شرع خطباء مساجد في تقديم دروس وخطب عن أهمية الماء في الحياة الإنسانية والحيوانية والطبيعية، والدعوة إلى حسن استغلاله وترشيد استهلاكه دون إسراف أو تبذير والمحافظة عليه من كل ما يعكر صفوه ويلوثه؛ لأنه أساس الحياة والصحة والصناعة والفلاحة ووسيلة الطهارة العادية والشرعية.وقد استند الأئمة في ذلك لنصوص كثيرة من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تبرز هذه المعاني والأحكام والضوابط والآداب.
فقد أكثر الله تعالى من ذكر الماء في كتابه فذكره ثلاثا وستين مرة تأكيدا على أهميته من حيث كونه نعمة من نعم الله تعالى المستحقة للشكر وفضل الله تعالى على عباده، فقال الله تعالى مبينا الأصول المائية للكائنات الحية: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء: 30]، وقال –أيضًا-: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} [النور: 45]. ومعلوم من علوم الطبيعة أن نسبة الماء على كوكب الأرض تصل إلى 71 % ويتجاوز 50  % من وزن جل الكائنات الحية.
كما بين القرآن الكريم دور الماء في الزراعة والفلاحة والنبات؛ فقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 10، 11]، بل وبين أهميته لكل الكائنات الحية؛ فقال الله تعالى: {وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [البقرة: 164]،
 كما بين أهمية الماء في الطهارة فقال الله تعالى: قال سبحانه وتعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} [الفرقان: 48]، وقال في حديثه لأهل بدر: {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ} [الأنفال: 11]
وقد بين الله تعالى أنه وحده من ينزل الماء للبشر والكائنات، فقال الله تعالى: ((أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ)) [النمل: 60]. وقال تعالى: ((أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70))) وأنه إن حجب الماء عن البشر فلن ياتي به أحد فقال الله تعالى: ((قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَّعِينٍ )) .
ولذلك وجب على المسلم استحضار عظمة هذه النعمة وواجبه تجاهها؛ فلئن كان الماء حقا طبيعيا لكل كائن حي فإن المحافظة عليه وحسن استغلاله وعدم تلويثه واجب على الجميع، ولما في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة حيث روي أنه: "كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَتَوَضَّأُ بالمُدِّ، ويَغْتَسِلُ بالصَّاعِ، إلى خَمْسَةِ أمْدادٍ).كما نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن تلويث الماء في أحاديث كثيرة مختلفة المراتب؛ على غرار نهيه عن البول في الماء الراكد.
 ع/خ

نظرة الإسلام إلى العادات والتقاليد


‏ العادات والتقاليد من المظاهر التي تعكس خصوصية أي مجتمع من المجتمعات لأنها مما يستنبت في بيئتها، بمحض إرادتها ، وكلما كان المجتمع محافظا عليها كان أقوى وأبقي، إذا هي من العناصر الضرورية التي تساهم في ترابطه وتشكيل ماهيته وكينونته، وتعكس ثقافته الخاصة به، أما استيرادها من مجتمع أخر فهذا مما يدخل ضمن الغزو الفكري.
الأصل في العادات العفو، لأنها داخلة في باب المسكوت عليه، للحديث الصحيح ( ما أحلَّ اللَّهُ في كتابهِ فهوَ حلالٌ ، وما حرَّمَ فهوَ حرامٌ ، وما سكتَ عنهُ فهوَ عفوٌ، فاقبلوا منَ اللَّهِ عافيتَهُ، فإنَّ اللَّهَ لم يكن لينسَى شيئًا وتلا : وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا)
عندما جاء الإسلام وجد الكثير من العادات والتقاليد في المجتمع العربي ، فتعامل معها بواقعية وموضوعية ، فما كان منها يناقض مقصود الشرع  حرمه كوأد البنات وحرمان المرأة من التركة ، والتبني .وما كان موافقا له أبقاه وقد يصبح جزءا من تشريعاته كالدية ( وربما أدخل عليه بعض التعديلات) كالتعدد . والنوع الثالث هو ما يدخل في قسم التصرفات الطبيعية الجبلية وهي كل ما يتعلق بالممارسات اليومية العادية المتعلقة بالأكل والشرب وبناء الدور وما يتعلق بالأفراح والأتراح والغدو والرواح وغير ذلك .
و الشيء الملاحظ هنا أن الإسلام أبقاها كما هي لكن أدخل عليها بعض الضوابط والآداب، وأضفى عليها صبغة الإسلام. ومن يتأمل النصوص الواردة في هذا الشأن سيكتشف حقيقة الحال الجديد مع الإسلام. كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم :( كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة وقال ابن عباس كُلّ ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك اثنتان سرف أو مخيلة) البخاري  وقد ذكر النووي في كتابه المشهور، (رياض الصالحين ) الكثير من الآداب في مختلف الأبواب كقوله ( آداب السفر ، آداب الطريق ، آداب الجلوس ....)
ومما يحسن بنا أن نشير إليه أن العادات لا تدخلها البدعة كما هو الحال في العبادات، وقد شاع عن سادتنا العلماء قولهم :الأصل في العبادات الإتباع. وفي العادات الابتداع، بل كل عادة محمودة تحقق مصلحة شرعية معتبرة هي من السنن الحسان التي جاءت الإشارة إليها في السنة. كما يحسن بنا أن نشير أن الفاتحين الأوائل لما فتحوا الكثير من البلاد وجدوا الكثير من العادات المجتمعية فغيروا ما كان منها مخالفا لروح الشريعة وأبقوا ما كان داخلا تحت باب العفو.

في ذكــرى رحيلـه: العالم في حاجة لقيم إنسانية الأمير وحسن فهمه للـدين


مرت أمس الأول ذكرى وفاة الأمير عبد القادر الجزائري الذي توفي يوم 26 مايو 1883م والعالم أحوج ما يكون لما تركه من قيم إنسانية ومواقف تاريخية كأمير وسياسي ومحارب وصوفي وشاعر وأديب وعالم ورجل دين
فالإنسانية في حاجة لاستلهام مواقفه في التعايش والسلم والتسامح؛ والمسلمون أحوج إليه في تجديد الخطاب الديني في علاقتهم مع الأخر لتحقيق انفتاح أكثر وتعايش، ومواقفه الأخلاقية لاستعادة بعض بريق النفس المؤمنة التقية المخلصة التي عتمت عليه ثقافات ومواقف دينية وفكرية دنست بعض جوانبها الطاهرة وأطفأت بعض أنوارها.
ولعل مما سيظل العالم يذكره للأمير بكثير من الامتنان والعزة موقفه من مسيحيين بالشام، فحسب مصادر تاريخية فقد عمدت فرق من الدروز والمسلمين، بالهجوم على الموارنة الذين كانوا أقلية وبدأ الهجوم على الموارنة الذين كانوا يشكِّلون أقليَّة، وبدأت عمليات القتل والنهب والتخريب وحرق الكنائس؛ هنا تدخَّل الأمير عبد القادر بالتنسيق مع المهاجرين الجزائريين المقيمين في دمشق، وجيرانه من العائلات الدمشقية العريقة، التي كانت تجمعه بهم علاقات طيَّبة؛ إذ فتحوا بيوتهم للمسيحيين للاختباء هناك طيلة أسبوعين؛ وتشير تقديرات إلى أن حوالي 15 ألف مسيحي اختبأوا في هذه البيوت ونجوا من الموت المحقَّق، ومن بين هؤلاء الذين حماهم الأمير، الرهبان والراهبات والقناصل الأجانب، كما أمَّن الأمير ومساعدوه الطرق والمسالك للمسيحيين الفارين من دمشق إلى بيروت، وساعدهم بالحراسة والحماية، وهو ما أدَّى إلى نجاة مئات المسيحيين اللاجئين من الموت.
وحسب ذات المصادر فإن الأمير عبد القادر لم يمنع المجزرة الدموية فحسب، بل أوقف أيضًا بذلك القوات الفرنسية من احتلال دمشق حينها؛ إذ كانت تستعد فرنسا لإرسال كتائب عسكرية للتدخُّل بذريعة حماية المسيحيين، ولهذا قال المؤرخ شارل هنري تشرشل: (يا له من قدر عجيب وفريد من نوعه، عربي من سلالة النبي محمد؛ يحمي ويصون عروش المسيح ويخمد هياج أوروبا المسيحية وغضبها)
وبسبب هذا الدور الإنساني الفريد للأمير عبد القادر في إيقاف هذا الصراع الدموي؛ تهافتت عليه الإشادات الدولية من مختلف أنحاء العالم، وقد قال الأمير في رسالته إلى الأمير شامل الداغستاني في معتقله بكييف إن ما فعلناه بحق المسيحيين ليس إلا ما يمليه علينا الواجب الديني والإنساني.

وفــاة خطيب الصحوة الإسلاميــة الكويتــي أحمد القطان


توفي منتصف الأسبوع الماضي الشيخ أحمد القطان عن عمر يناهز الـ 76 عاما بعد رحلة دعوية حافلة.
وقد عرف القطان من قبل أبناء الصحوة الإسلامية لاسيما في الثمانينات بخطبه الدعوية الفصيحة التي كانت تتناقل عن الأشرطة السمعية وقتها وإن كان جلها يركز على الأخلاق وما بعد الموت وتدعو للفضيلة والعودة إلى الإسلام، كما تدعو لتحرير الأقصى والوقوف مع المسلمين في العالم، وعلى الرغم من الانفتاح الإعلامي وزحم الفضائيات إلا أن الجيل الحالي من أبناء الصحوة لا يسمعون عنه كثيرا رغم حضوره مناصرا للقضايا الإسلامية ومشاركا في فعاليتها وربما مرجع ذلك لكونه ظل يظهر أكثر في القنوات الكويتية ولم تتح له كثيرا الظهور في الفضائيات العربية والعالمية كما أصدر الداعية الراحل العديد من الكتب من بينها "للعبرة والتاريخ"، "مقالات دينية واجتماعية وسياسية"، "ذاتية المؤمن"، "طريق النماء".

توصية بالمساواة في الدية  بيـن الرجـال والنساء
تقدم أعضاء في مجلس الشورى بالسعودية بتوصية لإضافة فقرة جديدة على مشروع نظام المعاملات المدنية تحظر التمييز في التعويض على النفس بين المرأة والرجل والمسلم وغير المسلم.
واستنادا لوسائط إعلامية فقد أشارت المصادر إلى أن "الأعضاء تقدموا بالتوصية لإضافة فقرة جديدة على المادة 138 من مشروع نظام المعاملات المدنية، الذي يدرس حاليا في المجلس لتكون بالنص التالي -يحظر التمييز في مقدار التعويض في الجناية على النفس وما دونها على أساس الجنس أو الدين أو أي شكل من أشكال التمييز الأخرى". وأوضح الأعضاء في مسوغاتهم للتوصية أن "القضاء في السعودية يميز في تقدير الدية عن النفس وما دونها بين الرجل والمرأة وبين المسلم وغير المسلم، على خلاف الدول العربية والإسلامية ودول العالم". وأكدوا أن "الرأي بأن دية المرأة كدية الرجل تعضده الأدلة والقرائن التي بسطها عدد من علماء الدين المعاصرين، وكذلك آراء الباحثين والباحثات مستدلين بالآيات القرآنية والبحوث المجتمعية". ولفتوا إلى أن "عددا من علماء الدين المعاصرين ذهبوا إلى الرأي في المساواة في الدية بين المسلم وغير المسلم".

الرجوع إلى الأعلى