شهدت القائمة المعلن عنها من طرف الناخب الوطني جمال بلماضي لخوض مباراتي النيجر، برسم التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار 2024، تواجد وجوه جديدة ستشارك لأول مرة مع الخضر، ويتعلق الأمر بكل من جوان حجام وبدر بوعناني وقيطون (فان دين كيرخوف) وريان آيت نوري وزين الدين بلعيد، وكلها أسماء ناشطة في أوروبا، باستثناء مدافع اتحاد الجزائر (بلعيد ) الذي كان المحلي الوحيد بقائمة بلماضي التي عرفت ثورة كبيرة، كيف لا وهي المرة التي يضم فيها هذا الكم من اللاعبين دفعة واحدة، في خطوة تؤكد سعيه لبعث روح جديدة للتشكيلة الوطنية، التي تعرضت لنكستين قويتين في نهائيات "كان" الكاميرون 2021 وتصفيات مونديال قطر.


وبمجرد الكشف عن هوية الوافدين الجدد، والمقدر عددهم بستة عناصر، دون احتساب الجوهرة حسام عوار الذي أخر قدومه إلى التربص المقبل، سارعت الجماهير المُحبة للمنتخب لمحركات البحث "غوغل" لمعرفة كل كبيرة وصغيرة تخص رفقاء الشاب بوعناني، في محاولة لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن هذه المواهب الواعدة التي تعلق عليها الآمال لإعادة سفينة الخضر إلى السكة الصحيحة، لا سيما وأن الجميع يتطلع لاعتلاء منصات التتويج مجددا على المستوى القاري (الكان)، ولم لا البحث عن التأهل لمونديال 2026، مع الإصرار على الوصول إلى أبعد محطة ممكنة.
وفضلت النصر أن تستعرض البطاقات الفنية لهؤلاء اللاعبين بطريقتها، من خلال تناول محطات كل لاعب على حدة، بداية بانطلاقاته في عالم الساحرة المستديرة، مرورا بتجاربه في المستوى العالي، وصولا إلى كيفية انضمامه إلى الخضر، والأسباب والدوافع التي عجلت بارتدائه زي "المحاربين".
حجام موهبة قالت لا لفرنسا
ومن بين العناصر التي زيّنت قائمة بلماضي، نجد موهبة نادي نانت الفرنسي جوان حجام الذي وجه صفعة قوية لمسؤولي الاتحادية الفرنسية، بعد أن رفض دعوة مدرب آمال الديكة، مفضلا الانضمام إلى كتيبة بلماضي الذي تواصل معه في الأسابيع الأخيرة فقط، ولم يكن بحاجة سوى لمقابلة واحدة لإقناعه باللعب لبلده الجزائر.
وانفردت النصر بمعلومة انضمام حجام، بعد أن كشفت عن تواصل بلماضي معه، ليتأكد بعدها الأمر عبر مختلف وسائل الإعلام الفرنسية التي صدمت لقراره. وبدأ حجام مسيرته من بوابة ناشئي نادي باريس سان جيرمان، ولعب معه في موسم 2014-2015، قبل أن يغادره، وخاض بعدها مغامرة بثلاثة مواسم مع نادي كريتاي، لينضم في عام 2018 لنادي أفسي باريس، الذي ينشط في دوري الدرجة الثانية في صفقة انتقال حر، أين قدم مستويات مميزة مع النادي الباريسي، الذي شارك معه في 11 مباراة ضمن منافسات "الليغ 2"، وخلال مغامرته مع النادي الباريسي لعب حجام في ثلاثة مراكز، وهي الظهير الأيسر ومدافع محوري ومسترجع.


وتعاقد فريق نانت مع حجام يوم 17 جانفي الماضي، بعقد يمتد إلى غاية 2027، ويعتبر هذا النجم الواعد الذي ينتظر منه الكثير من مواليد فرنسا عام 2003 من أبويين جزائريين، وسبق للاعب صاحب 19 عاما أن مثل منتخبات فرنسا للشباب، حيث شارك معها في مباراتين.
شعيبي لم يهتم للإغراءات واتخذ موفقا رجوليا
لاعب آخر أدار ظهره لمدرب آمال الديكة، ولم يهتم للإغراءات المقدمة له من طرف الفرنسيين، ويتعلق الأمر بنجم نادي تولوز فارس شعيبي الذي يحسب له موقفه الرجولي، وهو الذي وعد بلماضي، خلال فترة التوقف الدولي الخاصة بشهر نوفمبر الماضي، بالانضمام إلى كتيبته في تربص مارس، وكان عند الوعد الذي قطعه، لينجح في كسب قلوب الجزائريين الذين رحبوا بشدة بقدومه.
اللاعب الناشط في مركز الجناح الأيسر، والذي يجيد اللعب كمهاجم أيضا، يبلغ من العمر20 سنة ( 28 نوفمبر 2003)، حيث ولد بمدينة ليون من أبوين جزائريين، وسبق لشقيقه الأكبر إلياس خوض تجربة بالبطولة المحلية من بوابة نادي مولودية الجزائر.
ويؤدي شعيبي موسما لافتا مع فريقه تولوز، إذ يعد ثاني أكثر اللاعبين الشباب حسما في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، فمن ضمن 11 مباراة لعبها، تمكن من توقيع 6 أهداف وقدم 5 تمريرات حاسمة.
وجاء إعلان شعيبي عن التحاقه الرسمي بالخضر في تغريدة له على موقع "أنستغرام"، مساء الثلاثاء الماضي، حيث كتب يقول: "بافتخار شديد أعلن التحاقي بالمنتخب الجزائري"، وواصل: "أود أيضا أن أشكر الاتحاد الفرنسي لكرة القدم على اهتمامه بخدماتي، ولكن هذا الاختيار يأتي مباشرة من القلب، ولا أطيق الانتظار لارتداء هذا القميص"، في إشارة من اللاعب، بأنه كان مُتابعا من طرف مدرب المنتخب الفرنسي تحت 23 عاما.
بوعناني.. خليفة محرز صدم المديرية الفرنسية
أحدث اختيار بدر الدين بوعناني زلزالا قويا في بيت الاتحادية الفرنسية، كيف لا والجميع مصدوم من التحاقه بالخضر في هذه السن المبكرة (18 عاما)، إلى درجة جعلت المسؤولين على المديرية الفنية الفرنسية يدقون ناقوس الخطر، ويتباكون معيدين اسطوانة  "الباهامسوفوبيا" نسبة الى قانون الفيفا الذي منح المواهب الصاعدة مزدوجة الجنسية فرصة الاختيار.


بوعناني الذي لا يتجاوز عمره 18 عاما، كان يلعب في السنوات الماضية مع الفئات المختلفة لمنتخب فرنسا، ولفت الأنظار إليه في الجزائر في الصيف الماضي، عندما قاد "الديوك" للميدالية الذهبية في دورة ألعاب البحر المتوسط، التي أقيمت في مدينة وهران.
ومثل ألوان منتخبات فرنسا لأصناف أقل من 16 سنة و18 سنة و19 سنة، وفي الصيف الماضي أحرز الذهبية المتوسطية بصفته قائدا لشبان الديكة.
ويعتبر بوعناني مهاجم رواق أيمن، ويستعمل قدمه اليسرى ويضع محرز قدوة له، كما سيبلغ من العمر 19 سنة في ديسمبر المقبل، ويرتبط مع نادي نيس، بعقد بدأت مدته في الصيف الماضي، وتنقضي في الفصل ذاته من عام 2024.
وشارك بوعناني مع أكابر نادي نيس في عدة مناسبات، سواء كأساسي أو احتياطي، مقدما ثلاث تمريرات حاسمة، مع تقييد اسمه ضمن القائمة المعنية بالمسابقة القارية (المؤتمر الأوروبي).
وينتمي بوعناني إلى أسرة جزائرية من ولاية تلمسان مهاجرة ومقيمة بفرنسا حيث أبصر هناك النور، وكان أبوه نصر الدين حارس مرمى فريق وداد تلمسان، وفاز بكأس الجمهورية عام 1998.
آيت نوري إضافة نوعية في مركز الظهير الأيسر
يعتبر ايت نوري من العناصر التي أعلن بلماضي قدومها شهر نوفمبر الماضي، غير أن انضمامه تاخر إلى غاية التربص الحالي، ليضمن بذلك المنتخب لاعبا مميزا في منصب مدافع أيسر، حيث سيكون منافسا قويا لبن سبعيني، الذي هيمن على هذا المركز لأكثر من خمس سنوات كاملة.
وينشط آيت نوري في منصب مدافع أيسر، وسيبلغ من العمر 22 سنة في جوان المقبل، ويرتبط مع نادي ولفرهامبتون الإنجليزي بعقد بدأت مدته في صيف 2020 وتنقضي في الفصل ذاته من عام 2026.
وخاض صاحب 21 سنة 14 مواجهة أساسيا في كل المنافسات الرسمية للأندية هذا الموسم، وسجل هدفين وقدم تمريرة حاسمة.
وسبق لآيت نوري ارتداء زي منتخبات فرنسا لأصناف أقل من 18 سنة و19 سنة و23 سنة، وتعود آخر مشاركة لآيت نوري مع منتخب فرنسا لما دون 21 عاماً إلى أكتوبر 2020، أي لفترة تزيد عن العامين، وهو ما منح اللاعب الانطباع بأنه غير مرغوب فيه، ما ساعده سريعا على تغيير بوصلة اهتمامه نحو بلده الأم، خصوصا أنه حظي باهتمام المدرب الوطني جمال بلماضي منذ فترة.
وكان خريج مدرسة نادي أونجي قد دخل اهتمامات الناخب الوطني منذ أكثر من أربع سنوات، غير أن تركيزه على مشواره الاحترافي أخر عملية قدومه، ولو أن والده المعروف بتعلقه بالجزائر، قد وعد مسؤولي الفاف على هامش ودية كولومبيا عام 2019 ،بانضمام ابنه إلى المنتخب عاجلا أم آجلا.
قيطون... المدافع الهداف مفاجأة التربص
يعتبر قيطون المعروف بفان دين كيرخوف مفاجأة هذا المعسكر، كون لا أحد قد توقع انضمامه بهذه السرعة للكتيبة الوطنية، خاصة وأنه لم يستخرج جواز سفره الجزائري، سوى الأربعاء الماضي.
وينشط كيرخوف (26 عاما) في مركز ظهير أيمن ويبلغ طوله (1.90 سم)، وولد في مدينة موبيغ شمال فرنسا بالحدود الفرنسية البلجيكية، صاحب الأصول الجزائرية من جهة والده (بسكرة)، والأصول الفرنسية من جهة والدته.
وأبرم كيرخوف أول عقد احترافي الصيف الماضي، عندما انتقل إلى نادي باستيا، بعد عدة مواسم قضاها في الانتقال بين أندية فرنسية وبلجيكية هاوية، واللعب في الدوري اللوكسمبورغي، وهو الذي مر عبر ناديي فالنسيان ولوريان الفرنسيين.
وانضم كيرخوف لنادي باستيا، خلال الميركاتو الصيفي الأخير قادما من دوديلانجي المجري، وشارك قيطون خلال الموسم الحالي في 31 مباراة في مختلف المسابقات سجل فيها 4 أهداف وأهدى 5 تمريرات حاسمة، ليفرض نفسه أحد لاعبي الظهير الأيمن، ضمن دوري الدرجة الثانية الفرنسي.
وخاض كيرخوف 149 مباراة طوال مسيرته الكروية أسهم فيها في 58 هدفا ما بين صناعة وتسجيل، وهو ما يؤكد النزعة الهجومية الكبيرة التي يتمتع بها.
وستكون خطوة انضمام كيرخوف مهمة في هذا التوقيت، في ظل تواصل متاعب الظهير الأيمن لنادي نيس عطّال، مع سلسلة من الإصابات المتتالية جعلته يغيب عن العديد من المباريات مع ناديه، وعدم نجاح الخيارات الأخرى، على غرار محمد رضا حلايمية في وقت سابق وحسين بن عيادة.جدير بالذكر، أن النصر كانت السباقة لإجراء حوار حصري مع فان دين كيرخوف العام الماضي، أين عرض خدماته على المنتخب الوطني، بشكل مباشر.


بلعيد المحلي الوحيد ضمن قائمة بلماضي
يعد زين الدين بلعيد، المحلي الوحيد ضمن قائمة جمال بلماضي المعنية بالمعسكر الحالي، حيث كافأه الناخب الوطني على مستوياته الرائعة في "الشان"، ليتلقى بذلك أول دعوة لصفوف المنتخب الأول، على أمل أن يسير على خطى رفيق حليش وجمال بلعمري، كونهم جميعا قد تخرجوا من أكاديمية نصر حسين داي.
ويعتبر بلعيد مدافعا محوريا أو قلب دفاع، وسيبلغ من العمر 24 سنة الاثنين المقبل، ويرتبط مع اتحاد العاصمة بعقد تنقضي مدته في صيف 2024.
وخاض بلعيد هذا الموسم 16 مباراة أساسيا في البطولة الوطنية وسجل هدفا، ولعب أيضا 8 مواجهات أساسيا في كأس "الكاف" وأمضى هدفا، وشارك مع المنتخب الوطني المحلي في 5 لقاءات أساسيا خلال منافسة "شان" 2023، وبلغ النهائي، فضلا عن ذلك، سبق له ارتداء زيي المنتخبين الأولمبي والأواسط.علما وأن اللاعب محل اهتمام عدة نوادي فرنسية، ويستعد لخوض أول تجربة احترافية بداية من الصيف المقبل.
عوار جوهرة ستفتح الأبواب لقدوم نجوم أخرى
ورغم أنه يعتبر جديد المنتخب، بعد أن قام بكل الإجراءات الإدارية الخاصة بتغيير جنسيته الرياضية، إلا أن عوار غاب عن قائمة مباراتي النيجر لأسباب متعلقة بعدم جاهزيته، على أن يكون ضمن التعداد بداية من تربص شهر سبتمبر.
حسام أحد خريجي أكاديمية ليون، فاللاعب المولود في 30 جوان 1998 لعب على مدار مشواره الكروي في ليون منذ تصعيده للفريق الأول في 2016 وحتى الآن، وخلال تلك الفترة خاض حسام مباراة دولية وحيدة في مشواره مع أكابر الديوك، بينما لعب بقميص ليون 213 مباراة سجل خلالها 40 هدفا وصنع 35.
وحاول الناخب الوطني عام 2019 إقناع عوار بتمثيل الخضر، لكنه اختار تمثيل فرنسا، وخاض مباراته الدولية الوحيدة أمام منتخب أوكرانيا في 7 أكتوبر  2020، غير أن قوانين الفيفا أبقت فرضية عودته إلى صفوف الخضر قائمة من جديد، كونه لم يشارك في أي موعد رسمي، وهو ما استغله رئيس الفاف جهيد زفيزف، خلال تواصله مع اللاعب عند قدومه إلى مدينة وهران السنة الماضية وأكد عوار انضمامه إلى الخضر عبر حوار مع موقع الفاف، حيث سيكون إضافة نوعية لوسط الميدان، وهو الذي يمتلك مؤهلات فريدة من نوعها.وخاض عوار هذا الموسم 6 مقابلات أساسيا في الليغ 1، وأمضى هدفا، وقدم تمريرة حاسمة وحيدة، في إحصائيات هي الأسوأ بالنسبة له منذ تصعيده للفريق الأول.
كما مرّ حسام بفترات عصيبة مؤخرا بسبب قراره باللعب للجزائر، فضلا عن رفضه الانتقال إلى ناد آخر، ما أضاع على ليون فرصة الاستفادة من عائدات تحويله. وبرز عوار بشكل ملفت موسم 2018/2019، أين قاد فريقه ليون للمنافسة على اللقب الفرنسي، وأهله في نفس الوقت لرابطة الأبطال الأوربية، ثم قاده لبلوغ نصف النهائي، مكتسحا الكثير من قوى الكرة العالمية، وعلى رأسها مانشستر سيتي وجوفنتوس.
علما وأن قدوم عوار سيفتح الأبواب لالتحاق عناصر أخرى متألقة في أوروبا، بداية بزميليه السابقين في ليون أمين غويري وريان شرقي.
سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى