منح عشية أمس، المهاجم بلعميري فريقه شباب قسنطينة ثلاث نقاط من ذهب، بعد تمكنه من تسجيل هدف الانتصار في الوقت بدل الضائع من المباراة، ليحقق بذلك السنافر فوزا ثمينا أبعدهم في صدارة الترتيب العام بست نقاط كاملة، لتنطلق بذلك الاحتفالات عبر كافة شوارع مدينة قسنطينة، التي بدأت تستعد للتتويج بثاني لقب في تاريخ الشباب.
بداية المباراة عرفت وقوف لاعبي الفريقين دقيقة صمت ترحما على روح مناصر شباب قسنطينة إيسيل عبد الجليل، الذي وافته المنية صبيحة الخميس، بعد تعرضه لحادث مرور، عقب نهاية مباراة الكأس بين شبيبة القبائل ومولودية الجزائر، إلى جانب تعليق السنافر راية بصورة المرحوم، قبل أن يرفعوا «تيفو» يحمل شعار “قسنطينة هي غرامي”، إلى جانب تمرير عديد الرسائل للرد على الحملة الشرسة، التي تعرضوا لها بعد لقاء نصف نهائي السيدة الكأس.
وعكس الأجواء التي صنعها السنافر فوق مدرجات ملعب حملاوي، فإن السيطرة خلال النصف ساعة الأول كانت من جانب أبناء سوسطارة، أين كانوا الأخطر على مدار 45 دقيقة الأولى، مستغلين الفراغات الكبيرة التي تركها رفقاء العمري، ما مكن أشبال المدرب حمدي من خلق فرصتين خطيرتين، عن طريق بلجيلالي في (د20) وعرجي في (د32)،  غير أن الحارس رحماني كان في الموعد، وتألق بشكل كبير، مبعدا الخطر ببراعة عن مرماه.
وعرفت الدقائق الأخيرة، طرد مدافع الاتحاد عبد اللاوي، الذي اعتدى أمام مرأى الجميع على زعلاني، لتنتهي المرحلة الأولى، بنتيجة التعادل السلبي وسط احتجاجات كبيرة من طرف لاعبي سوسطارة، قبل أن يتعرض المدرب عبد القادر عمراني، لاعتداء جسدي من طرف مدرب حراس الزوار برارمة حسب مسيري الشباب، الذين هددوا برفع شكوى ضد المعني.
وفي الوقت الذي كان الجميع في الشوط الثاني، في انتظار بداية قوية من جانب الشباب، المستفيد من التفوق العددي، فاجأ المهاجم درفلو السنافر بتسجيل هدف السبق للضيوف، بعد أن استفاد  من كرة طويلة من زميله مفتاح، وهو الهدف الذي أسكت الجماهير الغفيرة، التي غصت بها مدرجات حملاوي، ولكن لوقت قصير فقط، على اعتبار أن أشبال عمراني نجحوا في تعديل الكفة بعد ثلاث دقائق، إثر عمل ممتاز من بن عيادة على الجهة اليمنى، قبل أن يوزع ناحية منطقة العمليات، ليفاجئ البديل شريفي زملاءه بهدف ضد مرماه، وهو الهدف الذي جعل عمراني يسارع لإجراء بعض التبديلات على طريقة اللعب، أين زج بمتوسط الميدان زرارة، وكذا المهاجم عايشي، على أمل البحث عن الهدف الثاني، غير أنه كاد يدفع الثمن غاليا بترك الفراغات في وسط الميدان، حيث أضاع درفلو هدفا محققا أمام براعة الحارس رحماني في د79، ليتلقى بن غيث البطاقة الحمراء في آخر دقائق المواجهة، وهي الفرصة التي استغلها المحليون، الذين نجحوا في إضافة الهدف الثاني، عن طريق بلعميري في د94، لينفجر الملعب بأكمله، خاصة وأنه الهدف الذي مكن الشباب من الابتعاد بفارق ست نقاط في الصدارة، لتعرف نهاية المواجهة أجواء احتفالية غير مسبوقة من طرف السنافر، الذين اقتربوا من معانقة اللقب الغائب عن خزائنهم منذ موسم 1997.
بورصاص. ر

المناجير العام طارق عرامة للنصر: نحن أبطال بنسبة 95 %
أكد المناجير العام للنادي الرياضي القسنطيني طارق عرامة، أن فريقه سيكون بنسبة كبيرة جدا بطل الموسم الكروي الحالي، بعد الانتصار الثمين المحقق أمام سوسطارة، الذي مكنهم من الابتعاد بست نقاط كاملة عن بقية الملاحقين، على غرار مولودية الجزائر ومولودية وهران المتعثرين على التوالي، وقال عرامة للنصر عشية أمس:» لم يعد يفصلنا عن التتويج سوى بعض النقاط، أنا أشكر كل من ساهم في الانتصار أمام سوسطارة، وعلى رأسهم الأنصار، وبحول الله ستكون هناك احتفالات كبيرة بمدينة الجسور المعلقة، بعد ضمان اللقب، الذي أكدنا بأننا الأحق به، في ظل نتائجنا الرائعة منذ انطلاق الموسم».

لاعب السنافر بلعميري للنصر: العدالة الإلهية أنصفتني وأكملت اللقاء مصابا
كان اللاعب بلعميري أسعد  عناصر تشكيلة السنافر في نهاية مواجهة سوسطارة، خاصة وأنه كان وراء هدفي اللقاء، وقال للنصر:» فرحتي لا توصف، خاصة وأن عودتي للتشكيلة الأساسية، تزامنت وتحقيق انتصار قد يكون الأغلى هذا الموسم، واهديه لكل الأنصار الذين وقفوا بجانبي حتى أني تحاملت على نفسي وأكملت اللقاء مصابا، اليوم استطيع أن أقول أن العدالة الإلهية أنصفتني».

إغماءات بالجملة بعد هدف بلعميري
عرف ملعب الشهيد حملاوي طوارئ في نهاية اللقاء، بعدما تسبب هدف بلعميري الذي سجله في الوقت الضائع في إغماءات بالجملة وسط الأنصار الذين ومن شدة الفرحة أغمي على الكثير منهم، وقد وجدت عناصر الحماية المدنية صعوبات في إسعاف الكثيرين بسبب كثرة عدد الأشخاص المغمى عليهم.

عمراني رقص مع اللاعبين
عرفت غرف تغيير ملابس فريق شباب قسنطينة أجواء خرافية بعد نهاية اللقاء، صنعها اللاعبون وانضم إليهم المدرب عمراني الذي وعلى غير عادته شارك أشباله الفرحة، حتى انه رقص مطولا عند سماعه نتيجة مولوديتي الجزائر ووهران اللتين خدمتا كثيرا السنافر وجعلتهم يقتربون أكثر من أي وقت مضى من حلم معانقة لقب الموسم.

الرجوع إلى الأعلى