أعرب بطل الملاكمة في وزن 81 كلغ محمد حومري، عن أسفه الشديد لتضييع فرصة التتويج بالميدالية الذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، مؤكدا تعرضه للظلم التحكيمي في المنازلة النهائية، كما تحدث ابن بشار في حواره مع النصر، عن نتائج القفاز الجزائري الفائز بـ13 ميدالية كاملة، مضيفا أن مرافقة الدولة للرياضيين أسهمت في هذه القفزة النوعية للرياضة الجزائرية، التي أنهت ألعاب البحر الأبيض المتوسط في المرتبة الرابعة، متفوّقة على بلدان كبرى.

*تم حرمانك بشهادة الجميع من الميدالية الذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، بعد الظلم التحكيمي الذي تعرضت له في المنازلة النهائية، ما تعليقك؟
ما عساني القول، لقد قمت بكل شيء في سبيل التتويج بالذهب، ولكن للأسف الحكام كان لهم رأي آخر، حيث سلبوني حقي بشهادة كل من تابع تلك المنازلة، لقد صُدمت في النهاية بإعلان منافسي فائزا، خاصة وأنني سجلت نقاطا أكبر منه، على العموم قدر الله وما شاء فعل، ويتوجب عليّ طي هذه الصفحة والتركيز على الاستحقاقات المقبلة التي تنتظرني، على أمل النجاح في تحقيق إنجازات أكبر.
*هل أنت راض بالفضية أم أنك متحسر لضياع الذهب بتلك الطريقة ؟
كما قلت لكم، كنت أمني النفس في معانقة الذهب، خاصة وأن البطولة نظمت ببلدنا وفي حضور جماهيرنا القوية التي لم تبخل علينا بالتشجيعات، ولكن كل شيء بالمكتوب، وأنا راض بالفضية رغم كل شيء، بالموازاة مع دخولي الألعاب المتوسطية دون تحضيرات في المستوى، كوني كنت أعاني من الإصابة.
*ما رأيك في حصيلة القفاز الجزائري في ألعاب وهران الأخيرة ؟
الملاكمة تراجعت في السنوات الأخيرة لعديد الأسباب والمعطيات، قبل أن تشهد استفاقة ملحوظة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط الأخيرة، فحصد 13 ميدالية ليس بالأمر الهين، وإن دل على شيء، فإنما يدل على الرغبة الجامحة التي كانت تحذو كل الأبطال لتشريف الراية الوطنية في هذا المحفل الذي احتضنته وهران.
*لماذا استعادت رياضة الملاكمة البعض من بريقها، وما السر في ذلك ؟
هناك بعض العوامل التي أسهمت في تألق القفاز الجزائري، وعلى رأسها البرنامج المسطر من قبل المدربين إبراهيم بجاوي وأحمد دين، حيث أخضعونا لعدة تربصات قوية خارج الوطن، لعّل أبرزها ذلك الذي أقيم في كوبا، وهو ما مكننا من الاحتكاك بأبطال عالميين كبار، ما انعكس بالإيجاب على استعداداتنا.
*مدربك أحمد دين صرح لنا أنه حزين لتضييعك الذهب للأسباب السالفة الذكر، ولو أنه يصر على رؤيتك فوق منصة التتويج في أولمبياد باريس، بماذا تجيبه؟
سبب حزن المدرب أحمد دين مفهوم، فقد كان يدرك معاناتي من الإصابة، وتابع حالتي عن قرب، وضحى معي في سبيل تجهيزي لهذا الموعد، وكان يمني النفس في رؤيتي أتوّج بالذهب، ولكن قدر الله وما شاء فعل، حيث كان التحكيم ضدي، ومنح الفوز لمنافسي، رغم أنني كنت أفضل منه، على العموم سأسعى لتعويض ذلك في الألعاب المتوسطية، خاصة وأن المدرب يراهن عليّ كثيرا، وبحول الله لن أخيبه، بالموازاة مع اكتسابي خبرة التظاهرات الكبرى على غرار الأولمبياد.
*تم تكريمك في مسقط رأسك ببشار، بحكم أنك كنت أفضل سفير لرياضيي الجنوب، ماذا تقول عن هكذا مبادرات ؟
الحمد لله منحتني السلطات المحلية لولاية بشار سكنا اجتماعيا، كمكافأة على الإنجاز الذي حققته في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، ومثل هكذا مبادرات من شأنها أن ترفع معنوياتي أكثر، من أجل مضاعفة العمل، تحسبا للاستحقاقات المقبلة، وعن تلقيبي بأفضل سفير للجنوب الكبير، فهذا يعود منذ فترة، كوني الرياضي الوحيد المنحدر من هذه المنطقة، والذي تشرف بالمشاركة في بطولة بحجم أولمبياد طوكيو، كما كنت الوحيد المتحصل على ميدالية في ألعاب وهران، على العموم، أشكر الوالي على هذه الالتفاتة الطيبة، خاصة وأن قائمة السكن الاجتماعي نشرت قبيل انطلاق الألعاب، وهو ما منحني دافع أكبر للتألق.
*رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خصكم أيضا بتكريم رفيع بقصر الشعب، ما تعليقك، وماذا قال لك شخصيا ؟
كل الشكر للرجل الأول في البلاد على مثل هكذا مبادرات، وإن دل على شيء، فإنما يدل على مرافقته لكل الأبطال المتألقين، وصدقوني هذه التشجيعات تعتبر بمثابة حافز قوي بالنسبة لنا في المحافل الدولية من أجل رد جميل المسؤولين الذين لم يبخلوا علينا بشيء مؤخرا، وأسهموا فيما حققناه من نتائج مبهرة، فيكفينا فخرا أننا كسرنا كل أرقامنا السابقة، كما نصبنا أنفسنا ضمن الأفضل في المنطقة.
لقد حفز رئيس الجمهورية  جميع الرياضيين، وأصر على ضرورة رفع راية الجزائر في سماء باريس بمناسبة الألعاب الأولمبية المقبلة، كما وعدنا بتوفير كل الإمكانيات في سبيل تشريف الراية الوطنية، وما علينا سوى الاستعداد الجيد لهذا الموعد الهام.
*ماذا تقول عن نتائج القفاز النسوي الذي أبهر المتتبعين بحصيلة رائعة؟
القفاز النسوي اعتلى من العدم المشهد في ألعاب وهران، وأشكر الملاكمات على الجهد الكبير المبذول لتشريف الراية الوطنية، دون أن أنسى المدرب عبد الغاني كنزي، صاحب الفضل الأكبر فيما وصلت إليه رفيقات البطلة إيمان خليف.
*إلى ماذا تتطلع مستقبلا، وهل بإمكاننا انتظار ميدالية أولمبية في باريس ؟
الميدالية الأولمبية حلم أي رياضي في العالم، وعن نفسي سأبذل الغالي والنفيس في سبيل اعتلاء منصة التتويج في باريس، وهذا لإسعاد الشعب الجزائري، لقد سطرت عدة أهداف من بينها التألق في الألعاب الأولمبية المقبلة، وهذا حتى أغادر الهواة من الباب الواسع، على اعتبار أنني أخطط لولوج عالم الاحتراف بعد محفل باريس.
*بماذا تريد ختم الحوار ؟
شكرا لكم على المتابعة الدائمة لأبطال الملاكمة، ونعدكم بأننا لن ندخر جهدا في سبيل إعادة الاعتبار للقفاز الجزائري، الغائب عن التتويجات في المحافل الكبرى.     
      حاوره: سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى