المسلمون ينقسمون حول هلال عيد الفطر مجددا

مرة أخرى تخلف الدول المسلمة وعدها وموعدها مع الوحدة المنشودة التي تتطلع إليها شعوبها ، وتختلف في تحديد يوم العيد بداية شوال، وكان يمكن للاختلاف هذه المرة أن يعبر كسابقيه عن الاختلافات التي ألفتها الشعوب ؛ لأن الحكام المسلمين ربما اتفقوا على أن لا يتفقوا؛ لكن ما حز في نفوس الشعوب هذا العام أن الاختلاف جاء في ظروف مختلفة وترتبت عليه نتائج مغايرة لما سبق.
 (أولها) أنه جاء مباشرة عقب اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي بمكة المكرمة، حيث أدى الحكام عمرة ليلة القدر التي يعدل أجرها حجة، وصلوا التراويح واستمعوا لآيات تحث المسلمين على الوحدة، و(ثانيها) إن الاختلاف تسبب في تباعد أيام العيد بدرجة ثلاثة أيام ! حيث احتفل البعض بالعيد يوم الثلاثاء وآخرون يوم الأربعاء وآخرون يوم الخميس !  و(ثالثها) أن اختلاف هذا العام كشف عن صدام حقيقي بين الحسابات العلمية المتطورة ورؤية العين المجردة، وكان الحسم لهذه الأخيرة التي اتخذت ذريعة لتكذيب علم الفلك واستهزاء البعض بعلمائه، دون أن يسألوا هل ما شوهد بالعين المجردة كان هلال قمر أم زحل أم عطارد أم مذنب عابر في الأفق؟ ! وهل ما أذاعه علماء الفلك كان حسابا تقديريا اجتهاديا أم حسابا علميا دقيقا بدليل اختلافهم هم أيضا فيما بينهم؟ !
ربما كانت هناك أعذار في القديم لاختلاف المسلمين في تحديد أوائل الشهور؛ لأن معيار التحديد وقتئذ كان العين المجردة بالأساس لما روي قوله صلى الله عليه وسلم: (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ: فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ)،وفي رواية: (فَإِنْ غُمِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعَدَدَ)،وفي رواية: (فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ فَاقْدِرُوا لَهُ ثَلَاثِينَ)، ورواية أخرى: (فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ)، والحسابات كانت ظنية تصيب وتخطئ؛ وقد أوردت بعض المصادر أن سكان غرناطة بالأندلس صاموا عام 702 للهجرة 27 يوما، والسبب أنهم لم يشاهدوا هلال رمضان في بدايته ولا الذي قبله، حيث غم عليهم فأكملوا عدة ثلاثين يوما لكل شهر، فما كان اليوم السابع والعشرون منه فاجأهم هلال شوال يطل عليهم، فأفطروا وصلوا العيد ثم قضوا ما فاتهم منه، إلا أن هذا لم يعد مبررا اليوم سواء اعتمدنا المعيار العين المجردة وما تقتضيه من وحدة المطالع بين المسلمين ووسائل الاتصال تمكن من ذلك في ثوان، أو اعتمدنا الحسابات العلمية الدقيقة والتطور التكنولوجي يوفر ذلك، أو جمعنا بين الوسيلتين، أما أن تهل كل دولة بهلالها ورؤيتها، فتلك مشكلة عويصة تعيق وحدة المسلمين وتجعلهم خارج التاريخ.                                                       ع/خ

صيام ستة أيام من شوال بين النافلة وذريعة البدعة
اعتاد الجزائريون منذ عقود على إرداف صيام شهر رمضان بصيام ستة من شوال سموها صيام الصابرين، استنادا إلى حديث صحيح مروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء فيه: (مَن صام رمضان ثم أتبَعَه ستًّا من شوَّال، كان كصيام الدهر)؛ رواه مسلم، والأمر لا يعدو كونه نافلة فمن صامه فله ثواب صومه ومن لم يصمه فلا حرج عليه؛ لأن الأصل هو صيام رمضان إيمانا واحتسابا.
لكننا وجدنا موقفين على طرفي نقيض من هذا الصيام موقف يكاد يرتقي بهذه النافلة إلى مستوى الفريضة، حتى أضحى الكثير من الجزائريين يفكرون فيها وهم في عز فريضة صيام رمضان، الذي هو الأساس، و يردفونها به مباشرة ولولا حرمة صيام يوم العيد لولوها برمضان، وموقف ممتعض من هكذا عادة، حيث يعمدون إلى إظهار ما نقل عن يحيى قائلا: (سمعت مالكا يقول في صيام ستة أيام بعد الفطر من رمضان أنه لم ير أحدا من أهل العلم والفقه [ الاجتهاد ] يصومها ولم يبلغني ذلك عن أحد من السلف [الذين لم أدركهم كالصحابة وكبار التابعين]  وأن أهل العلم يكرهون ذلك ويخافون بدعته وأن يلحق برمضان ما ليس منه أهل الجهالة والجفاء والفظاظة لو رأوا في ذلك رخصة عند أهل العلم ورأوهم يعملون ذلك)، وهذا النقل صحيح لكن ينبعي أن يوضع في إطاره السليم، ومراد صاحبه ومحاذيره، فليس فيه نهي عن الصيام لكن فيه ترشيد لصيام شوال وسدا لذريعة القول بوجوبه، وهذا ما ينبغي بيانه للناس فعلى الأئمة أن يؤكدوا على عظمة رمضان أولا وأن لا صيام يساويه أو يدانيه أو يبلغ أجره، ثم يبينوا حكم وشروط صيام هذه الست حتى تبقى في إطار النافلة لا أكثر كغيرها من نوافل الصيام على مدار العام كصيام عاشوراء ووقفة عرفة وغيرهما، أما أن تغدوا شعيرة في حد ذاتها فذاك أمر مرفوض، فلا رفض لأصل السنة لكن لابد من تحديدها بالأطر الشرعية وضوابطها، وفي ظل هذا نفهم قول المالكية بكراهة أن يصومه من يقتدى بهم، أو القول بالكراهة الأصلية فليس نقضا للسنة الثابتة لكن سدا للذريعة ورسما لمعالم وشروط تبقي شوال نافلة لا غير.
ع/خ

السعودية تقترح حلا للتأكد من هلال العيد في السنوات المقبلة
أكد المشرف على كرسي الملك عبد الله بن عبد العزيز لرصد الأهلة وأبحاث القمر، ياسين مليكي، أنه اعتبارا من شهر رمضان المقبل سيكون مركز برج الساعة بمكة مرصدا إسلاميا للأهلة. ونقلا عن وكالات أنباء فقد قال مليكي لـ»سبق»، إن المركز «فريد من نوعه وفيه أدق مواقيت تؤخذ من المركز نفسه، ما يثبت ذلك أن السعودية تقود العالم الإسلامي بموضوع الوقت والمواقيت»، لافتا إلى أن المركز ضمن 14 مرصدا. وأضاف: «سيسهم مع وكالات الفضاء العالمية مثل الأمريكية والأوروبية والمواقع الجبارة في الجامعات العالمية، وسيكون المرصد الأول للعالم الإسلامي، وسيتم رصد هلالي شهر رمضان المبارك والعيد العام المقبل من خلاله ليصبح أول مرصد متكامل وفريد من نوعه على مستوى العالم تحتضنه مكة المكرمة.

حشود تمنراست تخطف الأضواء في صلاة العيد
 غصت مساجد الجزائر في المدن والقرى والأرياف والبوادي يوم العيد بالمصلين الذين توافدوا كعادتهم بالملايين؛ صغارا وكبارا رجالا ونساء، فرحين بفطرهم وأدائهم صيامهم، وقد اضطروا في جل المساجد إلى افتراش الأرصفة والشوارع والساحات المحيطة بالمساجد حتى يتمنوا من أداء هذه الشعيرة والإصغاء لخطبتها، وقد خطفت مدينة تمنراست هذا العام الأضواء حين سجلت توافد عشرات الآلاف على فضاء شاسع في الفلاة لأداء صلاة العيد، حيث تداول ذلك رواد التواصل الاجتماعي وأشادوا به، وكان يفترض أن تكون كل الصلوات في الفضاءات العامة لكن نقص الساحات بالمدن وبسبب ما عاشته الجزائر جعل الأئمة يبقونها داخل المساجد فقط.

بوتين  يهنئ المسلمين بالعيد ويدعو الأطفال لقراءة التوراة والإنجيل والقرآن
هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مسلمي روسيا بحلول عيد الفطر، مشيدا في برقية تهنئة بإسهامهم في تطوير الحوار بين الطوائف الدينية. ونقلا عن وكالات أنباء فقد  أدى آلاف المسلمين صلاة العيد في الجامع الكبير بالعاصمة موسكو وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ثقته بأنه سيكون من المفيد للأطفال قراءة كتب مثل الكتاب المقدس، والقرآن، والتوراة، مؤكدا أن أسس الإنسانية تكمن في جميع هذه الديانات. وقال بوتين أثناء حديثه مع رؤساء وسائل إعلام أجنبية مجيبا على سؤال بشأن الكتاب الذي ينصح أطفال أي بلد بقراءته: «فليقرؤوا الكتاب المقدس، وعلى أي حال سيستفيدون من ذلك... فليقرؤوا التوراة والقرآن. كل هذا بالتأكيد سيفيد البنين والبنات». وأضاف: «في جميع الديانات أسس إنسانية، وإذا اتبعناها واتبعنا قواعدها، فإن العالم سيكون أفضل».

فتاوى

rهل لكل بلد رؤيته فلا يصوم أهل كل بلد أو يفطرون إلا إذا رؤي في بلدهم فحسب أم أنه إذا ثبتت رؤية الهلال شرعاً في بلد ما وجب الصيام على المسلمين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها؟
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد فإن اللجنة الشرعية للأهلة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية تعلم ما أثرتم من بحث مقارن في مسألة ثبوت رمضان و شوال،  وإنها تعتمد الرأي الذي تؤيده سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو اختيار الإمام مالك رضي الله عنه في وحدة المطالع وأن أمة الإسلام تصوم جميعا إذا ثبتت الرؤية في بقعة من أرض المسلمين . وإن هذه اللجنة تسترشد بشهادة مسلمي القطر الجزائري، وبشهادة مسلمي الأقطار الأخرى و إنها تستأنس برأي علماء الفلك و لكنها لن تقبل شهادة موجّهة بغرض دنيوي بله أن تكون هذه الشهادة مؤسسة على باطل . وإن على أولئك الذين يشهدون على ثبوت الهلال قبل ولادته أن يجيبوا عن أمرين أولهما لماذا لم يعتمدوا رؤية أقطار سبقتهم ولم تنفك تسبقهم في إثبات الرؤية، وثانيها كيف يمكن أن نرى هلالا لم يولد بعد. و الله هو الهادي إلى سواء السبيل.
rهل يجوز أن نصوم ستة أيام من شوال تطوعًا قبل قضاء الأيام التي أفطرتها من رمضان؟
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ إن الأصل أن تبادر المرأة إلى قضاء ما عليها من صيام قبل التطوع إذ ذمّتهـا مشغولة به ، والنـبي صلى الله عليه وسلم قال:» … فدين الله أحق أن يقضى». لكن إن تعذّر عليها الجمع بين القضاء والتطوع في شهر شوال، ورغبت في صيام ستة أيام من هذا الشهر الفضيل مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم:» من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال، كان كصيام الدهر» رواه مسلم.
كان لها ذلك ولا حرج عليها حيث ثبت أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت تقضي ما عليها من صيام في شهر شعبان، فلا حرج في ذلك والله عز وجل يقول في كتابه العزيز:» يريـد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر» البقرة 185.

الرجوع إلى الأعلى