غادر المنتخب الألماني مونديال قطر يجُر أذيال الخيبة، بعد إقصائه من الدور الأول، ليدفع أشبال هاينز فليك الثمن غاليا، عقب إقحام أنفسهم في أمور غير رياضية، فعوّض التركيز على المباريات القوية ضمن مجموعتهم التي ضمت إسبانيا واليابان وكوستاريكا، فاجأ الألمان كل المتتبعين في مباراتهم الأولى أمام اليابان بالتقاط صورة غريبة واللاعبون يضعون أيديهم على أفواههم، في إشارة إلى عدم تقبلهم لبعض قرارات الاتحاد الدولي لكرة القدم والبلد المنظم، وهي اللقطة التي أثارت غضب العالم العربي والإسلامي الذي انقلب على الألمان، وبات يتمنى إقصاءهم المبكر، وإن كان لا أحد قد توقع مغادرتهم من الدور الأول، في ظل تواجدهم ضمن مجموعة في المتناول، غير أن «الكومبيوتر» الياباني كان له رأي آخر، حيث نجح في الإطاحة ب»الماكينات» في لقاء الجولة الأولى، في نتيجة صُنفت ضمن أبرز مفاجآت المونديال الحالي، كما لم يكتف بذلك، بل حقق انتصارا مفاجئا على حساب إسبانيا في الجولة الختامية، وهو الفوز الذي عجل بإقصاء المنتخب الألماني الذي تلقى صدمة كبيرة، تضاف إلى تلك التي تلقاها في مونديال 2018، عندما عجز عن تخطي دور المجموعات.
وجمع المنتخب الألماني أربع نقاط ضمن مجموعته (حقق فوزا وحيدا وتعادل)، لم تكن كافية لاقتطاع إحدى التأشيرتين، اللتين كانتا من نصيب المنتخب الياباني المتأهل في المرتبة الأولى وإسبانيا التي عبرت للدور المقبل في الصف الثاني.
ويبدو أن المنتخب الألماني الذي كان يحظى بالأمس القريب، بمساندة قوية من الجماهير العربية والإسلامية، في ظل نتائجه المبهرة على المستوى القاري والعالمي، فقد الكثير من مشجعيه في العالم العربي، بسبب ما سمي بحادثة «تكميم الأفواه»، والتي اعتبرها أهل الاختصاص من أبرز الأسباب التي أدت إلى هذه الانتكاسة الكبيرة، فالمنتخب الألماني المعروف في السابق بالتزام لاعبيه فوق الميدان، افتقد لأبرز خاصية، بعد أن أقحمت عناصره نفسها في أمور سياسية، وإن كان بعض اللاعبين ضد هذا التوجه، على غرار غاندوغان وروديغار، غير أنهما انضما إلى بقية المجموعة التي مرت جانبا في هذا المونديال، بدليل أنها قد أقصيت مبكرا، وهي النتيجة لاقت تفاعلا كبيرا، جراء ما قام به الألمان من تصرف غير رياضي وأخلاقي تجاه قطر التي سخرت كل الإمكانيات من أجل الفوز بشرف تنظيم أفضل نسخة من نهائيات كأس العالم.
وكان الألمان يأملون في الحصول على هدية إسبانية، من أجل العبور للدور المقبل، على اعتبار أن فوز «لاروخا» أو تعادلها مع اليابان كان سيكفيهم للتأهل، غير أن «الكومبيوتر» الياباني كان له رأي آخر، وأطاح بأشبال لويس أنريكي بهدفين لهدف واحد، وهي النتيجة التي ذكرت الجميع بما حدث للخضر في مونديال 1982 بإسبانيا، حيث تسببت «الماكينات» الألمانية من خلال تواطئها مع جارتها النمسا في إقصاء المنتخب الوطني، رغم فوزه بمباراتين من أصل ثلاث ( فوز على ألمانيا والشيلي)، ويبدو أن الألمان قد ذاقوا بعد ما حصل معهم في قطر من نفس الكأس، التي أذاقوا منها المنتخب الوطني قبل 40 سنة من الآن.
سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى