عرف مونديال قطر  حدثا تاريخيا، وذلك بتأهل منتخبات من كل القارات إلى الدور السادس عشر، في سابقة من نوعها خلال نهائيات كأس العالم، مما يؤكد حجم الإثارة التي تشهدها هذه البطولة المقامة لأول مرة في بلد عربي.
وشهد الدور السادس عشر الذي انطلقت فعالياته أمس، بخوض مباراتين قويتين جمعتا هولندا والولايات المتحدة الأمريكية والأرجنتين بأستراليا، تمثيلا من كل القارات الست، بداية بمنتخبات القارة الأوروبية الحاضرة بالحصيلة الأكبر، التي وصلت خلال هذه البطولة إلى ثمان فرق ( هولندا وفرنسا وبولونيا وإسبانيا والبرتغال وسويسرا وكرواتيا وانجلترا)، ومنتخبات أمريكا الجنوبية الممثلة على غير العادة بمنتخبين فقط (البرازيل والأرجنتين )، ومنتخبات إفريقيا ( السنغال والمغرب) ومنتخبات آسيا (كوريا الجنوبية واليابان) ومنتخب أوقيانوسيا (أستراليا) وإن كان "الكانغر" الأسترالي، أصبح محسوبا على المنتخبات الآسيوية.  
وعكس النسخ ال21 السابقة، التي اقتصر فيها التنافس في الأدوار الإقصائية على منتخبات أمريكا الجنوبية وأوروبا فقط، مع تواجد ممثلين بين الفينة والأخرى من قارات إفريقيا أو آسيا أو أمريكا الشمالية، شهدت الدورة الحالية تأهلا من كل القارات، مع حضور لافت للكرة الآسيوية الحاضرة لأول مرة في التاريخ، بثلاثة منتخبات في الدور 16، ويتعلق الأمر بكل من اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا.
وصنعت الكرة الآسيوية الحدث خلال مونديال قطر، بفضل النتائج التي حققتها منتخبات اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، إذ تمكن "الكومبيوتر" الياباني من تصدر مجموعته التي ضمت منتخبات قوية في شاكلة إسبانيا وألمانيا، فيما أرغمت كوريا الجنوبية منتخبي الأورغواي وغانا على المغادرة من الدور الأول، بعد التفوق على منتخب بحجم البرتغال، دون نسيان إنجاز أستراليا على حساب الدانمارك، المتعودة طيلة مشاركاتها السابقة على تجاوز دور المجموعات بسهولة.
وإن كان حضور منتخبات أوروبا وأمريكا الجنوبية في الأدوار المتقدمة كلاسيكيا ومتوقعا، لما تمتلكه من تقاليد في هذه المسابقة، فإن تأهل المنتخبات الإفريقية والآسيوية والأمريكو شمالية ومن أوقيانوسيا جنبا إلى جنب، يعتبر حدثا بارزا بتاريخ نهائيات كأس العالم، كما يمنح دورة قطر تميزا أكبر، على اعتبار أنها المرة الأولى التي تعرف البطولة تنافسا بهذا الحجم، بدليل الخسائر الكثيرة التي تكبدتها منتخبات الصف الأول، لعل آخرها ما حدث للمنتخب البرازيلي صاحب الخماسية العالمية، حيث سقط بشكل مفاجئ أمام المنتخب الكاميروني، في خسارة هي الأولى من نوعها بالنسبة ل"السامبا" أمام المنتخبات الإفريقية.
وتأتي النتائج المحققة في دور المجموعات من مونديال قطر، لتعطي الانطباع بأن الفوارق التي لطالما كانت موجودة بين المنتخبات الكبيرة والصغيرة بدأت بالزوال، خاصة مع امتلاك الأخيرة للاعبين ناشطين في أكبر الأندية الأوروبية.
سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى