دورة وهــــران تعـــود بمكاسـب ثمينـــة على الرياضــــة الجزائريــــة
تعتبر الرياضة الجزائرية المستفيد الأكبر من نجاح ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي تختتم سهرة اليوم، بإقامة حفل يرتقب أن يكون عالميا مثلما كان عليه الحال في افتتاح الحدث المتوسطي، ومواصلة إبهار العالم بعد النجاح الكبير للدورة 19، وهو ما سيجعل الأنظار مصوبة إلى ما بعد الحدث المتوسطي، من أجل البقاء على نفس النسق، بعد الدخول إلى العالمية من أوسع الأبواب، وعلى جميع المستويات، سواء من ناحية المنشآت أو حتى المستوى الفني، بحكم أن المشاركة الوطنية كانت الأفضل على مر التاريخ، وتجاوز الرياضيون حصيلة دورة تونس 2001.

ولا يختلف اثنان بأن الحدث المتوسطي، الذي يسدل الستار عنه سهرة اليوم، سار في أحسن الظروف ولم يتم تسجيل أي تجاوزات تستحق الذكر، بدليل أن رئيس اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط تحدث بإسهاب عن دورة وهران، التي حسبه فاقت كل التوقعات، على أمل أن تكون الدورة المقبلة في مدينة تارنتوا الايطالية بنفس المستوى.
نجاح الحدث يعود بمكاسب عديدة
دون شك، سيعود نجاح دورة وهران بعدة مكاسب على الرياضة الجزائرية بصفة عامة، كيف ولا الحدث المتوسطي حقق عدة أرقام غير مسبوقة، بداية بالحضور الجماهيري الذي يعتبر الأكبر على مر التاريخ، والأجواء التي عرفها ملعب ميلود هدفي بمناسبة نهائي كرة القدم التي لعبت أمام مدرجات ممتلئة عن آخرها، رغم أن المنتخب الوطني لم يكن طرفا فيها، أين جمعت بين كل من المنتخبين الإيطالي والفرنسي، وصولا إلى حفل الافتتاح الذي تميز بوجود أكثر من 32 ألف مناصر، وهو نفس الرقم المتوقع حضوره اليوم في حفل الاختتام.
ومن بين المكاسب أيضا، هي المنشآت العالمية التي تدعمت بها مدينة وهران، والتي وجب الاستثمار فيها، بداية بالملعب الأولمبي والذي يعتبر جوهرة حقيقية، وسيكون المنتخب الوطني المستفيد الأكبر منه، خاصة وأن الناخب الوطني جمال بلماضي، قرر استقبال منتخب النيجر بهذا المركب، إضافة إلى القاعات متعددة الرياضات والمسبح الأولمبي وغيرها من القاعات الرياضية الأخرى، والتي احتضنت منافسة مختلفة في صورة المصارعة وتنس الطاولة والمبارزة والملاكمة.
خبرة تنظيم المواعيد الدولية
صنعت دورة وهران الحدث من خلال التنظيم المحكم على مستوى جميع المنافسات، والتي ميزها الحضور الجماهيري الذي فاق كل التوقعات، حتى عندما يتعلق الأمر برياضات في صورة الملاكمة والمبارزة وحتى الفروسية، وهو ما يؤكد الوعي الكبير لدى الجمهور الوهراني الذي حرص على إنجاح الدورة، وسهل بالمرة مأمورية المنظمين، من خلال تطبيق التعليمات، دون أن ننسى العمل الكبير الذي قام به المتطوعون، الذين قدموا درسا في حب الوطن، والحرص على إظهار الصورة الحقيقية للجزائر في التضامن.
ولعّل من بين النقاط الإيجابية من دورة وهران، هي دون أدنى شك اكتساب خبرة تنظيم المواعيد الدولية، على اعتبار أن المنافسة استقطبت إليها الآلاف من الرياضيين من 26 دولة.
إشادة واسعة من الوفود المشاركة
وتبقى من بين العلامات المسجلة في الحدث المتوسطي هي الإشادة الواسعة من جميع الوفود، أين كان هناك اتفاق كلي بين المشاركين على أن وهران نجحت في كسب الرهان، وجنت ثمار التحضيرات الجيدة لهذا العرس، دون أن ننسى جهود الدولة الجزائرية وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي وضع كل الإمكانيات تحت التصرف، وهو ما جعل الوفود تتمنى عدم نهاية الألعاب وتواصلها بالنظر إلى الظروف الرائعة والتسهيلات الموجودة، دون أن ننسى المعاملة الفريدة من نوعها من طرف الشعب الوهراني المضياف.
ووقفت النصر خلال حديثها مع العديد من الرياضيين المشاركين، ومن مختلف الجنسيات على النجاح الباهر لهذا الحدث المتوسطي.
التفكير في ما بعد الحدث المتوسطي ضروري
بعد إسدال الستار اليوم، على ألعاب البحر الأبيض المتوسط، فإن التفكير واجب في فترة ما بعد نجاح دورة وهران، من خلال عدم التفريط في المنشآت المكتسبة، وخاصة القرية المتوسطية، التي يرى أهل الاختصاص بأنه من الضروري العمل على كيفية تخصيصها لإقامة تربصات للأندية، وهو ما سيعود بالفائدة على الخزينة من جهة، ومن جهة ثانية ضمان عدم توجه الفرق خارج أرض الوطن، في ظل توفر أماكن يمكن التحضير فيها، حيث لا يعتبر مركز وهران الوحيد من هذا الشكل، بل هناك أيضا منشآت يمكنها احتضان تربصات الفرق الجزائرية في صورة مركز سيرايدي ومركز الباز بسطيف.
الجزائر جاهزة لاحتضان منافسات أكبر
ووجهت الجزائر رسالة قوية اللهجة، عندما أكدت قدرتها على احتضان منافسات دولية أكبر من العرس المتوسطي، خاصة مع قرب تشدين عدة منشآت جديدة وملاعب من المستوى العالمي، في شاكلة ملعب براقي وملعب الدويرة وملعب تيزي وزو، إضافة إلى إعادة تهيئة ملعبي حملاوي و19 ماي بعنابة، وهو ما سيجعل بلد المليون ونصف مليون شهيد بإمكانه الترشح لتنظيم دورات في شاكلة بطولة إفريقيا لكرة القدم. وما يؤكد قدرة الجزائر على احتضان منافسات أكبر، تصريح الوفود المشاركة، وخاصة في رياضة كرة القدم، وما جاء على لسان مدرب منتخب إيطاليا ومدرب منتخب فرنسا خير دليل، عندما قالا بعد نهاية اللقاء الذي جمع بينهما في النهائي:»كل شيء كان عالميا، التنظيم في المستوى والحضور الجماهيري..برافو للجزائر».    
مبعوث النصر: حمزة.س

الرجوع إلى الأعلى