يؤدي المسلم عبادات وشعائر في حياته على غرار الصلاة والزكاة والصوم والحج ويحتفل بأعياد ومناسبات تزيده قربا من الله تعالى؛ وهذا أفضل ما يقوم به في حياته ويشكر الله تعالى عليه أن مكنه بفضله وكرمه من أدائه؛ قال الله تعالى: ((قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ ))؛ لكن العبرة من ذلك تتجلى فيما بعد أداء العبادة والانتهاء من الشعيرة؛ وفي مدى تجلي ثمرتها في سلوكه وأخلاقه وسيرته بين الخلق؛ فبقدر ما تتحسن هذه السيرة بقدر ما يدل ذلك على قبول عمله وبقدر ما تسوء بقدر ما يدل ذلك على عدم القبول لنقص في الإخلاص أو الإتقان أو الصواب.

فالمسلم يؤدي صلاته بأركانها وشروطها فردا أو جماعة، يومية أو أسبوعية، وفي ظلالها يتعلم التقوى والخشوع والإتقان والانضباط والنظام والعفاف، فإن تجلت هذه الصفات في سيرته فهي من علامات القبول عند الله تعالى وإن لم تتجل أو ظهر نقيضها فذاك من علامات عدم القبول؛ لقوله تعالى: ((إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ))
ويؤدي المسلم الصوم فيتدرب في مدرسته على الصبر والعفة والتعفف، عن الحرام والطمع وكف الأذى باللسان واليد، واحترام الوقت وتقوية رقابة الله تعالى في السر والعلن، والجود والكرم والسخاء والشعور بمعاناة المسلمين المحتاجين، ويخرج منه وقد تشبع بهذه القيم، فإن كان صومه خالصا لله تعالى وأداه بإيمان واحتساب فإنه يتجلى في سيرته بعدئذ بين الناس، وهو من علامات القبول وإن ظهرت سيرته بعكس هذا فليراجع صومه وإخلاصه فيه وإتقانه له؛ لأنه لم يثمر بغير هذين الشرطين؛ فقيم رمضان سببها الرئيسي التقوى؛ قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )).
ويخرج المسلم زكاة ماله ليزكي نفسه ويطهرها من الشح والبخل والحرص ودنس الذنوب والمعاصي، ويوطنها على الجود والكرم، ويطهر ماله أيضا؛  قال الله تعالى: ((خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا ))، فإن تجلت هذه الصفات في نفسه وظهرت في سيرته صلاحا فليعلم أن ذلك من علامات القبول وإن بقي في نفسه الشح والبخل والحرص؛ فليعلم أنه لم يؤدها كما ينبغي إما لنقص في الإخلاص أو نقص في الشروط والأركان.
ويؤدي المسلم فريضة الحج مرة في العمر؛ وهو من أعظم شعائر الإسلام، تجمع بين العبادات البدنية والمالية والنفسية، وفي ظلالها يتعلم المسلم معاني التضحية بالنفس والوقت والمال، والتجرد لله تعالى والإخلاص وضعف ارتباطه بالدنيا وتعلقه بالآخرة، ويتعلم الانضباط والارتباط بالأخوة الإيمانية بين المسلمين، وعفة اللسان والجوارح، وهو يمنع نفسه، تطبيقا لأمر الله تعالى من الرفث والفسوق والصيد، وكل ما هو عليه حرام حرمة مؤقتة أو حرمة مؤبدة؛ وكيف يستجيب لله تعالى حين يناديه أو يأمره بعد أن قال لبيك اللهم لبيك، وكيف يشكره وهو يذكره في مراحل أداء شعيرته؛ كما قال الله تعالى: ((فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ)) ويعلن هناك توبة نصوحا بعد أن صفى ماله من كل الحقوق، وأصلح ذات بينه وبين الناس، واستعد لكل احتمال أو طارئ، ويتزود منه بالتقوى؛ قال الله تعالى: ((الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ، فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ، وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ، وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى، وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ))؛ فإن تجلت فيه هذه القيم الصفات في سيرة الحاج بعد عودته فليعلم أن حجه مبررو والحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة،سُئل الحسن البصري؛ ما الحج المبرور؟ قال: أنْ تعودَ زاهدًا في الدنيا، راغبًا في الآخرة)، وفي الحديث: (مَنْ حجَّ البيتَ فلم يرفث ولم يَفْسق ، رجعَ من ذنوبه كيومِ ولدته أمه)، متفق عليه، لكن إن وجد نفسه لما تزل على طبعها السابق متعلقة بالدنيا حريصة عليها تبخل على عباد الله ولسانه قليل الذكر والشكر، وقلبه معلق بالدنيا، مليء بالحقد والحسد والضغينة، ولسانه لم يتخلص من الرفث والفسوق فليعلم أن في حجه خللا، سواء في الإخلاص أو الشروط والأركان؛ صحيح أن المسلم ليس معصوما وهو عرضة للذنب بين الفينة والأخرى وباب التوبة مفتوح ومن حج لم يعصم بعد عودته؛ لكن الأساس هنا أن لا يتعمد الحاج العودة للمعاصي السابقة المعنوية والحسية، وأن لا ينخرط في حياته السابقة بشكل سلبي ويعامل الناس معاملة سيئة لأنه في هذه الحال قد يصدق فيه قوله تعالى: ((وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِى نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَـاثًا))، فقد عاد من الحج بصفحة بيضاء كما ولدته أمه فليحافظ على بياضها حتى يلقى ربه وهو عنه راض.
ويضحي المسلم لربه أضحية العيد يتقرب بذلك له ويطمع في الأجر والثواب، ويدخل الفرحة على نفسه وعلى أهله وعلى جيرانه وأقاربه من ذوي الرحم، ليكون ذلك دأبه في حياته بعد العيد، فيكون قلبه خاليا من الأحقاد متسامحا عفوا ولسانه غضا طريا لا يؤذي به أحدا، أصلح حاله مع الخالق والخلق، فإن ظل بهذه الصفات بعد العيد فليعلم أن الله تعالى قد تقبل منه أضحيته والله تعالى يقول: ((قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ))، وأساس تلك القيم والفضائل هو تقوى القلوب وليس قيمة الأضحية والتفاخر بها؛ قال الله تعالى: ((لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىمِنكُمْ ، كَذلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ، وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ))
ع/خ

الفتوى دون علم ستثير البلبلـــــــــــــــة  
كان سلفنا الصالح يتهيبون عندما تعرض عليهم المسائل المتعلقة بالدين، وربما أحالها هذا على هذا حتى ترجع إلى الأول، وما ذاك إلا بدافع الخوف من الله، فالحديث في أمور الدين ليس كالحديث في أمور الدنيا، ولذلك كان الشرط الأساسي في شرح مسائل الدين أو نقل أحكامه للناس هو العلم الصحيح المأخوذ عن أهله بالسند الصريح. وخشية الله في السر والعلن .
لا يخفى على كل متابع لما ينشر في فضاءات التواصل الاجتماعي تلك الجرأة عند البعض عندما يخوضون بجهل في أمور الدين، ولا يفرقون بين المنكر والمعروف، ولا بين الصحيح والسقيم، ولا بين الراجح والمرجوح، فيأتون بكلام العلماء على سبيل التشهي لغرض إثارة البلبلة وإحراج الناس، وهذه المناشير تكثر عشية كل مناسبة دينية؛ على غرار زكاة الفطر، والفطر والإمساك، وصوم رمضان وعلاقته بأداء الصلاة والاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وأضحية من لا يصلي رغم أنه يذكر اسم الله تعالى على أضحيته، وغيرها من القضايا الوافدة التي تفشى حضورها أكثر في يوميات الناس منذ انتشرت دور النشر المجانية والفضائيات وفضاءات التواصل الاجتماعي.
إن مما يجب التذكير به هنا أن كل من نطق بالشهادتين فهو مسلم معصوم الدم والعرض والمال، تجري عليه أحكام الإسلام ويتمتع بجميع الحقوق التي شرعها الدين في حياته، وإذا مات غسل وكفن وصلي عليه ودفن في مقابر المسلمين. وأمره بعد ذلك لخالقه فهو الرقيب والحسيب.
وكل أمر محل خلاف ينبغي أن يعالج في إطار الحوار  بالحسنى والنقاش العلمي الرصين واختيار الأساليب والعبارات التي تساهم في رد المسلم إلى دينه ردا جميلا، أما اقتطاع كلام العلماء من بطون الكتب والاستشهاد به عن قصد أو عن غير قصد لغمز بعض المسلمين وإدخال الحزن على قلوبهم من الغلو وسوء الفهم. وما يحدثه من فتنة ربما تقود إلى الانسلاخ من الدين جملة وتفصيلا، وبذلك قد يكون الجاهل وسيء التصرف أشد خطرا على دين الله وتدين خلقه، فيكون منفرا لا مبشرا ومعسرا لا ميسرا .

كتاب جديد لعبد اللطيف سلطاني
سيصدر قريبا كتاب (في سبيل الإسلام والوطن) للمجاهد الجزائري العالم المرحوم عبد اللطيف سلطاني، بعد أن أنهى الأستاذ أبو أسامة عمر خلفة إعداده وتوضيبه وتقديمه للقراء؛ ليكون لبنة مهمة للساحة الإسلامية وطنيا ودوليا وإحياء لآثار علماء الجزائر في الحفاظ على
المرجعية الوطنية وصقلها.

توزيع مليون نسخة من المصحف الشريف بترجمات لـ 76 لغة على الحجاج المغادرين
أفــــــــــــــــــــــادت وكالــــــة الأنبـــاء السعودية «واس» بأن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكــــــــة بدأت بتوزيــــــع «هدية خـــــــادم الحرمين الشريفـــــــــين من المصحـف الشريف من إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وبمختلف الأحجام وتراجم كلمات القرآن الكريم بأكثـر من 76 لغة عالمية، على الحجاج المغادرين إلى بلادهم عبر مطار الملك عبد العزيز الدولي وميناء جدة الإسلامي ومختلف المنافذ البرية والبحرية، والعاملين في الحج من مختلف القطاعات الحكومية». واستنادا لوسائط إعلامية فقد أشار وزير الشؤون الإسلامية، عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، إلى أن «الوزارة ستبدأ عملية توزيع الهدية التي تبلغ مليون نسخة من القرآن الكريم على حجاج بيت الله الحرام المغادرين.

احتفالا بالذكرى 1100 لاعتماد الإسلام في منطقة بلغار الفولغا الروسية
منتدى إسلامي دولي قريبا في موسكو
قال رئيس مجلس مسلمي روسيا الروحي، راوي عين الدينوف، إن المنتدى الإسلامي الدولي سيعقد في موسكو خلال عام 2022 كجزء من الاحتفال بالذكرى 1100 لاعتماد الإسلام في منطقة بلغار الفولغا الروسية.
واستنادا لوسائط إعلامية فقد قال في مقابلة مع قناة «روسيا 24»: «إن فعاليات الذكرى مستمرة، لكن الحدث الأخير سيكون في موسكو، دون أن يفصح عن تاريخه، وواصل قائلا: سيكون هناك منتدى إسلامي دولي، نحن في انتظار ضيوف مميزين من دول مختلفة - ليس فقط من منطقة الشرق الأوسط والمحيط الهادئ، ولكن أيضا من أوروبا. فإخواننا مستعدون للحضور إلينا، والفرح معنا، والنظر في تلك القضايا التي سنطرحها للمناقشة في المنتدى لصنع القرار». وأضاف المفتي: «كما يستمر احتفالنا بالذكرى 1100 لاعتماد الإسلام على أراضي بلغار الفولغا». وسيجري الاحتفال بالذكرى 1100 لاعتماد الإسلام من قبل بلغار الفولغا في عام 2022. وبقرار من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تم إنشاء لجنة تنظيمية فيدرالية للإعداد والاحتفال، برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي. وعلى وجه الخصوص، من المخطط إجراء الفعاليات الدولية والعلمية والثقافية والتعليمية ومؤتمرات القمة وبناء عدد من المرافق. وتقام الفعاليات في تتارستان وموسكو ومناطق أخرى في روسيا. وفي جمهورية تتارستان، تم وضع حجر الأساس للمسجد-الجامع المستقبلي في قازان، وعقد المنتدى الاقتصادي الدولي KazanSummit-2022، والمنتدى التربوي الدولي في الأكاديمية الإسلامية البلغارية.

 

الرجوع إلى الأعلى