يعد الحوار وسيلة حضارية راقية يلجأ إليها الأفراد والأمم في حالتي السلم والحرب؛ تنشد به الحقيقة وتدفع للاقتناع بها وتبنيها، وتحقق من خلاله جملة أهداف نبيلة تفضي بها إلى التعايش والسلام والوفاق، سواء على مستوى الأسرة أو على مستوى الدولة والمجتمع والعلاقات الإنسانية الكونية، وقد عرفته كل المجتمعات سواء تلك البدائية أو التي سارت في طريق التمدن.
 لذلك أكد عليه الإسلام بمجيئه وجعله وسيلة دعوة وأداة تواصل؛ سواء في العلاقات البينية بين المسلمين أو في علاقة المسلمين مع غيرهم من أتباع باقي الأديان؛ ولتكريس هذه القيمة نفسيا واجتماعيا عرض القرآن الكريم من خلال قصصه قدم لنا القرآن الكريم نماذج كثيرة من الحوار الفردي والجماعي أفضت لنتائج متباينة، منها ما دار بين إبراهيم عليه الصلاة والسلام وبين الرجل الذي آتاه الله الملك وقصة موسى عليه السلام، حيث طلب من ربه أن يسمح له برؤيته وقصة عيسى عليه السلام، إذ سأله ربه عما إذا كان طلب من الناس أن يتخذوه وأمه إلهين من دون الله تعالى، وقصة أصحاب الجنتين، وقصة قارون مع قومه، وقصة داود عليه السلام مع الخصمين، وقصة نوح عليه السلام مع قومه، وقصة ابني آدم، وقصة موسى عليه السلام مع العبد الصالح، وغيرها من النماذج؛ ثم أمر المؤمنين بسلوك مسلك الحوار مع غيرهم في الدعوة إلى الإسلام، وبين لهم بعض آدابه، ومن ذلك الحوار مع أهل الكتاب الذين يشاركون المسلمين في بعض المعتقدات لكنهم لم يؤمنوا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، فقال الله تعالى: ((وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46)))، وهو الإحسان ذاته الذي ينبغي أن يعامل به كل المدعوين وكل  من كان من غير أهل الكتاب؛ قال الله تعالى: ((  وَقُل لِعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ . [29]بل إن الإسلام حث أتباعه على دعوة أهل الكتاب للالتقاء على المشترك الديني والأخلاقي والمبادئ الإنسانية الكونية؛ فقال الله تعالى: ((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)))، وارشد القرآن المحاورين المؤمنين لبعض الحج التاريخية لإبطال حجج خصومهم وإقناعهم بما عندهم، وعلى المسلم أن يتحاشى المراء والتعصب لكنه لا يتنازل عن القطعيات في أور دينه إذا رأى تعنتا أو رفضا لها من قبل محاوره.
وعلى هذا الهدي سار المسلمون في حوارهم مع غيرهم من الشعوب والأمم حتى نشروا دينهم، كما تجلت هذه القيمة في حياتهم اليومية اجتماعيا وسياسيا، ولعل مبدأ الشورى الذي أمر به القرآن وطبقه الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون من بعده وفي حياته أكبر مظهر لتمسكهم بمبدأ الحوار.
لذلك حري بالمسلمين سلوك مسلك الحوار لحل مشاكلهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية؛ حوار بالحسنى يكون غرضه الوصول للحقيقة وليس التعصب للآراء واكتشاف الجودة والسبيل الأمثل لتحقيق الوفاق والانسجام، سواء على مستوى أسرهم او على مستوى شعوبهم أو على مستوى دولهم ليكونوا قدوة لغيرهم من الشعوب والأمم، أما أن نجد الأمم غير المسلمة تتبنى الحوار الاجتماعي والسياسي وتؤسس لها مؤسسات رسمية ومنتديات اجتماعية وتسخر له وسائل إعلام طبيعية وافتراضية وبعض المسلمين يديرون ظهورهم للحوار فهذا أمر لا يليق بهم كأمة شاهدة على الناس، لأن الحوار بديل مدني عن الاحتراب، لاسيما في هذا العصر حيث حوار الأديان والثقافات والحضارات، بل عليهم تربية الطفولة عليه منذ الصغر.
 ع/خ

للإعلام دور كبير في نشر الخير والصلاح إن أحسنا استغلاله


 للأسف لازلنا نعالج كثيرا من الظواهر بمنطق الانبهار وبمبدأ الانهزامية والاستضعاف فالإقبال الكبير والملفت على مظاهر اللهو والترفيه واللعب هو من مفرزات الانفتاح الإعلامي الرهيب يقابله إقبال كبير على التدين والمساجد وحلقات القرآن في المؤسسات الرسمية والطوعية... الفرق أن التأثير أصبح ينبني على أساسين: الترميز والتركيز، والضخ الإعلامي الممنهج.
فمظاهر الفساد تبدو قوية إذا أصبحت ممركزة ومجتمعة في مكان واحد مع اهتمام إعلامي، والأهم في الوسائط الاجتماعية التي أصبحت تنحت في عقل الشباب نحتا.... ومظاهر الإصلاح كثيرة بل مبشرة لكنها تعتمد على الانتشار الأفقي فتجدها منتشرة في الجزائر العميقة بكل جهاتها لكنها تفتقد إلى الترميز ومركزة النشاط، وإلى الإعلام الفعال الممنهج فتبدو ضعيفة أو منحصرة...لذلك لا أستغرب إقبال الآلاف من الشباب، كما لا أستغرب ظهور الكثير من الظواهر الصوتية التي تطعن في بعض الثوابت أو تدعو إلى التنصير أو بعض الفرق الضالة، فهو مفرز طبيعي وهو نوع من الامتحان للمسلم المعاصر...  وأؤكد من خلال متابعتي أن من ننبهر به تجده منبهرا بمظاهر الإصلاح، ومن يحس بعضنا اتجاهه بالضعف تجده هو يحس بضعف أكبر قد لا ننتبه له :» فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ  وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا «
لذلك أنصح كل من يبغي العمل بدل الكلام، والجهد أن : تجتمع جهود كل الخيرين المعبرين عن الامتداد العميق لهوية الشعب وأن يكون الاجتماع مبنيا على منهجية علمية وبرامج عملية، الأمل في هذا معقود على الشباب أكثر.  والانتقال من نفسية الانبهار إلى نفسية الاعتزاز فلا ينصر الحق إلا عزيز  ومركزة النشاط وتضخيم إعلامي لمظاهر الخير وما أكثرها :» كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى  عَلَى  سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ «
وقد رأينا أن الملاعب كانت للهو فأصبحت جزءا هاما في وعي الشباب ، وأن الإعلام وسيلة هامة للتدمير وبالمقابل أصبح وسيلة هامة للوعي وانتشار الإسلام ، وأن الرمزية والأنموذج في الكرة أو الفن قد تلهي وتغوي ولكنها قد ترشد وتهدي ، وأن مخططات الغرب ليس بالضرورة أن تكون ناجحة بل قد تنقلب عليهم وما أكثر الشواهد :» إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ  فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ « .

إكرام الله للإنسان وآليات إكرام الإنسان للإنسان


إن الله تعالى أكرم الإنسان في القرآن بنص صريح فقال تعالى: ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى  كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)) الإسراء 70 هذا الإكرام تجلياته كثيرة لا تحصى كإكرامه بالعقل والدين والتكليف أكرمه بتسخير الأرض وما عليها لخدمته  ، أكرمه ميتا فجعل الثواب لمن تبع جنازته وصلاها ، أكرمه بالطهارة حيا وميتا ، وطلب منا الشارع إكرام الإنسان وتشريفه والكف عن إيذائه ، فأنزل الله سورة الحجرات كأهم آلية من آليات تكريمه بسبعة أوامر مهمة ، بل عدم إكرامه قد يورد صاحبه الإفلاس يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم ((عن أبي هريرة رضي الله عنه  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لا دِرْهَمَ لَهُ وَلا مَتَاعَ ، فَقَالَ : إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّار)) رواه مسلم  ، وشرع النبي صلى الله عليه وسلم أهم طرق إكرامه فقال صلى الله عليه وسلم ((ومَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ واليومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ )) متفق عليه وقال ((وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ)) متفق عليه وقال في النساء صخرة المجتمع ((خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي، ما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم ))، وقال في اليتيم ((خَيْرُ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُحْسَنُ إِلَيْهِ، وَشَرُّ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُسَاءُ إِلَيْهِ))، وقال  ((إِذَا أَكْرَمَ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَإِنَّمَا يُكْرِمُ رَبَّهُ))، ويا له من شرف، هذه وبعضها يحثنا فيها خير البرية لرفع مقاماتنا بطريقه المشروع ، وليس سبيل آخر لذلك ، أما أن تكون المكرمة كرها فهذا عين الشر حيث قال الحبيب ((يَا عَائِشَة إِن شَرّ النَّاس الَّذِي يكرم اتقاء شَره)) متفق عليه ولا يفوتنا التنبيه لكرامتنا عند الله  فلا يعلمها إلا هو ((إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) الحجرات.

خطأ في الترجمة يحول «جمرات» الحج إلى مرض «الجمرة الخبيثة»!


أكدت وزارة الحج السعودية أنه وخلال وجود الحجاج بمزدلفة لأداء شعائرهم، لوحظ وجود كمية محدودة من أكياس جمع الحصى لرمي الجمرات، وعليها ترجمة خاطئة تسببت في إرباك الناطقين بالإنجليزية. ونقلا عن وكالات أنباء فقد كتبت على هذه الأكياس كلمة «Anthrax» التي تعني مرض «الجمرة الخبيثة»، بدل الترجمة الإنجليزية الصحيحة لكلمة «جمرات» (Pebbles). ويرجح أن تكون هذه الترجمة الخاطئة ناجمة عن استخدام «الترجمة الآلية» في محرك «غوغل» التي تعطي في كثير من الأحيان معاني غير دقيقة في اللغة المترجم إليها  وبدأت وزارة الحج التحقيق مع متعهد أكياس جمع الحصى والجهة المتعاقدة معه والمترجم، وأخذ إفاداتهم وإحالتهم لجهة الاختصاص، بهدف تصحيح الوضع وتحري الدقة مستقبلا.

فتاوى

lلمن تُعطى الزكاة؟
مصارف الزكاة بيّنتها الآية الكريمة في سورة التوبة التي قال الله تعالى فيها: «إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله  والله عليم حكيم» التوبة/60 كما يمكنك أن تودعي زكاة مالك في صندوق الزكاة الذي يضمن إيصال الزكوات إلى أصحابها الشرعيين المنصوص عليهم في هذه الآية الكريمة.
lهل يجوز دفع زكاة المال لحفيدتي أو لزوجها، والأخير مدخوله ضعيف وله عيال؟
يجوز دفع الزكاة لمن لا تلزمك نفقته وإذا كان من الأصناف الثمانية ، فإذا كانت حفيدتك كما وصفت فإنه يجوز أن تدفع لها أ و لزوجها خروجا من الخلاف في الزكاة على الأولاد وبخاصة أنك وصفت زوجها بأن دخله ضعيف وله عيال وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
lكيف تتم زكاة المال الذي يودعه صاحبه في حسابه البريدي فتطرأ عليه الزيادة شهريا؟
من شروط وجوب الزكاة أن يبلغ المال النصاب الشرعي، وأن يكون فاضلا عن الحوائج الأصلية لمالكه كالنفقة والسكن والثياب بالمعروف، وأن يحول على هذا المال الحول، وألا يكون مالكه مدينا بما يستغرق المال المدخر أو ينقصه على النصاب، فإن توفرت في المال هذه الشروط وجبت فيه الزكاة كلما حال عليه الحول طالما بقيت الشروط متوفرة. ويكون إخراج الزكاة أيتها الأخت الكريمة على كل ما تملكين من مال كلما حال الحول، ولا عبرة لما يطرأ على هذا المال خلال الحول من نقص أو زيادة، فالزائد خلال الحول يأخذ حكم الأصل.
موقع وزارة الشؤون الدينية

الرجوع إلى الأعلى