دعا فقهاء وأئمة ومؤسسات إفتاء وطنية ودولية المسلمين لضرورة  التلقيح ضد الوباء و عدوا ذلك واجبا حماية للنفس و المجتمع، وأخذا بالأسباب للعودة الطبيعية للحياة الاجتماعية؛ لاسيما وأن التلقيح يعد الحل الوحيد لحد الآن لمجابهة الوباء والحد من انتشاره؛ وقد انطلقت هذه الدعوات منذ أشهر و تجددت في الوقت الراهن بعد توسع دائرة تداول اللقاحات بمختلف أنواعها
و في هذا الصدد حث أئمة و خطباء مساجد الجمهورية الجزائريين على الإقبال على التلقيح بكثافة مادامت الجهات الصحية المؤتمنة قد أكدت أنه لقاح آمن مستدلين بنصوص من الكتاب والسنة تأمر بالأخذ بالأسباب و حفظ النفس و عدم الإضرار بالغير و السعي للتداوي؛ بل إن الكثير من المساجد نسقت مع مصالح الصحة وفتحت ساحاتها لبرمجة حصص التلقيح لمرتاديها؛ على غرار ما فعلت مديرية الشؤون الدينية لولاية قالمة التي سخرت 12 مسجدا لليوم الوطني للتلقيح المزمع تنظيمه اليوم وأهابت بالمواطنين الإقبال بكثافة على هذه العملية، وكان بعض الأئمة في صدارة من أخذوا اللقاح؛ ضاربة بذلك مثلا حسنا بعد أن نجحت في احترام البروتوكول الصحي أثناء أداء الصلوات ما جنبها إعادة الغلق.
وتأتي هذه الدعوات المنبرية تجسيدا لفتوى لجنة الفتوى التابعة لوزارة الشؤون الدينية الجزائرية التي أكدت في بيان سابق لها على ـ«ضرورة» تلقي لقاح فيروس كورونا استنادا إلى الشريعة الإسلامية التي أمرت بالتداوي مشيرة إلى إنّ «التلقيح ضد فيروس كورونا ضروري لمواجهة هذه الجائحة» وأنّه «ينبغي العمل بتوجيهات السلطات الطبية في البلاد التي تؤكد ضرورة تلقي اللقاح». واستندت في فتواها هذه على أن «الشريعة الإسلامية تأمر بالتداوي من منطلق قول الرسول (عليه الصلاة والسلام) تداووا، فإنّ الله عزّ وجلّ لم يضع داء إلاّ وضع له دواء، غير داء واحد الهرمَ».
و حرصت على التأكيد على أنه «يجب الرجوع إلى الجهات الرسمية العلمية المعتمدة و الموثوقة في أخذ المعلومات الطبية و في معرفة الأحكام الفقهية المتعلقة باللقاحات». و على«مواصلة التدابير الوقائية مثل إجراءات التباعد الاجتماعي، ارتداء الكمامة، النظافة.. وغيرها».
كما حثت دار الإفتاء التونسية، على الإقبال بكثافة على التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد، و أوضحت في بيان لها حسب وسائط إعلامية: «أن من الواجب    الأخذ بوسائل التوقي والحذر من العدوى، وهو أيضا واجب وطني بالإقبال على التلقيح حماية للنفس والغير».وتابعت دار الإفتاء، «إن صحة البدن هبة من الله يجب صونها وعدم تعريضها للخطر والحفاظ عليها».
 كما حثت على ذلك هيئة كبار العلماء بالسعودية؛ بل إن دار الإفتاء المصرية ذهبت أبعد من ذلك في ظل الضرورة الحالية حين حثت على، أخذ اللقاح ولو كانت هناك شبهة استخلاصه من مادة نجسة؛ فقالت إنه لا مانع شرعي من أخذ لقاح فيروس كورونا المستخدم فيه مشتقات من الخنزير إذا تحولت من طبيعتها إلى مادة أخرى. وأضافت الدار حسب وسائط إعلامية، في فتوى لها، أن ذلك يجوز «ما دامت هذه المادة المستخدمة فيه (اللقاح) قد تحولت طبيعتُها ومكوناتُها الخنزيرية إلى مادة أخرى واستحالت إليها بحيث أصبحت مادة أخرى جديدة».
وأوضحت الفتوى أن «تحول هذه المادة المستخدمة في اللقاح إلى مادة أخرى أثناء عملية التصنيع حينها لا تسمى خنزيرًا، ولا يَصْدُق عليها أنَّها بهيئتها ومكوناتها التي تحوَّلت إليها جزء من الخنزير، و لا مانع حينئذٍ من استخدامها في اللقاح للتداوي من فيروس كورونا وغيره من الأوبئة و الأمراض»
و قالت دار الإفتاء إنه «يجوز التداوي و استخدام اللقاح المستخدم في مواجهة فيروس كورونا إذا تحولت فيه المادة المستخدمة (من الخنزير) في تصنيعه إلى مادة أخرى»
وسبق لمجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي أن قال في قرار سابق (لذلك كان هناك ضرورة لحماية النفس وصحة الإنسان فيجب على المسلمين أن يحافظوا على أنفسهم بقدر المستطاع من الأمراض، وقد أوجبت الشريعة الإسلامية إنقاذ الأرواح والأنفس من الهلاك، وجعلت إنقاذ النفس حقا لكل فرد، بالوقاية من الأمراض والأسقام قبل حدوثها و بالتداوي بعد حدوثها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (عبادَ اللهِ ! تداووا، فإنَّ اللهَ تعالَى لم يضع داءً إلا وضع له الدواءَ إلا داءً واحدًا الهرَمُ)، إذ إن الحفاظ على النفس البشرية من مقاصد الشريعة الأساسية و التي تشمل بالإضافة إلى حفظ النفس: حفظ الدين، وحفظ العقل، وحفظ النسل، وحفظ المال، .. كما يحق لجهات الاختصاص إلزام الناس بعلاجات معينة، و يحق لها القيام بإسعافات و تدخلات طبية خاصة بالجائحة، ذلك أن «مما تقتضيه عقيدة المسلم أن المرض و الشفاء بيد الله عزَّ وجل، و أن التداوي و العلاج أخذ بالأسباب التي أودعها الله تعالى في الكون و أنه لا يجوز اليأس من روح الله أو القنوط من رحمته، بل ينبغي إبقاء الأمل في الشفاء بإذن الله.» .. لذلك يرفض الإسلام ما يسمى بمناعة القطيع أو الجمهور، و الذي يدعو لترك انتشار المرض أولاً و الذي سيهلك به   كبار سن و من الذين تعددت أمراضهم، لأن في ذلك تقاعس عن المعالجة المطلوبة شرعاً.
ولم تتخلف جل المؤسسات الفقهية في الشرق الإسلامي والغرب حيث الأقليات المسلمة بأمريكا وأوروبا والهند و إفريقيا وآسيا عن الدعوة للتلقيح و الانخراط في هذا المسعى العالمي لمجابهة الوباء والحد من انتشاره أو القضاء عليه نهائيا كما تم القضاء على أوبئة فتكت قديما بالبشرية، و هو ما ينبغي أن يعيه المواطنون هنا حتى يتسنى للجميع العودة للحياة العلمية والمهنية والاجتماعية الرياضية بشكل عادي؛ لاسيما و أن اللقاح متوفر بكميات كافية ما يسقط عذر المتخلفين عنه.
ع/خ

الأخذ بالأسباب مطلب شرعي
يستهين البعض بالإجراءات الصحية الموصى بها من قبل الجهات الوصية؛ ويدعي أنه  إذا كان قد يصيب الإنسان قدر محتوم لا انفكاك له عنه؛ بل إن بعضهم يأبى أخذ اللقاح بالحجة ذاتها !
ولئن سلمنا أن ما يصيب الإنسان في الحياة الدنيا مقدر من قبل الله تعالى ابتلاء و اختبارا، و هو من دلائل قدرته و علمه؛ لكن الفهم السلبي لمثل هكذا قضايا عقدية و سننية هو ما يجعلها بعيدة عن هدي الشرع ومقاصده !وقد تعيدنا مجددا زمنا إلى الوراء حين شاع مذهب الاستسلام للأحداث بدل التعاطي معها، و التسليم بالجبرية و الحتمية تجعلنا كالريشة في مهب الريح.
ذلك لأن الإسلام الذي تأسس على عقائد التوحيد أمرنا بالتوكل بدل التواكل، وحث الناس على الأخذ بالأسباب في حياتهم الدينية و الدنيوية؛ التي تعد هي الأخرى مقدرة من قبل الله تعالى؛ ولم يأمرهم بالاستسلام السلبي المطلق للأحداث لأن ذلك ينافي حرية الاختيار التي تعد مناط التكليف و المسؤولية فالإنسان من حيث المبدأ مسؤول عن تصرفاته و أعماله و أقواله في الحياة الدنيا و في ضوئها يكون الحساب؛
و قد دلت نصوص كثيرة ومواقف جمة على ضرورة الأخذ بالأسباب؛ لاسيما في مجال الحفاظ على الحياة وعدم الإلقاء بالنفس للتهلكة.
من ذلك تشريع صلاة الخوف؛ فعلى الرغم من أن الموقف موقف عبادة واستسلام مطلق لله تعالى في حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم المحفوظ من قبل الله تعالى المعصوم من الناس إلا أن القرآن الكريم أمر المسلمين بأن يتفوجوا فوجين؛ فوج يصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وفوج يحرس فإذا انتهى الفوج الأول من صلاته توجه للحراسة وقام الفوج الثاني بأداء الصلاة ! وقد علل القرآن الكريم ذلك بالحذر؛ والحذر هو الأخذ بالأسباب؛ بقوله تعالى: ((وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ۖ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ)) !  فلو كانت القضية قضية توكل على الله توكلا سليبا واستسلاما مطلقا لإرادته لما تأخر الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته في تجسيدها.
وقد روى الترمذي و غيره عن أنس بن مالك رضي الله عنه: «أنَّ رجلًا أتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال يا رسولَ اللهِ أُرْسِلُ ناقتي و أتوكَّلُ أم أعقِلُهَا و أتوكَّلُ قال بل اعْقِلْها وتوكل»، وقد ثبتت نصوص نبوية كثيرة تأمر بالتداوي من الأمراض، بل روي أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل بعض أصحابه لطبيب مشرك للتداوي.
إن الأخذ بالأسباب أمر ضروري و مطلب شرعي و هو لا ينافي التوكل على الله تعالى و الإيمان بالقدر؛ و لذلك رفض عمر بن الخطاب دخول الشام حيث تفشى فيها الطاعون وقال نَفِرُّ من قَدَر الله إلى قَدَر اللهِ.
فمن ترك الأخذ بالأسباب التي أودعها الله تعالى في كونه فقد عرض نفسه للهلاك، ومن حث غيره على ترك الأخذ بالأسباب فقد ألحق به الضرر؛ و لا مبرر له شرعا.
 ع/خ

انتداب 58 إماما ومرشدتين لمسجد باريس


استفاد 58 إماما ومرشدتان دينيتان من انتداب لمسجد باريس بعدما أجروا اختبارات وانتقاءات جهوية ووطنية وقد أشرف السيد وزير الشؤون الدينية والأوقاف الاثنين الماضي على فعاليات ندوة تكوينية لهم لتأطير النشاط الديني بمسجد باريس الكبير، وذلك بحضور إطارات من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ووزارة الشؤون الخارجية؛ قبل أن تنطلق أول دفعة نحو فرنسا لهذا الغرض.

تدشين مسجد يوسف بن تاشفين بتندوف كأخر نقطة تغرب عنها الشمس بالجزائر

 

تعززت تندوف الحدودية بمسجد قطب يعد منارة علمية راقية ظلت أعناق السكان لعدة سنوات مشرئبة لها تنتظر يوم افتتاحها؛ حيث تم تدشينها منذ أيام رسميا من قبل وزير الشؤون الدينية ،   بطاقة استيعاب تصل إلى 4200 مصلي وينتظر أن يشكل منارة علمية ومركز إشعاع ثقافي بارز، من خلال الهياكل العلمية المرافقة له وهندسته المغاربية الأندلسية، وقد خصصت له الدولة غلافاً  يقدر بـ415 مليون دينار. و بتدشينه ستكون رأس منارته آخر نقطة تغرب عنها الشمس في التراب الوطني، كأعلى بناء في المدينة بمئذنته البالغ ارتفاعها أزيد من 37 مترا.وقد تم اختيار القائد الأمير يوسف بن تاشفين اسما لهذا الصرح العلمي؛ (ت500هـ/1009م) وهو قائد و أمير مسلم وَحَّد المغرب وضم الأندلس تحت مُلكه وسلطته. تولى إمارة دولة المرابطين بعد أن تنازل له ابن عمه عن الملك، واستطاع إنشاء ولاية إسلامية تمتد بين مملكة بجاية شرقًا إلى المحيط الأطلسي غربًا، و ما بين البحر المتوسط شمالًا حتى السودان جنوبًا؛ حسب ما تذكره المصادر التاريخية، وتعود أصوله لصنهاجة من قبائل لمتونة.

رشاد حسين أول مسلم أمريكي مرشح لمنصب سفير الحرية الدينية


أصبح رشاد حسين أول مسلم ترشحه إدارة أمريكية لتولي منصب سفير الحرية الدينية الدولية، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن اختياره ضمن قائمة الترشيحات والتعيينات في مناصب الشؤون الدينية البارزة، وحسب وسائط إعلامية فإن حسين، وهو مسلم أمريكي من أصول هندية، يشغل منصب مدير الشراكات والمشاركة العالمية في مجلس الأمن القومي. وكان قد شغل سابقاً منصب كبير مستشاري قسم الأمن القومي بوزارة العدل فضلاً عن توليه منصب المبعوث الخاص للرئيس لدى منظمة التعاون الإسلامي، والمبعوث الأمريكي الخاص لاتصالات مكافحة الإرهاب الاستراتيجية، ونائب مستشار في البيت الأبيض.وهو حاصل على درجة الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق بجامعة ييل، وعمل محرراً لدى دورية «ييل» القانونية.

الرجوع إلى الأعلى