شباب بلوزداد يعمق الفارق دون التخلص من خطر الملاحقين والهواجس

سمحت إفرازات الجولة الرابعة والثلاثين من بطولة الرابطة المحترفة، لنادي شباب بلوزداد بكسب نقطتين إضافيتين في معادلة اللقب، وذلك بتعميقه الفارق الذي يفصله عن أقرب الملاحقين إلى 4 نقاط، لكن دون أن يكون ذلك بمثابة هامش مناورة يكفي لطمأنة أبناء «العقيبة» على الظفر بالتاج للموسم الثاني تواليا، لأن الوضعية الراهنة أبقت على حظوظ شبيبة الساورة وكذا شبيبة القبائل في اعتلاء منصة التتويج قائمة، بالنظر إلى حيازة «كناري جرجرة» على 4 لقاءات متأخرة، من بينها مواجهة مباشرة مع القائد الحالي للقافلة، ستوضح نتيجتها الرؤية بخصوص حظوظ التشكيلة القبائلية، في القدرة على خطف اللق، بينما تراهن «نسور الجنوب» على رزنامتها المتبقية لقلب الطاولة، انطلاقا من استضافتها لشباب بلوزداد في الجولة القادمة، في حين يتمسك وفاق سطيف بأمل استعادة الصدارة في آخر منعرج من السباق، بعدما كلفه السقوط الحر التدحرج من الريادة إلى الصف الثالث، حتى أن حظوظه في الظفر بتأشيرة المشاركة في دوري الأبطال، أصبحت مرهونة بجملة من الحسابات المعقدة.
قــراءة: صــالح فــرطــاس

وعمق شباب بلوزداد الفارق إلى 4 نقاط في الصدارة لأول مرة هذا الموسم، الأمر الذي يضع مصير اللقب بأيدي لاعبيه، لكن الرزنامة «النارية» التي تنتظر الفريق في الجولات المتبقية، من شأنها أن تفتح شهية الملاحقين، في ظل اتساع كوكبة الطامحين لخطف التاج إلى أربعة أندية، ولو أن اللقاء المتأخر الذي سينشطه الشباب عشية غد الجمعة مع شبيبة القبائل، بملعب 20 أوت، في إطار تسوية رزنامة الجولة 22 سيكون حاسما، لأن أهل الدار يراهنون كثيرا على ورقة الأرض، لإحراز الانتصار الثالث تواليا داخل القواعد، وبالتالي مد خطوة عملاقة نحو منصة التتويج، رغم أن أداء سعيود ورفاقه تراجع في الجولات الثلاث الأخيرة، وذلك منذ الهزيمة بتلمسان، بدليل الصعوبة الكبيرة التي وجدوها في تجاوز عقبة الضيفين نجم مقرة وأهلي البرج، وبشق الأنفس، والضغط في هذا «الكلاسيكو» سيكون كبيرا على الطرفين، لأن الشباب سيدخل هذه المواجهة بنكهة «نهائي البطولة»، بحثا عن النقاط الثلاث التي تشفع له بالاطمئنان وبنسبة كبيرة جدا على التاج، وهذا بتوسيع الهوة الذي تفصله عن الملاحقين إلى 7 خطوات، في حين ستسعى شبيبة القبائل لتفجير المفاجأة، وإذاقة الشباب طعم الهزيمة داخل الديار لثاني مرة هذا الموسم، لأن حظوظ «الكناري» في اعتلاء منصة التتويج تمر عبر شرط وحيد، يتمثل في فوزه باللقاءات الأربعة المتأخرة، حتى يتسنى له الارتقاء إلى مركز الوصافة، وتشديد الخناق على الرائد الحالي، وأي مكسب غير النقاط الثلاث سيرهن حظوظ الشبيبة في إحراز لقب البطولة، مع مواصلة التنافس على إحدى التأشيرات القارية.
هذه المعطيات، تجعل من «كلاسيكو» تسوية الرزنامة لهذا الجمعة أهم منعرج في سباق اللقب، لأن نتيجته ستوضح الرؤية أكثر حول معطيات معادلة التتويج في الجولات الأربع المتبقية، على اعتبار أن شباب بلوزداد سيكون مجبرا على القيام بدورية محفوفة بالمخاطر إلى بشار لملاقاة شبيبة الساورة، في قمة تكتسي أهمية بالغة للطرفين، قبل تنشيط قمتين بنكهة «الديربي» مع كل من مولودية واتحاد الجزائر، مما يعني بأن أبناء «العقيبة» مقبلون على منعرج «حاسم»، الخروج منه بسلام سيعبد لهم الطريق نحو اللقب، لكن أي نتيجة عكسية ستفسح المجال أمام فريق آخر لاعتلاء منصة التتويج.
«نسور» الساورة بعين على اللقب وأخرى على الوصافة
ولعّل أكبر من يهدد شباب بلوزداد لتجريده من تاجه هو فريق شبيبة الساورة، الذي بعث حظوظه في إحراز لقب البطولة بفضل الانتصار الثمين الذي عاد به سهرة أول أمس من بسكرة، أين تجاوز عقبة «خضراء الزيبان» في مقابلة مثيرة، كان فيها أهل الدار السباقين للتهديف بواسطة غسيري، إلا أن رد فعل الزوار كان سريعا، عن طريق الحمري، ليقلب مسعودي الطاولة على «البساكرة» في الدقائق الأخيرة بهدف من ضربة جزاء، عزز بفضله مركزه في صدارة لائحة هدافي البطولة، ومنح فريقه فوزا ثمينا مكنه من الارتقاء إلى مركز الوصافة، واستعادة بصيص من الأمل في القدرة على إحراز أول لقب في تاريخ «نسور الجنوب»، سيما وأنها أصبحت تجيد التفاوض خارج الديار، بدليل عدم انهزامها على مدار 5 مباريات، منذ سقوطها بقسنطينة، لكن الإشكالية هي تسجيل الشبيبة تعثرين متتاليين ببشار، والقمة القادمة ستكون أمام المتصدر شباب بلوزداد، كما أن الرزنامة المتبقية تتضمن 3 لقاءات داخل الديار، مقابل القيام بسفرية واحدة إلى تلمسان.
تراجع «الوفاق» يبقيه بحاجة إلى «معجزة لخطف التاج

إلى ذلك، فقد رهن وفاق سطيف نسبة كبيرة من حظوظه في العودة مجددا إلى منصة التتويج وإحراز اللقب الخامس في عهد الاحتراف، بعد غياب دام ثلاثة مواسم، رغم أن الوفاق نجح في وضع حد لسلسلة الهزائم خارج الديار، وتمكن من العودة بنقطة ثمينة من الشلف، بعد مقابلة مثيرة، ظل فيها «السطايفية» أوفياء لعادتهم، وذلك بتلقي هدف مبكر، أمضاه ويس لأصحاب الأرض، لكن رد فعل الزوار كان مع بداية المرحلة الثانية، بتعديل مرباح النتيجة، ويحرز بذلك «النسر الأسود» تعادلا أنهى به عقدة الهزائم التي كانت قد لاحقته في آخر 4 سفريات، ولو أن تشكيلة الكوكي لم تتذوق طعم الانتصار في آخر 6 مباريات، الأمر الذي كلفها التنازل عن الصدارة، والتقهقر إلى الصف الثالث، بمراعاة نص المادة 80، باحتساب المواجهتين المباشرتين مع شبيبة الساورة.
تأخر الوفاق بأربع خطوات عن شباب بلوزداد، يجعل حظوظه في التتويج بلقب البطولة مرهونة بجملة من الحسابات المعقدة، مادام فوزه باللقاءات الأربعة المتبقية قد لا يكفي لخطف التاج، على اعتبار ان انتصار الشباب في مبارياته الثلاثة المتبقية داخل الديار، يسمح له بتجاوز عتبة 74 نقطة، وهو الحد الأقصى الذي بإمكان «النسر الأسود» بلوغه، وعليه فإن تعثر بلوزداد في 3 مقابلات على الأقل، يبقى من أبرز الشروط التي يقترن بها تتويج وفاق سطيف، إضافة إلى إهدار شبيبة الساورة نقاطا في الشطر المتبقي من الموسم، ولو أن رزنامة «السطايفية» تبدو صعبة، خاصة في التنقلين إلى تيزي وزو وتلمسان.
«سوسطارة» تتمسك بأمل المشاركة القارية
على صعيد آخر، فإن حلم اتحاد الجزائر في احراز لقب البطولة لرابع مرة في عهد الاحتراف تبخر بمقرة، بعد الهزيمة التي تلقاها، لأن التأخر بعشر خطوات عن صاحب الصدارة قبل 4 جولات من نهاية المشوار، يجعل التتويج أشبة بالمعجزة، لكن أبناء «سوسطارة» يتمسكون بحظوظهم في انتزاع تذكرة قارية، حتى يتسنى لهم إنقاذ الموسم، وذلك بالبحث عن أحد المركزين في الملاحقة، سيما وأن الرزنامة المتبقية تسمح لهم بالاستفادة من عامل الأرض في 3 مناسبات، إلا أنها كلها بطابع «الديربي»، انطلاقا من مباراة الجولة 35 أمام نادي بارادو، مرورا بلقاء تسوية الرزنامة ضد شبيبة القبائل، وصولا إلى «الكلاسيكو» أمام المتصدر شباب بلوزداد، بينما ستجبر تشكيلة الاتحاد على القيام برحلتين، واحدة منها شكلية، إلى سكيكدة، والأخرى محفوفة بالمخاطر، بالنظر إلى وضعية جمعية الشلف ضمن كوكبة المهددين بالسقوط.
بالموازاة مع ذلك، فقد أحرقت مولودية الجزائر آخر أوراقها في الظفر بتذكرة إفريقية عقب انهزامها سهرة أمس بتيزي وزو أمام شبيبة القبائل، في قمة استهلها عبد الحفيظ بمنح الأسبقية للمولودية، إلا أن حمرون رجح كفة «الكناري» بثنائية، ليقضي على آمال «الشناوة» في الظهور على الصعيد القاري الموسم القادم، وكذلك الحال بالنسبة لمولودية وهران، التي أنهت طموحاتها بالهزيمة التي منيت بها أمام نادي بارادو، الذي حقق بالمناسبة استفاقة ملحوظة، باحرازه 4 انتصارات متتالية، لكنها كانت متأخرة، وتزامنت مع دخوله في أجواء العطلة، شأنه شأن كل من شباب قسنطينة وأولمبي المدية.
صراع النجاة يحتدم والرزنامة المتبقية تتضمن «نهائيات»
لم تكن مخلفات هذه الجولة كافية للبوح بأسرار جديدة تخص معادلة السقوط، لأن قائمة المهددين مازالت تشكل قرابة نصف تركيبة الفوج، باحتساب الثنائي الذي حزم حقائبه مبكرا، والصراع من أجل تفادي التذكرتين المتبقيتين على متن قطار النزول احتدم أكثر بين 8 أندية، ولو أن اتحاد بسكرة كان أحد أكبر الخاسرين، رفقة كل من جمعية الشلف وسريع غليزان، على اعتبار أن الموسم يوشك على نهايته، وتضييع النقاط داخل الديار أمر غير مسموح به، وعواقبه قد تكون وخيمة، خاصة وأن اتحاد بلعباس يرفض الاستسلام، والرزنامة المتبقية تمنحه أفضلية الاستقبال في 3 مباريات، مقابل التنقل إلى تيزي وزو، رغم أن مصير تشكيلة «المكرة» ليس بأرجل لاعبيها، مادام حصد العلامة الكاملة في المشوار المتبقي لن يشفع لها بتفادي السقوط.
على النقيض من ذلك، فقد خرج وداد تلمسان من منطقة الخطر نسبيا، بفضل الانتصار الصعب الذي حققه على حساب جمعية عين مليلة، لكن الرزنامة المتبقية توحي بصعوبة مأمورية «الزيانيين»، في المحافظة على مقعدهم ضمن حظيرة النخبة، على اعتبار أنهم سيقومون بثلاث رحلات كلها محفوفة بالمخاطر، إنطلاقا من اللقاء المتأخر بتيزي وزو، ثم إلى مقرة وحسين داي، أين سيكون الموعد مع مباريات بطابع «نهائي النجاة» لكل فريق، بينما سيستقبل الوداد بملعبه فريقين من كوكبة الصدارة، وهما شبيبة الساورة ووفاق سطيف.
الرزنامة «النارية» تنطبق أيضا على اتحاد بسكرة، الذي خسر نقاطا من ذهب أول أمس بملعبه، والذي سيكون أمام اختبار عسير بسطيف، قبل استقبال ضيفين متتاليين من كوكبة المؤخرة، ويتعلق الأمر بعين مليلة والشلف، لتكون نهاية موسم «البساكرة» خارج الديار، بالنزول في ضيافة بلوزداد، وعليه فإن خروج تشكيلة آيت جودي من دائرة الحسابات، يمر عبر نجاحها في عدم تفريط في أي نقطة داخل القواعد، وهو نفس الطرح الذي ينطبق على كل من نجم مقرة وجمعية عين مليلة، لأن «المقراوية» الذي وفقوا في آخر خمس اختبارات لهم بميدانهم، أصبحوا ملزمين بمواصلة المشوار بنفس «الديناميكية»، وهذا عند استقبال وداد تلمسان ومولودية الجزائر، رغم أن رزنامتهم تتضمن سفرية سهلة إلى سكيكدة، كما تبقى «لاصام» بحاجة إلى الفوز داخل القواعد للإطمئنان على مكانتها، والمهمة لن تكون سهلة أمام جمعية الشلف، في «نهائي البقاء»، وبدرجة أقل عند استقبال مولودية وهران، لأن أبناء «قريون» لم يعودوا قادرين على حصد النقاط في تنقلاتهم، وهم مجبرون على القيام برحلتين محفوفتين بالمخاطر إلى بسكرة وبشار.
من هذا المنطلق، فإن المعطيات الأولية لحسابات السقوط تبقي التنافس على أشده بين اتحاد بلعباس، نصر حسين داي، جمعية الشلف ووداد تلمسان، في ظل حيازة الرباعي نجم مقرة، اتحاد بسكرة، جمعية عين مليلة وسريع غليزان على أفضلية نسبية للخروج من منطقة الخطر، ولو أن «النهد» ستخوض كل لقاءاتها المتبقية بالجزائر العاصمة، وذلك باستقبال شباب قسنطينة ووداد تلمسان، والنزول في ضيافة نادي بارادو ومولودية الجزائر، والرزنامة المتبقية تتضمن مواجهات مباشرة بين الأندية المعنية بحسابات السقوط، خاصة منها جمعية الشلف، اتحاد بسكرة، جمعية عين مليلة ووداد تلمسان.
ص/ ف

الرجوع إلى الأعلى