استحضرت البشرية أمس الأول اليوم العالمي لمرضى السرطان في محاولة للدفع باتجاه البحث عن علاج نهائي لهذا الداء الخطير ورفعا لمعنويات المصابين به؛ ولأنه بلاء من الله تعالى تستعصي الكثير من حالاته على العلاج فقد ألحق الكثير من الفقهاء المعاصرين الميت بسببه بالشهداء لاسيما أولئك الذين يصابون به في بطونهم؛ حيث المرض الفتاك.
إعداد: د .عبد الرحمان خلفة
فقد جاء في الآثار التنصيص على أصناف الشهداء، ومن ذلك ما رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، وَالمَبْطُونُ، وَالغَرِقُ، وَصَاحِبُ الهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ).
فصدر عن الكثير من مؤسسات الإفتاء في العالم الإسلامي التصريح على إلحاق الميت بسبب السرطان بالشهداء؛ منها ما صدر عن دار الإفتاء الأردنية أن (المتتبع لأصناف الميتات المذكورة في الأحاديث يجد أن فيها شدة، ويكون فيها المشرف على الموت حاضر العقل واعياً، متحسساً لآلامها، فبذلك يكون شهيداً على نفسه يوم أن يلقى الله تعالى، وكل ذلك زيادة لأجورهم وتكفيراً لذنوبهم، فيبلغوا مراتب الشهداء التي أعلاها القتل في سبيل الله. ولكن من شروط نوال أجر الشهادة الصبر على المرض، واحتساب العبد شأنه عند الله تعالى، كما قال الإمام السبكي في فتاويه عندما سُئل عن الشهادة فقال: «حالة شريفة تحصل للعبد عند الموت لها سبب وشرط ونتيجة». وعدَّ من الشروط أموراً منها: الصبر، والاحتساب، وعدم وجود ما يمنع كالدّين، وأخذ حق الغير ... وغيرها .فمن ابتلي بمرض السرطان فصبر وحمد الله على حاله ثم مات بسببه نال أجر الشهادة بإذن الله تعالى.. وقد قال العلماء إن الضابط في ذلك أن «كل من مات في عِلَّةٍ مُؤْلمةٍ متماديةٍ، أو مرضٍ هائلٍ، أو بلاء مفاجئٍ، فله أجر الشهيد، فمن النوع الأول: المَبْطُون، ومن النوع الثاني: المَطْعُون، ومن الثالث: الغريق»).
كما اشترط البعض الآخر شرطين لدخوله في زمرة الشهداء فقالوا: (ينبغي أن ينتبه إلى أن ذلك الإلحاق مقيد بشرطين: (الأول): أن يكون موضع السرطان في «البطن»، فيصدق عليه أنه «مبطون (الثاني): أن لا يكون ذلك المرض بسبب تناوله المخدرات أو الخمور وغيرها من المحرمات، إلا أن يكون قد تاب من ذلك توبة نصوحاً، وامتنع عن تناول تلك المحرمات. وهذا الشرط عام في كل من ذُكر في الحديث، فالحامل من زنا وتموت في الطلق ليست من الشهداء، والغريق إذا ركب البحر لمعصية أو فجور ومات غرقاً ليس من الشهداء، وهكذا من تهدم عليه حائط وهو يزني أو يشرب الخمر لا يكون من الشهداء... والمبطون هو الذي أصيب بداء البطن بمعنى أنه يكون فيه إسهال أو وجع في بطنه ومنه ما يسمى بالزائدة إذا انفجرت وما أشبه ذلك فكل أدواء البطن التي تكون سبباً للموت فإنها داخلة في قوله صلى الله عليه وسلم (المبطون) لا سيما التي يكون الموت فيها محققاً عجلاً).
ويمكن أن يضاف هنا شرط أن لا يتأتى له العلاج سواء بسبب عدم وجود الدواء أصلا أو العجز عن استعماله أما من وجد العلاج فعليه أن يستعمله فإن قصر فهو مسؤول عن صحته ونفسه، بل إن على الإنسان أن يأخذ في حياته بالاحتياطات الوقائية التي يوصي بها الأخصائيون ولا يعرض نفسه عمدا للمرض.
وبلوغ مرتبة الشهداء يعد إكراما من الله تعالى وفضلا منه ورحمة؛ لأن الكثير من أنواع هذا الداء ليس لها دواء نهائي حتى اليوم، فصاحبه ليس مسؤولا عن ترك العلاج أو التقصير في تلقي الأدوية والمضادات؛ وصبره على ذلك صبر المحتسب المسلم بقضاء الله وقدره بعد أن قدم الأسباب وتوسل بشتى طرق العلاج يبلغ به مرتبة الشهداء ومنازلهم يوم القيامة إن شاء الله تعالى.                                                        ع/خ

المنح الدراسية للخارج عادة إسلامية قديمة ينبغي استغلالها
إن المنح الدراسية بعيدا عن الأوطان ليست غريبة عن الحضارة الإسلامية وتاريخ العلم والتعليم في حواضره؛ فقد كانت الرحلة في طلب العلم والإقامة في مدارسه لاسيما منها المدارس الوقفية عادة إسلامية حسنة؛ حيث ينتقل الطلاب شرقا وغربا نحو أئمة العلم في شتى المعارف والعلوم الشرعية والإنسانية والطبيعية، بل إن بعض العلماء كانوا يرصدون منحا للطلاب من خالص مالهم حتى يتسنى لهم مواصلة الدراسة والحصول على الإجازة والعودة لأوطانهم معلمين.
وفي العصر الحديث اتخذت المنح شكلا آخر عندما تكفلت بها الدول خدمة لأبنائها بالتوازي مع استمرار الأوقاف التاريخية، وقد تتاح فرص كهذه لبعض الناس فيخرسونها, خوفا من الاصطدام بالمعوّقات في أول الطريق وعدم القدرة على تجاوزها أو التكيف معها من جهة, ومن جهة ثانية فقدان الثقة بالنفس و نقصان الهمة التي ينتج منها عدم الرغبة في بذل الجهد. والأسباب في هذا كثيرة. هذا وقد حث القرآن الكريم على استغلال الفرص واغتنام ما بين أيدينا قبل ضياعه, ومن ذلك قوله تعالى:((فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ)).
 وطلب العلم من الخيرات والمنافع التي يجب الاستباق إليها, في الشباب قبل الهرم, وفي الفراغ قبل الشغل, وفي الصحة قبل المرض, وعند توافر الفرصة قبل زوالها. ومن الفرص المتاحة في تحصيل العلم الرحلات العلمية, التي تعد طريقا ومنهجا لاكتساب العلوم والمعرفة. فقد منحت أكثر الجامعات في العالم فرصا للطلاب الأجانب للالتحاق بمقاعد الدراسة على مستواها, وقدمت لهم إعانات في إطار ما يسمى بالمنح الدراسية, هذه الأخيرة يختلف مقدارها من جامعة إلى أخرى ومن تخصص إلى آخر,وبحسب ما تقتضيه الدراسة.
 إن هذا الدعم العلمي والتمويل المادي للطالب حافز له للإقبال على البحث العلمي ورفع مستواه الدراسي وتوسيع مداركه, في وقت لم يتسنّ لغيره هذا العرض الذهبي, وهي نافذة يطلّ منها أصحاب القدرات والكفاءات والمواهب الضعفاء ماديا, على مستقبلهم لإكمال دروبهم وتحقيق أهدافهم وطموحاتهم .
إن الاستفادة من المنحة للدراسة في الخارج سواء أكانت جزئية تغطي غالبا تكاليف الدراسة فقط, أم كانت منحة كلية تغطي الرسوم الدراسية وتكلفة المعيشة كالإيواء والمأكل والمشرب والتأمين الصحي وجميع مستحقات الطالب. فبغض النظر عن نوعها إلا أنها تعود بالنفع على الطالب المستفيد منها بأية حال, فالسفر بحد ذاته والاحتكاك بمجتمع آخر ينمّي قدرة الباحث على التواصل مع الآخرين وبناء العلاقات الاجتماعية الصّحيحة. والتحلي بروح المسؤولية واكتساب الثقة بالنفس, والسعي إلى إثبات الذّات من خلال الحرص على التفوق والنجاح, والى جانب هذا كله تحقيق الغاية التي شد الطالب الرحال من أجلها وهي تحصيل العلم النافع والاطلاع على ثقافات مختلف البلدان والحصول على شهادات من أرقى الجامعات العالمية وفتح المجال للتوظيف والعمل في مناصب مشرفة مرموقة.
 فمن أراد أن يكون من الراسخين في العلم ويعلو قدره وتسمو منزلته بين الخلق, فعليه بالاجتهاد في تحصيله وإعطائه كله ليعطيه جزءه, واستغلال كل الطاقات والإمكانات المساعدة في ذلك. قال أحدهم: ((وَمَنْ تَرَكَ الطَّلَبَ حَتَّى كَلَّ ذِهْنُهُ، وَعَمِيَتْ فِطْنَتُهُ، وَتَبَلَّدَتْ قَرِيحَتُهُ مَعَ إِدْبَارِ عمره،كَانَ كَمَنْ عَمَدَ إِلَى مَا عِنْدَهُ مِنَ الْيَاقُوتِ وَالدُّرِّ فَرَضَّهُ، وَأَبْطَلَ الْجَمَالَ وَالنَّفْعَ بِهِ.))
يسرى بوربوحات، ماستر في العلوم الإسلامية.

200 عالم دين في موريتانيا يحرمون التطبيع مع إسرائيل
أصدر 200 من العلماء والأئمة الموريتانيين هذا الأسبوع فتوى تحرم التطبيع مع إسرائيل وتعتبر العلاقة مع «الكيان الغاصب لأرض فلسطين والمحتل لبيت المقدس وأكنافه حراما ولا تجوز بأي حال، ونقلا عن وسائط إعلامية فقد أكد الموقعون على الفتوى «أن التطبيع مساندة ودعم كامل للصهاينة الغاصبين على كافة ما يقومون به من حصار وقتل وتدمير ولا يمت إلى الصلح بصلة». وخلص العلماء والأئمة إلى أن التطبيع حرام من أعظم المحرمات، معتبرين أن واقع التطبيع موالاة، وموادّة، وتحالف مع العدو، وتعاون معه في مجالات مختلفة ضد الإسلام والمسلمين.

جماليات التضاد في الآيات القرآنية
 ومن تحت عباءة مظلة العدالة الإلهية: يتلألأ حُسْنُ اجتماع الضِدَّين الغفران، والعذاب ضمن منهجية الترغيب، والترهيب لعبادة الله بالتقرب إليه، وعبادته، ورجاء غفرانه، والتعوذ من عذابه: كما في قوله تعالى: ((فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ))، وكما في قوله تعالى: ((يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))، وكما في قوله تعالى: ((يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)).
 ومثال آخر على حُسْن اجتماع الضِدَّين في مجال العدالة الإلهية: تضاد شدة العقاب الإلهي مع الغفران، والرحمة. كما في قوله تعالى: ((اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)). ومن حُسْن اجتماع الضِدَّين: تضاد سرعة العقاب الإلهي مع الغفران، والرحمة. كما في قوله تعالى: ((إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ ٱلعِقَابِ وَإِنَّهُ  لَغَفُور رَّحِيم)).
 ومثال آخر على حُسْن اجتماع الضِدَّين في مجال العدالة الإلهية: تضاد عذاب الله مع رحمته. كما في قوله تعالى: ((قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَن أَشَاءُۖ وَرَحمَتِي وَسِعَت كُلَّ شَيء فَسَأَكتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤتُونَ ٱلزَّكَواة  وَٱلَّذِينَ هُم بِايتِنَا يُؤمِنُونَ)).
 ومثال آخر: تضاد المغفرة الربانية مع شدة العقاب. كما في قوله تعالى: ((إنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغفِرَة لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلمِهِمۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلعِقَابِ)). ومثال آخر: تضاد الغفران، والرحمة الربانية مع العذاب الأليم. كما في قوله تعالى: ((نَبِّئ عِبَادِي أَنِّي أَنَا ٱلغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ ٱلعَذَابُ ٱلأَلِيمُ))
 ومثال آخر: تضاد العذاب الإلهي مع التوبة، والغفران، والرحمة. كما في قوله تعالى: ((وَيُعَذِّبَ ٱلمُنَفِقِينَ إِن شَاءَ أَو يَتُوبَ عَلَيهِم إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورا رَّحِيما)).
 ومثال آخر: تضاد الغفران الإلهي للذنب، وقبول التوبة مع شدة العقاب. كما في قوله تعالى: ((غَافِرِ ٱلذَّنبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوبِ شَدِيدِ ٱلعِقَابِ ذِي ٱلطَّولِۖ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَۖ إِلَيهِ ٱلمَصِيرُ)).و مثال آخر على حُسْن اجتماع الضِدَّين في مجال العدالة الإلهية: تضاد التبشير مع النذير، كما في قوله تعالى: ((إِنَّا أَرسَلنَكَ شَهِدا وَمُبَشِّرا وَنَذِيرا)).
ومثال آخر: تضاد الضرر الإلهي مع نفعه. كما في قوله تعالى: ((قُل فَمَن يَملِكُ لَكُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيئا إِن أَرَادَ بِكُم ضَرًّا أَو أَرَادَ بِكُم نَفعَا بَل كَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعمَلُونَ خَبِيرَا)).  ومثـــال آخر: تضاد الشجر الأخضر مع النار.كما في قوله تعالى: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ).

جلسات تقييمية لمدى التزام المدارس القرآنية بالبروتوكول الصحي
خضعت المدارس القرآنية في غضون هذا الأسبوع لتقييم من قبل الأئمة والمؤطرين لها لمدى التزامها بإجراءات البروتوكول الصحي بعد أسابيع من إعادة فتحها، وقد تبين من مختلف المدارس أنها ملتزمة بتلك الشروط شأنها شأن المساجد سواء في التفويج أو في التباعد، وهو ما يشجعها على الاستمرار في الفتح ويقدمها قدوة لغيرها من المرافق العمومية والخاصة.

مصاحف رقمية للمسلمين في مشافي بريطانيا
تلقت مستشفيات مقاطعة لانشكاير تبرعات لمشغلات قرآن محمولة بهدف تقديم الراحة النفسية للمرضى المسلمين. ونقلا عن وسائط إعلامية فإن المصاحف الرقمية جاءت تبرعات إلى المستشفيات في شرقي لانكشاير، وهي على شكل مشغلات «إم بي 3»، تحمل سورا من القرآن. وأوضحت أن تلك المشغلات يتم استخدامها من قبل فريق العناية الروحية لدعم المرضى في المستشفيات الخمسة بوحدة «Trust» التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية.

الرجوع إلى الأعلى