مدّ رائد بوقاعة خطوة عملاقة نحو اقتطاع تأشيرة الصعود، بعد خروجه كأكبر مستفيد من مخلفات الجولة 24 لبطولة الجهوي الأول لرابطة قسنطينة، على اعتبار أنه كسب نقطتين إضافيتين في هامش المناورة، وعمق الفارق الذي يفصله عن أقرب الملاحقين إلى 4 نقاط، مما يعني بأن فرصة التعثر متاحة في مقابلة واحدة في الجولات الستة المتبقية، والمنعرج سيكون في المحطة القادمة بسطيف، عند النزول في ضيافة «الصاص».
استفاد رائد بوقاعة من إفرازات هذه الجولة، كانت قد نتجت بالأساس عن انتهاء القمة، التي جمعت المطاردين شباب عين الكبيرة والملعب السطايفي دون فائز، ومن دون اهتزاز الشباك، وهي النتيجة التي لم تخدم الطرفين المباشرين لهذه القمة، بل صبت في رصيد «أبناء بوقاعة»، الذين دكوا شباك الجار نجم عين ولمان برباعية، واستثمروا في «الهدية» التي وصلتهم من ملعب «طلاطة العربي» بعين الكبيرة، فعمقوا الفارق في الصدارة، ليتجاوز الرصيد النقطي لمقابلة، الأمر الذي من شأنه أن يسمح في مصير تأشيرة الصعود قبل الأوان، لأن معطيات السباق انقلبت رأسا على عقب في ظرف 3 أيام، ورائد بوقاعة الذي كان في الوصافة اعتلى الصدارة، وكسب فارق مريحا كهامش مناورة.
هذه المستجدات، كانت من عواقب خسارة شباب عين الكبيرة، نقاط «الديربي» أمام نجم عين ولمان على البساط بعد توقف المقابلة، مع تعرض الفريق لعقوبات رادعة، ليتواصل التراجع بالتعثر داخل الديار مع الملعب السطايفي، ولو أن لاعبي ومسيري الشباب احتجوا على طاقم التحكيم، بعد رفض هدف بداعي التسلل، وهو التعادل الذي كلف فريق عين الكبيرة تضييع 5 نقاط في أقل من 24 ساعة، ليتنازل عن عرش الصدارة، ويتأخر بأربع خطوات عن القائد الجديد للقافلة، في حين أن «الصاص» وبعد النقطة التي أحرزها في هذه القمة، مازال يتشبث ببصيص من الأمل في القدرة على خطف تأشيرة العودة إلى حظيرة ما بين الجهات، لكن بحظوظ ضئيلة، لأن الفارق الذي يفصله عن الصدارة من الصعب تداركه، وكل الحسابات مبنية على موعد هذا الثلاثاء.
أما على مستوى المؤخرة، فإن هذه المحطة شهدت انتفاضة شباب حمام السخنة، الذي تذوق نشوة الانتصار خارج الديار لأول مرة منذ بداية المشوار، والعودة بالزاد كاملا من سفرية بكوش لخضر، كانت بالاستثمار في العطلة المسبقة التي دخلها جيل منزل الأبطال، ليبعث أبناء «الحمّام» الأمل في قلوب أنصارهم بشأن القدرة على ضمان البقاء في هذا القسم، سيما بعد هزيمة شباب الطاهير في القرارم، مقابل تحقيق أمل شلغوم العيد الأهم، ليتواصل الصراع الثلاثي من أجل تفادي الصف ما قبل الأخير، والذي سيضطر صاحبه إلى المكوث في غرفة الانتظار إلى غاية نهاية بطولة ما بين الجهات، مادام اتحاد عين البيضاء قد حزم الحقائب مبكرا، والهزيمة بسداسية في تالة إيفاسن جسدت معاناة «الحراكتة»، الذين أصبح هدفهم منحصرا في تجنب الانسحاب النهائي، لأنهم يتواجدون على بعد غياب واحد من هذه العقوبة.
ص/ فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى