لقد صار شعار إنسان القرن الواحد والعشرين « أنا أستهلك إذا أنا موجود»، إلى درجة أن تحول اقتناء الأشياء وتلبية مختلف الحاجيات وتتبع الماركات العالمية دليلا على رفعة المكانة الاجتماعية ورمزا للثراء الفاحش. يشجعها في ذلك أخطبوط مختلف الإعلانات والإشهارات التي غيرت من النمط الاستهلاكي للإنسان، فتحول الاستهلاك والإنفاق من وسيلة لتحقيق الإشباع وتلبية مختلف الحاجيات البشرية إلى وسيلة وغاية في حد ذاته.
إعداد: د .عبد الرحمان خلفة
    فكان من أهم آثار العولمة الاقتصادية خلق ثقافية استهلاكية تتسم بالإتكالية والانهزامية أمام آلة الإشهار والتسويق وإغراءات مختلف المؤسسات العالمية، التي عرفت كيف تشرح الطبيعة البشرية؛ فقامت باستغلالها أبشع استغلال ولعبت على هذا الوتر الحساس فصار المستهلك لعبة في أيديهم لا يعرف حدودا ولا ضوابط، فتحول الاستهلاك وحب التملك من ظاهرة صحية تتماشى مع الطبيعة البشرية إلى ظاهرة مرضية منهكة للجسد والعقل والنفس والمال، من أهم أعراضها الإدمان والإسراف والتبذير والتفاخر والمباهاة.
   وهذا الأمر تنبه إليه الفاروق عمر بن الخطاب في أيام المجاعة؛ حين رأى رجلا معه شيء يخبئه وهو يمشي في السوق فأوقفه؛ وقال له ما الخطب ما الذي تحمله؟ قال والله يا أمير المؤمنين إن هذا لحم اشتريته لأهلي؛ فقال له عمر رضي الله عنه: « أكلما اشتهيت اشتريت».
    لذلك نجد أن السلوك الاستهلاكي في الإسلام سلوك وسطي ومعتدل، يقر بغريزة الإنسان وحبه للتملك والكسب، ويسعى لتلبية مختلف حاجياته المادية والروحية، ووضع لذلك ضوابط وحدود من أجل نمط استهلاكي متوازن ومتكامل يجمع بين حاجات الروح والجسد وبين مطالب الفرد والجماعة.
   فمن ناحية نجد أن الشرع يعاتب الإنسان الذي يهمل الإنفاق ويقصر في حق نفسه وأهله، حيث يعتبر ذلك سلوكا مذموما وفي هذا يقول الله عزوجل:» وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا»، وفي المقابل ينهى عن المبالغة والإسراف في الاستهلاك يقول الله عزوجل: «والَّذِينَ إذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا ولَمْ يَقْتُرُوا وكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً « أي بما تقوم به الحياة وتستمر به البشرية، فالاقتصاد والتخطيط في المعيشة والمحافظة على المال من أهم المقاصد والغايات التي جاءت الشريعة الإسلامية لتحقيقها فقد جاء في الأثر: « الاقتصاد نصف المعيشة».
   فلابد للمسلم أن يكون وسطيا في كل شيء معتدلا في سلوكاته؛ لأن الإسراف في أي أمر قد يفضي إلى في المحرمات ولو ضمن دائرة المباحات؛ يقول الله عزوجل: (( وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً))»؛ لكن للأسف فقد صار التبذير والإسراف سمة أساسية  للبعض؛ حيث صرنا نرى أكوام الخبز يوميا في القمامات بما يكفي لسد رمق الكثيرين من الققراء والمحتاجين.
    فالاستهلاك في حقيقة الأمر ليس سوى مرآة عاكسة  لقيم ومعتقدات الشعوب والمجتمعات ونظرتها للحياة وفلسفة المال، فالمشكل ليس في إشباع الحاجات البشرية وتحقيق متطلباتها، ولكن الإشكال يكمن في الأسلوب والطريقة المتبعة في ذلك، فالموازنة  والوسطية مطلوبة في كل الأحوال  لأن اختيار الطيبات وإتباع منهج العمل الصالح أمر  ضروري من أجل تلبية مطالب الروح والجسد وفي هذا يقول الله عزوجل: ((قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة” ويقول كذلك: “ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ “ قال الحسن البصري: (أما والله ما أمروا بأصفركم ولا أحمركم، ولا حلوكم ولا حامضكم، ولكن قال: انتهوا إلى الحلال منه ).
    في الختام نصل إلى أن ثقافة الاستهلاك في الإسلام تقوم على أسس عقائدية وركائز تعبدية وقيم اجتماعية راقية، فالإنسان لم يخلق ليأكل ويشرب ويلهو؛ بل خلق لرسالة عظمى وغايات جليلة وهي عبادة الله عزوجل، لذلك  فلا غرابة أن يربط القرآن الكريم بين الإنفاق والاستخلاف في الأرض في لقوله تعالى: ((وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ)). فالمال مال الله، والناس مستخلفون فيه، يتملكون ويستثمرون ويتمتعون في حدود ضوابط عقد وعهد الاستخلاف كما يقول العلماء.
ع.ب

اكتشاف جماليات اللفظ والصوت منهج نبوي
حداثة فنية مكثفة في كلمة من النبي صلي الله عليه وسلم في حق سيدنا بلال رض تشبه نتيجة مسابقة لاختيار أجمل صوت وأكثره سحرا وتأثيرا في النفوس للقيام بشعيرة الأذان ولأن الأذان شعار الإسلام ويتكرر في كل يوم فقد صار جزءا من الحياة والثقافة لذا لابد من الحرص على جماليته اللفظية والصوتية؛ بل إن قصة تشريع الأذان تبين أنه لم يكن بقرار من الدولة أو ان الصحابة كانوا قاعدين ينتظرون مرسوما وزاريا ليحدث الحراك والنقد بعد ذلك، بل هي إرادة النبي صلي الله عليه وسلم والصحابة جميعا حتى رَآه أفراد منهم في المنام بصيغته وألفاظه وكم من عالم طبيعة يكتشف حل معادلة أو علاج مشكلة في المنام.
وفي موقف أخر يبين أن أشكال التعبير الفني تصاحب كل نهضة جديدة أو إرادة جماعية للأمة و إنها لا تعدو إشعال فطرة الإنسان وما يُحَسِّنه العقل، أنه لما “أنكحت عائشة ذات قرابة لها من الأنصار، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أهديتم الفتاة؟) قالوا: نعم. قال: (أرسلتم معها من يغني؟) قالت: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الأنصار فيهم غزل)” -وفي رواية:“إن الأنصار يعجبهم اللهو” “فلو بعثتم معها من يقول: (أتيناكم أتيناكم، فحيانا وحياكم)،”فانظر إلى حرص النبي على ألا يقع تصحر فني في مجتمع المدينة و ألا تنبت الشبيبة على مقت اللهو و ألوان اللعب بدعوى الدفاع عن مصالح الوطن سيما وأن مجتمع المدينة كان محاصرا من المشركين و اليهود ناقضي العهد وكان مليئا بالفقراء و يشكو قلة المياه و الجميع يعلم مدى رقي سيدنا عثمان رض لما تبرع ببئر رومة مجانا لفقراء المسلمين؛ بل إنه في موقف آخر جعل النبي صلي الله عليه وسلم من مشكلة المياه عنصر فن وجمال ورقي واستشراف للمستقبل لما وصف جماليات رحلة المعراج فعند وصوله إلى سدرة المنتهى وصف حجم أضوائها بأنها كقلال هجر وهي مدينة يمنية اشتهرت بكبر جرار الماء ،وفي موقف آخر اخبر النبي ص بزواج فلان من الناس ولما سال عن الصورة الفنية المصاحبة للزواج قال:: (كمل دينه، هذا النكاح لا السفاح ولا نكاح السر حتى يسمع دف أو يرى دخان) فقد جعل الغناء مؤشرا على التفريق بين زواج وسفاح حتى يترسخ هذا المعلم الفني الفطري ويصير له تعابير خارجية ظاهرة و متكررة
و في موقف أخير تذكر الربيع بنت معوذ رض انه دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندها جاريتان تتغنيان وتندبان آبائي الذين قتلوا يوم بدر وتقولان، فيما تقولان، وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال: أما هذا فلا تقولوه، ما يعلم ما في غد إلا الله؛ يعني تم تعديل طفيف وعميق في الألفاظ لا يمس تاريخ ما قبل الإسلام ولا الأساطير الماضية فهذه كلها أقرها الموقف النبوي عدا ما يتعلق بعلم الغيب فهذه علاوة على أنها كذب ومبالغة ولا يرتقي أو يرتفع المنصب النبوي بمثل هذه الدعايات السياسية التي يمارسها الفن لذلك تم تصحيح الوضع حتى لا ينحرف الفن فينغمس في خبث السياسة.
ع.ج

فتاوى
هل يجوز شراء أضحية العيد بالتقسيط؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ إذا كان الراغب في اقتناء أضحية العيد يملك مرتبا شهريا أو مدخولاً ماليا يضمن به تسديد أقساط البيع فلا حرج حينئذ، بل هي مبادرة طيبة من المؤسسات التي تقوم بمثل هذا البيع تسهيلا على من يرغب في تطبيق السنة الإبراهيمية وهي سنة على القادر، وتسقط عن الفقير الذي لا يملك قوت عامه ،فمن لم يجد غير هذا الحل فإن السنة المؤكدة لا تتعين عليه.
ما هو المكان المفضل لذبح الأضحية، البيت أم خارج البيت؟ ومـا هي السنـة الصحيحة في ذلك ؟
الجواب: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ الأضحية قربة يتقرب بها العبد إلى ربّه عز وجل وشعيرة من شعائر الإسلام تذكّر المسلمين بحادثة استجابة سيدنا إبراهيم الخليل وابنه عليهما السلام لأمر الله تعالى، وتنبه النفوس المؤمنة إلى مبدأ التضحية في سبيل الله بأعز شيء لديها، قال النبي صل الله عليه وسلم:» سنّوا بها سنة أبيكم إبراهيم».وهي سنّة مشروعة في حق من لا يحتاج إلى ثمنها لأمر ضروري في عامه، تصح منه إن تحققت فيها شروط الأضحية دون تخصيص مكان معين لذبحها فالمضحي في سعة من أمره، قال الله تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) (البقرة/185).
 موقع وزارة الشؤون الدينية

اليابان تنشئ أول مسجد متنقل في العالم
نشرت وكالة “رابتلي” الإعلامية فيديو من اليابان، تم تداوله يظهر اختبار مشروع مسجد متحرك يستوعب خمسين مصليا، لحل مشكلة نقص المساجد في البلاد قبل انطلاق أولمبياد 2020 الصيفي.، تحسبا لقدوم المسلمين بكثافة في هذه التظاهرة العالمية حسب وكالات.

المسلمون بالفيليبين يتحصلون على حكم ذاتي
سلم رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي نسخة رمزية من قانون يمنح حكما ذاتيا أوسع للمسلمين في جنوب البلاد، إلى قائد أكبر مجموعة مسلمة معارضة.
وحسب وكالات أنباء فقد أعرب الرئيس الفيليبيني خلال مراسم جرت في القصر الرئاسي، عن أمله في أن ينهي هذا القانون عقودا من التمرد الانفصالي الدموي. وقال: «آمل في أن ينهي هذا القانون أخيرا النزاع المستمر منذ عقود والمتجذر في نضال بانغسامورو من أجل تقرير المصير والاعتراف بهويتهم الفريدة»،  وأضاف: «آمل في أن يكون ذلك هو المسار النهائي لتحقيق السلام الحقيقي والاستقرار والحكمة الجيدة في منداناو المسلمة. وينص القانون على إنشاء كيان سياسي جديد هو «منطقة بانغسامورو للحكم الذاتي» لتحل محل المنطقة الحالية التي ولدت بعد اتفاق وقع في 1996، ويفترض أن تكون المنطقة الجديدة أكبر وأن تتمتع بسلطات أوسع.

أكبر حفل زفاف جماعي للمسلمين في أوروبا
أقيم في عاصمة البوسنة والهرسك ساراييفو حفل زفاف لـ 60 شابا وشابة من المسلمين، ما يعتبر أكبر حفل زفاف جماعي للمسلمين في القارة الأوروبية، وأقيم الحفل حسب وكالات أنباء داخل مسجد الاستقلال في ساراييفو. وساعدت منظمة خيرية في تنظيم حفل الزفاف هذا، وقدمت البدلات للمتزوجين والفساتين للعرائس. كما تم تقديم مبالغ مالية قدرها نحو 300 دولار هدايا لكل زوج.

الرجوع إلى الأعلى