قدم الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع في حجته الأخيرة الوحيدة خلاصة مبادئ رسالة الإسلام الإنسانية التي ظل يتلوها على المسلمين أزيد من 22 سنة، لتظل هذه الخطبة مصدر إلهام واستنباط للمسلمين خصوصا وللناس عموما في شتى الأزمنة والأمصار، تضيء لهم درب الحياة في عزة وسعادة وأمن وسلام لو التزموا يقيمها وطبقوا وصاياه ولم يحيدوا عن كتاب الله تعالى الذين تركه فيهم؛ لأن تلك الوصايا استشراف لمستقبل المسلمين والبشرية قاطبة وما ستؤول إليهم أوضاعهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية؛ فكانت صيحة نذير وخطبة تحذير من مآل آت لاتخاذ ما يلزم من احتياطات تقي شره؛
ما تضمنته الخطبة من وصايا كثير جدا لما يزل يتطلب وقفات وقراءات تفعله واقعيا؛ بيد أن هناك وصيتين مهمتين أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته وهما الوصية بالأنفس والدماء والوصية بالنساء !
   ففي ميدان الدماء بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم خطبته بقوله: (أَيُهَا النَّاس، إنّ دِمَاءَكُمْ وَأمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَليكُمْ حَرَامٌ إلى أنْ تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، كَحُرمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا في شَهْرِ كُمْ هَذَا في بَلَدِكُم هَذَا...)، فتصدير الخطبة بهكذا موضوع يحمل أكثر من دلالة منها عظمة النفس البشرية وحرمة انتهاكها وخطورة تبعات ذلك في الدنيا والآخرة؛ لأن قتل الأنفس كبيرة تقوض دعائم السلم والأمن وتقضي على التعايش وتثير الفوضى بين الأسر والجماعات والدول والمجتمعات، وما حل القتل واستبيح الدم في قوم إلا ضاع الأمن والطمأنينة في جنباتهم وحل الخوف والفتنة وتعطلت الحياة السياسية والاقتصادية وظهرت كتداعيات لذلك رذائل أخري، لذلك جاء التحذير من سفك الدماء، وهذا الإعلان سبق أن أكده القرآن الكريم في آيات كثيرة منها قوله تعالى: ((وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)))، وهذا تحريم لقتل كل نفس إنسانيةمؤمنة كانت أم كافرة، فإذا كانت النفس المقتولة مؤمنة فالعقاب أشد لأنه عقاب آخروي؛ قال الله تعالى: ((وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) )) وغيرهما من الآيات القرآنية سواء تلك التي جاءت على شكل أوامر ووصايا أو على شكل قصص قرآني للاعتبار، لكن بعض المسلمين في تاريخهم الطويل غفل عن وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم هذه فسفك دم أخيه المسلم كثيرا، سواء كانت الدوافع سياسية أم اجتماعية أم اقتصادية أم نفسية، حيث تنوسي أمر خطورة النفس المؤمنة وعظمة حرمة دمها، ومنذ مقتل عثمان بن عفان بالمدينة المنورة والدماء تسيل بين المؤمنين الذين تناحروا وانقسموا طائفيا لأسباب سياسية واستباحوا دم بعضهم البعض، وما يزالون إلى اليوم كذلك في حروب طائفية كأنهم لا ينتمون لدين واحد.
أما الوصية الثانية فهي تلك التي تتعلق بالنساء فبعد ان بين الرسول صلى الله عليه وسلم بعض حقوقهن أوصى الرجال المؤمنين بهن خيرا فقال: (واستوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا )، وقضية حقوق المرأة ووضعها في المجتمع المسلم خطيرة جدا لذلك أولاها الرسول الكرم أهمية عظيمة بذكرها في خطبة الوداع حتى لا يغفل المسلمون عن حقوقها فيهضموا مكانتها في المجتمع لاسيما عندما تطغى الأعراف الاجتماعية والنزعة الذكورية وهذا ما حدث فبعد عصر النبوة حيث عرفت المرأة  المسلمة العدل والإنصاف تطبيقا لأوامر القرآن الكريم فكانت تصلي مع الرجل في المسجد دون ستار وتتاجر معه في السوق وتقاتل معه في الحروب وتسافر معه وتتعلم جاء عصر تنوسي فيه كل هذا وطغت آراء بشرية تنتسب زورا للدين تحرم على المرآة كل هذه الفضاءات لدرجة أنهم حرموا عليها الخروج للصلاة جماعة ولطلب العلم ناهيك عن العمل، بل صودر حقها المقرر شرعا في شريك حياتها ناهيك عن رأيها في القضايا السياسية والاجتماعية الآخرى، وقد تسبب هذا في تشويه صورة الإسلام ونظرته للمرأة ولقضية المساواة وحقوق الإنسان لاسيما في هذا العصر الذي انتشرت فيه الثقافات وتلاقت الحضارات؛ فحري بالمسلمين أن يعودوا لهذه المعالم الكبرى التي رسمها الرسول الأعظم في خطبته لأنها تجسد معالم الإسلام الحقيقية في التأسيسي للحقوق بعيدا عن آراء بشرية تصادرها باسم الدين                                     ع/خ

الحج خامس تجمع عالمي كما والأول نوعا


صنف الحج إلى بيت الله الحرام خامس أكبر تجمع عالمي هذا العام؛ حيث تواف إليه حوالي 2.5 مليون مسلم من شتى أقطار العالم؛ فحسب بعض الإحصائيات التي أوردتها بعض وكالات الأنباء فقد حيث وضع في المرتبة الأولى رأس السنة الصينية حيث يتوافد إليها 400 مليون شخص، الشائا الماضي، ومهرجان كوميه ميلا الهندوسي الذي يستمر 50 يوما في المرتبة الثانية بحوالي 220 مليون شخص، توجهوا لهند للعبادة والاغتسال، ثم عيد الشكر بأمريكا بحوالي 54 مليون شخص ثم أربعينية الحسين بكربلاء حيث يتوافد على الأضرحة والمزارات 14 مايون شخص، لكن من حيث الانتماء الجغرافي والاثني واللساني لن يسبق أحد تجمع الحج؛ لأن فيه كل القارات والأسلن واللغات والألوان والأوطان والأعمار والأجناس.

خشوع ودعاء للحجيج الجزائريين بصعيـــــد عـــرفـــــــة


ساد خشوع كبير وانهمرت دموع الحجاج الجزائريين وسط حالة من التضرع والخشوع بمخيم 98 وسط حجاج الجزائر، وبكاء خشوع تضرع لله ودعاء للحجاج بصعيد عرفة أثناء إلقاء الإمام الدكتورمحمد بن زعمية لخطبة عرفة ، فحسب موقع الوزارة فقد استشعر من خلالها حجاجنا الميامين عظمة اليوم والمكان، إذ عرج فيها الإمام على مجمل محطات ومشاهد الحج الأكبردون نسيان الجزائر الحبيبة فكانت رسالة حجاجنا الميامين من صعيد عرفة الطاهر أن نحافظ على وطننا الغالي ونتجاوز كل الخلافات والعقبات والصعاب التي تعترض هذه المرحلة التاريخية والحساسة التي تعيشها بلادنا الجزائر وأن نضع اليد باليد لننهض  بجزائر الغد، جزائر متطورة في جميع المجالات.

المسلمون أدوا صلاة العيد في القارات الخمس وأعلنوا عالمية الإسلام


أدى المسلمون في شتى أنحاء العالم صلاة عيد الأضحى المبارك؛ حيث أعطوا صورة عظيمة مشرقة للإسلام؛ وبينوا للعالم أن الإسلام دين عالمي فعلا فمن قارات أوروبا وافريقيا وأمريكا وآسيا واستراليا لهج المسلمون بتكبير واحد لرب واحد، وفي كرى المدن الإسلامية وغير الإسلامية بما في ذلك مدن ظلت إلى وقت قريب تبسط الإلحاد وتناهض الأديان سجد المسلمون له رب العالمين، ولعل أبرز ما استرعى الأنظار هذا العالم مشهد صلاة المسلمين في موسكو حيث غضت بهم الشوارع بمحاذاة الجامع الأكبر هناك ما حذا بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى مشاركة المسلمين أفراحهم وتقديم تهنئة لهم، بحلول عيد الأضحى، مثنيا على إسهام الهيئات الإسلامية في الحوار بين القوميات والأديان في البلاد. وأشار بوتين، في برقية تهنئة نشرها الكرملين على موقعه الإلكتروني، ونقلتها وكالات أنباء، إلى أن عيد الأضحى، وهو أحد أكبر أعياد المسلمين، يخدم التوحد بين الناس وتعزيز القيم. وقال بوتين في البرقية: «من صميم قلبي أهنئ المسلمين في روسيا بعيد الأضحى. من دواعي السرور أن المسلمين في روسيا حريصون على الحفاظ على التراث الروحي لآبائهم وأجدادهم وأنهم يزرعون لدى الجيل الناشئ احترام تاريخ أجدادهم وتقاليدهم وعاداتهم». كما لفت رئيس الدولة إلى اهتمام المسلمين في البلاد بإنجاز مشاريع اجتماعية وتربوية وتنويرية، مشيرا إلى أن الهيئات الإسلامية تسهم بقسط كبير في تطوير «التعاون المثمر مع المؤسسات الحكومة والاجتماعية، ودعم الحوار بين القوميات والأديان في روسيا»

وفاة الشيخ عبد الله حشروف أحد علماء الجزائر 

توفي أول أمس العالم الجزائري أبو طارق عبد الله محمد حسين حشروف  عن عمر ناهز 87 سنة؛ فو من مواليد: 10 / أكتوبر / 1932 ، في قرية ايت بويحيى – بني دوالة – تيزي وزو دخل المدارس القرآنية وتنقل بين زوايا تيزي وزو وشيوخها حتى أتم حفظ القرآن الكريم وحفظ بعض المتون في اللغة والمنطق والعقيدة وغيرها، ثم انتقل إلى معهد ابن باديس بقسنطينة سنة 1953 حيث تتلمذ فيها حتى تخرج بالأهلية، ثم توجه لإكمال الدراسة بجامع الزيتونة بتونس ومنها توجه إلى الجامع الأزهر بالقاهرة ثم دخل كلية دار العلوم حيث تخرج بشهادة الليسانس في العلوم الإسلامية واللغة العربية سنة 1893م، قبل أن يعود إلى الجزائر المستقلة التي اشتغل فيها في عدة وظائف منها أستاذا لتعليم الثانوي وأستاذا مشاركا بجامعة تيزي وزو ومفتشا للعلوم الإسلامية ومفتشا للتربية الوطنية، كما ترأس المجلس العلمي بنظارة الشؤون الدينية بتيزي وزو وكان واعظا في عدة مساجد ومفتيا، وقد ترك بعض المؤلفات منها  « الإيضاح في علوم القرآن، ‘’ «شرح الموطأ في أربع مجلدات’’ ، كما نشر عدة مقالات علمية وعامة منها: (عالمية رسالة محمد صلى الله عليه و سلم )، (البربر باقون على الإسلام رغم أجراس الكنائس )، ( الحجاج و زيارة القبب )، (الأولياء و القبة )، (وظيفة الإمام )، (بدعة الأربعين و تجديد الحزن ).

فتاوى

lارتكبت خطأين أثناء الإحرام مما استوجب علي فديتين، فهل يجوز أن أدفع قيمتهما نقدا لأخي المقيم ببلد آخر؟
    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛
حظر الشارع الحكيم على المحرم أشيـاء  وأوجب على من احتاج إلى ارتكاب محظور من محظورات الإحرام غير الوطء، ذبح شاة أو إطعام ستة مساكين أو صيام ثلاثة أيام على الخيار لما جاء عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه مر بكعب بن عجرة زمن الحديبية فقال :» قد أذاك هوام رأسك» قال نعم فقال النبي عليه الصلاة والسلام - :» احلق ثم اذبح شاة نسكا، أو صم ثلاثة أيام، أو أطعم  ثلاثة أضع من تمر على ستة مساكين»  هذا وقد أفتى العلماء المعاصرون بجواز إخراج قيمة الشاة والإطعام نقدًا لعموم المنفعة على أن تذبح الشاة بمكة، وتدفع قيمة الفدية حيث شاء الحاج بشرط أن تكون لمستحقها. والله أعلم وأحكم
lما حكم إنسان يسدد له شخص معين نصف تكلفة العمرة لكن يشترط عليه أن يحمله سلعة من هناك ليرد بها المبلغ الذي أعطاه إياه ليعتمر به فما هو حكم عمرته 
فإن استفسارك عن صحة العمرة التي يدفع لك فيها نصف التكلفة مقابل أن تحمل له سلعة من هناك ، فإن أداء هذه العمة صحيح طالما أن نية العبادة ثابتة واستوفت كل الشروط والأركان.
 موقع وزارة الشؤون الدينية

الرجوع إلى الأعلى