يحتفي المسلمون هذه الجمعة بعيد الأضحى المبارك مستحضرين قيما ومقاصد وشعائر تعبدية تعزز مقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ الدين وحفظ النفس وتحقيق التكافل الاجتماعي وصلة الرحم والتراحم ونشر السلم والمودة بين أفراد المجتمع؛ قال جل جلاله: ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )، وقد روى البخاري عن أنس رضي الله عنه  قال: (ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين، فرأيته واضعًا قدمه على صفاحهما، يسمِّي ويكبر، فذبحهما بيده).
إعداد: د .عبد الرحمان خلفة
فقد شرع الإسلام الأضحية استكمالا لسنة الخليل إبراهيم عليه السلام الذي فداه بذبح عظيم، حيث جاء ذلك في قوله تعالى:: ( فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ ). وليس الفداء مجرد قصة عابرة تتلى في القرآن وفي منابر القصاص والوعاظ بل يحمل عدة معان وعبر منها:
(1)إيذان بوقف تقديم القرابين البشرية للإلهة –كما يرى البعض- التي دأبت عليها الكثير من الأمم والشعوب؛ حين دب الشرك في عقائدها وطست بصيرتها؛ فأضحى الجسم البشري يقدم قربانا للآلهة حرقا أو قتلا أو سفكا لدمه على مذابحها، إرضاء لها بزعمهم أو وفاء للنذر، بل يقدم خصوم تلك الأقوام البشر قرابين لآلهتهم؛ حيث غدا الدم البشري هدفا لذاته.
(2)الإعلاء من شأن النفس البشرية ودم الإنسان حين يفدى بدم الحيوان ليكون دمه ونفسه أعز عند الله تعالى؛ فلا يجو بحال انتهاك حرمتها باسم الآلهة  أو الأديان، أو قتلها بسبب الفقر أو العار أو العقوق؛ حيث حرم سفك الدم البشري حرمة أبدية بين الأمم والشعوب والأفراد، ولهذا تكررت الوصايا العشر في الكتب السماوية؛ لاسيما كتب الأديان الإبراهيمية الكبرى اليهودية والمسيحية والإسلام وأبرز ما فيها قوله تعالى: ((قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)))
(3)كما يعد الفداء نهاية حقبة المجتمع الأبوي؛ حين كان الأب يتصرف في حياة ابنه قتلا وذبحا وبيعا لا لشيء إلا لأنه كان سبب وجده غير عابئ بالكرامة والإرادة الإنسانية وبالحرية واستقلال الذمة والشخصية، فبقدر ما جاء الأمر الإلهي بوجوب الطاعة الأبوية المطلقة بقدر ما جاء الفداء ليبين أن لها حدودا لا تتعداها، فالابن ليس عبدا يباع أو شاة تذبح أو حيوانا يقدم قربانا.
لهذا فإن الأضحية ليست مجرد شعيرة يراق فيها دم الضأن تعبدا لله تعالى بل هي تعبير عن معان سامية أبرزها حفظ النفس البشرية وسمو الحياة وحرمة الدم البشري فينبغي أن يسعى كل مسلم على تمثل هذا المقصد فلا يستهين بالنفس البشرية فينتهكها بغير وجه حق أو ينشر الخوف والرعب في صفوف المجتمع المسلم، فكل قطرة تسيل من الأضحية هي حفظ لقطرة تقابلها من دم الإنسان، وكل قطعة لحم يهديها أو يتصدق بها المضحي في هذه الأيام ليطعم غيره، هي إشعار بسعيه لإحياء غيره من هذا الفداء والحرص على حياته وصحته. ولما كان الغرض الأساس هو الحفاظ على الحياة فحري بالمسلم في هذه الأيام التي تعرف تفسيا لفيروس كورونا أن لا يعرض حياته أو حياة الآخرين لأي ضرر قد يحدق بها أو ينتهكها وليلتزم بالشروط الصحية المعلن عنها؛ فلا معنى لأضحية جاءت لحفظ البشر إ، تسببت في إلحاق الضرر بالبشر.
 ع/خ

فيما أقام عشرات الآلاف أول صلاة جمعة بالمسجد أمس
الكشف عن وثيقة شراء محمد الفاتح لأيا صوفيا من القساوسة بماله الخاص
كشفت السلطات التركية عن وثيقة تاريخية تؤكد أن السلطان (محمد الثاني) المعروف بـ (محمد الفاتح) اشترى مبنى كنيسة (آيا صوفيا) الشهير من القساوسة بأمواله وليس أموال الدولة، وسجله بصك ملكية خاص باسمه. وحسب وسائط إعلامية فقد تم توثيق الأمر من خلال عقد بيع وتنازل عن الملكية، وإثبات تسديد المبلغ بسندات دفع، وذلك بعد فتح مدينة القسطنطينية خلال فترة حكمه للدولة العثمانية. ثم قام بتطويب العقار لمصلحة جمعية كوقف باسم (أبو الفتح السلطان محمد)، وبحسب المراجع فقد تم مراجعة 27 ألف مستند، وُجد بينها سند ملكية أصلي (طابو) يوضح ملكية خاصة للعقار، وعليه تقدم أصحاب العقار بطلب إعادة بناء المسجد كما كان يوم شرائ، ويأتي هذا الكشف بعد الجدل الأخير حول قرار الحكومة التركية بإعادة متحف (آيا صوفيا) إلى مسجد تقام في الصلوات ويرفع فيه الأذان كما كان قبل قرار عام 1934، ورغم أن البعض يرى أن تركيا لم تكن في حاجى للكشف عن هذه الوثيقة لأن المعلم اكتسبته بقوة القوانين والأعراف الدولية السائدة عصرئذ لأن القسطنطينية فتحت عنوة وليس بالصلح وأيا صوفيا تحولت إلى شبه مرفق عسكري بعد أن لجأ إليها قسطنطين ليقاوم بعد سقوط العاصمة ورفض الاستسلام لضمان حفظ المعلم الديني حتى باغتته القوات العثمانية ودخلت الكنيسة للقبض عليه وقتل مئات المقاتلين هناك، فلو سلم المدين كما فعل مسيحيو القدس ومصر لاحتفظ بحق الحماية الدينية لهذا المعلم.
وقد أقيمت ظهر أمس أول صلاة جمعة بمسجد أيا صوفيا بعد 86 سنة، حضرها عشرات آلاف المصلين الذين امتلأ بهم المسجد وساحته والشوارع المحيطة به باحتياطات صحية، حضرها الرئيس التركي.

بايدن يستشهد بحديث للنبي محمد ويحث المسلمين الأمريكيين على مساعدته
حث المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن، المسلمين الأمريكيين على الانضمام إليه في المعركة الانتخابية وجاءت تصريحاته نقلا عن وسائط إعلامية خلال  قمة على الإنترنت تحت عنوان «قمة مليون صوت مسلم»، استضافتها منظمة الدعوة «Emgage Action» لتعبئة الناخبين المسلمين قبل الانتخابات الرئاسية. وتعهد بايدن بالوقوف إلى جانب الأقليات المسلمة حول العالم، وتابع من الرائع أن تتمكن مجموعتكم «مليون مسلم للتصويت لجو بايدن» من جمع مليون صوت من المسلمين الأمريكيين لدعمي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مستشهدا في ذلك بحديث للنبي محمد عليه السلام: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان». وأضاف المرشح الديمقراطي «عليكم أن تفعلوا ذلك في الانتخابات المقبلة».

أيام مباركة ينبغي استثمارها في القربات
بدأت منذ أول أيام ذي الحجة إلى يوم العيد أيام موسم عظيم للرحمات والخيرات والطاعات والقربات ونيل الثواب والأجر ورفع الدرجات؛ حيث أقسم الله تعالى بها فقال: (وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ) الفجر: 162، وفي السنة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ، [يَعْنِى أَيَّامَ الْعَشْرِ]. قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَلاَ الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلاَ الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ) رواه أبو داود، والترمذي، ومن علل ذلك أن في هذه الأيام أعيادا وشعائر تعبدية جليلة؛ منها: يوم عرفة، وهو يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، والعتق من النار، أكمل الله فيه دينه ونعمته على عباده، ويوم الأضحى: فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ عَنِ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ) رواه أبو داود، وأحمد. و(يَوْمُ الْقَرِّ) هو اليوم الحادي عشر، سمي بذلك لأن الناس يقرون فيه بمنى، أي يقيمون.
لذلك فإن العمل الصالح في هذه الأيام ثوابه عظيم وأجره كبير، حيث يستحب فيه:
(1)صيام هذه الأيام أو بعضها للمستطيع: عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ تِسْعَ ذي الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ وَالْخَمِيسَ) رواه أبو داود، وأحمد.
(2)ـ صيام يوم عرفة؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ) رواه مسلم
(3) المحافظة على الصلوات الخمس في وقتها: فعن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ (وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ) رواه البخاري
(4) ـ تلاوة القرآن الكريم، ونوافل الصلوات: قيام الليل، الرواتب، صلاة الضحى.....، وذكر الله تعالى: بالتكبير والتحميد والتهليل، وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وكثرة الاستغفار، وكثرة الدعاء، والصدقة، والأضحية للمستطيع: عن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَا عَمِلَ آدميٌ مِن عَمَلٍ يومَ النَّحرِ أحبَّ إلى اللهِ مِن إِهراقِ الدَّم، إنَّها لتأتي يومَ القيامةِ بِقرونِها وأشعارِها وأظلافِها، وإنَّ الدَّمَ لَيَقعُ مِنَ الله بمكانٍ قَبلَ أن يَقَعَ منَ الأرض، فَطِيبوا بها نفسًا) رواه الترمذي، ـ وكل الأعمال الصالحة من بر الوالدين والدعاء لهما، والإحسان إلى الجار، وكف الأذى، وصلة الرحم، والصدق في القول، وحسن معاشرة الزوجين لبعضهما البعض.

الإعلان عن مسابقة لانتداب أئمة لمسجد باريس
أعلنت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لموظفيها من  السلك الديني، فتح باب الترشح للانتداب لدى مسجد باريس. وذكرت في بيان لها أن الرتب المعنية بذلك هي: الأئمة الأساتذة الرئيسيون.والمرشدات الدينيات الرئيسيات.والأئمة الأساتذة .والمرشدات الدينيات.والأئمة المدرسون، وحددت جملة شروط لذلك، وأشارت إلى أن عملية انتداب المترشحين تبقى مرهونة بما يتخذ من تدابير تتعلق بالوقاية من انتشار فيروس كورونا (كوفيد ـ 19) ومكافحته.

آلاف الكنائس أغلقت بالغرب في العقود الأخيرة
كشفت تقارير إعلامية عن إغلاق آلاف الكنائس بالغرب، منذ النصف الثاني من القرن العشرين إلى اليوم؛ معظمها حول لمساجد أو محلات تجارية، بسبب قلة روادها وتحول الغرب أكثر نحو الإلحاد، ومنها ما حدث في بريطانيا: قالت مجموعة «كريستيان ريسيرج» المهتمة بشؤون المسيحيين في بريطانيا: إنّ أكثر من 10 آلاف كنيسة أغلقت أبوابها في عموم البلاد منذ عام 1960م، وأنه من المتوقع أن يتجاوز عدد الكنائس التي ستغلق أبوابها إلى 4 آلاف مع حلول عام 2020م، وكذلك في دول أخري لاسيما ألمانيا وغيرها، كما أشارت المجموعة إلى وجود قرابة ألفي مسجد مسجّل في عموم بريطانيا، وأنّ معظمها كانت كنائس في السابق، ومن ذلك مسجد النور بمدينة هامبورغ شمال ألمانيا الذي كان كنيسة ثم أصبح مسجدا سنة 2018.

 

الرجوع إلى الأعلى