لم تستطع الرسوم المسيئة هذه المرة أن تؤجج مشاعر المسلمين في العالم ودفعهم لاتخاذ مواقف أكثر عنفا تسيء لهم وللإسلام، فقد اكتفت الردود المسجلة عقب إعادة نشرها في مجلة فرنسية، بالتنديد الشفهي أو عبر بيانات لبعض الهيئات الدينية، أو المقالات الصحفية والتصريحات الإعلامية ومسيرة محتشمة.
إعداد: د .عبد الرحمان خلفة
ولا يدل هذا على نضوب حب الرسول صلى الله عليه وسلم في قلوب المسلمين؛ بل بالعكس فحبه مازال متأججا وسيبقى كذلك، لكن هذه المواقف تدل على تنامي نضج سياسي وفكري وتوعوي، وتسلله لنفوس المسلمين وعقولهم، حيث أدرك عمومهم اليوم بعد تجارب مريرة أن ردود الفعل العنيفة لا تعبر بالضرورة عن حب للرسول بل في كثير من الأحيان تعكس نفسية قابلة للاستدراج والاستفزاز لخدمة أجندات عالمية أو إقليمية وخدمة الاسلاموفوبيا، وإظهار الإسلام دينا للعنف ورفض الحرية والتعصب والتشدد في عالم يسير نحو أفاق الحريات،
ففي الماضي القريب كان يكفي صدور رسم كهذا أو تصريح لسياسي أو برلماني مغمور لتحريك الشارع الإسلامي في مسيرات ومظاهرات وربما اعتداءات على بعض السفارات، يقودها وعاظ وخطباء اعتادوا شحن العواطف وتهييج النفوس باسم الدين دون بصيرة أو إعمال عقل أو التفكير في المآلات ودراسة المسألة من مختلف جوانبها.
فقد ظهر جيل جديد من رحم المأساة، عاش تلك الأحداث السابقة لم يعد يستدرج بمجرد تصريح لهذا الخطيب أو ذلك، بل أصبح الجيل أكثر نضجا من بعض هؤلاء الذين اعتادوا شحن العواطف.
إن مجابهة مثل هكذا اعتداءات وسخريات لا يكون إلا بمثله فلتجابه الكلمة بالكلمة والصورة بالصورة والكاريكاتير بالكاريكاتير، كما فعل القرآن الكريم مع الذين ألحقوا الأذى الأدبي برسول الله صلى الله عليه وسلم حيث لم يأمر القرآن كما لم يأمر الرسول بقتل من أذاه بالسب والسخرية بل جابه الكلمة بالكلمة، ولنتوجه للهيئات الدولية القانونية لاستصدرا قوانين من شأنها تجريم الاعتداء على الأنبياء والرسل وتحفظ لهم قدسيتهم بدل الانجرار خلف عواطف هي في حقيقتها عواصف تضر أكثر مما تنفع.
ع/خ

على الإنسان تحمل مسؤولية التنمية وعواقبها ولا يحملها الطبيعة
الذي يخطط للتنمية هو الإنسان، والذي يُنفّذُها هو الإنسان، والذي يستفيد منها ويجني نتائجها هو الإنسان، والذي يعرقلها ويُفشِلُها هو الإنسان. فلنحسن اختيار العقول المؤهلة التي تخطط للتنمية.
ولنحسن اختيار الكفاءات والكوادر التي تضع برامج تطبيق التنمية وترتيب أولوياتها ولنحسن اختيار الأيدي المخلصة التي تنفذ برامج التنمية ومخططاتها، ولنحسن اختيار المختصين الذين يُقَيِّمُون ويُقَوِّمُون مسيرة تنفيذ التنمية بكل صدق وأمانة، فالتنمية هي أولا وآخر فعل الإنسان، فهو سببُ نجاحِها أو فشلِها، فأي إخفاق في أي عمل تنموي هو بفعل الإنسان، فلا نتهم الحجر ولا الشجر ولا الحيوان ولا المطر ولا الأرض ولا البحر ولا الطبيعة، فالله تعالى أخبرنا بأن ما في الكون كله مسخّر للإنسان الذي قد يحسن الانتفاع من نعمة التسخير أو يسيء استغلالها، قال تعالى: (قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلالٌ، اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ، وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) وقال سبحانه: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ).

إعادة رسم الرسوم المسيئة اعتداء على القانون الدولي
من جديد يعاود أعداء الإنسانيةَ ومؤججوا نيران الكراهية ممارساتهم العدائية وجرائم ازدرائهم للأديان؛ خاصة حينما تصل الجرأة بهم للإساءة للأنبياء!
إن إعادة نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة لنبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، والتي من شأنها تأجيج مشاعر المسلمين، وإهانة لأقدس مقدساتهم وهو نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم، وإشعال نيران الحقد والكراهية بين أتباع الشرائع
إن مثل هذه الممارسات غير المسؤولة والعدائية تجاه الإسلام تعدٍّ اعتداء صريحا على القانون الدولي الذي أصدره مجلس حقوق الإنسان التابعُ للأمم المتحدة في هذا الشأن، “ضرورة اتخاذ إجراءات إيجابية ملموسة لمكافحة التعصب الديني والمحافظة على حرية المعتقد والتعبير، والتصدي لدعوات الكراهية بكل أشكالها”.
ولا يمكن بأي حال من الأحوال تبرير هذه الأفعال بحرية الصحافة والتعبير. ومثل هذه الأعمال التي تخالف الشرائع والقوانين والأعراف والفطرة السليمة التي تستنكر هذه الإساءات البشعة في حق الرموز والأديان والمعتقدات.تكون لها عواقب سيئة على الأمن الفكري لاتباع الشرائع والسلم العالمي البشرية جمعاء.

إقليم كتالونيا الإسباني يدخل مادة الديانة الإسلامية في المنهاج الدراسي
قرر إقليم كتالونيا في إسبانيا البدء هذا العام، في تعليم الديانة الإسلامية في المدارس العامة في الإقليم.
ونقلا عن وسائط إعلامية فقد أقرت مديرية التربية والتعليم في إقليم كتالونيا خطة تجريبية لتعليم الديانة الإسلامية في المدارس العامة في كل من برشلونة، باخويوبريغات، جيرونا، وتاراغونا، ابتداء من الموسم الدراسي الجاري 2020/2021 ، على أن يجري التعليم من منظور يخدم الاندماج في المجتمع، ويكون منسجما مع ثقافات العائلات المسلمة في إسبانيا. ونُشرت تفاصيل هذه الخطة الأربعاء الماضي في الجريدة الرسمية لإقليم كتالونيا. حسب مضمون هذا المشروع، «يُستحسَن» أن تباشر التجربة في المراحل الابتدائية الأولى وفي السنة الأولى من التعليم الثانوي، وفي حال توفر لاحقا معلمين لتدريس التربية الإسلامية، تختارهم اللجنة الإسلامية في إسبانيا، بعد متسع من الوقت، يمكن مواصلة التجربة مع مراحل دراسية أعلى.
وأصبح تدريس الديانة الإسلامية في المدارس الإسبانية ضروريا بعد ارتفاع عدد التلاميذ المسلمين وتزايد المطالب من طرف الجمعيات الإسلامية، والإسبان المتعاطفين معها، على قدم المساواة مع الديانات الأخرى في البلاد. حيث يحتضن إقليم كتالونيا أكثـر من نصف مليون مسلم من بين المليونين المنتمين إلى الديانة الإسلامية في إسبانيا.

فتاوى
rهل يجوز دفع زكاة المال لحفيدتي أو لزوجها ، والأخير مدخوله ضعيف وله عيال ؟
يجوز دفع الزكاة لمن لا تلزمك نفقته إذا كان من الأصناف الثمانية ، فإذا كانت حفيدتك كما وصفت فإنه يجوز أن تدفع لها أ و لزوجها خروجا من الخلاف في الزكاة على الأولاد وبخاصة أنك وصفت زوجها بأن دخله ضعيف وله عيال وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
rالسؤال: توفي شخص  وترك  مبلغا  من المال ، ولم  يُقسم  بين أولاده  لصغر  سن معظمهم، إلا أن واحدا منهم أخذ  بعض المال  على أن يقتطع  من نصيبه  عند قسمة التركة، وبقي  المال عدة سنوات  ولم يقسم  فهل يزكى  على كل السنوات ؟ أو يقسم  و يزكي  كلٌ نصيبه؟ وما  هو  الحكم  بالنسبة  للابن  الذي  أخذ بعض  المال ؟
إن الزكاة  فريضة و ركن  أساسي من أركان الإسلام  الخمسة ، وهي باب عظيم  من أبواب التكافل الاجتماعي تطهيرا للأموال وتزكية للنفوس  و إعانة للمحتاجين  .
وقد أجمع  الفقهاء  على فرضيتها  متى  توفرت  شروط  وجوبها  من بلوغ   النصاب الشرعي، وكون المال فاضلا عن الحوائج الأصلية لمالكه كالنفقة والسكن  و الثياب   بالمعروف  و حاجة  من تجب  نفقته  عليه  شرعا  ، وأن  يحول  عليه الحول، وألا  يكون  المالك  مدينا  بما  يستغرق المال  المدخر أو ينقصه  عن النصاب،فإن   توفرت  فيه هذه  الشروط  و جبت  فيه الزكاة  كلما حال عليه الحول  طالما  بقيت  الشروط  متوفرة .
وعلى هذا فإن في واقعة السؤال يجب إخراج زكاة المال المدخر لسنوات قبل قسمته، وذلك عن كل حول مضى،  ثم يُقسم بين الورثة القسمة الشرعية، ولا يحسب في الزكاة ما تصرف فيه الورثة من مال.
إذا بلغ هذا المال النصاب وحال عليه الحول ، أي توفرت فيه شروط الزكاة فعليكم إخراج ربع عشر قيمته ، و هو ما يعادل 2.5 % حيث يتم إخراج الزكاة على كل المال كلما حال الحول طالما بقيت شروط الزكاة متوفرة فيه دون الالتفات إلى المبالغ المالية التي تضاف أو تخصم من الرصيد خلال الحول إذ العبرة ببلوغ النصاب عند رأس الحول فلا تضر التغيرات التي تطرأ على مقدار المال أثناء الحول بالزيادة أو النقصان ما دام شرط الزكاة متوفرا عند موعد الزكاة .
rس1/ لي أموال من الدينار الجزائري وبالعملة الصعبة، فكيف أزكي؟ وهل النصاب يقدر في بلد المهجر؟ وهل أقدر قيمة العملة الصعبة على أساس السوق أم على أساس البنك؟
يكون حساب المبلغ الواجب إخراجه من زكاة أموالك بضم العملة الصعبة وتقديرها بالدينار الجزائري ثم يزكى المبلغ الكلي بنسبة 5، 2 % . أما النصاب بالنسبة لمن هاجر إلى بلد فأقام به فإنه يقدر بمقاييس ذلك البلد أي أن النصـاب هو قيمة 85 غ من الذهـب في بلد الهجرة ويخرج من المال الذي بلغ هذه القيمة أو فاقها ومرّ عليه حول قمري كامل نسبة 5، 2 % أما عن سؤالك عن العملة الصعبة فإنها تقدر على أساس الصرف الرسمي في البنك.
موقع وزارة الشؤون الدينية

الوزير يكشف عن تكلفة الجامع الأعظم ويضع حدا للتضليل
منذ أن أعلن عن الانتهاء من انجاز جامع الجزائر الكبير بالعاصمة، وبدلا من أن يترك الجزائريون ليفتخروا بهذا المعلم الحضاري، الديني والعلمي والسياحي والاقتصادي الذي يعد الأول من نوعه في تاريخ الجزائر المستقلة راح البعض يشوش على فرحة الجزائريين ويقدم معلومات تضليلية وقراءات ومغلوطة ليستعطف الرأي العام تعبيرا عما يخفيه في صدره لاسيما وأن بعض الخيرين انساقوا خلف هذه المغالطات وراحوا يتساءلون معهم أسئلة من قبيل لماذا ينجز جامع بملياري دولار أو ثلاثة ملايير، ونحن في حاجة لها للتنمية المستدامة وتوفير مناصب الشغل، ولماذا نبني جامعا عظيما ولا نبني مستشفى عظيما، بل إن بعض هذه الإشاعات صدرت في الضفة الأخرى من البحر ووجدت لها صدى بالجزائر.
وعلى الرغم من أن الدولة رصدت سنة 2010 ما يقارب 09 ملايير دولار في المخطط الخماسي لبناء 120 مستشفى بالتزامن تقريبا مع رصد مليار دولار لبناء الجامع فإن المغرضين تركوا التساؤل المشروع عن مصير 120 مستشفى التي رصدت لها الأموال، راحوا يتساءلون لماذا يبنى جامع ولا يبنى مستشفى؟
وزير المالية وضع حدا لكل هذه المعلومات المغرضة وأعلن أن التكلفة الحقيقية (...) لبناء هذا المعلم الديني والصرح الحضاري والسياسي (هي) 898 مليون يورو ؛ بل إن الكشف عن المرافق المكونة للجامع الأعظم والملحقة به بينت أن هذا الصرح ليس مجرد فضاء للصلاة على عظمتها بل أيضا يعد صرحا علميا وثقافيا ومعلما سياحيا ومشروعا استثماريا بفندقه وحظيرته، والأكيد أنه سيدر على الخزينة العمومية الملايير سنويا ناهيك عن فوائده الدينية والسياسية والعلمية، مع العلم أن الكثير من الدول تستقطب سنويا ملايين بل ملايير الدولارات من السياحة الدينية؛ على غرار إيران وتركيا والمغرب وتونس وسوريا وأوزباكستان وغيرها، فلم لا تدخل الجزائر بهذا العالم باب السياحة الدينية من بابها الواسع وهي التي تحوز على أثار إسلامية عريقة تعود لقرون خلت؟
 ع/خ

الرجوع إلى الأعلى