اعتبر مدرب اتحاد عنابة كمال مواسة تأشيرة الصعود أغلى هدية يمكن تقديمها للأنصار الذين سرقوا الأضواء طيلة هذا الموسم، بتوافدهم بأعداد قياسية، وكانوا بمثابة السند الدائم للتشكيلة، كما نوّه بالتضحيات الكبيرة التي قدمها اللاعبون، والتي كللت بتحقيق الحلم الذي راود الأنصار على مدار 3 سنوات متتالية.
مواسة، وفي حوار مع النصر أوضح بأن مهمة اتحاد عنابة لم تكن سهلة، في وجود العديد من الأندية التي لها خبرة طويلة، وراهنت على تحقيق الصعود، لكن إصرار اللاعبين والمسيرين والأنصار على عدم تضييع الفرصة كان كافيا لصنع الفارق، كما تحدث مواسة عن بعض الأمور التي تخللت مشوار الاتحاد هذا الموسم، والتي نكتشفها في هذه الدردشة.
•في البداية مع تعليقك على الانجاز المحقق بترسيم الصعود قبل 3 جولات من نهاية الموسم؟
الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية كان الهدف الذي دفعني إلى الموافقة على تولي تدريب اتحاد عنابة بداية من الجولة العاشرة، لأنني كنت على قناعة بأن اتحاد عنابة لايستحق البقاء في الهواة، من خلال التجارب السابقة التي كانت لي معه، وقد حاولت وضع خبرتي الميدانية كورقة رابحة لتأطير المجموعة، وسط انسجام وانضباط كبيرين، والحسم في مصير الصعود قبل الأوان لا يعني بأن مهمتنا كانت سهلة، بل أننا واجهنا صعوبات كبيرة في المشوار، زادت من حلاوة الانجاز، لكن حتى أكبر المتفائلين لم يكن يتوقع أن نقود السباق بفارق 12 نقطة عن أقرب الملاحقين.
• وما سر هذا العزف المنفرد على أوتار الريادة إلى غاية اقتطاع تأشيرة الصعود؟
ليس هناك أي سر، وكل ما في الأمر أن إصرار اللاعبين و الطاقمين الفني والاداري على تحقيق الصعود كان كبيرا، وقد عمدت الإدارة إلى توفير كافة الأجواء الكفيلة بحصر انشغال اللاعبين في العمل الميداني، وهو ما لا نسجله حتى في أندية تنشط في الرابطة المحترفة الأولى، لكن الحقيقة أن اتحاد عنابة كان عبارة عن فريق محترف دفعت به الظروف إلى اللعب في القسم الهاوي، وكل المتتبعين اعترفوا باحقيتنا في الصعود.
• وماذا عن دور كل طرف في النتائج المسجلة، خاصة اللاعبين؟
مثل هذه الانجازات لا يمكن أن تتحقق بتضحيات طرف واحد، وبالتالي يمكن القول بأن الصعود يكون ثمرة عمل مجموعة متكاملة ومنسجمة، ولكل دور يقوم به، على أن تكون السلسلة مشكلة من حلقات، ونهايتها لن تخرج عن مفتاح بوابة الصعود، لذا فإن اللاعبين حاولوا مسايرة الريتم الذي فرضته إدارة النادي في انضباطها المقترن بالوفاء بالالتزامات والوعود، سيما منها تلك المتعلقة بالجانب المادي، وقد برهنت تشكيلتنا على أنها كانت في مستوى التطلعات على جميع الأصعدة، بالاصرار على تحقيق الصعود، وتحدي جميع الصعوبات التي اعترضتنا، لأن الطريق نحو المنصة لم يكن مفروشا بالورود، وتواجدنا في الريادة منذ انطلاق الموسم دليل قاطع على أننا الأقوى.
• ألم يتسرب الشك إطلاقا إلى المجموعة بخصوص تكرر «سيناريو» الموسمين الفارطين؟
هذا الجانب أخذناه بعين الاعتبار في بعض المراحل من مشوارنا، لأن تلك الذكريات السيئة ظلت راسخة في أذهان الأنصار، ولم يكن من السهل تمرير الاسفنجة على أي تعثر، وعليه فقد حاولنا قدر المستطاع تفادي الهزيمة، لتجنب أي «سيناريو» قد يسرب الشك إلى نفوس اللاعبين والأنصار بخصوص المخاوف من تكرر «نكسة» الاخفاق لسنتين متتاليتين، خاصة مع انطلاق مرحلة الاياب، حتى أن الهزيمة التي تلقيناها بعين البيضاء كانت في ظروف استثنائية، ولم تؤثر على الثقة التي وضعها الأنصار في الفريق، ولعل ما ساعدنا في ذلك التفاؤل الذي كان سائدا وسط المجموعة بشأن حلم الصعود، وهناك شيء جد مهم لا بد من توضيحه..
• تفضل .. ما هو؟
كل المتتبعين انبهروا للقاعدة الجماهيرية الواسعة التي يمتلكها اتحاد عنابة، لأن مبارياتنا داخل الديار كانت تجرى بحضور ما لا يقل عن 50 ألف مناصر، وهو أمر لا يحدث في الرابطة المحترفة الأولى، كما ان مرافقة نحو 8 آلاف مشجع للفريق في تنقلاته زادت من اصرار اللاعبين على تحقيق حلم الصعود، ليكون أغلى هدية يمكن تقديمها للأنصار، خاصة بعد حالة الوفاة التي تم تسجيلها في منتصف الموسم، وكذا ما حدث بتبسة، وأنصار الاتحاد برهنوا على تعلقهم بالفريق، رغم تواجده في القسم الهاوي، ورسالتهم كانت واضحة المضمون، بأحقية مدينة عنابة في التمثيل ضمن كبار الرابطة المحترفة، في ظل توفر كل مقومات النجاح.
• وماذا عن مستقبلك مع الاتحاد الموسم القادم؟
موافقتي على تدريب اتحاد عنابة كانت تلبية لمطلب الأنصار وكذا الرئيس زعيم، وهذا بنية تحقيق حلم الصعود الذي راودهم على مدار 4 سنوات، وقيادتي للفريق لم تكن بمراعاة المستوى الذي ينشط فيه، بل أن العلاقة الوطيدة التي تربطني بأسرة الاتحاد تتجاوز هذه الحدود بكثير، وقد سطرنا هدفا ونجحنا في تحقيقه، رغم أن التفكير في المستقبل مبكرا يبقى ضرورة حتمية، وشخصيا أنا مستعد لمواصلة العمل، في ظل توفر المناخ الملائم، لكن هذا الحديث سابق لأوانه، وعلينا انتظار نهاية الموسم للجلوس مع رئيس النادي، من أجل الوقوف على الخطوط العريضة لبرنامج العمل الذي يسطره، كذا الاستراتيجية التي يعتزم انتهاجها.
حــاوره: صالح / ف

الرجوع إلى الأعلى