تضع مباريات الجولة الثالثة والثلاثين لبطولة الرابطة المحترفة الأولى كرسي الريادة في المزاد، ومحل صراع عن بعد بين القائد الحالي للقافلة وفاق سطيف ومطارده المباشر شباب بلوزداد، مع بقاء إمكانية اعتلاء شبيبة الساورة عرش الصدارة، بعقد شراكة من بين الاحتمالات الواردة، لكن بنسبة ضئيلة في التجسيد الميداني، وذلك بالنظر إلى المأموريتين المتباينتين لثنائي المقدمة، إذ أن "النسر السطايفي"، سيكون على صفيح ساخن بعين مليلة، في قمة "النقيضين"، بينما يتواجد أبناء "العقيبة" في رواق جيد لتدعيم الرصيد، وتمرير الإسفنجة على الهزيمة الأخيرة بتلمسان، في الوقت الذي ستكون فيه كوكبة المهددين بالسقوط على المحك، في ظل التنقل الجماعي لأغلب الأندية المعنية بالحسابات، وحتى تلك التي ستستفيد من عامل الأرض، ستخوض اختبارات جد عسيرة.
وتكتسي قمة عين مليلة، أهمية بالغة في معطيات معادلتي اللقب والسقوط في آن واحد، لأن الضيف وفاق سطيف مجبر على التمرد على المنطق والعودة مجددا إلى سكة الانتصارات، بعد 4 جولات دون فوز، على اعتبار أن أي مكسب غير النقاط الثلاث في هذه السفرية، قد يجرده من مشعل القيادة، لكن المهمة لن تكون سهلة، لأن وضعية أهل الدار تحتم عليهم الانتفاضة، ووضع حد لنزيف النقاط، إذ أن "لاصام" التي تراجعت بشكل كبير في مرحلة الإياب، والهزيمة الأخيرة في عقر الديار أمام إتحاد الجزائر أدخلتها منطقة الجاذبية، و"النجاة" من شبح السقوط أصبحت تمر عبر عدم التفريط في نقاط ملعب خليفي، وهي معطيات تجعل هذه المواجهة بمثابة المنعرج الحاسم للفريقين.
إلى ذلك، فإن الوصيف شباب بلوزداد سيستفيد من أفضلية الأرض، عندما يستقبل نجم مقرة، في مباراة بطابع "ثأري"، لأن النجم كان قد كسب الرهان في نفس الملعب وأمام ذات المنافس في كأس الرابطة، إلا أن المعطيات تختلف هذه المرة، والشباب مطالب بالنقاط الثلاث، لطي صفحة التعثر الأخير بتلمسان، وبالمرة ترقب تعثر "السطايفية" لاعتلاء عرش الصدارة، في انتظار تسوية الرزنامة، رغم أن "المقراوية" استعادوا توازنهم في النصف الثاني من الموسم، لكن كثرة الغيابات تخلط حسابات المدرب عزيز عباس، في رحلة البحث عن نتيجة إيجابية تعزز آمال البقاء.
من جهة أخرى، تتواجد شبيبة الساورة أمام فرصة إثراء الرصيد، والتمسك بحظوظ التتويج باللقب، وذلك باستقبالها جمعية الشلف، في مباراة تكتسي نقاطها أهمية بالغة للطرفين، لأن أصحاب الضيافة عادوا بقوة إلى سباق اللقب، وهي المواجهة تضعهم أمام اختبار تأكيد ما حققوه في سفريتين متتاليتين إلى منطقة الهضاب العليا، بصرف النظر عن كون الشبيبة لم تفرط في النقاط بملعبها إلا في حالات نادرة، بدليل أنها سجلت تعادلين فقط داخل القواعد منذ بداية الموسم، الأمر الذي يوحي بصعوبة مأمورية "الشلفاوة" في إحراز نتيجة إيجابية، لأنهم دخلوا المنطقة الحمراء، والتعثر قد ينصبهم في خانة رابع النازلين.
باقي اللقاءات تلقي بظلالها على حسابات السقوط، في ظل اتساع دائرة المهددين، انطلاقا من قمة غليزان، التي ستضع السريع المحلي أمام واحد من أعسر الامتحانات في هذه المرحلة، وذلك باستقبال شبيبة القبائل في مباراة لا تقبل نقاطها القسمة على إثنين، لأن "الرابيد" كان قد أحرز 4 انتصارات متتالية، تحت قيادة المدرب بوغرارة، واختبار التأكيد لمواصلة رحلة الابتعاد عن منطقة الخطر، ستكون أمام ضيف ثقيل مازال يتمسك بآماله في اعتلاء منصة التتويج، لأن "الكناري" سيعمل على إثبات أحقيته في الفوز المحقق بقسنطينة، وبالتالي تشديد الخناق على "ترويكا" الصدارة، بينما ستكون سفرية اتحاد بسكرة إلى بولوغين محفوفة بالمخاطر، لأن أبناء "سوسطارة" سيخوضون لقاء الحظ الأخير، في مسعاهم الرامي لانتزاع تذكرة قارية، و"خضراء الزيبان" لم تنهزم سوى مرة واحدة في آخر 11 جولة، في الوقت الذي سينشط فيه اتحاد بلعباس ونصر حسين داي قمة المؤخرة، رغم أن تشكيلة "المكرة" رهنت نسبة كبيرة جدا من حظوظها في البقاء، وتجسيد هذا الهدف أصبح يمر عبر ما يشبه "المعجزة"، فيما يسعى وداد تلمسان للاستثمار في وضعية أهلي البرج، للعودة إلى الديار بنقاط قد يكون وزنها مد خطوة إضافية نحو بر الآمان.
هذا، وقد فقدت القمة الكلاسيكية بين مولودية وهران وشباب قسنطينة نكهتها، في ظل دخول "السنافر" في أجواء العطلة المبكرة، مقابل سعي "الحمراوة" للبحث عن مقعد فوق "البوديوم"، في حين سيكون "الديربي" بين أولمبي المدية ونادي بارادو دون حسابات، بينما تتواجد مولودية الجزائر في طريق مفتوح لتدعيم الرصيد والثأر من هزيمة الذهاب التي كانت قد تلقيتها بسكيكدة.                  ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى