المعلّــــــــمُ .. ركـــــنُ العمليّــة التربويّة
تحيي البشرية بعد يومين اليوم العالمي للمعلم الركن الركين في العملية التربوية، فلا تنفع مناهج ولا هياكل إذا فُقد المعلم الكفء القدوة، وكم من أمة شيّدت حضارة وبنت دولة وساست العالم بقامات رائدة وكفاءات بشرية ناضجة واعدة مدركة لما يحتاجه أقوامها واعية بما يحدّق بأبنائها من مخاطر رغم قلة ذات اليد أحيانا وشح الموارد وبساطة الهياكل يحدوهم الأمل وتوجه طموحاتهم همم عالية للبناء والتقدم والرقي والازدهار.

 أول هذه النماذج الأنبياء والرسل وخاتمهم نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأما النماذج البشرية من أهل القسط والفضل والآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر الحاملين لرسالة التعليم فكثر عبر مختلف الحقب التاريخية فلو مثلنا بشخص من الأشخاص أو لفترة من فترات تاريخ الأمة إن في عصور التنوير والاستخلاف أو في عصور الانحطاط والاستضعاف نكون قد ظلمنا من ضربنا عليهم صفحا من النبلاء والنبيلات من معلمي الناس الخير والفضيلة، كما نكون قد غمطنا العصور التي تركناها دونما تمثيل، ولكن فلو نستسمح هؤلاء جميعا أشخاصا وأزمنة لنمثل بمعلم البشرية الخاتم صلوات ربي وسلامه عليه كيف نقل العرب من البدواة إلى الحضارة ومن الهمجية إلى الإنسانية ومن الغلظة إلى الرقة ومن الجور إلى العدل ومن الجهل أو الأمية إلى العلم  
فأصبحوا  وفي فترة وجيزة خير أمة أخرجت للناس قادة عالم وحملة فضيلة وبناة حضارة شهد لها العدو قبل الصديق والغريب قبل القريب؛ بل لقد جعل الإسلام بعثة النبي معلما منة ونعمة تستوجب الشكر فقال سبحانه وتعالى: " لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِين ". ولقد جاء في الأثر عن النبي  ما يؤكد دوره  كمعلم فقال: " إن الله لم يبعثني مُعْنِتا ولا مُتَعَنِّتا ولكن بعثني مُعَلِّما مُيَسِّرا ".
كما ظهر في القرن العشرين إمام الدعوة بالجزائر الشيخ عبد الحميد بن باديس؛ فبنى منهجه الإصلاحي في إحياء الأمة، على تعليم الشعب الجزائري وتثقفيه وتوعيته، معتمدا شعار لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح عليه أولها، فكما صلح حال الأمة ابتداء بالتعليم والتعلم ، فكان أول ما أنزل الله تعالى  إقرأ . كذلك يصلح حال الجزائر.
فلم يمض سوى زمن يسير على الانطلاقة المباركة حتى تسلل  نور العلم النافع والفكر الصافي إلى كل عقل جزائري وإلى كل القرى والأرياف وبعدها جاء التحرر من ربقة الاستعمار واسترجاع معالم الشخصية الجزائرية المسلمة ببعدها العربي والأمازيغي.
صفات المعلم الناجح
ولكي يكون المعلم ناجحا لا بد أن يكون:
(أولا): رساليا: همه نقل العلوم والمعارف من مختلف المصادر من غير انغلاق أو انسلاخ فالحكمة ضآلة المؤمن فأنى وجدها فهو أولى بها.
(ثانيا) صادقا مخلصا: مع ربه ومع طلابه وكل من يتعلم على يديه فالرائد لا يكذب قومه.
(ثالثا) ناصحا: بتمحيض النصح لهم وبذل الوسع في منحهم كل ما ينفعهم في المجال التعليمي، مستشعرا قول الله تعالى على لسان الأنبياء والرسل : "وأنا لكم ناصح أمين "وقول النبي  : "مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ".
(رابعا): القدوة الحسنة: لا يطلق على المعلم معلما ولا يستحق هذا الوصف إلا إذا كان قدوة حسنة، فكم من معلم كان سببا في نجاح ملايين البشر من خلال القدوة التي تمثلها في شخصه وسلوكه وعطائه، وكم من شخص كان سببا في فساد وانحراف وفشل الكثيرين بسبب  سلوكيات مشينة  وتكاسل مريع في أداء واجبه المهني.
فإذا كان المعلم على هذا القدر من الخلق فيجب  على  الأمة شعوبا وحكومات أن تنزله المنزلة التي تليق به في المجتمع، فلا يكون محتاجا معوزا يتكفف الناس أو يلجأ إلى أعمال ثانوية تلهيه وتشغله عن وظيفته الأساسية، كما يجب أن يحاط  بكل احترام وتقدير بعيدا عن التنكيت عنه وجعله محل سخرية واستهزاء  سواء من قبل طلابه أو بقية أفراد المجتمع.
 واغتنم هذه السانحة لأوجه شكري وتقديري ورسالة حب ووفاء لكل معلمي وأساتذتي الذين علموني وربوني وكانوا خير قدوة لي فرحم الله من مات رحمة واسعة وحفظ الله من بقى على قيد الحياة.
ع/م

من اللوحة الخشبية إلى اللوحة الالكترونية
رسالة المعلم ثابتة وشخصية المتلقي و وسائل التعليم متغيّرة
لم تتغير رسالة المعلم ومكانته بتطور الزمن ووسائل التعليم؛ فما تزال الرسالة ذاتها التي تواطأت على بيانها الشرائع السماوية والوضعية؛ متمثلة في التربية والتعليم؛ بما يتيح للإنسانية المحافظة على تراثها الديني والثقافي والعلمي، ونقله وتطويره تحقيقا للرفاه وتيسيرا لسبل الحياة، ويضمن استمرار سوية النفوس وتماسك الأسر والمجتمعات ويحقق التعايش والسلم الاجتماعي.
 بيد أن ما تغير ربما هو المتلقي لرسالة التعليم؛ تغييرا لا بالاسم والرسم بل بالوصف والتفكير؛ لأن هذا الأخير لم يعد يرى في المعلم والأستاذ -لاسيما في الأطوار المتقدمة من التعليم- المصدر الوحيد للمعرفة، ولا المرجع الوحيد في السلوك، فقد رمت الحضارة الإنسانية الحديثة وتطورها التكنولوجي الكبير بوسائل وفضاءات أضحت المزاحم الأكبر للمعلم في محوريته العلمية ومركزيته التربوية،
حيث تدفق حضور وسائل الإعلام المقروءة والمكتوبة والسمعية البصرية، بما تحمله من معلومات ومعارف، وكذا شبكة الانترنت ومكتباتها ومواقعها الالكترونية الافتراضية، وغيرها من الوسائل التي يسرت سبل الوصول للمعلومة.
فينبغي على المعلم أن يدرك هذا التحول الحضاري والتكنولوجي الكبير ويتكيف معه؛ إن أراد المحافظة على رسالته وضمان نجاحها، وليعلم أنه لم يعد المصدر الوحيد للمعرفة والسلوك في خضم هذا الواقع المتشابك،
وهذا ما يحتم عليه إدراك التصور الجديد للعملية التعليمية الحديثة التي لم تعد تنحى نحو التلقين والحشو والكم المعلوماتي بقدر انزياحها نحو التحكم في المنهج والمنهجية والمهارات البيداغوجية، حيث يتموقع بهذه المهارات الجديدة كوسيط بين المتلقي والمعرفة، بين المتلقي والسلوك، لأن مصادر المعلومة متاحة مسبقا للمتلقي، وعليه أن يسخر جهده في الكشف له عن أقرب الطرق إليها، ويمرنه على القانون العلمي والفكري والأخلاقي الذي يستعين به على نقد المعلومات وغربلتها ليتبين الصحيح من الخاطئ والسمين من الغث؛ ووضعها على محك الخبرة والتجريب والسبر والتقسيم؛ حتى يغدو ذلك ملكة له، ولا يتأتى للمعلم تحقيق ذلك إلا إذا كان دائم الاطلاع على هذا التطور بشتى مظاهره، ومتفاعلا معه ومنخرطا في مساره، لاسيما في ميدان ومجال تخصصه، وأن يكون متحكما في الوسائل التكنولوجية الحديثة وطرائق التعليم وتقنياته.
ع/خ

وظائف المعلم كما حددها الإمام أبو حامد الغزالي
 (الوظيفة الأولى) الشفقة على المتعلمين وأن يجريهم مجرى بنيه قال رسول الله «إنما أنا لكم مثل الوالد لولده".
(الوظيفة الثانية) أن يقتدي بصاحب الشرع صلوات الله عليه وسلامه فلا يطلب على إفادة العلم أجراً ولا يقصد به جزاء ولا شكراً بل يعلم لوجه الله تعالى.
(الوظيفة الثالثة) أن لا يدع من نصح المتعلم شيئاً وذلك بأن يمنعه من التصدي لرتبة قبل استحقاقها والتشاغل بعلم خفي قبل الفراغ من الجلي، ثم ينبهه على أن الغرض بطلب العلوم القرب إلى الله تعالى دون الرياسة والمباهاة والمنافسة
 (الوظيفة الرابعة) وهي من دقائق صناعة التعليم أن يزجر المتعلم عن سوء الأخلاق بطريق التعريض ما أمكن ولا يصرح. وبطريق الرحمة لا بطريق التوبيخ؛ فإن التصريح يهتك حجاب الهيئة ويورث الجرأة على الهجوم بالخلاف ويهيج الحرص على الإصرار. (الوظيفة الخامسة) أن المتكفل ببعض العلوم ينبغي أن لا يقبح في نفس المتعلم العلوم التي وراءه.
(الوظيفة السادسة) أن يقتصر بالمتعلم على قدر فهمه فلا يلقى إليه ما لا يبلغه عقله فينفره أو يخبط عليه عقله
(الوظيفة السابعة) أن المتعلم القاصر ينبغي أن يلقى إليه الجلى اللائق به ولا يذكر له وراء هذا تدقيقاً وهو يدخره عنه فإن ذلك يفتر رغبته في الجلى ويشوش عليه قلبه ويوهم إليه البخل به عنه.  (الوظيفة الثامنة) أن يكون المعلم عاملاً بعلمه فلا يكذب قوله فعله لأن العلم يدرك بالبصائر والعمل يدرك بالأبصار وأرباب الأبصار أكثـر.

غالبية الفرنسيين غير مؤمنين !
أفادت صحيفة «لو موند» بأنه «لأول مرة، فإن غالبية الفرنسيين (51 %) لا يؤمنون بالله»، وفق إحصاء أجرته المؤسسة الفرنسية للرأي العام «IFOP». واستنادا لوسائط إعلامية وبحسب الإحصاء، فإن عدد الفرنسيين غير المؤمنين قد ارتفع إلى 51 %، بعد أن كانت نسبة المؤمنين في عام 2011 تبلغ 56 %، وفي العام 1947 66 %.
ووفق الإحصاء الذي أجرته «IFOP» في 24 و25 أغسطس الماضي، من قبل «FIFG» على 1018 شخصا، وبتكليف من جمعية صحفيي المعلومات الدينية، فإن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما، هم الفئة الوحيدة التي غالبيتها تؤمن بالله (58 %). وأشارت تفاصيل الأرقام إلى تطور حدده عالم الاجتماع جيدا، وهو أن الدين الآن أكثر حضورا في المدن الكبيرة منه في المناطق الريفية، حيث «يوجد عدد أكبر من المؤمنين في منطقة باريس (60 %)، مقارنة بالمناطق الريفية (46 %)، وحتى في البلديات الحضرية الإقليمية (48 %)، وأكثر في إيل دو فرانس (59 %) من أي مكان آخر في الإقليم»، بحسب الإحصاء.
كما تمت الإشارة إلى أن «هذا الاتجاه السوسيولوجي يتناقض نحو تراجع المعتقد مع المكانة المتزايدة التي تحتلها المسألة الدينية في الخطاب السياسي، في أعقاب سلسلة الهجمات «الإسلامية» التي بدأت في تولوز ومونتوبان في عام 2012، وأنه من ناحية أخرى، فهو يتفق مع المحو التدريجي لهذا الأمر». وفي موضوع في التفاعلات الاجتماعية قال 38 % فقط ممن استطلعت آراؤهم من خلال «FIFG» إنهم «يتحدثون كثيرا أو أحيانا عن مواضيع دينية مع عائلاتهم، و 29 % فقط يتحدثون بهذه المواضيع مع أصدقائهم» كما أن «18 % فقط لفتوا إلى أنهم يتحدثون مع زملائهم عن مواضيع تتعلق بالديانات»، ومع ذلك، تمت ملاحظة أن «الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاما، وبدرجة أقل من 18 إلى 24 عاما، هم أكثر عرضة بكثير من كبار السن للقول إنهم يتحدثون عن الأمور الدينية لعائلاتهم أو أصدقائهم أو دوائرهم المهنية»، إذ أنه «على الصعيد العالمي، فإن «المؤمنين والمتدينين» هم الأكثر ميلا إلى هذه المحادثات، خاصة في الأسرة (83 % من الكاثوليك ، 72 % من المسلمين، و 67 % من البروتستانت».

إجراءات ترمي لإغلاق  6 مساجد بفرنسا
كشف وزير الداخلية الفرنسي أن «الحكومة باشرت إجراءات ترمي لإغلاق 6 مساجد وحل عدد من الجمعيات وذلك بسبب ترويجها للإسلام المتطرف. واستنادا لوسائط إعلامية فقد قال في مقابلة مع صحيفة «لو فيغارو»، أن «ثلث أماكن العبادة الـ89 المشتبه بأنها متطرفة والمسجلة في قوائم أجهزة الاستخبارات، تمت مراقبتها منذ نوفمبر 2020»، لافتا إلى أن «الحكومة أطلقت إجراءات لإغلاق ستة منها، وأن أماكن العبادة هذه تتوزع على خمس مقاطعات فرنسية».
كما أكد دارمانان أن «الأجهزة الأمنية، وفي إطار مكافحتها «للانفصالية» الإسلامية، نفذت منذ 2017 حوالى 24 ألف عملية تفتيش، و650 عملية إغلاق لأماكن يقصدها متشددون». وفي هذا السياق، أعلن وزير الداخلية أنه «سيطلب حل كل من دار النشر الإسلامية «نوى» و«رابطة الدفاع السوداء الأفريقية»، التي «تحرض على إبادة اليهود وتفتي برجم المثليين جنسيا». وأفاد بأنه طلب من المحافظين منع «أي تغيير لتصريح إقامة إمام معار» من دولة أجنبية.

الرجوع إلى الأعلى