أكدت دورة الألعاب المتوسطية في طبعتها 19، امتلاك الجزائر في بعض الاختصاصات، لرياضيين من طراز عالمي بالإمكان المراهنة عليهم في كبرى التظاهرات والاستحقاقات المقبلة، على غرار الرباعي بيداني وخليف وسجاتي وتريكي، الذين يحملون آمال الجزائريين في الألعاب الأولمبية المقبلة بباريس.

وصنع الرباعي السالف الذكر الحدث في دورة وهران، من خلال إهدائنا المعدن النفس وتقديم مستوى رفيع، إلى درجة جعلت الجميع يتحدث عن حيازة الجزائر لأبطال عالميين، بإمكانهم المنافسة في المستوى العالي وليس المتوسطي فقط.
الجزائر التي خيبت الآمال في الألعاب الأولمبية بطوكيو، بعد أن أنهت المنافسة برصيد خال من الميداليات، تسعى جاهدة في الدورة المقبلة المقررة بباريس للعودة إلى «البوديوم» على الأقل، معلقة الآمال على بعض الأسماء المتألقة، التي بصمت على أرقام متميزة واستثنائية خلال دورة وهران، كما تفوقت على أبطال عالميين وأولمبيين، في صورة الرباع وليد بيداني، صاحب الميدالية الذهبية رقم 20 بالنسبة للجزائر في الألعاب المتوسطية.
وانتزع وليد بيداني المعدن النفيس في منافسة الخطف لوزن بعد رفعه حمولة قدرها 202 كلغ، متفوقا على البطل السوري أسعد مان، صاحب برونزية الألعاب الأولمبية بطوكيو، لتعيد ذهبية بيداني رياضة رفع الأثقال الجزائرية إلى الواجهة في الألعاب المتوسطية، بعد غياب عن آخر ثلاث دورات.
بيداني الذي كان أمل الجزائريين في ألعاب طوكيو، غاب في آخر لحظة عن أجواء المنافسة، بسبب إصابته بفيروس كورونا، غير أن ذلك لم يؤثر عليه من الناحية النفسية، بل زاده عزما وإصرارا على التألق في المواعيد اللاحقة، بدليل أنه كان عند الوعد الذي قطعه للنصر في آخر حوار أجريناه معه، عندما تعهد بحصد الذهب في دورة الألعاب المتوسطية بوهران، في انتظار أن يجسد وعده الثاني باعتلاء البوديوم في ألعاب باريس التي لم يعد يفصلنا عنها الكثير. جدير بالذكر أن بيداني ظفر بميدالية ثانية في ذات الألعاب، بعد نيل فضية النثر.
ولا يعد بيداني الرياضي الوحيد، الذي قد يكون سببا في عودة الجزائر إلى التألق في الألعاب الأولمبية، على اعتبار أن العداء ياسر محمد الطاهر تريكي يحوز من الإمكانيات والمؤهلات، ما يجعله هو الآخر ينافس أفضل الرياضيين في العالم في اختصاصه، خاصة مع المعنويات المرتفعة لابن مدينة قسنطينة الحائز على ميداليتين في دورة وهران، بداية بذهبية الوثب الثلاثي وبرونزية القفز الطويل.
وكان تريكي قريبا من الصعود فوق «البوديوم» في أولمبياد طوكيو، لولا استغلاله الخاطئ للوحة القفز، ما جعله يكتفي بالمرتبة الخامسة، التي قد تكون سببا في مضاعفته للمجهودات خلال أولمبياد باريس، التي وعد باختطاف إحدى ميدالياتها.
أما في رياضة الفن النبيل، فقد خطفت البطلة الجزائرية إيمان خليف كل الأضواء، نظير المستوى الفني العالي الذي قدمته طيلة المنافسة، إلى درجة أنها لم تواجه أي متاعب تذكر لاعتلاء منصة التتويج، بل أكدت بأن لديها المؤهلات لتكون بطلة أولمبية بشهادة أهل الاختصاص الذين أطنبوا في الثناء عليها.
ونالت ابنة مدينة تيارت الذهب في الألعاب المتوسطية بأقل مجهود، بعد إطاحتها بمنافسيها بسهولة كبيرة، قبل أن تسحق نظيرتها الإيطالية كانفورا في النهائي.
وتصدر اسم إيمان خليف مواقع التواصل الاجتماعي، بالنظر إلى أسلوبها الممتع في الملاكمة، ومستواها الفني الذي أبانته طيلة الدورة.
صاحبة 23 سنة تعلق عليها الآمال لاعتلاء منصة البوديوم في الألعاب الأولمبية المقبلة، خاصة مع الخبرة التي اكتسبتها، نظير مشاركتها في الأولمبياد السابقة، فضلا عن تطور مستواها الذي مكنها من الظفر بالمعدن النفيس بالألعاب المتوسطية، بالموازاة مع حصدها للميدالية الفضية في البطولة العالمية الأخيرة.
يأتي هذا في الوقت الذي قد يعيد العداء جمال سجاتي الاعتبار لرياضة ألعاب القوى، التي لطالما كانت الشجرة التي تغطي الغابة في كبرى التظاهرات على غرار الأولمبياد، ويكفي أن آخر التتويجات كانت من نصيب العدائيين، على غرار ميداليات توفيق مخلوفي الذي غاب في آخر لحظة عن ألعاب طوكيو.
وحقق سجاتي ميدالية ذهبية جديدة للجزائر في سباق 800 متر، وذلك بعد احتلاله المركز الأول، بتوقيت قدره دقيقة و44 ثانية و52 جزءا من المائة.
ويعتبر سجاتي (23 عاما) أحد أبرز آمال الرياضة الجزائرية في منافسات ألعاب القوى في الاستحقاقات المقبلة، وهو الذي سيكون على موعد للمشاركة وتمثيل الجزائر في بطولة العالم، التي سننطلق يوم 15 جويلية في أوريغون الأمريكية.
جدير بالذكر أن سجاتي يتواجد ضمن طوب 12 لأفضل العدائيين في العالم ضمن اختصاصه، كما يقاسمه هذا التشريف مواطنيه حتحات ومولى.
وبعيدا عن الرباعي القادر على تشريف الراية الوطنية في الأولمبياد المقبلة، خاصة إذا ما لقي الاهتمام الكافي، بداية بتوفير عقود «السبونسور»، التي من شأنها أن تسهل عملية التحضيرات لمثل هكذا مواعيد كبيرة، توجد أسماء أخرى قادرة على التألق في سماء باريس، في صورة المبارزة سوسن بوضياف الفائزة بالميدالية الذهبية في ألعاب وهران، بعد فوزها ضمن اختصاص مبارزة سيف الحسام أمام نظيرتها الإيطالية شيارا مورميل بنتيجة (15/7)، لتكون هذه أول ميدالية في تاريخ الجزائر في هذه الرياضة ضمن ألعاب البحر الأبيض المتوسط، كما بإمكان السباح الواعد جواد صيود مقارعة الكبار في اختصاصه 200 متر سباحة متنوعة، وهو الذي خطف الأضواء، بعد نيله ميداليتين ذهبية وبرونزية.
جدير بالذكر، أن المبارزة سوسن بوضياف لديها تكوين عالمي، وهي التي تلقت أبجديات هذه الرياضة في أفضل المدارس (فرنسا)، كما أن تخطيها لبطلتين إيطاليتين معروفتين، يؤكد بأنه سيكون لها كلمة في الاستحقاقات العالمية القادمة.
دورة وهران شهدت ميلاد أبطال صاعدين
ولئن كان الجميع قد توقع تألق بعض الأسماء، في شاكلة بيداني وتريكي وخليف وسجاتي وصيود خلال الطبعة 19 من الألعاب المتوسطية، لما يمتلكونه من مؤهلات، فضلا عن أرقامهم القياسية في مختلف اختصاصاتهم، فقد شهدت ذات الدورة ميلاد أبطال صاعدين بإمكانهم كتابة أسمائهم بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة الجزائرية، سيما إذا ما حظوا بالرعاية والاهتمام الكافيين، في صورة المصارع مسعود دريس، صاحبة الميدالية الذهبية في الجودو لوزن أقل من 73 كلغ، حيث أبان عن مؤهلات كبيرة، قد ترشحه لمزاحمة الكبار في المواعيد المقبلة، خاصة وأنه لا يزال في مقتبل العمر ( 20 سنة فقط)، كما أن رباعي الكاراتي دو سيليا ويكان ولويزة أبوريش وشيماء ميدي وأسامة زايد قادرون على قول كلمتهم مستقبلا، خاصة إذا ما تم إعادة إدراج هذه الرياضة من جديد في الأولمبياد.
سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى