الإسلام سبق العالم في التأسيس لها والمسلمون تأخروا في تفعيلها
احتفى العالم في العاشر من ديسمبر بذكرى صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي عد سابقة قانونية في تاريخ البشرية استعاد به الإنسان بعد قرون من الحرب والنزاع جزءا من حقوقه وحرياته؛ ولئن استبشر العالم بصدور هذا الإعلان إلا أن المسلمين أولى بهذه البشرى؛ ليس لأنهم أكثر الشعوب والأمم ضحية لانتهاك حقوق الإنسان بسبب الاستعمار الذي دمر أراضيهم وقمع حرياتهم وانتهك كراماتهم بل أيضا لأن دينهم الإسلام كان له فضل السبق في التأسيس للكثير من الحقوق التي ضمنتها الوثيقة الصادرة في 10 ديسمبر 1948م
إعداد: د .عبد الرحمان خلفة
ففي آيات الله تعالى وسنة رسوله ووثائق خلفائه وأحكام الشريعة والتراث الفقهي ميراث زاخر بالأحكام والقواعد والنظريات التي تكفل الحريات والحقوق وتحميها؛ بل إن المسلمين جعلوا من تلك الحقوق مقاصد كلية سعت الشريعة لتحقيقها وهي غير قابلة للمصادرة أو التنازل؛ لاسيما ما تعلق بحماية الحريات والحقوق المتعلقة بالدين والنفس والعقل والمال والعرض.
لقد استيقظ العالم فجر عصر الأنوار على صيحات فلاسفة تدعو لاحترام الحقوق الطبيعية للإنسان مثل الحق في الحياة والحرية والملكية والكرامة، قبل أن تتلوها مطالبات بحقوق مدنية في إطار العقد الاجتماعي، لقد كان ذلك في الغرب الذي طغت فيه الكنيسة والإقطاع والكهنوت وكان المسلمون أولى بتلك الصيحة التي ظلت في بعض فترات التاريخ مخنوقة في ثنايا تراثهم، ولم تعرف طريقها لحياة الناس.
لا توجد شريعة أكدت على الحق في الحياة مثل شريعة الإسلام حيث حرمت وجرمت الاعتداء عليها مهما كانت هذه النفس مؤمنة أم كافرة، كما أكدت على حق الكرامة الإنسانية غير القابلة للامتهان، وأسست لحق الملكية وحرية الاعتقاد والعبادة ثم عززت ذلك بحقوق مدنية مثل حق المشاركة والمساءلة وحق الشورى وحق العدل، وغيرها من القيم، وكان ينتظر وفق سنن الاجتماع أن تنبثق من رحم الحضارة الإسلامية وميراثها الفقهي تلك الترسانة من الحقوق لاسيما ما تعلق منها بتحرير العبيد وتجريم الرق وإضفاء حرمة على النفس الإنسانية وتجريم التعذيب وتجريم الاستبداد السياسي والتعدي على الأموال والممتلكات وتقرير حق تقرير المصير السياسي للشعوب ومساعدة المستضعفين في الأرض وضمان حرية الرأي والفكر والتعبير وحرية التنقل وحقوق الفئات الاجتماعية من النساء خاصة والأطفال والمسنين وغيرهم، بيد
أن كل أو جل هذه الحقوق التي تزخر بالتنصيص عليها نصوص الشريعة تأخر تكريسها في العالم الإسلامي بل وما يزال بعضها لما يعرف طريقه للتجسيد بعد بفعل عوامل اجتماعية وسياسية وتاريخية متشابكة،
فحري بالمسلمين تكريس هذه الحقوق في حياتهم الحضارية والانخراط بجد في المسعى العالمي لتعزيز الحقوق واحترامها كما تقتضي ذلك نصوص شريعتهم الغراء.
ع/خ  

من الإعلان العالمي لحقوق الطفل في الإسلام (8)
تحمي الدول الأطراف، الأسرة من عوامل الضعف والانحلال، وتعمل على توفير الرعاية لأفرادها والأخذ بأسباب التماسك والتوازن بقدر الإمكانات المتاحة.
 لا يفصل الطفل عن والديه على كره منهما، ولا تسقط ولايتهما عليه إلا لضرورة قصوى ولمصلحة الطفل وبمسوغ شرعي، ووفقا للإجراءات الداخلية، ورهنا بقواعد قضائية تتاح فيها الفرصة ليبدي الطفل أو الوالدان، أحدهما أو كلاهما أو من يمثله، أو أحد أعضاء الأسرة طلباته.
تراعي الدول الأطراف في سياستها الاجتماعية مصالح الطفل الفضلى، وإذا اقتضت فصله عن والديه، فلا يحرم من إقامة صلة بهما.
يسمح للطفل بمغادرة دولته للإقامة مع والديه أو أحدهما في دولة أخرى، ما لم يكن قد تم فصله عنهما وفقا للفقرة الثانية من هذه المادة، أو تعارضت المغادرة مع القيود المفروضة وفقا للإجراءات السارية داخل الدولة.

جـــزائــرنــــا والوحــــــدة الــوطنيــــــة
   إن الشعوب تمر بفترات تحتاج فيها لتوحيد الصف والكلمة أكثر من كل مراحلها التي شهدتها سابقا ووطننا يشهد مؤخرا فترة حساسة جدا ومهمة في السياق المحلي والدولي، والبلاد تحتاج للوحدة الوطنية والدينية، مع الانصراف عن كل صراع وعراك، واستدعاء لفضائل الحوار والمحبة والأخوة، لأن ترك قيم وأخلاق الاختلاف سيقودنا للدخول في طرق الفتن والصراعات، ومن ثمة سيكون كل فرد جزائري، هو السبب في خراب الوطن وتدمير المجتمع. قال تعالى: «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ». فقد أمر الأمة جميعاً بالاعتصام بحبل الله، ولم يوجّه الأمر بالاعتصام بحبل الله إلى الأفراد، وإن كان واجباً على كل فرد. وقدْ فسَّرَ ابنُ مسعود رضيَ اللهُ عنهُ  قولَهُ تعالَى «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً». بالجماعةِ، فحبْلُ اللهِ الجماعة، وقال تعالى:»واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا».
ولن نقبل لوطن أنجب أمثال الأمير عبد القادر، زيغود يوسف، ابن باديس، البشير الابراهيمي، ديدوش مراد ...وغيرهم من الشرفاء أن يسمح للمحتل الغاشم أن يعيد كتابة تاريخه البشع الهمجي بوسائل وأدوات استعمارية جديدة؛ ندعو لإصلاح ذات البين والبحث عن كل عوامل التعايش الأخوي وبين أبناء الوطن،
تحتاج جزائرنا لكل الشرفاء من أبنائها للخروج من محنتها، ومع التنازلات المتبادلة سيكون النجاح السياسي والمجتمعي، دون تجاهل التهديد الخارجي والداخلي، وليس مسموحا هنا أن ترتفع الأنانيات والمصالح الفردية، بل نريد لوطن الشهداء أن يستحضر كل قيم التضحية الجماعية. لأن من معاني الوحدة الوطنية أنها تلك  الروابط القوية بين مواطني دولة معينة، تقوم على عناصر واضحة يحس بها الجميع ويؤمنون بها، ويستعدون للتضحية في الدفاع عنها....
 وعلينا -لنحمي وحدتنا- أن نغلّب العقل على العواطف الانفعالية، في ظل ضربات كثيرة يتعرض لها الوطن في الظاهر والخفاء، وبالحوار والحكمة نستطيع منح الأمل لمجتمعنا، لكشف الخونة والمفسدين، بعد أن أعادت الهبة الوطنية الشعبية الإنسان الجزائري لتاريخه ودينه وتقاليده العريقة المجيدة، فمن كان يريد لنا العزة وقفنا معه ومن يريد إذلالنا وتشتيتنا وقفنا له في هبة واحدة.
فيا أبناء الشيخ ابن باديس...لأجل أطفالنا وشيوخنا اتحدوا..اتحدوا.. وتجنبوا كل أفكار خبيثة لخدّام الاستعمار والاستدمار. ويا أحفاد الشهداء..لأجل دموعنا ودعواتنا ورجائنا..اتحدوا.. اتحدوا.. وتجنبوا كل ظالم مفسد وكذّاب باهت. ويا حرائر وأحرار هذه البلاد..صونوا وديعة الشهداء وحافظوا على جزائر  الإسلام  والعروبة والأمازيغ؛
علينا في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ أمتنا أن نضع أمام عيوننا مجد الذاكرة الثورية وكلمات الوطنين الشرفاء، ولا ننسى أن الاختلاف في الرأي لا يعني التقاتل والتخريب والتصارع،  والوطن اكبر من كل رأي أو موقف أو قناعة، وماذا نفعل بمواقفنا إن أضعنا أوطاننا ونشرنا الفتنة في أمتنا؟؟ نريد لصوت الحكمة أن يترفع على صوت الشتم واللعن والتخوين، في إطار احترام مرجعيتنا الدينية و الوطنية، وتضعف الوحدة الوطنية عندما يضعف البعد الديني لدى الانسان ، وعندما تريد توجهاته الفكرية الشخصية أن تعلو على الوطن،رغم أن الاختلاف هو سنة الحياة ومن طبيعة التفاعل الانساني في المجتمع الواحد، ورغم أن دعوة الإسلام هي دعوة للتلاحم والتضامن والتكافل والأخوة، وعلينا ن نعود لسيرة الرسول الأكرم محمد (ص) لنعرف طريقنا في بناء الدولة وجمع الأمة.

فتاوى
l هل يرفع القلم عن الفتاة التي بلغت سن العشرين ولم تحض؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ يعتبر الحيض أهم علامات البلوغ عند الأنثى إذ تصبح على إثره مكلفة تثاب على الامتثال وتعاقب على الترك، وليس الحيض العلامة الوحيدة الدالة على البلوغ، إنما تصحبه علامات أخرى تبيّن بلوغها سن التكليف وإن تأخر الحيض كما ذكرت في سؤالك، منها بروز الثديين، وظهور فرق الأرنبة، ونبات شعر الإبط والعانة، ولا يرفع القلم إلاّ عن ثلاثة لما جاء في حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – :» رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل»
lهل يمكن لفتاة تدرس في بلد غير إسلامي أن تتخلى عن زيّها الشرعي؟
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ جاء أمر ارتداء الحجاب للمرأة المسلمة صريحا في القرآن الكريم قال الله تعالى:» وقل للمؤمنات يخضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن…» النور/31. فالواجب على الفتاة سواء كانت تدرس في بلدها أو في غير بلدها أن تلتزم ما أمر الله تعالى به ولا تبدي زينتها إلا ما ظهر منها، وما ظهر منها – كما جاء في التفسير- الوجه والكفان، ويؤيّده قول النبي صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت أبي بكر لما دخلت عليه وعليها ثياب رقاق:» يا أسماء إنّ المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يُرى منها إلا هذا» وأشار إلى وجهه وكفيه.فالأصـل أن تتمسك بزيهـا الإسلامي امتثالا لأمر الله عز وجل.
 أما إن أجبرت على التخلي عنه كأن طردت من المؤسسة التي تدرس فيها، ولم تجد مؤسسة بديلة تسمح لها بارتداء الحجاب، فحينها يعنيها قول الله عز وجل :» فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه» البقرة /73 ولها أن تخلع خمارها داخل المؤسسة ثم ترجع إليه فور خروجها منها محتسبة ذلك عند الله عز وجل القائل:» ومن يتق الله يجعل له مخرجًا…"

..من أصعب الابتلاءات في حياة الإنسان
من أصعب ابتلاءات واختبارات الحي أن الله تعالى ابتلى البشر بعضهم ببعض، قال تعالى: (وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا) الفرقان:20 فاختبر بعضهم ببعض وابتلاك أنت بهم هل تحسن أم تسيء؟ وهل تصبر أم تجهل؟
أن تُبتلى بغيرك من الناس فترى منهم الخير والشر، والإحسان والإساءة، والغيرة والحسد، والظلم والتعدي، والهداية والضلال، والاستقامة والانحراف. أن تبتلى بوالديك الكبيرين أو العاجزين أو أحدهما، هل تحسن إليهما أم لا، وهل تصبر على خدمتهما أم لا؟ أن تبتلى بزوجتك هل تحسن إليها أم لا، هل تصبر عليها أم لا؟
أن تبتلى بأولادك هل تصبر على تربيتهم أم لا؟، أن تبتلى بجار السوء، هل تحسن إليه رغم إساءته؟ وهل تصبر على أذاه أم لا؟ أن تُبتلى بزميل العمل أو الوظيفة الذي يتكاسل ويتهاون في عمله ويغار منك ويتابع عوراتك، هل تصبر عليه أم لا؟
أن تُبتلى بمن همّه تتبع  عوراتك ونشر الإشاعات السيئة عنك، هل تصبر أم لا؟
أن تبتلى بالحسود والنمّام فتسمع منه ما تكره، وكيف يكون موقفك منه؟.
وتُبتلى بالظالم والمعتدي فترى منه ما يؤلمك، وكيف يكون تصرفك تجاهه؟.
كما ابتلى الله تعال الفقير بالغني، والغني بالفقير، والمريض بالصحيح، والصحيح بالمريض، واختبر المؤمن بالكافر والطائع بالعاصي، وابتلى الرعية بالحاكم، والحاكم برعيته، وابتلى العالم بالجاهل، والجاهل بالعالم في كل هذه الابتلاءات أنت بحاجة إلى صبر في النفس ومنطق سليم في التفكير وحكمة في التصرف في القول والعمل

المرأة ترث أكثر من الرجل في 16 حالة
ردا على دعاة المساواة في الميراث بين الجنسين والذين يتهمون الإسلام بظلم النساء في الميراث أثبت الشيخ أحمد المعبيفي في كتابه الميراث بين عدالة الإسلام وجور القوانين الوضعية»بالحجة والبرهان أن هناك 16 حالة ترث فيها المرأة أكثر من الرجل، و4 حالات ترث المرأة نصف الرجل، و10 حالات ترث المرأة مثل نصيب الرجل، و4 حالات ترث المرأة ولا يرث الرجل».

الرجوع إلى الأعلى