النيجر (0) ـ الجزائر (4)
الخضر يفترسون  - الغزلان - في الطريق إلى المونديال
أثرى أمس، المنتخب الوطني حظوظه في التأهل إلى الدور الفاصل من المرحلة التصفوية المؤهلة إلى مونديال قطر، وذلك بنجاحه في العودة بانتصار ثمين وعريض من العاصمة النيجرية نيامي، أين تجاوز الخضر عقبة «الغزلان»، بعدما تحدوا عقبات عديدة، أبرزها عامل الحرارة وكذا أرضية الميدان السيئة، فضلا عن الاندفاع البدني الكبير للاعبي المنافس، إضافة إلى قرار الكاف القاضي بالترخيص لتواجد 2000 مناصر بالمدرجات، لكن «أسياد» القارة ظهروا بوجههم الحقيقي، وأثبتوا علو كعبهم، بدك شباك المنافس برباعية بعد سداسية الذهاب، ويواصل «كومندوس» بلماضي رحلة البحث عن التذكرة المؤدية إلى مونديال 2022، مع احتدام الصراع على صدارة المجموعة الأولى مع منتخب بوركينافاسو.

المباراة، والتي عرفت اكتفاء بلماضي بتغييرين على التشكيلة الأساسية، بالمقارنة مع لقاء الذهاب قبل 4 أيام، بإقحام سليماني و بلايلي أساسيين، في الوقت الذي اكتفى فيه مدرب منتخب النيجر التقني الفرنسي كافالي، بتعديل واحد على تشكيلته الأساسية، ولو أن الصراع التكتيكي كان بسيناريو مستنسخ لموقعة تشاكر بالبليدة، لأن «الغزلان» رمت بثقلها في الهجوم، سعيا للنيل مبكرا من شباك مبولحي، وكانت أخطر كرة في الدقيقة الثانية للمهاجم إديبايور.
تكتل الخضر في الدفاع على مدار ربع الساعة الأول كان بنية امتصاص اندفاع النيجريين، قبل أن يكون الخروج من القوقعة الدفاعية، وقد كانت أول محاولة جادة بعد مرور 17 دقيقة، إثر تمريرة ميليمترية من بلايلي، لكن بونجاح فشل في هز الشباك، لأنه كان يتواجد في وضعية مواتية للتهديف، إلا أن رأسيته جانبت القائم الأيسر لمرمى الحارس داودا.
توجه النخبة الوطنية صوب الهجوم سمح لها بالوصول إلى المبتغى، وكان ذلك بفضل «المايسترو» محرز في الدقيقة 20، إثر عمل جماعي انطلق من زروقي في وسط الميدان، مرورا بالساحر بلايلي ثم بونجاح، لينهي محرز الهجمة بتسديدة قوية في الشباك.
رد فعل أصحاب الضيافة كان بالاعتماد على تسديدات من خارج منطقة العمليات، في ظل تكتل العناصر الوطنية في الدفاع، وفرديات لاعبي منتخب النيجر، في صورة سوزا وأديبايور لم تقلق كثيرا الحارس مبولحي، بل على العكس من ذلك فإن الفعالية كانت من الجانب الجزائري بفضل العمل الجماعي، مما مكن المدافع ماندي من مضاعفة النتيجة، بكرة مرتدة داخل منطقة الجزاء سددها بقوة في الشباك، وكان ذلك في الدقيقة 33.
هذا «السيناريو» حرر العناصر الوطنية، وقضى بالموازاة مع ذلك على آمال النيجريين في نيل شرف «فرملة» أبطال القارة السمراء، لتكون أطوار الشوط الثاني من اللقاء نسخة طبق الأصل لما حدث في البليدة، على اعتبار أن منتخب النيجر سعى للعودة في النتيجة، وهدد مرمى مبولحي بتسديدة قوية من أديبايور، لكن حارس «الخضر» تألق في إنقاذ مرماه، قبل أن تقتل العناصر الوطنية المباراة، وتوقع هدف الاطمئنان في الدقيقة 46 عن طريق بن ناصر، الذي ترجم العمل الجماعي بين بلايلي، محرز وفغولي إلى هدف ثالث.
وإذا كان الناخب الوطني، قد قام ببعض التغييرات التكتيكية مع بداية المرحلة الثانية بإقحام بن عيادة وفغولي، فإن الاستحواذ على منطقة وسط الميدان كان كافيا لصنع الفارق، ليتمكن بونجاح من إثقال فاتورة النيجريين بهدف رابع، إثر عمل منسق بين بلايلي ومحرز، وهو ما جعل بلماضي يفضل إراحة بعض العناصر، ومنح الفرصة للاعبين شبان، في صورة زرقان، عمورة وبوداوي، بنية التأقلم مع أجواء القارة السمراء.
دك شباك المنافس برباعية، طمأن الخضر على النقاط الثلاث، ودفع بهم إلى الاقتصاد في المجهود البدني في الثلث الأخير من عمر اللقاء، ولو أن محرز ورفاقه عمدوا إلى فرض خناق على منتخب النيجر في وسط الميدان، وقد كاد محرز وعمورة أن يثقلا فاتورة المنافس لولا الحظ وبراعة الحارس داودا، قبل إطلاق الحكم السنغالي عيسى سي صافرة النهاية، بفوز عريض لصالح المنتخب الوطني، عزز به مركزه الريادي في ترتيب المجموعة الأولى، والذي يتقاسمه مناصفة مع منتخب بوركينافاسو، بينما أقصي المنتخب النيجري رسميا من السباق إلى مونديال قطر، حاله حال الحلقة الأضعف في الفوج منتخب جيبوتي.
ص / فرطــاس

 

الرجوع إلى الأعلى