يعود الحديث كل عام عشية الاحتفال بميلاد خير الأنام محمد صلى الله عليه و سلم؛ فعلى الرغم من أن المسلمين في أرجاء الأرض ألفوا الاحتفال به كل موسم استحضارا لسيرته العطرة وتوريثا لحبه وسنته جيلا بعد جيل، معدين ذلك عادة حسنة إلا أن البعض ممن يعدون كل جديد بدعة ولو لم يتعلق بشؤون العقيدة و العبادة يعمدون عشية كل ذكرى ميلاد للتشويش على أجواء الفرحة و الاحتفال مدعين أن ذلك بدعة منكرة لا يجوز الإقدام عليها متجاهلين أراء آلاف العلماء في القديم و الحديث الذين يجيزون مثل هكذا احتفال بل يجعله بعضهم مستحبا حسب نية المحتفي به وما استدلوا به من نصوص و آثار تجعل هذا اليوم يوما من أيام الله.
و الحقيقة أن ثمة مصادرة على المطلوب يعمد هؤلاء إليها، و هي أن البدعة تتجه بالأساس للعبادة  والعقيدة   وليس للعادة لأن العادات شأن اجتماعي يختلف باختلاف العصر ولا تعد بدعة ما لم تتلبس بأمور حرمت شرعا، فقد درجت الأمم منذ القدم على الاحتفاء بذكرى ميلاد أو وفاة كبار وعلية قومها، من أبطال و قادة وعلماء و مصلحين، و لم يدع أحد أن تلك عبادة لهم أو يتقربون بها إلى الله و معبوداتهم بل جعلوا من تلك المحطات اعترافا بفضل هؤلاء على الأمة، و توريثا لحبهم و مآثرهم في نفوس الأجيال، وكذلك الشأن مع المحطات التاريخية الكبرى في حياة الأمم حال السلم وحال الحرب، فهي من أيام الله التي حث القرآن على التذكير بها.  فاحتفاء المسلمين بذكرى ميلاد الرسول الأعظم هي من هذا القبيل؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أولى من يحتفى به من البشر ليس فقط من قبل المسلمين بل أيضا من قبل الإنسانية كلها،  لأن فضله شملهم أيضا، وقد يتأكد الاحتفال في بعض العصور عندما يكون وسيلة لاستحضار سيرته ومآثره وآدابه وما جاء به مبلغا، إذا ظهر عصر أو جيل يغفل عن هذه الذكريات أو ظهر جيل يسيء فيه لبعض له جهلا بفضله ومكانته، كما هو جيلنا هذا، فليبتهج المسلمون بذكرى ميلاده و ليورثوا سيرته للأجيال و يعرفوا العالم بخلق الرسول و فضله و رحمته، غير عابئين بمن يشوش عليهم هذا الاحتفاء لأنه تشويش مؤقت سيزول مع الأيام عندما تتبدل السياسات.      
       ع/خ

دار الإفتاء المصرية تجعل الاحتفاء مستحبا
قالت دار الإفتاء المصرية، إن المظاهر الدينية للاحتفال بذكرى مولد النبي الشريف؛ كقراءة القرآن الكريم، و تلاوة السيرة العطرة، و إحياء مجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، و الإنشاد بمدائحه الكريمة و شمائله العظيمة، كل ذلك جائز و مستحب شرعًا، مشيرة إلي أن المولد النبوي الشريف سيوافق هذا العام الخميس 12 ربيع الأول الموافق 29 أكتوبر.  و نقلا عن وسائط إعلامية فقد أكدت الدار أن الاحتفالُ بِمولدِ النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن أفضل الأعمال وأعظم القربات؛ لأنه تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أصل من أصول الإيمان؛ فقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن والِدِه و وَلَدِه و النَّاسِ أَجمَعِينَ» رواه البخاري، كما أنه صلى الله عليه و آله وسلم قد سنَّ لنا جنس الشُكرِ لله تعالى على مِيلاده الشريف؛ فكان يَصومُ يومَ الإثنينِ ويقول: «ذلكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه» رواه مسلم.

بسبب سياسات ماكرون.. جمعية إسلامية تلجأ للأمم المتحدة
لجأت جمعية «التجمع ضد الإسلاموفوبيا بفرنسا « (CCIF) إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بسبب موقف إدارة الرئيس إيمانويل ماكرون، تجاه المسلمين في البلاد. ونقلا عن وسائط إعلامية فقد  وصفت الجمعية التي تقوم بالدفاع عن المسلمين الذين يتعرضون للتمييز و الاعتداءات في فرنسا، في بيان أمس الثلاثاء، موقف إدارة ماكرون من المسلمين بـ»الذي لا مثيل له». و أشارت إلى أنها لجأت إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ضد القرارات الحاسمة، التي اتخذتها السلطات الفرنسية مؤخرا، والتي تتضمن غلق جمعيات ومنظمات مجتمع مدني إسلامية.

أوروبا  و أزمة الأقليات الدينية  والثقافية


  أعاد خطاب الرئيس الفرنسي ماكرون حول «أزمة الإسلام» في العالم ،و حديثه عن «الانعزالية الإسلامية»، الجدل حول الأقليات الدينية والثقافية في بلاد الغرب، ومشاكلهم وانشغالاتهم، و ما يتعرضون له من خطاب الإقصاء و الكراهية، رغم تصريحات و قوانين غربية تنادي بحرية التعبير و  احترام المعتقدات. و ازداد الجدل مع ممارسات عنصرية من مجلة «شارلي إيبدو» الساخرة، التي استفزت كعادتها الشعور الجمعي الإسلامي برسوماتها المسيئة للرسول-ص-، رغم أن العقلانية؛ و هي المعتمدة على الحجاج المنطقي، تقول بأن الأزمة ليست في الإسلام و إنما في الجهل الأوربي/الغربي بمبادئه وتشريعاته  ومعها الكره اليميني لأهله والملتزمين به.
 و قد أصاب الأزهر عندما طالب بوضع تشريع عالمي يجرم الإساءة للأديان و رموزها، و نحن نرى بأن خطاب ماكرون استفزازي، يشعل فتيل غضب نخبوي وشعبي عند الجاليات المسلمة، و هو موقف فرنسي غريب يأتي في سياق صحي صعب (جائحة كورونا)، و هو يترقب هذا الغضب ربما لترسيم قوانين و تعليمات لطرد الكثير من المهاجرين  غير الشرعيين و حتى الشرعيين، من المنتمين لأصول دينية / ثقافية  عربية و إسلامية، فتكون الاسلاموفوبيا و العربوفوبيا هي الورقة المناسبة قصد مواجهة الصعوبات الاقتصادية الاجتماعية التي أحدها وباء كورونا.
و رغم أن التاريخ الأوروبي المعاصر قد سجّل الكثير من محاولات الدمج والاحتواء للأقليات الثقافية القادمة خاصة من شمال إفريقيا و من باكستان و الهند و بلاد الشام و في ألمانيا و بريطانيا كان النموذج الأقرب للنجاح و الدمج بالمشاركة السياسية وفي أعمال المواطنة و الإسهام المدني و العجلة الاقتصادية، إلا أن الساحة الفرنسية شهدت الكثير من التراجع والخلل، ونحن هنا نتذكر أحداث 17 اكتوبر1961، بفرنسا، والعنصرية ضد الجزائريين، وقتلهم وتعذيبهم وسجنهم ورميهم في نهر السين؟؟؟
  إننا نستغرب من فرنسا الرسمية في زمن جديد... هذا الخطاب الرئاسي، و نكاد نجزم بأن كاتبه من المنتمين -فكريا وسياسيا- لليمين  الفرنسي المتطرف، بل و نذهب لأكثـر من هذا، لنقول بأن المطبخ الفرنسي الرسمي يعدّ طبخة خطيرة، ستجدد النقاش حول الأقليات الثقافية والدينية في المجتمع الفرنسي، وستعرّض أفراد الجاليات العربية والمسلمة للضغط الإعلامي والعنف المجتمعي المتعدد.
في الأخير... نترقب من  الموقف الفرنسي تراجعا عن التصريحات الأخيرة، و إلا ستكون المواجهة الفكرية و المجتمعية مفتوحة و متجددة،في الديار الغربية عامة، و قد تمتد و يصعب على ممثلي الأقليات و الجاليات التحكم فيها، و هنا تتفرق الجهود الأوروبية، بين مشاكل وتحديات وباء كورونا، و بين نتائج خطابات الكراهية والإقصاء والسخرية من معتقدات المسلمين وتحدّيهم وتحميلهم أزمات الغرب ، كما هو مع كلمات ماكرون. عندها، تكون المساحة الإعلامية الغربية و العربية والإسلامية متحركة بين كورونا وماكرون، مع تشابه الحروف وتقارب المآلات و النتائج، في زمن واحد متقارب؟؟، و هنا نتمنى من الأقليات المسلمة في الغرب أن تحافظ على وحدتها ، وتقدم الصورة الجيدة النبيلة الراقية لهويتها وانتمائها الثقافي /الديني، بعيدا عن الغلو والتطرف وقريبا من الاعتدال والتسامح .

أستاذ الكثير من الجزائريين بسوريا عبد الستار أبو غدة في ذمة الله


 نعي إلينا صبيحة  يوم الجمعة 23/ 10/ 2020 فضيلة الدكتور العلامة عبد الستار أبو غدة الفقيه الموسوعي الحلبي مولدا نزيل مصر والشام والسعودية والكويت، الذي صال وجال في عالم الصيرفة والمالية الإسلامية خبير الموسوعة الفقهية وعضو المجامع الفقهية . ابن شقيق الشيخ المحدث الفقيه الحنفي العالم الشيخ عبد الفتاح أبي غدة رحمه الله تعالى، الذي تولى تربيته وتعليمه.
أروي بالسند المتصل عن شيخنا الشيخ مصطفى سعيد الخن ـ رحمه الله ـ قوله : جاءني مجموعة من الطلبة إلى كلية الشريعة و هم علماء وكان ممن ذكر شيخنا الخن رحمه الله الدكتور عبد الستار أبو غدة، الدكتور محمد الزحيلي، والدكتور أحمد حجي الكردي وقد تخرجوا من الثانويات الشرعية في كل من دمشق وحلب، وتتلمذوا على أيدي أكابر علماء أمصارهم.ولم تخطأ تربية الإمام المجتهد الشيخ عبد الفتاح أبي غدة رحمه فقد شاء الله تعالى أن ألتقي بهذا الصرح الشامخ في عام 1992 م بمعية مجموعة من طلاب العلم الجزائريين ( جمال الدين بوشيبة ـ الدكتور نور الدين ميساوي شفاه الله وعفاه والشيخ سالم عياطي وأعتذر لمن خانتني الذاكرة ونسيت اسمه) كان اللقاء على هامش زيارة لنا إلى مدينة حليب، زرنا خلالها مجموعة من العلماء والمشايخ، ومساجد حلب ومعاهدها وتناهى إلى مسامعنا أن الدكتور عبد الستار أبا غدة موجود في حلب وقد سمح له النظام البعثي بزيارة أهله وبلده بعد طول اغتراب إثر فوز حافظ الأسد بولاية رئاسية جديدة في انتخابات صورية هزلية محسومة النتائج سلفا فخفف هذا النظام من بعض الإجراءات التعسفية في حق معارضيه. جلسنا مع الرجل قرابة الساعة من الزمن في بيته أول ما يلفت انتباهك أخلاق الرجل:ذلك التواضع الكبير وحسن الخلق لا تكاد البسمة تغادر فاه ، إذا سئل يجيب بدون تنطع ولا فذلكة وبصوت خافت لا يكاد يسمع . ولا يسترسل في الكلام .وأما إذا ما سئل في مجال العلم فيغدق عليك فيوضا علمية ويسمو بك في عالم العلم ـ


الموسوعية في المعارف: كان الدكتور عبد الستار موسوعة متنقلة جمع الله له بين الفقه في ثوبيه القديم والجديد، الدراية بالفقه القديم والمعاصر ، جمع الله له ملكة فقهية وخاصة في النوازل المعاصرة .
يعيش هموم أمته: ويتضح ذلك من خلال نظرته إلى أزمة الخليج، وكانت يومها الحدث البارز وكان مما سألته عن الشيخ العلامة عبد الفتاح أبي غدة فقال هو بخير فقلت ألا يمكن أن يسمح له بالرجوع فقال متبسما يمكن لو يدخل يحتفظوا به، ويقصد يسجن .رحم الله العلامة عبد الستار أبي غدة رحمة واسعة يمضي الرجال ويبقى النهج والأثر .

بدءا من الأحد الماضي ولمدة أسبوعين.. المسجد الحرام والمسجد النبوي يستقبلان 780 ألف معتمر ومصل


أعلنت رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في السعودية، عن استقبال 220 ألف معتمر و560 ألف مصل، طوال فترة ثاني مراحل العمرة، بدءا من يوم الأحد ولمدة أسبوعين.وأشارت الرئاسة، إلى أن «40 ألف مصل و15 ألف معتمر، سيتمكنون يوميا من أداء الفرائض، بما يمثل 75 % من إجمالي الطاقة الاستيعابية التي تراعي الإجراءات الاحترازية الصحية للحرم المكي» حسب ما نقلته وسائط إعلامية.

الرجوع إلى الأعلى