سجلت في الأيام والأسابيع الماضية جرائم قتل للأمهات والآباء في حوادث متفرقة عبر الوطن لم تتخذ شكل الظاهرة، لكنها ضربت في الصميم المقومات والقيم الأخلاقية التي تأسست عليها الأسرة الجزائرية منذ القدم؛ لاسيما ما تعلق منها بالاحترام والطاعة والحياء والمهابة والتوقير؛ وتنذر بظهور جيل جديد مخالف لسلفه في علاقته بالأباء والأمهات؛ مما يستدعي استبطان المشكلة قبل تفاقمها وقبل التطبيع معها، للكشف عن دوافعها النفسية وعواملها الاجتماعية والاقتصادية ضمن النسيج الاجتماعي.
إعداد: د .عبد الرحمان خلفة
لقد تربى جيل سلفنا على الاحترام الكبير للوالدين وتوقيرهما  و إضفاء هيبة جليلة في التعامل معهما، وهي أخلاق استلهمت من  قيم إسلامية كرستها نصوص الشريعة وأحكامها، ومن أعراف اجتماعية جعلت من الوالدين محور الجماعة وأعطتهما سلطة اجتماعية راقية أهلتهما ليكونا الحكم والمرشد والولي؛ بل إن الشرائع ومنها شريعة الإسلام، لم تركز كثيرا على جرائم قتل الأبناء للآباء، لأن ذلك أمر تمجه الطباع السليمة وتأباه العقول الراجحة، فكان النفور الجبلي من هكذا سلوك كاف وحده للزجر، فكان التركيز على تجريم قتل الآباء لأبنائهم، بعد أن عرفت هذه الظاهرة في المجتمعات البشرية؛ لأسباب وعوامل دينية واجتماعية واقتصادية؛ فقال الله تعالى: ((وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ   إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31)))، وقال أيضا: ((قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ   قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (140 ))، وغيرها من آيات الوعيد، بينما اكتفي في علاقة الأبناء بالآباء بتحريم الأذى المعنوي فقال الله تعالى: ((وَقَضَى    رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا   إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23))، والاكتفاء بتحريم أدنى سلوك لفظي معنوي سيء وهو قول ((أف)) يشي بأن ما فوقه أكبر الكبائر وأنه مستبعد في الجبلية والطبائع السليمة، يحدث أن يعتري الابن غضب يصدر عنه رد قول تجاه والديه، لكن رد القول هذا وإن كان كبيرة إلا أنه لا يتعدى  رد الفعل، فالطباع السلمية تأبى أي رد فعل تجاه الوالدين ضربا أو جرحا أو قتلا، بل إن القرآن الكريم لم يقصر تحريم رد القول هذا على المسلم في علاقته مع أبيه المسلم بل حرمه عليه أيضا في علاقته مع أبيه الكافر، فأوجب عليه أن يحافظ له على علاقة الاحترام فقال الله تعالى: (( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ))، فكل معتدي يعد متجردا من إنسانيته !
ويزداد الجرم فظاعة والجريمة خطورة إذا تعلق هذا السلوك بالأم لأنها بحكم عاطفتها وصبرها تعد الطرف الأضعف في العلاقة الأسرية، ولذلك أولاها القرآن الكريم عناية بارزة وفضلها الإسلام في تراتبية العلاقة الأسرية فقال الله تعالى: ((وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14)))، وجعل الرسول الأكرم الأم أولى بحسن الصحبة من الأب ثلاثا؛
إن الاعتداء على الوالدين سبا أو ضربا أو قتلا عقوق كبير وجريمة عظمى تكشف عن الشرخ الكبير الذي وقع فيه البعض في علاقتهم مع الدين والأخلاق والقيم، ومهما وجدت لها عوامل نفسية واجتماعية فإنها تعد صارخ على حقوق الوالدين من قبل أفراد عصاة امتلأت نفوسهم طمعا وشحا وحقدا، وجنح بهم سلوكهم المنحرف إلى ضرب كل القيم التي تربى عليها المجتمع، والاعتداء لا يعكس قوة الشخص ورجولته أو فحولته بل بالعكس؛ لأنه اعتداء على أم ضعيف صبورة أو أب طاعن في السن بلغ منه الكبر عتيا وفقد كل قوة أو ركن شديد يأوي إليه.
لقد تفاقم الأمر في العلاقات الأسرية ولم يعد مقتصرا على رمي الوالدين في دور العجزة أو هجرهما في بيوت وضيعة، بل وصل إلى حد القتل، ولئن وقع الواجب أولا على المساجد و وسائل الإعلام والمؤسسات التربوية في التصدي لهذا السلوك فإن ثمة نفوسا لا ترتدع بمجرد الموعظة والترهيب، بل لابد له من طوق القانون وسياط القضاء؛ ينبغي إعادة النظر في المنظومة القانونية بجانب المنظومة الأخلاقية التي تحكم العلاقات الأسرية، لأننا دخلنا عهد جيل لم يكن لسلفنا به عهد، فلا يعقل أن تجد أما ضعيفة أو أبا طاعنا في السن نفسه وحيدا أمام وحش يواجه مصيره في خلوة وصمت بعيدا عن الرقابة، لا لشيء إلا لأن هذا الوحش  خرج من صلب هذا و رحم تلك، فإلى متى يظل الابن في عمر متقدم يعامل أسريا واجتماعيا كطفل قاصر يرمي بثقل حياته على والديه ويحملهما ما ليس له بحق بعد أن تجاوز مرحلة الحضانة والنفقة؟ ينبغي إعادة النظر في كل هذا وغيره حتى نتصدى لهذا السلوك الإجرامي في مهده قبل أن يغدو ظاهرة اجتماعية.
ع/خ

نحو إلغاء المحرم في أداء العمرة
كشف الأمين العام للجنة الوطنية للحج والعمرة السعودية، مازن درار، أن سلطات المملكة تدرس إلغاء شرط المحرم للنساء القادمات إلى البلاد لأداء شعيرة العمرة. وقال درار، في حديث لصحيفة «سبق» السعودية، إن وزارة الحج والعمرة تجاوبت مع نداء شركات ومؤسسات العمرة المطالب بالسماح للمرأة بأداء شعيرة العمرة دون محرم، على أن تتحمل الوكالات الخارجية المسؤولية الكاملة، فيما لا يزال ذلك تحت الدراسة.

ماكرون: أرفض حظر الحجاب في الأماكن العامة
علق الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على تصريحات وزير التربية، جان ميشيل بلانكر، وزعيمة حزب «التجمع الوطني»، مارين لوبان، اللذين طالبا بمنع ارتداء الحجاب في الأماكن العامة. وقال ماكرون في مقابلة مع قناة «ريونيون» إن «ارتداء الحجاب في الأماكن العامة ليس شأني، بينما ارتداؤه داخل المرافق العامة، وفي المدرسة أين تجري تربية أبنائنا، فعند ذلك يصبح ارتداؤه شأني وأضاف «داخل المرافق العامة، ثمة واجب يقتضي الحياد، وعندما نربي أبناءنا فنحن نطلب بألا تكون هناك رموز دينية ملفتة للأنظار (...) أما ما يحدث في الأماكن العامة، فذلك ليس شأن الدولة أو رئيس الجمهورية» وانتقد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الجدل الذي أثير بشأن ارتداء الحجاب في بلاده. حسب وكالات أنباء

غضب بين اليهود والمسلمين في السويد بسبب دعوة لحظر الختان  
أثار قرار لحزب الوسط السويدي جدلاً في البلاد وانتقادات جماعات يهودية وإسلامية، حيث صوت الحزب خلال اجتماعه السنوي لصالح التحرك لحظر ختان الذكور دون داع طبي. و حسب وسائل إعلام فبعد أخذ ورد بين أعضاء الحزب كان القرار النهائي أن يتم العمل على حظر جميع عمليات الختان غير الطبية للذكور، بدلاً من الحظر الكامل على الختان الذي دعا إليه بعض الأعضاء. وبعد الاجتماع، صرح نائب رئيس الحزب أندرس دبليو جونسون للصحافيين: « وقال إن الذين دعوا إلى فرض حظر على الختان يركزون على حقوق الطفل ، وأن النقاش لم يكن له صلة بالدين..

فتاوى
l حلفت بطلاق زوجتي أن آخذ الإيجار من ابني، لأنني أسكنته بيتي، لكن بعد زواجه ساءت حالته المالية فما الحل؟ وهل يقع الطلاق إن لم آخذ منه ثمن الإيجار؟
أيها الأخ الكريم إن كنت تقصد بقولك» حلفت بيمين الطلاق» أنك علقت طلاق زوجتك على مسألة إيجار الشقة، فطلاقك يقع بمجرد وقوع ما علقت عليه طلاقك، إذ يقع الطلاق المعلق عند وقوع الأمر الذي عُلّق عليه. أما إن قصدت اليمين بالطلاق، فإن هذه اليمين وما كان في معناها لغو ولا مدلول لها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت» رواه البخاري في صحيحه والأولى أيها الأخ الكريم أن ترجع إلى الرأي الفقهي الذي يطبق في بلدكم، و ينبغي أن تلتزم به، إذ للحاكم سلطة رفع الخلاف في المسائل الخلافية بما يختاره منعا للبلبلة
lما حكم اليمين بالحرام ؟
ذكر ابن رشد في بداية المجتهد له ما ملخصه: مما اختلف فيه أهل الصدر الأول وفقهاء الأمصار من المسائل الداخلة ضمن الطلاق لفظ الحرام. فمالك حمله على البت يعني: ((حتى تنكح زوجا غيره))، وفرق بين المدخول بها وغيرها، فالمدخول بها لا يُنَوَّى ويكون ثلاثا لا يرتجعها إلا بعد زوج، وغير المدخول بها ينوى، أي يقال له: ما نيتك، أواحدة أو اثنتين أو ثلاثا ؟ فيحكم عليه بما نوى، وهو قول ابن أبي ليلى وزيد بن ثابت وعلي بن أبي طالب من الصحابة. وحمله الشافعي على الإطلاق ـ أي أن الحالف به ينوى سواء كانت الزوجة مدخولا بها أم لا، فإن أراد واحدة فرجعي وإن لم يقصد به طلاقا فكفارة يمين. وقال أبو حنيفة: يُنَوَّى فيه، فإن قصد واحدة فبائن وإن لم يقصد طلاقا فَمُولٍ، وإن لم يقصد شيئا فكذب ولا يترتب عليه شيء، وسئل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فقال: «لقد كان لكم في رسول إسوة حسنة»، يعني به قول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: «يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك»، يقصد أنه ليس بشيء. وحاصل المسألة أن يمين الحرام لم تكن في الصدر الأول، ولم يرد فيها نص بخصوصها فإن نية الحالف به تبقى عامة خارجة عن موضوع الطلاق المنصوص عليه، غير أن من المذاهب من ألحقه بالطلاق الثلاث سدا للباب وزجرا عن الحلف به، وقد قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: ((تحدث للناس أقضية بقدر ما أحدثوا من الفجور))، والتلفظ بالحرام من الفجور، فقد ذكر الله الطلاق وجعل الفرقة دائمة لا تكون إلا بعد زوج في الطلقة الثالثة، فلقد بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم أن رجلا طلق امرأته ثلاثا في لفظ واحد فغضب وقال: «أيتلاعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم»، وزجر الحالف المذكور، ولم يحكم عليه بالثلاث كما تلفظ.
موقع وزارة الشؤون الدينية

رحيل الشيخ خطار ولد مولود أحد علماء تندوف
رحم الله الشيخ خطار ولد مولود برحمته الواسعة ، قارب المائة سنة عرف بحكمته وعلمه وصلاحه، تشرفت بزيارته قبل سنة وحدثني أحد أقاربه بأنه ملازم لتلاوة القرآن في غرفته و يختم القرآن كل ثلاث ليال ، وبأنه يصوم كل يوم سوى الأيام المحرمة. قلنا له أوصنا بما أوصاك به مشايخك فأوصانا بوصيتين : الأولى بوصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بأن يكفّ عنه لسانه لأنه أسباب إيراد الناس المهالك. الثانية بأن نلتزم الجماعة فالخير والأمان في لزوم الجماعة ودعا لجميع الزائرين بدعوة صالحة فيها أبيات رقيقة من الشعر نزلها الدكتور الفاضل إبراهيم بودوخة .. يقول حفظه الله تعالى
إلهي من أدعو وأهتف باسمه               إذا لم نقف ببابك الواسع البر
دعوتك محتاجا إلى ما سألته           فعاملني باﻹحسان منك و بالخير
عليك اتكالي يا سميع تضرعي          فنفس علي الكرب فقد حرت في أمري
وحقك يا رحمن حتى تنيلني            مرادي قريبا يا كريم ويا ذخري.
رحمه الله وتقبله في العلماء والصالحين
 نور الدين لعموري إمام بتيزي وزو

 

 

 

الرجوع إلى الأعلى