يحتفي العالم هذا الصباح باليوم العالمي للمعلم اعترافا بالمكانة السامية الشريفة التي يحتلها في منظومة المجتمع وبالدور الريادي الذي يؤديه في حياة الأمم والشعوب؛ باعتباره دليلها نحو النهضة والحرية والنور والسلام، وليس ذلك غريبا فرسالة التعليم أنيطت منذ القدم بالأنبياء والرسل والعلماء والفلاسفة والمفكرين الذين يعتلون زمام الأمم ويقفون منها موقف العلياء حيث تشرئب لهم الأعناق وترنوا نحوهم الأنظار فيما يشخصون هم حاضر الأمة ويستشرفون مستقبلها، فقد استغنوا عن الناس بعلمهم بينما افتقر الناس لعلمهم، ولئن عظم هذا التشريف الذي زاده الإسلام بمجيئه شرفا وعزة فإنه مقابله تكليف لا يقل شدة ووطأة على المعلمين وهم يؤدون رسالتهم التربوية والتعليمية ورثة للأنبياء.
إعداد: د .عبد الرحمان خلفة
ففي آيات القرآن المكية والمدنية إشادة بالعلم وأهله سواء بتكريس منزلة الرفعة والشرف الأولى لهم أو نفي المساواة بينهم وبين غيرهم من باقي شرائح المجتمع، فقال اللهُ سبحانه وتعالى: ”يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير”، وهي درجة رفيعة خاصة بهم؛ فقال عزَّ وجلَّ: ”قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو الأَلْبَابِّ”، وأقسمَ اللهُ سبحانَهُ بالقلمِ ومَا يسطرُهُ، فقالَ: ”ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ”، وقد أكدت الأحاديث النبوية هذه المكانة الرفيعة حيث بوأت العالم المعلم منزلة قريبة من منزلة الأنبياء والرسل؛ ففي الحديث أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم قال: ”مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِر”. ورسالة المعلم التي تثمر في الدنيا في حياة الأمم والأفراد يبقى أثرها ثوابا ومغفرة بعد رحيل صاحبها ففي الحديث: ”إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلّا مِنْ ثَلاثَة: إِلّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ”، وقد قال الشاعر:
ما الفخر إلّا لأهل العلم إنّهم على الهُدى لمَن استهدى أدلّاء
وقدر كلّ امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العِلم أعداء
ففز بعلم تعش حيًّا به أبدًا النّاس موتى وأهل العِلم أحياء
ولئن وجب على الأمة أن تبوئ المعلم المكانة التي تليق بها في السلم الاجتماعي والوظيفي شأن الأمم المتحضرة في تاريخ وحاضر الحضارات، لأن التقليل من شأنه أو المس بمكانته مفض لا محالة لتخلف الأمة علميا وتنمويا وأمنيا،  وأن على المتعلم توقير واحترام المعلم والاقتداء به وحسن الاستفادة من علمه والصبر على دربه؛ فإنه بالمقابل تقع على عاتق المعلم واجبات ثقيلة تجاه الأمة والمتعلمين ولئن أوصى العلماء منذ القدم المعلم بالإخلاص والحرص والصبر والإتقان فإن ثمة صفتين لا مناص منهما لأي معلم ناجح، فمن حرمهما فلا حظ له في التعليم؛ وهما صفة الرحمة بالمتعلم والإحاطة بالعلم الذي يدرسه، وقد جاءت الإشارة لذلك في قوله تعالى- أثناء الحديث عن قصة موسى المتعلم والخضر المعلم عليهما السلام- : ((فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66)))، فالشفقة على المتعلمين والرحمة بهم مظنة كسب قلوبهم وحبهم للعلم وللمعلم وإقبالهم عليه بشغف، كما ينبغي على المعلم في أي طور أو مستوى تربوي أو تعليمي أن يكون محيطا بعلمه مستوفيا أصوله وقواعده وملما بمناهجه وتقنياته، سواء أكان علما دينيا أو إنسانيا أو تجريبيا، ومتحكما في طرائق التدريس الصحيحة، مواكبا لكل تطور حاصل في علمه أو فنه، فبهاتين الصفتين يتحقق النجاح في العملية التعليمية، فمن كان قاسي القلب فضا غليظ الطبع قليل العلم جاهلا بطرائق التعليم وآدابه فلا حظ له في هذا الطريق.
لقد بات من الضروري الرفع من مكانة العلم والمعلم في حياتنا وإن الكثير من الدول الحديثة التي تتبوأ الريادة الحضارية حاليا بالغرب والشرق راهنت على المعلم واستثمرت في رأس المال البشري وقدمته على كل القطاعات فاستغنت به وصلح حالها ولحقت بالركب وحلت مشاكلها الاقتصادية والثقافية والتربوية والسياسية والأمنية بفضل العلم.
 ع/خ

من حكم الشورى المحافظة على الجماعة
من أسرار الشورى وحكمها ما ورد في قوله تعالى :» فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ « تأملت فيها فوجدت بأن مقصد الحفاظ على الجماعة واطمئنانها أولوية فبمقتضاها ينبغي على قائد أي مجموعة أن يلتزم، فاللين والعفو والاستغفار كلها ألفاظ توحي بوجود نوع طمأنينة داخل هذه الجماعة..ثم كانت الشورى  وسيلة أخرى ومنهجا واضحا لغرس الطمأنينة والراحة الداخلية لأي قرار أو موقف ...وأي تجمع بشري لا يحقق هذه الطمأنينة الداخلية أو يهدم وجودها بالغلظة والقسوة واحتكار الرأي مصيره إلى انفضاض أفراده وافتراقهم فلا تبقى بذلك مجموعة ولا عمل جماعي ولا رأي مشترك .. والطمأنينة هنا ليس المقصود، بها السلبية أو الركون أو الانعزال الشعوري بل هو تهيئة الأجواء للعزائم والثبات على المواقف، فبعد الشورى لا يكون إلا العزم والتوكل. فببذل هذا الجهد والتزام هذه الحكم البالغة تقوى المجموعة ويتحفز أفرادها ويغنمون بتوكلهم محبةً وقربا.

فتاوى
* أنصبة الأموال التي تجب فيها الزكاة من نقود وأنعام وزروع وثمار
النصاب في الزكاة يختلف تقديره حسب الصنف الذي تجب فيه الزكاة، وأصناف الأموال التي تجب فيها الزكاة أربعة، وهي: 1 الحبوب المقتات بها الصالحة للادخار. 2 والعين وهي الذهب والفضة وما يقوم مقامهما عند فقدهما بالمرة. 3 والثمار كالتمر والزبيب وما يستخرج منه كالزيت. 4 والنعم وهي الإبل والبقر والغنم. فنصاب الحبوب خمسة أوسق، والوسق ستون صاعا، الصاع أربعة أمداد، والمد ملء اليدين المتوسطتين لا مقبوضتين ولا مبسوطتين، وقدر ذلك بالأمداد ألف ومائتا مد فما فوقها، وهو مقدار النصاب الذي تجب فيه الزكاة(نصاب المحاصيل الزراعية بالكيل: إذا علمنا أن الصاع= 2,75 لترا. النتيجة: النصاب بالكيل= 2,75ل × 300 = 825 لتر. نصاب القمح بالوزن: الصاع الواحد من القمح= 2,156 كغ. النتيجة: نصاب القمح بالزن = 2,156 كغ × 300 = 646,8 كغ، وبالتقريب = 647 كغ من القمح. ثم إن الوزن يختلف من محصول إلى آخر، أما الكيل فإنه ثابت). والمقدار المخرج من الحبوب والثمار يختلف بين أن تسقى هذه الحبوب بالآلة ففيها نصف عشرها، وبين أن تسقى بماء المطر وغيرها مما لا مؤنة في سقيه ففيها عشرها. ويدخل في الحبوب القطاني وهي الحبوب القطنية مثل الفول والجلبان واللوبيا، وغيرها مما يكون ضمن غلاف يستره، ففيها مثل ما في الحبوب بحالها في السقي. وأما نصاب العين، ففي الذهب عندما يبلغ عشرين مثقالا أو دينارا(نصاب الذهب= 4,25غ × 20 = 85 غ) ففيه ربع العشر، وفي الفضة عندما تبلغ مائتي درهم(نصاب الفضة= 2,975غ × 200 = 595غ) ففيها خمسة دراهم أو ربع العشر، إذ خمسة دراهم هي ربع عشر المائتين. ويدخل في الحبوب السابقة الثمار ـ التمر والزبيب ـ والثمار ذوات الزيت ففيها مثل ما في الحبوب. ونصاب النعم يختلف من نوع إلى آخر.. ففي الإبل إذا بلغت خمسا شاةٌ من الغنم. وفي عشر منها شاتان. وفي خمس عشرة ثلاث شياه. وفي عشرين منها أربع شياه. وفي خمس وعشرين بنت مخاض من جنسها إلى خمس وثلاثين. وفي ست وثلاثين بنت لبون من جنسها إلى خمس وأربعين. وفي ست وأربعين حقة من جنسها إلى ستين. وفي واحد وستين جذعة من جنسها إلى خمس وسبعين. وفي ست وسبعين بنت لبون من جنسها إلى تسعين. وفي واحد وتسعين حقتان من جنسها إلى مائة وعشرين. وإذا زاد عدد الإبل على 120 رأسا، فالواجب إخراجه يكون حسب القاعدة التالية: في كل أربعين بنت لبون،وفي كل خمسين حقة. وفي البقر ففي ثلاثين بقرةً تبيعٌ وفي أربعين مسنة منها. وفي الغنم ففي أربعين شاةً شاةٌ واحدة إلى مائة وعشرين وفي مائة وواحد وعشرين شاةً شاتان إلى مائتين. ففي مائتين وواحدة ثلاث شياه إلى ثلاثمائة. فإذا بلغت ثلاثمائة وواحدة ففيها أربع شياه. ثم يتغير الواجب، فيكون بعد هذا العدد في كل مائة شاةٍ شاةٌ، وهكذا. ويدخل فيها العنز فحكمه حكمها. ثم إن واجب الزكاة في هذه الأصناف يختلف حاله باختلافه. فالحب يجب بالطيب والإفراك.. والعين والنعم يجب ببلوغ الحول من يوم ملكها. ومن كان عليه دين فإن كان من أهل النعم والحب فليزكِّ ما تجمع له منها ولا يفصل دينه عنها ليخرج عما بقي، وإن كان من أهل العين فليفصل دينه عنه وما تبقى أخرج منه زكاته إن كان نصابا.
 موقع وزارة الشؤون الدينية

مدراء بمدارس عربية بالكيان الإسرائيلي يقلصون ساعات التربية الإسلامية
كشف منصور عباس، عضو الكنيست من تحالف القائمة العربية المشتركة، ورئيس القائمة العربية الموحدة، وأشار في الرسالة إلى أن بعض المدارس العربية تقوم بتقليص عدد الساعات التعليمية في موضوع الدين الإسلامي خلافا لتعليمات المدير العام كما كشف حسب بعض وسائل اإعلام أن بعض المدرسين يقومون بتدريس هذه المادة وهم غير مختصين فيها وقد أحرج النائب بهذه الرسالة وزير التربية والتعليم للكيان الإسرائيلي، رافي بيرتس، الذي وعد بأن الحكومة تعتزم تعيين مفتش للدين الإسلامي في المدارس العربية، في الفترة القريبة القادمة. وقال بيرتس في رده على رسالة عباس إن الدين الإسلامي هو موضوع مركزي ومهم جدا في المدارس العربية، مبينا أن المدارس ملزمة بتدريسه بواقع حصتين أسبوعيتين لكل طالب، وفي حالة لم تقم المدرسة بذلك فإن هذا الأمر يعتبر مخالفة للقوانين.وأكد أن وزارته ستعالج هذه المخالفات «بشدةوبدون تهاون».وحول قيام بعض المعلمين غير المختصين في موضوع الدين الإسلامي بتدريسه في بعض المدارس، أكد بيرتس أن هذه الممارسة معروفة للوزارة وأنها تشكل إحدى التحديات التي تقف أمام عمل الوزارة في هذه الأيام لعلاجها بشكل أساسي ومعمّق.

 

الرجوع إلى الأعلى