• صلاح معذور والخطاف لا يمكنه صنع الربيع وحيدا
يرى الدولي المصري السابق هاني سعيد، أن خروج منتخب بلده من الدور الأول كان متوقعا، غير أن ما قدمه رفقاء صلاح، وكذا مستوى منتخبي روسيا والأورغواي في بداية هذا المونديال يجعل الحسرة كبيرة، لأن أشبال الأرجنتيني هيكتور كوبر ضيعوا فرصة كبيرة للمرور إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخ مصر، مضيفا في حوار للنصر، أن النجم محمد صلاح معذور بالنظر لحالته الصحية وما حدث معه خلال فترة التحضيرات ولا يجب أن يحمل فوق طاقته.
حاوره : كريم كريد
• بداية، ما تعليقك على ظهور المنتخب المصري وخسارته الثانية أمام روسيا التي جعلته أول منتخب يغادر المونديال؟
نتأسف لضياع حلم الوصول إلى الدور الثاني في ثالث مشاركة، وككل مصري محب لمنتخب بلده، وأيضا كوني لاعبا دوليا سابقا، أحس بحسرة كبيرة، بعد هذا الوجه الذي ظهر به منتخب الفراعنة، خاصة في مواجهة سهرة الثلاثاء، عندما واجهنا منتخب البلد المنظم روسيا، الذي ورغم تفوقه بثلاثية، غير أن فيزيونومية اللقاء لا تعكس النتيجة الفنية، التي كان بإمكان أن تكون لصالحنا، خاصة بعد أداء الشوط الأول، الذي سيطرنا خلاله وخلقنا عدة فرص للتسجيل، لكن غياب اللمسة الأخيرة حرمتنا من تسجيل هدف السبق.
احترام المنافسين المبالغ فيه سبب إقصاء مصر المبكر
• وفي رأيك ما سبب الهزيمة أو على الأقل الانهيار في الشوط الثاني؟
أعتقد أن الجميع يشاطرني الرأي في جزئية أن المنتخب المصري ضيع الفوز في الشوط الأول، حقيقة لقد كانت المباراة في متناولنا، لأن المنتخب الروسي، رغم تنظيمه الجيد وانتشار لاعبيه بصورة جيدة فوق أرضية الميدان لم يكن ذلك التشكيل المرعب، وما يعاب على المدير الفني للمنتخب هيكتور كوبر تحفظه الدفاعي الزائد عن اللزوم، رغم الانتقادات التي طالته بسبب أسلوب لعبه، ومن وجهة نظري فإن تأخر الهدف المصري، إضافة إلى الهدف الأول الذي جاء عن طريق نيران صديقة، منح أسبقية معنوية للاعبي الفريق المنافس، وحطم زملاء الحارس الشناوي، الذي استقبلت شباكه هدفين نتيجة أخطاء كارثية في التموقع والمراقبة، بعد تشتت أذهان عناصر منتخبنا وخاصة في الخط الخلفي.
• هزيمة الجولة الثانية جعلت مصر أول المغادرين، أكيد الحسرة كبيرة؟
دون شك فلقد تلاشت الآمال، لأن من يخسر المواجهتين الأوليتين في الدور الأول، تكون حظوظه شبه منعدمة في التأهل للدور الثاني، ومصر للأسف ستكون أول فريق عربي يغادر المنافسة، وقبل هذا يجب أن نعترف أن الأداء لم يكن في المستوى المطلوب، وككل مصري توقعت أداء أفضل، ولو فصلنا ظهور المنتخب في قسمين، فالمباراة الأولى كنا مُجمعين نظريا على أن منتخب الأورغواي أوفر حظا للظفر بها، لكن فوق أرضية الميدان تلاشت الفروقات، واتضح أن منتخبنا بإمكانه الانتصار لو لم نحترم كثيرا المنافس، الذي لم يكن ذلك البعبع الذي صورته مختلف وسائل الإعلام، أما الجزء الثاني المتعلق بلقاء روسيا، فكما قلت سلفا نحن من وفر أسباب الهزيمة، رغم ضعف المنافس الذي أؤكد مرة أخرى، أنه تفوق بخماسية كاملة على منتخب السعودية ليس لأنه قوي، وإنما لكونه استفاد من أخطاء دفاعية ارتكبها لاعبو المنتخب الأخضر، وكما شاهدنا اللقاء فالروس لم يستطيعوا حتى صنع اللعب، أمام منتخب متواضع مع احترامي للشقيق السعودي.
• ومن دون شك فإن صدمة الشارع المصري كبيرة؟
الشارع المصري عاش صدمة آنية، في اللحظات التي تبعت نهاية لقاء روسيا، والجميع اشترك في نفس الإحساس لأن العاطفة جعلتهم ينسجون أحلاما وردية، ثم سرعان ما تقبلوا نتائج المشاركة المخيبة، لأنهم لم يفاجأوا من المردود، الذي كان متوقعا قياسا بعدة معطيات، في مقدمتها وجه المنتخب خلال المباريات الودية الإعدادية وطريقة لعب المنتخب، لم تكن توحي بإحداث مفاجأة أو تحقيق مشوار مشرف يقودنا للدور الثاني.
• ذكرت في إجابتك أن المنتخب المصري وفر أسباب الفشل، ماذا تقصد؟
عدة عوامل اجتمعت من بينها فروقات المستوى، لكن وبعدما قدمه منافسانا في المباراتين الأوليتين، يمكن أن ألخصها في جملة واحدة، لم نوظف أحسن اللاعبين.
• الجميع انتظر النجم محمد صلاح، كلمة عن مشاركة لاعب ليفربول؟
محمد صلاح معذور لأنه ومنذ 20 يوما بعيد عن الحمل البدني المطلوب وتحديدا منذ إصابته في نهائي رابطة الأبطال، ويجب أن نعترف أن  أداءه لم يكن في مستوى نجوميته، لكن ومن وجهة نظري حالته لم تكن تسمح له باللعب، غير أن كوبر غير ملام في ذات الوقت على توظيفه أساسيا، لأنه الوحيد القادر على صنع الفارق وأمل المصريين كان في سرعته وحسه التهديفي...وهنا أريد أن أوضح شيئا مهما..
التألق في المونديال يلزمه لاعبون كبار وليس ناشطين بدوريات عربية
• تفضل..
في كرة القدم الحديثة من غير المعقول أن يعتمد فريق أو منتخب على لاعب واحد، وهو حال منتخبنا، لأن النجم الأول ومهما كان مستواه لا يمكن أن يكون الخطاف الذي يصنع الربيع. !
• مشاركة العرب كان قاسمها المشترك الإخفاق، في رأيك ما سبب الهزائم المتوالية؟
المنتخبات العربية سواء بشمال إفريقيا أو مثيلتها من عرب آسيا، تفشل لأنها لا تملك خامة اللاعبين، التي تستطيع مجاراة أقوى المنتخبات في المونديال، لأن كل البلدان المشاركة في أكبر محفل عالمي دائما ما تلجأ لاختيار عناصر تنشط في كبرى الدوريات، عكس ما يحدث على مستوى غالبية المنتخبات العربية، التي تلجأ للمنتوج الحلي الذي يبقى بعيدا كل البعد عن المستوى العالي. كما لا يجب أن ننسى عامل نقص الثقة والإحساس بمركب النقص عند اللاعب العربي ما يجعلنا  نخسر المقابلات قبل لعبها، ونفضل الاعتماد على الحماس رغم يقيننا مسبقا أنه لا يكفي.
• نطوي صفحة المونديال، ونعود لهاني سعيد ماذا عن مسألة اعتزالك، هل صحيح أنك قررت تعليق الحذاء ؟
لا لقد فكرت جيدا قبل شهرين في هذا الأمر، حتى أنني تحدثت مع مسؤولي فريقي المقاصة، لكنهم طلبوا مني المواصلة، وأعتقد أنني سأبقى لموسم آخر قبل الاعتزال.
• على ذكر المقاصة، هل تتذكر زيارتك لقسنطينة وواجهت فريقها الشباب.
أكيد، كان ذلك منذ عامين، ووقفت على مدينة جميلة وهادئة وشعب مضياف، وأتذكر أننا خسرنا في لقاء ذهاب كأس الكاف قبل أن نفوز بمصر ونخطف التأشيرة من فريق شباب قسنطينة، ومعها اللاعب الملغاشي فوافي الذي انضم بعد ذلك لتشكيلة المقاصة.
اللاعب العربي يعاني مركب نقص والحماس وحده لا يكفي
• فريق شباب قسنطينة الذي واجهته، توج بلقب بطولة الجزائر، هل تعلم هذا؟
لا لم أكن أعلم، لكن عند مواجهتنا له بقسنطينة وقفت على فريق قوي ومنظم ويضم في صفوفه لاعبين أعرفهما جيدا مغني وبزاز، وانتهز الفرصة لأبارك له ما حققه.
• بماذا تريد أن تختم هذا الحوار
أوجه تحية طيبة لكل الشعب الجزائري، وأقول لهم ولو متأخرا عيدكم مبارك، كما أريد أن أشدد على شيء مهم، وهو أنني احترفت كرة القدم في البطولة الايطالية مع نادي باري وفي بلجيكا لعبت لفريق مونس، وكما يعلم  الجميع فإن ايطاليا وبلجيكا تضمان جالية جزائرية كبيرة، وصدقني ربطت علاقات صداقة مع الكثير من الجزائريين، ودون مبالغة صدقني أن أطيب «شعب» تعاملت معه يبقى الشعب الجزائري.
ك. ك

الرجوع إلى الأعلى