كسبنا صعودا استثنائيا وكتبنا التاريخ بأحرف من ذهب
•المستقبل يستوجب مشروعا يتماشى وقيمة الانجاز
إعتبر مدرب هلال شلغوم العيد إدريس بن مسعود، الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى، أغلى هدية يمكن تقديمها للأنصار تزامنا مع الاحتفال بالذكرى 76 لتأسيس النادي، خاصة وأن الإنجاز تاريخي، بتواجد الفريق لأول
مرة في قسم الكبار.

وأوضح بن مسعود في حوار خص به النصر، بأن المشوار لم يكن مفروشا بالورود، لأن الصعود كان ـ كما قال ـ " خارج حساباتنا، لكن الحلم ولد وكبر مع تقدم المنافسة، ليجد طريقه إلى التجسيد في نهاية المطاف"، مؤكدا على أن الضغط النفسي المفروض على المجموعة كان قد بلغ الذروة في دورة "البلاي أوف"، خوفا من تجرع نكسة "الإخفاق" في آخر منعرج من السباق.
ما تعليقكم الأولي، بعد النجاح في تحقيق صعود تاريخي إلى الرابطة المحترفة؟
الأكيد أن هذا الإنجاز سيبقى محطة تاريخية مكتوبة بأحرف من ذهب في تاريخ الهلال، كيف لا والأمر يتعلق بصعود الفريق لأول مرة منذ تأسيسه إلى القسم الأول، وقد شاءت الصدف أن يتزامن تحقيق هذا الحلم مع الاحتفالات بذكرى تأسيس النادي، فكانت أغلى هدية يمكن أن نقدمها للأنصار بهذه المناسبة، وقد جاءت بعد 76 سنة من الانتظار، وتحقيق هذا الحلم كان ثمرة تظافر جهود كل الأطراف، لأن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن أكبر المتفائلين في مدينة شلغوم العيد لم يكن يراهن على تحقيق الصعود هذا الموسم، لكن توفر عوامل النجاح ساهمت بشكل كبير في تغيير المعطيات، فتحول هدف البحث عن تأدية مشوار مشرف إلى اللعب من أجل الصعود، لأن المجموعة كسبت ثقة كبيرة في النفس والامكانيات، فكبر الحلم مع تقدم المنافسة، وأصبحت نظرتنا إلى التواجد في الرابطة المحترفة طموحا مشروعا، وقابل للتجسيد ميدانيا.
نفهم من هذا الكلام بأن الصعود كان عبارة عن مفاجأة كروية؟
كلا.. بل أننا لعبنا دون فرض أي ضغوطات على اللاعبين، لأننا عند بداية الموسم كنا قد سطرنا ضمان البقاء بأريحية في صدارة أهدافنا، والتعداد الذي تمت المراهنة عليه كان عبارة عن مزيج بين الخبرة والطموح، باستقدام عناصر لها تجربة في وطني الهواة، وأخرى تسجل تواجدها لأول مرة في فوج الشرق، وهنا لا بد أن أفتح قوسا لأنوه بالعمل الجبار الذي قام به الدكتور بوعراطة في بداية الموسم، لأنني كنت مساعدا له منذ انطلاق التحضيرات، وما أنجزه في تلك الفترة كان بمثابة حجر الأساس لمشروع الصعود، وقد كان ذلك على أساسات صلبة ومتينة، لأنه شكل مجموعة منسجمة ومتناسقة فيما بينها، مع خلق انضباط كبير وسط اللاعبين، دون تجاهل العمل الميداني المنجز في مرحلة التحضيرات، والذي تواصل مفعوله إلى غاية نهاية المشوار، وقد حملت المشعل رفقة زميلي بن عيسى منذ الجولة السادسة، وعلى مدار 19 مقابلة، كانت في غالبيتها بطابع "النهائيات".
في ظل هذه المعطيات، متى كبرت طموحاتكم في تحقيق الصعود؟
الجميع يعلم بأن بطولة المجموعة الشرقية هي الأصعب في الوطني الثاني، بالنظر إلى تركيبة الفوج، بتواجد الكثير من الأندية العريقة، التي لها خبرة طويلة في الرابطة المحترفة، كاتحاد عنابة، مولودية قسنطينة، اتحاد الشاوية، مولودية العلمة، دفاع تاجنانت، شباب ومولودية باتنة وكذا جمعية الخروب، دون التقليل من قيمة باقي الفرق، وهي معطيات أولية لم تكن تسمح لنا بتسطير الصعود كهدف رئيسي للموسم، خاصة وأن نمط المنافسة كان استثنائيا، بتنشيط بطولة من 22 جولة، وكل المباريات كانت بطابع "الديربي"، ونقاطها كانت تكتسي أهمية كبيرة، على اعتبار أن حسابات سقوط 4 فرق ألقت بظلالها على أجواء المنافسة، ولو أن الفوز الذي أحرزناه بعنابة في مرحلة الذهاب، كان بمثابة المؤشر الأولي الذي رسم لنا معالم حلم الصعود، لأننا ألحقنا بمتصدر الترتيب أول هزيمة في الموسم، لكننا رغم ذلك لم نرفع عارضة الطموحات عاليا إلى غاية استعادة التوازن في بداية النصف الثاني من الموسم، والانتصار الذي عدنا به من باتنة في الجولة 14، سمح لنا بالعودة مجددا إلى الريادة، إلا أن المعطيات كانت تتغير من جولة لأخرى، في وجود عدة أندية كانت تتقاسم نفس الطموح، لتبقى قمة الموسم أمام اتحاد عنابة أهم محطة في مشوار البطولة على مستوى المجموعة.
وماذا عن دورة "البلاي أوف" والأجواء التي عايشتموها في هذه المنافسة؟
نظام المنافسة حتم علينا تأجيل الفرحة إلى غاية المرور عبر أصعب محطة، لأن هذه الدورة أجبرتنا على العيش تحت تأثير ضغوطات نفسية رهيبة، لمدة قاربت شهرا كاملا، وقد ارتفعت درجة الضغط عند انطلاق المنافسة، و"السيناريو" الذي سبق مقابلتنا الأولى أمام أمل الأربعاء، انعكس بالسلب على الأجواء السائدة داخل المجموعة، بدليل أن اللاعبين فقدوا كامل التركيز والتوازن، فكانوا خارج الإطار في بداية اللقاء، بسبب الأخبار "المغلوطة" التي راجت قبل اللقاء، لكننا نجحنا في تدارك الوضع، وخرجنا من ذلك المنعرج بسلام، من خلال إحراز انتصار بركلات الترجيح، لنعيش ضغطا أكبر قبل المواجهة الثانية أمام مستقبل وادي سلي، سيما بعد التعديلات التي تم إدخالها على قانون هذه الدورة، وهذا الأمر ألقى بكامل المسؤولية على اللاعبين والطاقم الفني، فكان رد فعل التشكيلة فوق أرضية الميدان جد إيجابي، لأن المهم في مثل هذه المواعيد هو انتزاع تأشيرة الصعود.
وكيف تنظرون إلى المستقبل، لأن الهلال مقبل على خوض أول مغامرة له في الرابطة المحترفة؟
في الوقت الراهن نحن نعيش على وقع فرحة الصعود، وهذا أمر لا بد منه، سيما وأنه إنجاز تاريخي لمدينة شلغوم العيد، وتحقق بعد فترة انتظار طويلة، وقد كان بفضل مساهمة كل الأطراف، خاصة الممول الرئيسي بورواق، الذي وفر كامل ظروف النجاح، دون تجاهل اللجنة المسيرة، وكذا الدعم الكبير للأنصار، لأن التشكيلة واكبت الأجواء التي كانت سائدة في المحيط، وحصرت تركيزها في العمل الميداني الجاد، رغم أننا كطاقم فني عانينا كثيرا من إشكالية محدودية التعداد، الأمر الذي أجبرنا في العديد من المرات على المغامرة بخيارات غير مألوفة، والتفكير في مستقبل الفريق يستوجب وضع مشروع يتماشى وقيمة الانجاز المحقق، لأن التواجد في الاحتراف يتطلب إعادة هيكلة من جميع الجوانب، مع توفير الأجواء التي من شأنها أن تساعد على المحافظة على المكسب المحقق، وضمان بقاء الفريق لأطول فترة ممكنة في قسم الكبار.
حــاوره: صالح فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى