لقد لفتت أزمة كورونا أمم الأرض إلى أمة الإسلام واكتشفت فجأة أن لها دينا عظيما لم يكتف بالتنظير لإجراءات الوقاية الصحية بل مارسها رسوله الأعظم وأتباعه المسلمون عبر التاريخ؛ وأن لها حضارة عريقة عمرت قرونا قدمت للبشرية قبل الآن أفكارا ومناهج وعلوما ومنتجات تحفظ لها الحياة ومحيطها وتعطيها قيمة أدبية وحسية أكثر وأعمق مما يبدو عليه الحال.
ففي خضم معاناة البشرية وآلام المصابين وصرخات المهددين بمثل هكذا وباء قام، وفي خضم تخبط حكومات ومراكز ومؤسسات وهي تروح وتغذو يمينا وشمالا باحثة عن لقاح يكتشف هنا أو دواء يخفف الألم إلى حين يصنع هناك، يقوم من يعلمهم أن الإسلام قدمت حلولا وقائية استباقية يمكن الاستفادة منها إلى حين، فجاء الحديث في كبرى الصحف والمجلات العالمية الغربية عن الهدي النبوي في العزل الصحي، والحجر الصحي، والتباعد الاجتماعي، وآداب غسل اليدين دوريا في العادات اليومية والعبادات، بل إن منظمة الصحة العالمية وعلى خلاف المعتاد توصي باستعمال عود الأراك في السواك مرتين يوميا !
في هذا الوقت الذي يكتشف فيه الغرب حضارة الإسلام المغيبة يتساءل نفر من بني جلدتنا أين موقع الحضارة الإسلامية اليوم من الحراك العالمي في أزمة كورونا، وبغض النظر عن كون هذا السؤال خارج التاريخ لأنك لا يمكنك أن تسأل طالبا عن موقعه من خريجي الجامعة وهو لم يحصل على شهادة البكالوريا أصلا؛ فإن الأسئلة الأكثر إلحاحا اليوم هي من قبيل: هل يرفع الغرب احتكار المسار العلمي والتكنولوجي والنووي ويتيح للمسلمين كغيرهم من الأمم فرصة الانخراط في المسعى الحضاري في ظل شراكة إنسانية حقيقية بعيدا عن التعتيم والتشويه والمؤامرة؟ وهل يعي الغرب أن الإنسان هو الإنسان في الشرق كما في الغرب، وأن العلم ليس له وطن، وأن المسلمين مدينون له بالتطور الحضاري الذي يعيشه منذ هاجرت وغربت كتب ابن سينا والبيروني وابن رشد والرازي وابن الهيثم وغيرهم؟ ومعها الحمامات والمستشفيات؟ وبالمقابل هل يجعل المسلمون أزمة كورونا واعتراف العالم له ببعض المزية محطة تاريخية للتجديد الديني والفكري والعلمي، بما يجعلهم في حلبة العصر وتجاذباته؟
لأن التساؤل عن غياب المسلمين يشي وكأن غيرهم حاضر بقوة علميا وآليا يجابه الفيروس ويحيد خطره، والحال أن كل أمم الأرض عاجزة عن التصدي له؛ فقد تعرت حقيقة الغرب الذي ادعى في لحظة ما أنه نهاية التاريخ وأنه ملك الأرض والسماء؛ بل على العكس من ذلك وفي ظل عجز الأمم والحضارات ورجوعها المفاجئ للتراث الديني والحضاري للشعوب يجعل المسلمين اليوم على قدم المساواة معهم؛ لأن ما عدا الحضور الجمعي للدول الغربية فإن للمسلمين حضورا على مستوى الأفراد في صناعة الحضارة والانخراط فيها، والمستشفيات والمخابر الغربية اليوم تعج بالباحثين المسلمين، ويعترف بعضهم أن تطور بلادهم رهين استقطاب هؤلاء؛ بل إن دولة مثل الجزائر تنجح لأول مرة في معالجة داء خطير كهذا بما صنعت أيدي أبنائها ومخابرها من دواء فيما تقرصن كبرى الدول الكمامات والمنتجات الكحولية.
صحيح أن هناك عوامل ذاتية لتخلف المسلمين لكن القارئ المنصف للتاريخ سيكتشف أن الغرب المسيحي أسهم في هذا التخلف عن طريق الاستعمار الحديث واحتكار العلم والتكنولوجيا ونشر الحروب ببين المسلمين وتدمير كل قوة عربية إسلامية قد تظهر على غرار ما فعل بالعراق وسوريا وباكستان وغيرها؛ بل إنه وفي لحظة تاريخية فارقة استقطب إليه جماعة اليهود الذين كانوا عبر التاريخ جزءا من المجتمع الإسلامي، وعدوهم الأكبر هم المسيحيون منذ محاكم التفتيش؛ قلت استقطبوهم وحولوهم أداة لقتل وتشتيت وإفساد المسلمين وتعطيل مسيرتهم الحضارية، ولم تنج منهم أمم أخرى ليست مسيحية على غرار اليابان والهند الصين، بعد فشله في حماية الإنسان بيولوجيا وسياسيا.
لقد آن للغرب أن يكف عن هذا المسلك المدمر الذي سلكه مع المسلمين منذ القرن السابع عشر الميلادي وينفتح على أمة عظيمة لها دين عظيم يقدس العلم ويحرم كتمانه أو احتكاره، وفي أول آية نزلت من كتابه دعوة لذلك قال الله تعالى: ((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ))، فالغرب بل البشرية قاطبة هي الخاسر الأكبر من غياب وتغييب المسلمين عن السجال الحضاري والمشترك الإنساني.
 ع/خ

علماء الجزائر ومصلحوها من أوائل من حرروا المرأة علميا


في الوقت الذي كان إخواننا العرب والمسلمون بالحجاز وبعض دول المشرق بل بالمغرب يحظر باسم الدين إخراج الفتيات للدراسة بادر الإمام ابن باديس بفتح مدارس جمعية العلماء للبنات مع البنين، وقد استمر حضورهن حتى بعد وفاته حتى أصبح عددهن حسب بعض المصادر نصف عدد البنين بأزيد من خمسة آلاف بنت؛ بل بادر ابن باديس لإرسال الطالبات المتفوقات لإكمال الدراسة بالخارج، وبالكاد وجد مدرسة للبنات بدمشق أنشأتها حفيدة الأمير عبد القادر السيدة عادلة لكن اندلاع الحرب العالمية الثانية ثم وفاة ابن باديس حال دون سفر البعثة العلمية رغم حصر قائمة المعنيات بالرحلة في طلب العلم، وبعد ذلك سيخوض الإبراهيمي معركة فكرية وفقهية أخرى مع علماء الحجاز لثنيهم عن منع المرأة من التعلم فيبادر بإرسال قصيدة طويلة يحثهم فيها على الإذن بتعليمها ويبرئ الإسلام من هذا المنع ويحذرهم من مغبة التمادي في حرمانها؛ ومما قال:
لا تنسَ ( حوَّا ) إنَّها أُخْتُ الذَّكر
تُثـْمِرُ ما يُثمِرُ مِنْ حُلوٍ وَمُر
وإنَّها إنْ أهملت كان الخَطَر
وإنَّها إن عُلِّمت كانت وَزَرْ
ومَنْعها من الكتابِ والنَّظرْ
والفُضليَاتُ مِن نِسَا صَدرٍ غَبَرْ
وانْظُرْ هَدَاك اللهُ ماذا يُنْتظر
وانظُرْ فقدْ يهديكَ للخَير النَظَر
هَل أمَّةٌ مِنْ الجماهير الكُبَر
خَطَّت مِنَ المَجدِ وَمِن حُسنِ السِّير
ومَن يَقُل في عِلمِها غّيٌّ وَشَر
ولا يكونُ الصَّفو إلا عَن كَدَر
لَجَارِفٌ كُلَّ بناءٍ مُشْمَخِر
وَاعلَم بأنَّ المُنكراتِ وَالغِيَر
تُرضِعُهُ أخلاقَها مع الدِّرَر
كان البَلا كان الفَنَا كان الضَّرَر
أَوْلا فَوزْرٌ جالبٌ سُوءَ الأثرْ
لَم تأتِ فيهِ آيةٌ ولا خَبَر
لَهُنَّ فِي العِرفان وِردٌ وَصَدَر
مِن أُمَّة قدْ شلََّ نِصْفَها الخَدَر
وَخُذ مِنَ الدَّهرِ تَجَارِيب العِبر
فيما مَضَى مِنَ القُرون وحَضَر
تَارِيْخُها إِلا بأُنْثَى وذَكَر؟
فَقُلْ لَه هِيَ مَعَ الجَهْلِ أَشَر
وإنَّ تَيَّار الزَّمانِ المُنحدِر
فاحذَر وَسابق فَعَسى يُجدِي الحَذَرْ
تَدَسَّسَت للغُرُفاتِ وَالحُجَر
مِن مِصرَ والشَّامِ وَمِنْ شّطِّ هَجر
وأنَّها قارئةٌ ولا مَفر
واذكر فَفي الذِّكرى إلى العقل ممر
حُطْهَا بِعلْم الدِّين والخُلُقِ الأبر
خُذها إليك دُرَّة مِنَ الدُّرر
صَمِيمَةً في المُنجِباتِ من مُضَر
إنْ لم يَكن عَنك فَعن قومٍ أخر
مَنْ قال قِدْماً ( بِيَدِي ثم انتحر )
صَبيَّةً تَأمن بَوائق الضَّرر
مِنْ صاحب رَازَ الأمُور وَخَبَرْ
نِسْبَتُها البَدوُ وَسُكناها الحَضَر
وهذه الشواهد تكشف مدى التطور الفكري للجزائريين مقارنة بالمشرق العربي ومغربه رغم ظروف الاستعمار وحري بالباحثين إجلاء مثل هكذا مواقف خدمة للجزائر وعلمائها.

نعمة الأمن و الرزق


  تمر الإنسانية بظروف صعبة، أثرت على مجالات كثيرة، وكان  القلق والخوف على الرزق من أبرز المشاعر التي طغت على الأفراد والمجتمعات، وفي ظل هذا عرف المسلمون قيمة الأمن التي حرص عليها الخطاب القرآني والنبوي  في مناسبات عديدة.
  ولعل وباء كورونا يذكرهم بتجاوزاتهم وبصراعاتها، وبعض مظاهر فسادهم من استبداد واختلاس واحتكار للسلع في كل مناسبة، يقول الله تعالى:"وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ"، فتجاهل شكر نعمتي الأمن والرزق جلب لباس الجوع والخوف.
ومن ابرز مظاهر الأمن تأمين الإسلام النفوس؛ فقال تعالى: وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا.
وتأمينه الجار؛ ففى الحديث: «وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ قِيلَ وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: الَّذِي لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ». وتأمين صحة الأمة فحرم كل ما يضر أفراد المجتمع، ويهدد صحتهم وشرع لهم التداوي؛ ففي الحديث: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً»، ونحن نحتاج لهبة وطنية لتعقيم شوارعنا وعماراتنا وتنظيفها عبر العمل التطوعي الجماعي.وهذا يمنحنا الأمل والتفاؤل عبر عقيدتنا وديننا ورجائنا في رحمة الله، وشتان بين أمة يمنحها الدين الطمأنينة والثقة في الله، وأخرى تقع أسيرة القلق والخوف والانتحار
ونظرا لما تبذله مختلف الأجهزة الأمنية من مجهود، نقترح القيام مبادرة وطنية تتمثل في رفع الراية الوطنية في الشرفات، وقول كلمات الشكر، والدعاء بالتوفيق، خاصة لحظة مرور سيارات التوعية احتراما للتضحيات الكبيرة لهؤلاء الرجال ولكل الشرفاء في جزائر الإسلام الشهداء.
 أبناء الجزائر! إن سلامة الفرد والمجتمع حِسِّياً ومعنوياً، من مقاصد الشريعة، ومن يدرس بعمق الفقه الإسلامي يجد أنه أولى الأهمية الكبرى قصد الحث على الأمن والأمان، لأنه من جوهر وروح الفطرة الإنسانية، وفي الفترة الحالية يعتبر الحجر المنزلي هو الورقة الصحية القوية لمحاربة الوباء، وأمننا في منازلنا.

استمرار تعليق الصلاة بالحرمين في رمضان


أعلن وكيل وزارة الشؤون الإسلامية في السعودية محمد العقيل، أن تعليق الصلاة في المساجد بسبب فيروس كورونا، سيستمر حتى في شهر رمضان المبارك. وقال العقيل في مداخلة تلفزيونية نقلا عن وسائط إعلامية: «ما لم يصدر من الجهات المعنية قرار بخلاف هذا الأمر فإن التعليق مستمر». وأشار إلى أن «قرار التعليق جاء لمنع انتقال الفيروس بين المصلين»

رجال دين ومفكرون يدعون إلى استغلال 400 مليار دولار من عائدات الزكاة لمحاربة تبعات كورونا
دعا مفكرون وأئمة ومؤسسات فكر عربية وإسلامية إلى تطبيق مفهوم «عالمية الزكاة» لمكافحة تبعات تفشي فيروس كورونا في العالم. وأكدت نحو 20 شخصية ومؤسسة فكر عربية على أهمية «تفعيل مشروع عالمية الزكاة، ضمن رؤى تركز على الأبواب الواسعة للزكاة بوصفها من أسباب الخير للبشرية، ولإحياء المسؤولية الإنسانية والأخلاقية». ودعوا حسب بعض الوسائط الإعلامية إلى تعجيل إخراج الزكاة «التي قدرها هؤلاء العلماء بما يزيد على 400 مليار دولار في العالم الإسلامي لهذه السنة»، وتسخيرها لإنقاذ الفقراء، «نظرا لظروف حظر التجول في كثير من البلدان، وضيق العيش على المحتاجين». كما أفتى الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين بجواز إعطاء الصدقات لغير المسلم خاصة في هذه الجائحة العصيبة التي يمر بها العالم بسبب وباء كورونا: ووجه نداء عاجلا إلى العالم كافة حكومات وشعوبا ومؤسسات مدنية ورسمية أن تتضافر جهودهم للتصدي لهذا الوباء الفتاك بكل أنواع البذل والمعونة ماديا ومعنويا من المساعدات والصدقات والمعونات للمصابين والمتضررين ومراكز البحث العلمي التي تسابق الزمن في البحث عن عقار للوباء.

تأجيل موعد جائزة الجزائر الدولية للقرآن الكريم وإلغاء إيفاد أئمة لصلاة التراويح بالخارج


أعلنت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف عن تأجيل موعد فعاليات جائزة الجزائر الدولية للقرآن الكريم في طبعتها السابعة عشرة التي كان من المقرر تنظيمها في الفترة الممتدة من 20 إلى 26 رمضان إلى موعد آخر لم يحدد بعد بسبب الأوضاع التي يعيشها العالم بسبب جائحة كورونا حسب بيان للوزارة، من جهة أخرى قررت ذات الوزارة إلغاء إيفاد أئمة صلاة التروايح بالمهجر لهذا الموسم، كما سطرت الوزارة برنامجا خاصا مكيفا مع أزمة كورونا لإحياء شهر رمضان المعظم سيطبق خلال الشهر لضمان خصوصا التكفل بانشغالات وتساؤلات المواطنين الفقهية والدينية وذلك باستعمال كل الطرق والوسائل الافتراضية.

الرجوع إلى الأعلى