سبــاق - الهدافـيــن - منافسة مستنسخة من صراع اللقب
أخذ السباق على لقب البطولة مشهدا مغايرا في آخر منعرجاته، ولو أن اللافت للانتباه أن معطيات معادلة التتويج، أسقطت بصورة أوتوماتكية على لقب الهداف، لأن التنافس على تصدر اللائحة، يبقى متواصلا بين لاعبين من أندية تتواجد حاليا فوق «البوديوم»، مما يعني بأن هداف الموسم من المحتمل جدا أن يكون لاعبا من أحد الفرق، التي ستحمل راية تمثيل الكرة الجزائرية على الصعيد الإفريقي الموسم القادم، إلا إذا حدث أمر «استثنائي»، على اعتبار أن دخول العديد من الأندية في أجواء العطلة مبكرا، واستسلام البعض الآخر لأمر السقوط، كفيل بفسح المجال لتسجيل بعض النتائج الثقيلة، في اللقاءات المتبقية.

التنافس على لقب هداف البطولة، سار بنفس إيقاع سباق الأندية نحو منصة التتويج، رغم أن المتربع حاليا على عرش صدارة اللائحة مهاجم شبيبة الساورة بلال مسعودي، حافظ على مركزه منذ الجولة السادسة، وغيابه عن الفريق في الكثير من المباريات في النصف الثاني من الموسم بسبب الإصابة، لم يكن كافيا لإزاحته من على رأس القائمة، وذلك بفضل ما حققه في مرحلة الذهاب، على اعتبار أنه كان قد سجل في تلك الفترة 13 هدفا، ولو أن ابن سور الغزلان كان قد بصم على دخول قوي في مرحلة الإياب، بتوقيعه ثنائية في مرمى أولمبي المدية، ثم رباعية في شباك سريع غيليزان، الأمر الذي كان يرشحه للتغريد خارج السرب، بالنظر إلى «فعاليته» الكبيرة، إلا أن الإصابة التي تعرض لها حالت دون تحقيقه هذا المبتغى، فغاب عن «نسور الجنوب» منذ الجولة 23، وعودته كانت في آخر لقاء ببسكرة، إذ لم يفوت الفرصة، وسجل هدف الانتصار لفريقه، ليرفع رصيده الشخصي إلى 20 هدفا، في 20 مباراة كان قد شارك فيها.
تراجع مردود مهاجم شبيبة الساورة مسعودي، تزامن مع دخول هداف وفاق سطيف الشاب عمورة في فترة فراغ، وكأن الوضعية الصعبة التي مر بها فريقه ألقت بظلالها على آدائه، بدليل أن عمورة صام عن التهديف في أغلب لقاءات مرحلة العودة، وحصاده الشخصي في النصف الثاني من المشوار انحصر في 4 أهداف، بثنائية في مرمى اتحاد بلعباس، ولو أن رحيل غشة من الوفاق إلى تركيا أثر كثيرا على مردود عمورة، الذي أصبح شبه معزول، ولم يعد يتلقى التمريرات الميليمترية، و»سيناريو» الظهور الأول له بالألوان الوطنية مع منتخب المحليين، كان آخر محطة عانق فيها عمورة الشباك، برباعية في مرمى ليبيريا، على اعتبار أنه واصل الصيام في فريقه وفاق سطيف، ليتوقف عداده الشخصي عند 13 هدفا.
بالموازاة مع ذلك، فإن العودة القوية لشباب بلوزداد في سباق اللقب، كانت بفضل تألق أمير سعيود، الذي أصبح بمثابة «حامل الماء» في الشباب، كونه صانع ألعاب وهدافا في آن واحد، بعدما أظهر نجاعة كبيرة في التسجيل، لأن ابن قالمة أمضى 9 أهداف لفريقه في مرحلة الإياب من البطولة، استهلها بثنائية في مرمى عين مليلة، وكرر نفس «السيناريو» أمام نصر حسين داي، بينما سجل أهدافا حاسمة للشباب في لقاءاته أمام كل من مولودية وهران، أولمبي المدية، وداد تلمسان وشبيبة القبائل، الأمر الذي مكن سعيود من الارتقاء إلى مركز الوصافة في لائحة الهدافين، برصيد 15 هدفا، بعدما كان في النصف الأول من الموسم قد سجل 6 أهداف فقط، وكان باستطاعته، تشديد الخناق أكثر على متصدر اللائحة مسعودي، ولولا تضييعه ضربة جزاء أمام نجم مقرة.
الانتفاضة القوية لأبناء «العقيبة» في مرحلة العودة، تجلت في الفعالية الكبيرة لمهاجميهم، سيما وأن الإدارة كانت قد استقدمت في «الميركاتو» الثنائي خلف الله من أولمبي المدية ومرزوقي من شبيبة سكيكدة، وهما خياران مدروسان، لأن كل لاعب كان هدافا لفريقه برصيد 7 أهداف، وهذا الثنائي يتواجد حاليا جنبا إلى جنب في الصف الثالث في لائحة الهدافين، مناصفة مع هداف وفاق سطيف بمجموع 13 هدفا، لأن مرزوقي أمضى سداسية بألوان بلوزداد، غالبيتها في مرمى فريقيه السابقين سكيكدة وغيليزان، كما لم يتردد خلف الله في تسجيل هدف في مرمى المدية، وثنائية أمام كل من سكيكدة وغيليزان، إضافة إلى هدف في شباك مولودية وهران، وهو تألق حجب الرؤية عن هداف بلوزداد في مرحلة الذهاب حمزة بلحول، الذي تقهقر إلى الصف التاسع في اللائحة، برصيد 10 أهداف، رغم أنه من بين اللاعبين، الذين سجلوا أكبر عدد من الثنائيات إلى حد الآن.
ص / فرطـاس

الرجوع إلى الأعلى