يحتفي الجزائريون هذا الأسبوع بذكرى يوم العلم تأكيدا على الأهمية الكبرى حضاريا تنمويا واستراتيجيا التي يكتسيها العلم في حياة الأمم عموما وحياة الجزائر خصوصا، لأنه لم يشكل لها فقط طريق تقدم بل كان قبل ذلك طريق تحرر.
إعداد: د .عبد الرحمان خلفة
وقد كان الإسلام وما يزال أهم الشرائع التي أشادت بالعلم وحثت عليه، على مستوى نصوصه المؤسسة وممارسة المسلمين في تاريخهم الحضاري، ومظاهر ذلك كثيرة ومنها:
(أولا) أن أول اتصال بين السماء والأرض بدأ بعبارة ((اقْرَأْ))، على خلاف المعهود من بدايات الوحي في الشرائع السابقة ، حيث كانت البدايات بعبارة ((فَاعْبُدْنِي ))، وفي ذلك إشارة إلى أن هذه الأمة ذات الرسالة العالمية سيكون أساس بنائها العلم طريقا للنهضة والتوحيد ، لاسيما وأن الله تعالى أعقب تلك العبارة بما يؤكد ذلك من إشادته بالعلم ومن الله تعالى على عباده به؛ فقال الله تعالى: ((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5))).
و(ثانيا) جعل طلب العلم واجبا وربط الأحكام العقدية والتعبدية به فالطريق إلى معرفة الله عقيدة لا يتأتى إلا بالعلم والعبادة لا تصح إلا بالعلم فقال الله تعالى: (((فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ))،
و(ثالثا): رفع مكانة العلماء وتفضيلهم على غيرهم في النصوص والأحكام لأنهم مصدر المعرفة والمرشدون لطريق الله الحارسون لدينه فقال الله تعالى: ((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ  وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)))، وقوله: ((إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ))، وقوله: ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ))، وفي الحديث: (مَن يُرِدِ اللهُ به خيرًا يُفقِّهْه في الدِّينِ)، والملائكة تبسط أجنحتها لطالب العلم..
و’رابعا)، توسيع دائرة مفهوم العلم الواجب؛ وجوبا عينيا أو كفائيا، إذ لا يقتصر على العلم الشرعي بل يشمل كل شؤون الدين والدنيا، وكل العلوم الإنسانية والتجريبية والشرعية، لذلك كان التدبر في آيات الله واجبا ولا يتأتى ذلك إلا بالعلم ووسائله، فقال اله تعالى: ((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ))، فكل العلوم واجبة من شريعة وطب وإدارة وعلوم طبيعية وإنسانية واجتماعية وهندسية وعمرانية وغيرها لأن بها قوام الدين والدنيا ، وقد فهم المسلمون الأوائل هذا البعد في نظرة الإسلام للعلوم فانطلقوا يتعلمون ويدونون ويترجمون شتى العوم والمعارف حتى أنشأوا حضارة انسانية عالمية وكانت لهم عواصم علمية في الأندلس والمغرب العربي والمشرق وخراسان وغيرها، وولد من رحم الحضارة علماء كبار أثروا العلوم الكونية بمعارفهم في الطب والكيمياء والفلسفة والبيولوجيا والرياضيات والفلك وغيرها من العلوم، وعلى الدرب ذاته ينبغي أن يسير المسلمون اليوم حتى يلحقوا بالركب الحضاري الذي هم أولى به؛ لأنه يجمعون بين علوم الدين الصحيحة وعلوم الدنيا.فطريق الآخرة هو العلم وطريق الدنيا هو العلم أيضا  وعلى الأمة أن تخصص أموالا من ميزانيتها وقفا للعلم ومؤسساته. لأن كل ذلك فيه الأجر العظيم وهو من الصدقة الجارية التي تبقى بعد رحيل صاحبها، ففي الحديث: (إذا ماتَ الرجلُ انقطعَ عملُهُ إلَّا من ثلاثٍ ولدٍ صالحٍ يدعو لَهُ، أو صدقةٍ جاريةٍ أو علمٍ يُنتَفعُ بِهِ)
ع/خ

تأكيد لقيم الإسلام وتجديد للتضامن الجزائري في الحراك السلمي
     لقد برزت الكثير من القيم الإسلامية السامية وعاد  التضامن والتعاون في المجتمع الجزائري، مع مسيرات الحراك الشعبي، وما لم تستطع أن تفعله الخطب والدروس والطرق المدرسية في التربية، استطاعت الهبة الوطنية انجازه. وقد أسهمت المرأة الجزائرية الحرة في الحراك السلمي الحضاري، لكنها لم تكتف بالحضور في المسيرات أو التعبير الإعلامي والسياسي عن الرأي والموقف، بل شاهد كل العالم عبر الفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي ما جادت به الحرائر من أطعمة للمشاركين في المسيرات مثل الكسكسي والشخشوخة والعيش والبراج والطمينة والمحاجب.
وفي مناطق جزائرية كثيرة قدم الجزائريون الزلابية و الدقلة والحلويات واللبن والفراولة...وهناك من ساهم بوضع قارورات الماء والعصير في الأرصفة ليأخذها المشاركون في الحراك الشعبي، وهو ما ساعد بخاصة المرضى وكبار السن على الاستمرار في المسير الشعبي.
  إنها بعض الملامح المجتمعية التي تعيد الثقافة الشعبية الجزائرية للحياة والتجدد، وهنا تتجلى هذه الظاهرة الثقافية التي تدخل إلى ساحة التجاذبات السياسية و الدستورية، فنجد الخطاب السياسي السلمي الراقي من جهة والموروث الثقافي الشعبي من جهة أخرى، في سياق التضامن والوحدة الوطنية و الترابية، استعدادا لمواجهة كل تحديات داخلية وخارجية، فيكون الشارع الجزائري مساهما في الأمن القومي فعلا.
ومن علامات تجدد الارتباط بالتاريخ والثقافة الجزائرية حضور الشهداء والمجاهدين في الصور والشعارات التي رفعت في المسيرات، وهو ما حضر في كل الربوع الوطنية من الشرق للغرب ومن الشمال للجنوب، مما قدم للعالم صورة مثالية عن تفاعل جزائري كبير مع الثورة التحريرية... وكانت المسيرات عبر الوطن تنطلق من ساحات وشوارع لها دلالات وعلاقات بالتاريخ الجزائري، لقد أحدث الحراك الشعبي من العلاقة بين الشباب والتاريخ الثوري الجزائري ما لم تفعله مؤسسات الدولة، من المتاحف والمدارس ودور الشباب والمراكز الثقافية، وعلى الباحثين الاجتماعيين و الثقافيين و اللسانيين التركيز على هذه الظواهر الشعبية العظيمة لدراستها وتحليلها.
  لقد اقترحنا قبل أيام مبادرة التبرع بالدم في المسيرات الشعبية، ونبهنا مختلف المؤسسات الاستشفائية للتحرك لتنفيذ المبادرة ،وقد بدأت المجموعات الفايسبوكية ببعض الولايات في التحرك لتجسيدها، ونأمل من الجمعيات الإنسانية والاجتماعية والتحرك كذلك، لتحقيق التكافل الوطني. وليكن شعارها «نتبرعو قاع».
وستكون عمليات جمع الدم في المسيرات أول بادرة عالمية لم تسبق، حيث يقدم الإنسان دمه للمرضى وهو ينقل احتجاجه السلمي، فتكون دبلوماسية السلم مفتاحا للحرية والتحرر من قيود وتكون علامة للسلمية قد تفتح أبواب النشاط السياحي الجزائري على العالمية، ويمكن لكل الجمعيات الجزائرية المساهمة في تنظيم وتسيير المبادرة، والأرقام تقول بأنه طيلة عام 2018 لم يتم جمع سوى  600 ألف كيس دم وكل   المؤسسات الاستشفائية في ولاياتنا تعاني من نقص حاد في أكياس الدم.

ردود فعل غاضبة بعد إعلان بروناي تطبيق العقوبات الإسلامية
سجلت ردود فعل دولية غاضبة بعد إعلان وفرض بروناي قوانين تتشدد في تطبيق الشريعة الإسلامية دخلت حيز التنفيذ منذ ايام وتتضمن الرجم حتى الموت للمثليين ومرتكبي الزنى، وقطع أيدي وأرجل المدانين بالسرقة حسب وكالات أنباء. حيث وصفتها الأمم المتحدة بأنها «وحشية وغير إنسانية»، فيما دعا الممثل الأميركي جورج كلوني إلى مقاطعة فنادق فخمة مرتبطة بسلطان بروناي ودافعت حكومة بروناي التي تعد أغنى بلد إسلامي ب430000 نسمة في بيان عن حقها في إصدار القانون الجديد قائلة في بيان إنّ الشريعة الإسلامية «تهدف لتعليم واحترام وحماية الحقوق الشرعية لكل الأفراد.

اختتام المعرض الوطني الثالث لتاريخ طباعة المصحف في الجزائر
أسدل الستار على فعاليات المعرض الوطني الثالث لتاريخ طباعة المصحف الشريف في الجزائر الذي افتتح أبوابه للجمهور يوم الإثنين 01 أفريل 2019 بقصر الثقافة –مفدي زكريا- واستمرت فعالياته إلى غاية يوم الخمس 04 أفريل2019. والهدف من هذا المعرض هو ربط الطفل الجزائري بالمصحف الشريف تحت شعار «مصحف لكل طفل»، هذا وقد شهد المعرض إقبالا كبيرا للزوار الذين رافقوا أبناءهم وكذا بعض جمعيات المجتمع المدني إذ فاق عدد الزوار 3000 زائر، وقد تم توزيع حوالي 2500 مصحف شريف على الأطفال. وما ميز المعرض في طبعته الثالثة حسب بيان وزارة الشؤون الدينية، تشريف معالي الوزير الدكتور يوسف بلمهدي يوم الخميس 04 أفريل 2019 بزيارة ميدانية له وزع من خلالها المصحف الشريف على الأطفال، ووقف معهم عند ورشة الخط العربي التي كانت على هامش المعرض بحيث شجع من خلالها الأطفال على تعلم مبادئ الخط العربي ليتوارث الأجيال تقنيات وضوابط كتابة المصحف الشريف.

فتاوى
هل يجوز لمن نذر أن يصلي 8 ركعات وراء صلاة العشاء أن يؤخرها لأخر الليل، وهل يصليها بسور قصيرة او يصليها تراويح
الأمر فيه سعة يجوز أداؤها بعد العشاء مباشرة أو تأخيرها إلى الثلث الأخير من الليل . أما القراءة  فبما يستطيع أو يحفظ من القرآن.
ما هي الطريقة الصحيحة لمعرفة وقت صلاة العصر؟
الجواب:بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
وقت صلاة العصر حسب العلامات هي أن يصير ظل كل شيء مثليه، أي أن يصير الظل يساوي ضعف الطول الحقيقي، ولكن ذلك قد ضبط  الآن باليوميات التي ضبطت فيها مواقيت الصلاة بطريقة علمية دقيقة مجربة، وهذه هي أفضل وسيلة لمعرفة مواقيت الصلاة الآن، إلا أن تتعذر لسبب أو آخر، فيلجأ إلى الطرق الأخرى.
حكم صلاة الجمعة في المسجد الجديد مع وجود العتيق ؟
مذهب مالك أن صلاة الجمعة لا تصح في الجامع الجديد مع وجود العتيق، وقد أفتى يحيى بن عمر أحد فقهاء الأندلس فيما إذا كان البلد كبيرا وضاق مسجده العتيق عن جمع الناس، فتجوز صلاتها في الجديد، وبه جرى العمل في وقته معتمدين على فتواه، وإنما الذي يؤيدها العمل حيث إنه لم يثبت في عهده صلى الله عليه وسلم سواء في المدينة المنورة حيث مقره أو في غيرها تعدد صلاة الجمعة في بقية المساجد الجديدة، غير أنه لما لم يثبت نص قولي بالمنع كان للاجتهاد مجال حسب مقتضيات الظروف، فما دام المسجد العتيق يسع المصلين للجمعة فالاتفاق على منعها في غيره، وإن حصل ضيق وعدم كفاية جازت صلاتها في غيره. هذا ما تضمنه مذهب مالك في المسألة، ويضاف إلى ذلك شرط، وهو ما لم يحكم حاكم غير مالكي بجواز فعلها في الجديد ولو لم يضق القديم، بناء على أن حكم الحاكم يرفع الخلاف في العبادات قياسا على رفعه في المعاملات. وقد أفتى القرافي من المالكية بأنه لا يرفع العبادات استقلالا بل تبعا، وهذا هو القول المعتمد عندهم.
 موقع وزارة الشؤون الدينية

 

 

 

الرجوع إلى الأعلى