الله اختار العربية لغة كتابه والبشرية حرمت من الاستمتاع بسحر بيانها
احتفى العالم هذا الأسبوع باليوم العالمي للغة العربية في محاولة لاستحضار مآثر هذه اللغة والدفع بها قدما لتتبوأ مكانتها الطبيعية في ريادة اللغات العالمية واستيعاب المنجزات الحضارية وإنتاجها فكريا وأدبيا وماديا، بعد أن ظلت تقوم بهذا الدول قرونا من الزمن حين نطقت الأرض كلها بالعربية وأبت المعارف والعلوم والآداب والفنون إلا أن تتخذ من اللسان العربي ناطقا باسمها وأداة تواصل فيما بينها.
إعداد: د .عبد الرحمان خلفة
وحري بهذه اللغة أن تتبوأ تلك المكانة مجددا لأن البشرية فعلا محرومة من متعة التخاطب والتأليف والقراءة بها، ففي ثناياها سخاء اللفظ وزخم الكلمات،  سحر البيان وحلاوة على اللسان ونبض حياة في كل مفردة وجملة، لها قدرة خارقة على التوليد والاشتقاق والنحت والإعراب بما يحول دون تلبسها بأي عقم أو عجز في أي مصر أو عصر،. والدراسات الحديثة تؤكد أن للعربية القدرة على اختزان 12 مليون مفردة في وعائها اللغوي !
ولذلك اختارها الله تعالى لغة لكتابة ورسالة آخر رسله للبشرية فقال الله تعالى: ﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء: 195]، وهذا الاختيار والتكريم الرباني لها يشي بما تستبطنه هذه اللغة من الكنوز و ما تطيقه  أحشاؤها من تحمل عتبات المعنى وأنساق المعرفة في كل عصر، لأن كتاب الله تعال خالد أبدا؛ فهي أقرب لغة للكمال؛ قال اللغوي ابن فارس: «فلما خَصَّ - جل ثناؤه - اللسانَ العربيَّ بالبيانِ، عُلِمَ أن سائر اللغات قاصرةٌ عنه، وواقعة دونه»
ونظر لأهميتها الدينية، فقد قال العلماء إن تعلم العربية فرض، وقد يكون فرض عين بالنسبة للمسلم فيما تصح به عبادته وتسلم به عقيدته وفرض كفاية بالنسبة للعلماء من الأمة، و ذلك لأن فهم واستنباط الأحكام من النصوص و الكتاب والسنة لا يتأتى إلا بفهم واستيعاب اللغة العربية في فقهها ونحوها وبلاغتها و أساليبها في التعبير و البيان و النطق و اللسان، كما أن الاسلام ربط بها أحكام عباداته فلا تصح صلاة المسلم إلا إذا تلا القرآن لاسيما فاتحة الكتاب، وما تيسر من الذكر الحكيم باللغة العربية، فإتقان العربية شرط إذن للعبادة و الاجتهاد، ولذلك أمر بها منذ القدم الخلفاء والفقهاء، فكان عمر يقول: «تعلَّموا العربيةَ؛ فإنها من دينِكم، وتعلَّموا الفرائضَ؛ فإنها من دينكم».
 و قد مهدت المكانة الدينية التي تبوأتها العربية لهذه اللغة أن تتبوأ بعدئذ الريادة العلمية و الحضارية و السياسية بين لغات الشعوب و الأمم، فلم يمض قرن من انطلاق الفتوحات الاسلامية حتى أصبحت اللغة الأولى عالميا، حين احتضنتها شعوب وأمم شتى كانت منهكة بين الفرس والروم، فاستعملتها في يومياتها أو أثرت بها لغاتها، فسارت العربية بأتباعها في الطريق الحضارية تترحم لها فلسفات و علوم وفنون الحضارات الأخرى فتستوعبها ثم تثريها و تمضي بها قدما في طريق الرقي، فلم يبق علم إلا و عرب، ما نتج عنه ظهور آلاف الكتب و المصنفات باللغة العربية في شرق و غرب العالم الإسلامي من الأندلس إلى بخارى، مرورا ببغداد  ، سواء في الفسلفة أو الطب أو الفلك أو الرياضيات أو الهندسة أو الكيمياء أو الاجتماع أو التاريخ، ناهيك عن علوم اللغة والأدب و علوم الشريعة الإسلامية، و هو ما حذا بأمم الأرض و منها أوروبا إلى السعي لتعلم هذه اللغة وترجمة ما صنف بها من علوم للغاتها الأصلية، بل إن الكثير من الأمم أثرت حرفها لتكتب به لغتها، و منها الفارسية والأردية و التركمية و غيرها.
و لم يكن المسلمون ليشعروا أن العربية لغة قوم بل أدركوا أنها لغة أمة، فكل من تكلم بلسان العرب فهو عربي. وهذا ما ينبغي أن يدركه العرب والمسلمون حديثا حتى يعود للعربية بعدها العالمي ولا تحشر في قوم و جغرافيا ضيقة.
 ع/خ

كأنّهـــا بــلقيــــس الشجــــــــر
إنَّها شجرة النّبي يونس – عليه السلام –.لقد غادرَ يونس – عليه السلام – قومهُ غضبانًا بدون إذن ربِّهِ. ثمّ أَبَقَ إلى الفُلكِ المشحون، فكانَ من المُدحَضين. أي المغلوبينَ إذ وقعت عليه القُرعةُ كآبِقْ عن سيِّدهِ، فأُلقيَ في البحرِ، فالتقمهُ الحوت، وهو مُليمٌ. مصداقُ قولهِ تعالى: ((فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ)) الصافات آية 142. قال: مُليمٌ باسم الفاعل، ولم يقُل مُلاماً كاسم مفعول؛ لأنهُ هو الذي أوقع أسباب اللوم على نفسهِ بنفسهِ. أمّا المُلام أي المَلامة، فتكون من الغير. و قد قيلت كلمةُ مُليمٌ لفرعونَ أيضًا؛ لأنه هو الذي أحدثَ الملامةَ لنفسهِ، فقال تعالى: ((فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ)).
و قد أوحى الله إلى الحوتِ أنني لم أجعلهُ لك رزقًا، و إنّما جعلتُ بطنَك لهُ وعاءً. والآن فإنَّ يونس في ظلماتِ بطنِ الحوت في بحرٍ لُجّي من فوقهِ موجٌ من فوقهِ سحاب علمَ في نفسهِ أنهُ لا نجاةَ لهُ إلا رحمةُ ربِّهِ. ((فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَاه إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)). فذكر الله توحيدًا، وسبَّحهُ، و دعاهُ، و ندم، و اعترف بظلمه. فاستجابَ لهُ ربُّه.و بنزولِ آية التوحيد،و المناجاة .ويكأنّ الكون بسماواته ،وأرضه،وجباله تفاعل معها ؛مذكرة سكانه الآدميين بضرورة ،ووجوب حمل أمانة التوحيد الاعتقادي الإلهي، و إلا ظلم الإنسان نفسهُ، و إلا كان الإنسانُ ظلوماً جهولا. و بسماع هذا الدعاء ويكأنّ السماءَ ذات َالرجع، والأرض ذاتَ الصدع، والجبالَ ذاتَ الشق اهتزت لمثل هذه المناداة فتذكرنا بضرورة التلفظ، والتلاوة  والدعاء بهذه الآية عندما نظلم أنفسنا.
ومن جميل هذا السرد القرآني أنه وضعنا في قصةٍ قرآنيةٍ أبطالها ثلاثة مخلوقين، و رابعهم،و من فوقهم خالقهم تدور حول محورٍ واحد هو أداء الأمانة.أما احداهما فهو إنسان، و هو «النبي يونس» –عليه السلام- حيث تَذكّر أمانتهُ، وتمثلت بضرورة الصبر ،وعدم استعجال العذاب لقومهِ. و أما الثاني فهو حيوان ،و هو «حوت البحر» أكبر حيوانات الكرة الأرضية، حيث تَذكّر أمانته فلم يأكل النبي يونس -عليه السلام-
و أما الثالث فهو نبات، و هي شجرة «اليقطين»، واختارها الله أنثى حيث تَذكّرت أمانتها بضرورة تقديم العلاج، وتمريض النبي يونس –عليه السلام- فنبذهُ الحوتُ على الأرضِ، و هو سَقيم. و اقتضت حكمةُ اللهِ أن يحميَهُ من عوامل الطبيعة: كالرِّياح، و الغبار، و الحشرات، و الحرارة، والبرودة. فيونس الآن بحاجةٍ إلى غرفةِ إنعاش، وليس إلى غذاءٍ، أو طعام كما حصل مع مريم العذراء. وهنا استعدت شجرة «اليقطين» للقيام بواجبها، فقال تعالى: ((وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ)).
فأوراقها كبيرة خضراء تحتوي على مادةٍ تُنّفرُ منها الحشرات، وتحافظُ على رطوبة الورقة. ويعلوها وبر يمنع من نزولِ الحشراتِ عليها، ويقلِّلُ من النًتحِ أي من الجفاف. و بعد شفائهِ عاد إلى قومهِ فآمنوا، وكان عددهم مئة ألف، أو يزيدون. نقل القرطبي عن الثعلبي: كانت شجرةُ «اليقطين» تُظِلُّ «يونس» فرأى خضرتها، فأعجبته. ثم يَبُسَتْ، فحزن عليها، فقيل له: يا يونس، أنت الذي لم تخلق، ولم تُنبت تحزن على شجيرة؛ فأنا الذي خلقتُ مئةَ ألف أو يزيدون من الناس تريد مني أن أستأصلهم في ساعةٍ واحدة؟! وقد تبتُ عليهم فأين رحمتي يا «يونس»، وأنا أرحم الراحمين؟! وروي عن النبي -ص- أنه كان يُحبُ «اليقطين»ويقول: إنها شجرة أخي «يونس». وأطلقت على شجرة» اليقطين» لقب «وكأنّها بلقيس الشجر».

فتاوى
lهل يجوز شرعا لامرأة أن تجهض حملها الذي لم يتجاوز الأربعين يومًا، بسبب كون ولديها صغيرين لم يتجاوزا العامين إضافة إلى أن الحمل ينهكها صحيا؟
يعد قتل النفس عمدًا من أكبر الكبائر وأشدها عقوبة عند الله عز وجل، وقد ورد في الكتاب العزيز آيات كثيرة في مواضع متعددة تحرّم قتل النفس وتفرض أشد العقوبة على فاعله، منها قوله تعالى: ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ) النساء/29 وقوله تعالى: ( ومن يقتل مؤمنا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذابا عظيم) (النساء/ 93). كما جاء النهي عن قتل الولد في عدة آيات من الكتاب منها قوله تعالى : ( ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم) (الأنعام/151)، والجنين نفس لها الحق في الحياة، إذ يعد إجهاضه جناية يعاقب فاعلها قانون السماء وقوانين الأرض، وذهب بعض العلماء إلى أن الجنين الذي يؤاخذ بإسقاطه هو ما تم تخلقه كأن يبلغ في بطن أمه أربعة أشهر، و بعضهم لا يشترطون ذلك بل يؤاخذ بإسقاطه ولو كان علقة، وقد نص على ذلك الدردير في الشرح الكبير :» لا يجوز إخراج المني المتكون في الرحم ولو قبل الأربعين يوما». و من شناعة الجريمة أن يباشرها الأبوان أو أحدهما و المفروض أن يكونا أحرص الناس على حماية ابنهما من الآفات. إلاّ أن يتحقق الضرر بأن يكون بقاؤه يهدّد حياة الأم تهديدًا مؤكّدًا يخبر به أهل الخبرة والاختصاص من الأطباء الموثوق بعلمهم و خبرتهم ولو لم يكونوا مسلمين، فإن كانوا مسلمين فقد تم الاطمئنان إليهم مع المعرفة و الخلق القويم، وسواء كان الجنين في طوره الأول أو في طوره الأخير، حفظا لحياة الأم إذ هي الأصل، وتقديما لها على حياة الجنين وهو فرع منها.
l تواجه والدتي مشكلة صحية على مستوى رحمها و رأى الطبيب الحل في استئصال الرحم تفاديا لانتشار الورم، فما هو حكم ذلك شرعا؟
إن الأصل في الشرع عدم جواز استئصال ما يقطع الإنجاب إلا في حال الضرورة كأن خيف على المرأة ضرر محقق، فإن أخبر الأطباء العارفون بأنه لا علاج لما تعاني منه والدتك – إن كانت في سن الإنجاب- إلاّ باستئصال الرحم فحينها يُعمل بما يزيل عنها الضرر لقول الله تعالى : ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، وعملاً بالقاعدة الفقهية «درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة» و» الضرورة تبيح المحظور».
موقع وزارة الشؤون الدينية

جزائريان يفوزان في مسابقة دولية للقرآن بتونس
فاز كل من المتسابق محمد بن سديرة من باتنة بالمرتبة الأولى في فرع التجويد، وهيثم نور اليقين بلمهدي من سيدي بلعباس بالمرتبة الثانية في فرع الحفظ والتفسير، في فعاليات جائزة تونس العالمية في حفظ القرآن الكريم وتفسيره وتجويده التي تمٌ تنظيمها في الفترة من 08 إلى 13 ديسمبر الجاري وقد كرما من قبل وزير الشؤون الدينية.

افتتاح أول مسجد صديق للبيئة في أوروبا
افتتح منذ أيام في بريطانيا مسجد «كامبريدج»، الذي يعتبر أول مسجد صديق للبيئة في أوروبا. بدأ إنشاء هذا المسجد فعليا عام 2008، انتهى بناء القسم الأكبر من المسجد في أبريل 2019، ليتسع لألف شخص، وتمت مراعاة العادات الإسلامية في تصميم حديقته، واستعملت في بنائه مواد طبيعية مثل الأخشاب، والرخام المتميز بخاصية «صفر بصمة كربونية وكون هذا المسجد صديقا للبيئة، فقد صمم بحيث تجمع مياه الأمطار التي تسقط على سطحه لري الشتلات والأشجار المزروعة في حديقته، واستعمال تلك المياه أيضا في الحمامات التابعة له. والمميز في هذا المسجد أيضا ألواح الطاقة الشمسية المصفوفة فوق سطحه، والتي تؤمن ما بين 30 و40 % من احتياجاته من الكهرباء. كما زود بمضخات حرارية خاصة على سطحه تقوم بنقل الهواء الساخن إلى خزانات كبيرة ليستعمل في تسخين المياه للوضوء، والاستفادة منها أيضا في تسخين أرضية المسجد عبر تمريرها بأنابيب خاصة. و توجد فيه مستشعرات خاصة تعمل في حال نقص الأوكسجين في القاعات أو ارتفاع درجات الحرارة في الداخل، ليتم سحب الهواء الساخن وضخ هواء نقي.

الرجوع إلى الأعلى