الزكاة ثالث أركان الإسلام بعد كل من الشهادتين والصلاة وقبل الصوم و الحج، ومع أن صفة التعبد بارزة في الأركان الأخرى؛ إلا أنها ليست كذلك في فريضة الزكاة، فهي مرتبطة بالمال لا بالأشخاص، فلا يشترط فيها عقل ولا بلوغ، فتخرج من مال الصبي، وتؤخذ بالقوة من القادر عليها، وبذلك يمكن القول بأنها تعتبر مما يسمى اليوم بالنظام العام.
 والمتأمل في العديد من النصوص القرآنية والسنية التي تناولت الزكاة يلاحظ أنها سميت حقا، كما في قوله تعالى: ((وآتوا حقه يوم حصاده))، وفي حديث: (هل في المال حق سوى الزكاة؟) وكل حق لا بد له من صاحب، وكل حق لشخص هو على غيره واجب، فتكون الزكاة بذلك همزة وصل بين الأغنياء الذين تجب عليهم الزكاة، والفقراء والمساكين التي تجب لهم، فأي مجتمع يتشكل في عموم شرائحه من الأغنياء والفقراء والمساكين والغارمين والمحتاجين؛ فكانت الزكاة وسيلتهم المثلى للتلاقي والتواصل، والمتأمل في أحوال الزكاة بمختلف مكوناتها وأحكامها الفقهية يستشف العديد من الحكم في فرضها وفي أصنافها، وفي أوقاتها ومقاديرها وأنواعها، ومنها ما يأتي:
(أولا) كثيرا ما قرنت الزكاة بالصلاة، وتتكرر عبارة ((الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة)) مرات عديدة في القرآن الكريم، فحكم الزكاة كحكم الصلاة، وكلاهما مما يدل على الصلاح والعمل الصالح.
(ثانيا) إن الزكاة محفز للاستثمار؛ ذلك من شأن تكرر وجوب الزكاة في كل عام، أن يتناقص المال عاما بعد عام، وحتى لا يقع ذلك كان مطلوبا من صاحب النصاب تنمية ماله، بأن يتحرك ويشغل ماله ويستثمره، وقد أمر الحديث الأوصياء على اليتامى أن يتاجروا فيها حتى لا تأكلها الزكاة، وبذلك تكون الزكاة من محفزات الاستثمار.
(ثالثا) إن المجتمع المسلم مكلف بتبليغ رسالة الإسلام، وإقامة واجب الاستخلاف، ولا يتحقق ذلك إلا بالجميع، والمتأمل في أركان الإسلام الخمسة يلاحظ أن جميعها يهدف إلى تحقيق التعارف والتآلف، ففي الصلاة أمر بصلاة الجماعة مع أن صلاة الفرد لوحده أدعى للإخلاص وأبعد عن الرياء، ولكن الجماعة هي التي تؤلف وتعرف الناس ببعضهم، حيث يلتقي أبناء الحي، وفي صلاة الجمعة يلتقي أبناء القرية، وفي صلاة العيد يلتقي أبناء المدينة، وفي الحج يلتقي أبناء الأمة، وفي الزكاة يتحقق لقاء نوعي، ليس هدفه التعارف فقط، وإنما هدفه نشر الحب والألفة، ومحاربة الحسد والكراهية، ونشر التضامن والتكافل الاجتماعي.
(رابعا) يلاحظ في الزكاة تنوع في الأموال التي تخرج منها الزكاة، حتى تكاد تستغرق كل أنواع الأموال، والإمام أبو حنيفة نص على وجوب إخراج الزكاة من كل ما يخرج من الأرض بنص الآية، ومعنى ذلك أن هذا النظام يمس جميع المحاويج مهما تغيرت البيئات والأزمان إلى قيام الساعة.
(خامسا) يلاحظ في الزكاة تنوع في أوقات إخراجها فباشتراط حولان الحول على امتلاك النصاب؛ معناه أن وقت الوجوب يختلف من شخص لآخر، فتكون بذلك عملية إخراجها عملية مستمرة ممتدة في الزمان، وما دأب عليه بعض الناس من إخراجها في شهر محرم خاصة ليس أكثر من عادة، لتزامنها وبداية عام هجري جديد وحولان حول عام هجري انقضى؛ وهذا في حد ذاته يشي أن العطاء عملية مستمرة. يشابه عملية الزكاة عندنا في الإسلام ما يسمى الضريبة على الدخل، لكن الزكاة لا تفرض إلا على القادر ولا تعطى إلا للعاجز، بينما الضريبة على الدخل تؤخذ من الجميع وتعطى للدولة، وربما استفاد منها الأغنياء أكثر من الفقراء.
(سادسا) الزكاة وسيلة فعالة لمكافحة خصال سيئة من النفوس، على غرار الأنانية والبخل والشح والحرص؛ فهي تطهير للمال وتطهير للنفوس؛ نفس المزكي ونفس من يأخذ الزكاة.
(سابعا) الزكاة وسيلة من وسائل تفتيت الثروات، حتى لا يكون دولة بين الأغنياء، وكلما وصل المال إلى أكبر عدد من الناس كلما كان ذلك عادلا في توزيع الثروة الذي تشتكي منه البشرية اليوم.
هذه بعض أهداف ومقاصد الزكاة، وهي مقاصد تعبدية ونفسية واجتماعية واقتصادية؛ وهو ما يؤشر على أهمية هذه الفريضة في منظومة التشريع الإسلامي؛ لذلك وجب على أولياء الأمور وضع نظام لأخذ الزكاة من الأغنياء كما تؤخذ الضرائب وصبها في صندوق خاص ثم توزيعها في مصاريفها الشرعية؛ لقوله تعالى: ((خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم))، ونشير هنا إلى أن الزكاة هي أدنى ما يجب أن يقدمه الأغنياء من أموالهم، ففي أموالهم حقوق أخرى غير الزكاة، ومنها النفقات الواجبة؛ لاسيما للزوجة والأولاد والأقارب وللأجراء ولكل ذي حق.

تلاميذ مدارس قرآنية يستفيدون من مخيمات صيفية


استفاد تلاميذ مختلف المدارس القرآنية عبر الوطن بمخيمات صيفية لحوالي أسبوع؛ قضوها ببعض المدارس وفضاءات الاستقبال بالمناطق الساحلية قريبا من شواطئ البحر، وهي سنة حسنة دأبت عليها المدارس القرآنية كل عام؛ حيث تمكن مرتاديها من مثل هكذا فرص استجمام وفق برنامج علمي تربوي ترفيهي صحي، يكون امتدادا لبرنامج المدارس ومناسبا لسنهم واحتياجاتهم، تحت إشراف مؤطرين من مشايخ المدارس، ولم يعد الأمر مقتصرا على مدارس الجنوب والمدن الداخلية بل أصبح عاما لكل المدارس، على اعتبار أن الاستجمام حق طبيعي للجميع، وقد لاقت العملية استحسانا كبيرا من قبل التلاميذ الذين استفادوا منها دفعة بعد دفعة.

نجمة إنجليزية اعتنقت الإسلام وفاجأت الجمهور بأغنية "طلع البدر علينا"


فاجأت المغنية والكاتبة الإنجليزية، سلوى لورين، الجمهور بأدائها أغنية "طلع البدر علينا"، بعد إعلانها اعتناق الإسلام وتحجبها.
واستنادا لوسائط إعلامية فقد طرحت النجمة الإنجليزية الأغنية بالتزامن مع احتفالات رأس السنة الهجرية، على طريقة الفيديو كليب عبر قناتها الرسمية في موقع "يوتيوب"، ولاقى ذلك رواجا واسعا في العالم العربي. وتعاونت لورين مع الموزع المصري إيهاب عبد السلام والملحن حامد بدوي لإنجاز هذا العمل الفني

الأمم المتحدة تنتقد منع فرنسا امرأة من ارتداء الحجاب في مدرسة
اعتبرت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أن فرنسا انتهكت المعاهدات الحقوقية بمنعها امرأة من ارتداء الحجاب خلال مشاركتها في دورة تدريبية بإحدى المدارس.
و أوضحت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أن تلك الخطوة خرقت "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية".
وجاء قرار اللجنة عقب شكوى قدمتها في العام 2016 مواطنة فرنسية من مواليد العام 1977 لم يرغب محاميها في كشف اسمها. وكانت هذه المرأة تشارك في دورة تدريبية مهنية للبالغين في العام 2010، واجتازت مقابلة واختبار دخول.
لكن مدير مدرسة بالضاحية الباريسية، رفض السماح لها بحجة حظر الرموز الدينية، وقالت اللجنة الأممية: "منعها من المشاركة في الدورة المهنية وهي بالحجاب يشكّل قيدا على حريتها الدينية بما يخالف حقوق الإنسان".

أصولها في العالم بلغت 2.7 تريليون دولار : الجزائر تنخرط تدريجيا في منظومة التمويل الإسلامي


كشف منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي تقريره السنوي بعد أن عقد المنتدى السنوي، عن معطيات وإحصائيات تؤكد أن التمويل الإسلامي رغم الظروف الصحية وانعكاساتها الاقتصادية، إلا أنه مازال في نمو وتزايد مستمر وتوسع كبير؛ سواء على مستوى الأصول والموجودات، أو على مستوى الانتشار الجغرافي أو على مستوى القوانين والأنظمة التشريعية في مختلف أنحاء العالم، حيث وصل إجمالي أصول التمويل الإسلامي في العالم سنة2021 حوالي 2.7 تريليون دولار بمعدل نمو 10.7 % مقارنة بإجمالي الأصول سنة 2019 التي كانت تقدربـ2.4 تريليون دولار، فرغم الجائحة إلا أن التمويل الإسلامي حافظ على نموه واستمراره، ويعود ذلك لارتباط التمويل الإسلامي بالنشاط في الاقتصاد الحقيقي.
 ويشير التقرير لتوقعات بارتفاع أصول التمويل الإسلامي بعد التعافي الاقتصادي من جائحة كورونا إلى حوالي ما يقارب 4.94 تريليون دولار سنة 2025، كما قدر التقرير أصول قطاعات التمويل الإسلامي في قطاعين أساسيين: ‌التمويل الإسلامي الربحي: والذي يشمل المصارف الإسلامية والصكوك الإسلامية وصناديق الاستثمار الإسلامية، وشركات التأمين التكافلي، وقطاعات الحلال، وشركات التكنولوجيا المالية الإسلامية، حيث كشف التقرير حجم أصولهم في العالم: بلغت أصول المصارف الإسلامية 1.84 تريليون دولار بأزيد من 100مؤسسة مصرفية إسلامية بانتشار في أكثر من 75 دولة في العالم بحصة تقدر بـ68.2 % من إجمالي أصول التمويل الإسلامي، تليها الصكوك الإسلامية بـ252.3 مليار دولار بـ36.1%، تليها صناديق الاستثمار الإسلامية قدرت بـ192.6 مليار دولار بحصة 17.1%، ثم تأتي شركات التأمين التكافلي بـ27 مليار دولار. كما وضع التقرير حجم أصول جديدة وهي قطاع الحلال الذي يعمل ضمن إنتاج مختلف السلع الغذائية والمشروبات المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية حيث بلغت أصول شركاتها 2تريليون وشركات التكنولوجيا المالية بحجم أصول قدر بـ 210 مليار دولار بأزيد من 140 مؤسسة حول العالم
أما بخصوص قطاع التمويل الإسلامي غير الربحي التضامني قدرت حجم أصول الزكاة في العالم سنة 2021 بـ300مليار دولار وقيمة الأصول الوقفية بـ 105 مليار دولار، وأصول التمويل الإسلامي الأصغر بـ1% من أصول التمويل الأصغر في العالم.
وتعتبر الجزائر من الدول التي تسعى لتوطين التمويل الإسلامي بشقيه الربحي وغير الربحي (التضامني) حيث أصدرت النظام 20-02 المحدد للعمليات البنكية للصيرفة الإسلامية وكيفيات ممارستها سنة 2020 والذي سبق وكان بنكان خاصان (البركة_السلام) يزاولان نشاطهما المصرفي بصيغ التمويل الإسلامي قبل صدور القانون؛ حيث كان بنك الجزائر يراعي خصوصية نشاطهما، وبعد إصدار القانون سارعت البنوك العمومية الستة المسيطرة على 90 % من إجمالي الأصول المصرفية في الجزائر لفتح شبابيك ونوافذ إسلامية طرحت فيها منتجات للتمويل والاستثمار، ويصعب تقييم التجربة الجزائرية في الصيرفة الإسلامية حاليا وذلك بسبب حداثة التجربة على المستوى التشريعي والمالي والاقتصادي، وبخصوص التأمين التكافلي صدر المرسوم التنفيذي 21-81 المحدد لشروط وكيفيات ممارسة التأمين التكافلي سنة 2021، وبخصوص التمويل الإسلامي الغير ربحي في الجزائر الزكاة والأوقاف أصدرت الدولة مرسوما تنفيذيا 21-179 يتضمن إنشاء الديوان الوطني للأوقاف والزكاة وتحديد قانونه الأساسي والذي ينتظر منه تجميع وتحصيل الزكاة وتوزيعها على أصنافها بأنماط استثمارية جديدة، والعمل على تطوير قانون الأوقاف الذي يترقب خروجه في شهر سبتمبر، والذي ينتظر منه إعطاء نفس جديد لتسيير واستغلال واستثمار الأوقاف، ليساهم القطاع التضامني في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الجزائر، ويفرض توازنات اقتصادية واجتماعية خاصة.
واللافت أن  التمويل الإسلامي اليوم فرض نفسه في الساحة العالمية بمختلف قطاعاته ومنتجاته، وأصبح يمثل البديل لأغلب اقتصاديات الدول التي تعتمد على التمويل التقليدي الربوي، كما أن الدول غير الإسلامية أصبحت تنتهج التمويل الإسلامي بديلا؛ ليس لارتباطه بالدين الإسلامي، ولكن لارتباطه بالاقتصاد الحقيقي الذي يخلق الثروة والقيمة المضافة لاقتصاديات الدول. ويجب على الباحثين العمل على تطوير أداء التمويل الإسلامي، برسم مختلف السياسات والاستراتجيات لمنظومة التمويل الإسلامي التي تعتمد بالأساس على المصداقية الشرعية والكفاءة الاقتصادية.

الرجوع إلى الأعلى