• قضية الأصاغر والحديث عن ترتيب مقابلة مساس بسمعة وتاريخ الفريق
اعتبر رئيس ترجي قالمة رياض شرقي الوقفة الاحتجاجية التي قامت بها مجموعة من الأنصار منتصف الأسبوع الفارط للمطالبة برحيله مجرد زوبعة في فنجان، وأكد على أن مثل هذه المناورات تبقى السبب الرئيسي في تدهور أوضاع «السرب الأسود» بطفو المشكل الإداري على السطح.
شرقي، وفي حوار مع النصر، أعرب عن استيائه الكبير من هذه التحركات، وأشار إلى أنه سيواصل مهامه على رأس النادي إلى غاية نهاية العهدة الأولمبية، باعتباره منتخب من طرف الجمعية العامة، كما وجه أصابع الاتهام لأطراف تنصب نفسها دوما في خانة الوصية على الترجي، فضلا عن قضية الأصاغر وما خلفته من ردود أفعال، إضافة إلى نقاط أخرى نقف على تفاصيلها في رحلة الأسئلة والأجوبة، والتي كانت على النحو التالي:
• في البداية، مع تعليقكم على الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها مجموعة من الأنصار منتصف الأسبوع الفارط، والتي طالبت برحيل المكتب المسيّر؟
الحقيقة أن مثل هذه التحركات تجسد غيرة الأنصار على فريقهم، وسعيهم لترتيب البيت مبكرا، على أمل النجاح في وضع أسس صحيحة كفيلة بتمكين الترجي من تحقيق الصعود إلى وطني الهواة، لكن النظر إلى هذه الوقفة من زاوية مغايرة يكشف عن وجود مناورات تقوم بها أطراف خفية، اعتادت على التحرك كل صائفة، باستغلال بعض المناصرين كورقة ضغط، في محاولة لتنفيذ مخططاتها الانقلابية، لأن هذا «السيناريو» يتكرر في قالمة مع نهاية كل موسم، والتخطيط يكون دوما من نفس المجموعة.
• هل يعني هذا بأنكم لم تأخذوا هذه الوقفة بعين الاعتبار؟
بالنسبة لي إقدام مجموعة من الأنصار على تنظيم تجمع أمام مقر الولاية يبقى خطوة غير قانونية، بصرف النظر عن تركيبة هذه المجموعة، و التي ضمت أطفالا لا تتجاوز أعماهم 15 سنة، كما أن أغلب المشاركين في هذه الوقفة لا يحوزون على صفة العضوية في الجمعية العامة، وعليه فإنني اعتبر هذه الخطوة مجرد زوبعة في فنجان سعت بعض الأطراف إلى إثارتها في هذه المرحلة تمهيدا لمخطط تسعى إلى تنفيذه في أقرب الآجال، لأن سحب البساط من تحت قدمي المكتب المسير يكون خلال الجمعية العامة، كوني رئيس منتخب إلى غاية نهاية العهدة الأولمبية، ومثل هذه التحركات لن تكون كافية لدفعي إلى الانسحاب تحت تأثير ضغط المحيط الخارجي.
• نفهم من كلامكم بأن هناك مجموعة المعارضة التي تطالب برحيلكم؟
الكل في قالمة يعرف جيدا المجموعة التي ما فتئت تنصب نفسها وصية على الفريق، والتي تبادر كل صائفة إلى تحريك بعض الأنصار بغرض احداث تغيير على مستوى الطاقم المسير، وهو «السيناريو» الذي يبقى السبب المباشر في تدهور أوضاع الترجي، وتحرك هذه المجموعة في «الكواليس» راجع بالأساس لحسابات شخصية ضيقة، لكنني حاولت قطع الطريق أمامها على مدار موسم كامل، ليكون رد فعلها بتعبئة بعض المناصرين للمطالبة بالتغيير، وهنا بودي أن أقف عند قضية جد مهمة .
• تفضل ... ما هي؟
تواجدي على رأس النادي كان من العواقب الحتمية للفراغ الإداري الذي عاش على وقعه الترجي خلال الصائفة الفارطة، لأنني كنت رئيسا للجنة الترشيحات، وعزوف الجميع عن الترشح أجبرني على الاستقالة من اللجنة، وتقديم ملفي كمترشح وحيد للرئاسة، وارتديت حينها ثوب «رجل الانقاذ»، لأن الفريق كان مهددا بالشطب النهائي، ومجموعة المعارضة التي كانت ضمن الأعضاء الذين زكوا الطاقم المسير تحاول الآن الانقلاب، لأنني منعتها من التدخل في تسيير شؤون النادي، ومخططها الحالي يرمي إلى العودة بالترجي إلى نقطة الصفر، مع تشكيل «ديريكتوار» تتحكم فيه.
• لكن المحتجين طالبوا أيضا ببرمجة جمعية عامة في أسرع وقت ممكن؟
نحن بصدد وضع آخر الروتوشات على الحصيلتين المالية والأدبية، بنية عقد جمعية عامة قبل انقضاء النصف الأول من شهر رمضان المعظم، وهي فرصة مواتية لنشر الغسيل، لأن المعاناة التي عشناها على مدار موسم كامل تتطب توضيح الرؤية، خاصة من الناحية المادية، على اعتبار أن الرصيد البنكي للنادي يبقى تحت رحمة التجميد، والأحكام القضائية تتهاطل علينا بطريقة غريبة، بلجوء دائنين ليسوا مقيدين في الحصيلة المالية إلى العدالة، وصدور أحكام قضائية لصالحهم، فضلا عن المشاكل الداخلية التي كادت أن تعصف بالفريق إلى الجهوي لولا تدخل السلطات الولائية في آخر منعرج من البطولة، وشخصيا فإنني أساند المقترح الذي قدمه المحتجون، عندما طالبوا بضرورة تطهير تركيبة الجمعية العامة، بالرفع من مستحقات الانخراط، وضم وجوه قادرة على تقديم الإضافة المرجوة، لأن هذه الاشكالية تبقى مطروحة على مدار 15 سنة متتالية.
• نعرج الآن على قضية الأصاغر والاتهامات الموجهة للمسيرين بالتورط في ترتيب نتيجة مباراة؟
هذه القضية يمكن ادراجها ضمن المخطط التي وضعته جماعة المعارضة، لكن الغريب فيها أن من نصب نفسه في خانة «مفجّر الفضيحة» كان فعلا يشغل منصب مدرب، إلا أننا كنا قد اشعرناه بالاقالة قبل تلك المقابلة بنحو أسبوع، وذلك لاسباب انضباطية بحتة، غير أنه وظّف ورقة تعلّق اللاعبين الشبان به فحرضهم على التمرد على المسيرين، لتتجاوز الأمور الخط الأحمر، بنشر فيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تمس بتاريخ ترجي قالمة، ولو أنني كرئيس للنادي لم أكن على علم بما حدث، لأن اللقاء توقف في دقائقه الأخيرة بسبب غياب الطبيب، من دون أن تكون هناك نية لتسهيل مهمة الفريق المنافس في الفوز على البساط، ومن يريد فتح تحقيق فما عليه سوى الاستفسار مع الطبيب المعني حول دوافع انسحابه من الملعب أثناء المباراة، مع تحديد مسؤولية كل طرف، لأنني كرئيس للنادي قررت بدوري إحالة القضية على العدالة للمطالبة برد الاعتبار، بعد المساس بسمعة فريق عريق بحجم الترجي واتهام مسيريه بارتكاب جريمة في حق الطفولة.
• وماذا عن المشروع الذي تعتزمون تجسيده في حال بقائكم على رأس النادي الموسم القادم؟
المعاناة الكبيرة التي عشناها الموسم الفارط تبقى تجربة قاسية يجب أن نستخلص منها الدروس والعبر، كما أنها سمحت لنا بالاطلاع أكثر على اجواء بطولة ما بين الجهات، وشخصيا فإنني أرى بأنه حان الوقت لنفض الغبار عن واحدة من أعرق المدارس الكروية على الصعيد الوطني، وهي الترجي القالمي، بالمراهنة على الصعود إلى وطني الهواة، وتسطير برنامج عمل يرمي إلى اعادة الفريق إلى الرابطة المحترفة الثانية، في ظل وجود مبادرات لضم بعض المستثمرين ورجال الأعمال، لأنه من العيب والعار بقاء الترجي في الأقسام السفلى، ويصارع من اجل تفادي السقوط.
 حــاوره: ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى