف، لأن المشوار كان صعبا، و"سيناريو" مباراة السد كان أبرز دليل على ذلك".
بوعزيزي، وفي حوار خص به النصر، أوضح بأن آمال العنابيين كانت مبنية على تحقيق فرحة مزدوجة، بصعود الاتحاد و"الحمراء" في نهاية الموسم، لكن فشل الفريق الأول في المدينة على تحقيق المبتغى في آخر منعرج من الموسم جعل عناصر حمراء عنابة تتسلح بإرادة فولاذية لصنع فرحة الجمهور العنابي، والتقليل من حدة "النكسة"، كما تحدث عن المستقبل، وأشار إلى أن المحافظة على مكانة الفريق في الرابطة الثانية، يبقى الهدف الرئيسي.
*ما تعليقك على الإنجاز المحقق، سيما بعد النجاح في اقتطاع تأشيرة الصعود إلى الرابطة الثانية؟
هذا الإنجاز لم يكن هدية تلقيناها، بل كان ثمرة عمل جبار قامت به المجموعة على مدار موسم كامل، والحقيقة أن سر النجاح يكمن بالأساس في الروح الجماعية السائدة داخل الفريق، لأننا كلاعبين وجدنا كافة الظروف التي ساعدتنا على تركيز اهتمامنا على العمل الميداني، على اعتبار أن اللجنة المسيرة عمدت على توفير الأجواء التي دفعتنا إلى تقديم أفضل مردود، وهذا الأمر لمسته شخصيا منذ الوهلة الأولى، عندما اتصل بي الرئيس بن تومي، لأنني كنت على وشك التجديد في ترجي قالمة، سيما بعد الموسم المميز الذي أديته مع "السرب الأسود"، أجواء حمراء عنابة حمستني على العودة للفريق، دون تجاهل المجهودات الجبارة التي قام بها الطاقم الفني، لأن خبرة أعضاء الطاقم ساهمت بشكل كبير في تسيير المشوار بعيدا عن أي مشاكل، وعليه يمكن القول بأن سيرنا بخطوات ثابتة طيلة الموسم، فكان الصعود مستحقا.
*لكنكم عانيتم كثيرا في مرحلة الإياب، وكاد لقب الفوج أن يضيع منكم؟
الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أننا قبل انطلاق الموسم، لم نسطر الصعود كهدف رئيسي، لأن نمط المنافسة الذي تم اعتماده بصورة استثنائية، كان من الصعب التعامل معه، في ظل عدم توفر فرص كثيرة للتدارك، لكن الانطلاقة الموفقة التي حققناها ساهمت بشكل مباشر في رسم المعالم الأولية لطريق الصعود، خاصة بعد تتويجنا باللقب الشتوي، وهو اللّقب الرمزي الذي زاد من فرض ضغوطات كبيرة علينا، لأننا لم ننهزم طيلة النصف الأول من البطولة، فكان شرف الإطاحة بنا مسعى كل المنافسين، ليكون منعرج الموسم إثر الهزيمة المفاجئة التي تلقيناها في عقر الديار أمام نصر الفجوج في الجولة التاسعة، لأن ذلك التعثر أخلط كل الحسابات، وقد أعقب بتنقلين إلى الذرعان والطارف، حصدنا منهما نقطة واحدة، الأمر الذي جردنا من كرسي الريادة لأول مرة منذ بداية الموسم، وقد كان ذلك قبل 3 جولات من نهاية البطولة، ومصير اللقب لم يكن بأيدينا، ومع ذلك فقد كان النجاح في الفوز بالمباريات الثلاثة الأخيرة كافيا لتنصيبنا على منصة التتويج، وهذا بعد هزيمة الفجوج بعين ياقوت.
..والمؤكد، أن الضغط كان أكبر في مباراة "السد"، أليس كذلك؟
"السيناريو"، الذي سارت على وقعه المقابلة "الفاصلة" أمام اتحاد تبسة، كان أكبر دليل على الصعوبة الكبيرة التي وجدناها لتحقيق هذا الهدف، لأننا خرجنا من الفوج بلقب أحرزناه بشق الأنفس في آخر جولة من البطولة، في وجود منافسة شرسة من أندية الفجوج، بني ولبان وترجي قالمة، والفرحة بهذا الانجاز ظلت معلقة إلى غاية لقاء "السد"، لأن نظام المنافسة كان مجحفا وقاسيا، وليس من السهل على أي بطل فوج تجرع مرارة الفشل في اقتطاع تأشيرة الصعود، وهذه المعطيات جعلتنا نعيش تحت تأثير ضغوطات رهيبة، وكانت حساباتنا مبنية على عدم تلقي أهداف، قبل التفكير في هز شباك المنافس، رغم أننا كنا الفضل فوق أرضية الميدان، وقد شاءت الصدف أن نتحصّل على ضربة جزاء في آخر دقيقة من عمر اللقاء، حققنا بفضلها الهدف المنشود.
*وماذا عن مستقبلكم مع الفريق، بعد المساهمة في تحقيق هذا الإنجاز؟
مما لا شك فيه أن فرحة الصعود كانت كبيرة، والاستقبال الذي كنا قد حظينا به عند عودتنا من سطيف، جعلنا نحس بأننا أبطال حقيقيون، لأننا قدمنا للولاية أغلى هدية رياضية، وذلك بصنع فرصة آلاف الأنصار، رغم أن تاريخ حمراء عنابة يبقي هذا الإنجاز، مجرد خطوة في رحلة البحث عن الأمجاد الضائعة لواحدة من أعرق المدارس الكروية على الصعيد الوطني، إلا أن غياب "الحمراء" عن الوطني الثاني لفترة تجاوزت ثلاثة عقود من الزمن، أعطت هذا الصعود نكهة خاصة، ولو أن الفريق يستحق مكانة في القسم الأعلى، وعليه فإن الأولوية تبقى دوما لحمراء عنابة، لأن اللجنة المسيرة تراهن على الاستقرار لضمان الاستمرارية في العمل، وظروف الموسم المنصرم، تحفز على مواصلة الدفاع عن اللونين الأحمر والأبيض لموسم آخر.
حــاوره: ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى