الإسلام رغـــــب فــــي فعــــــل الخيــــر ووعـــــد بعظيـــــم الثــــــــواب عليه

يحتفي العالم بعد غد باليوم الدولي لفعل الخير؛ في مناسبة يلفت من خلالها أنظار البشرية إلى تكريس هذه القيمة وتعمميها؛ ليس لكونها تعكس نبل النفوس وصفاء القلوب وسمو الأخلاق ومعادن الرجال؛ بل أيضا لما لها من آثار نفسية واجتماعية واقتصادية على الفرد والمجتمع و الإنسانية، لاسيما وأن أبوابها متعددة وسبلها متشعبة، وهو موقف يتناغم والإسلام الذي حث على فعل الخير وأكد عليه ووسع من مجالاته، وكشف عن ثماره في الدنيا والآخرة.

وقد تردد الأمر بفعل الخير وثماره في القرآن الكريم كثيرا؛ سواء في القرآن المكي أو القرآن المدني؛ حتى أضحى قيمة أخلاقية من قيم الإسلام الثابتة، ومن ذلك قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))، فقد قرن فعل الخير بأعظم الشعائر التعبدية من ركوع وسجود وعبادة، ما يدل على عظم هذا الفعل ومنزلته عند الله تعالى؛
ولم يكن الأمر بفعل الخير خاصا بالمسلمين ؛ بل أمر الله تعالى به من سبقنا من الأمم؛ فقال الله تعالى: ((وَجَعَلْنهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ ٱلْخَيْرتِ وَإِقَامَ ٱلصَّلَوةِ وَإِيتَا ءَ ٱلزَّكَوةِ ۖ وَكَانُواْ لَنَا عابدين.))، وقال تعالى: ((فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)).
وأبواب فعل الخير وسبله كثيرة في الإسلام؛ تشمل كل الشؤون التعبدية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية و المعاملاتية و غيرها، فكل فعل في إحسان لنفس وللناس سبقته نية حسنة فهو فعل خير يثاب عليه المسلم؛ قال ابن عاشور: (وَقَوْلُهُ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ أَمْرٌ بِإِسْدَاءِ الْخَيْرِ إِلَى النَّاسِ مِنَ الزَّكَاةِ، وَحُسْنِ الْمُعَامَلَةِ كَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَسَائِرِ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ، وَهَذَا مُجْمَلٌ بَيَّنَتْهُ وَبَيَّنَتْ مَرَاتِبَهُ أَدِلَّةٌ أُخْرَى.).
ولذلك فإن الصدقة وإطعام المحتاجين وعابري السبيل، ومساعدة الآخرين والسعي في حوائجهم، ودفع الضر عنهم، والصدق والعدل والإحسان والصفح والعفو والبر والنصح والتعليم والإرشاد والمودة والابتسامة والرحمة والعطف والتعاون على البر والتقوى، وحسن الظن وأداء الأمانة، والوفاء بالعهود والصلح بين الناس، وإصلاح ذات البين، وإتقان العمل كله فعل للخير، كما أن العمل وتعمير الأرض والسعي للإصلاح محاربة الفساد وغرس الأشجار وإماطة الأذى عن الطريق، وبناء المساجد والمرافق العمومية والسعي في مشاريع التضامن الوطني والتكافل الاجتماعي، وإغاثة اللهفان، وكفالة اليتيم، واستقبال اللاجئين، وإكرام الضيف، وعلاج المريض أو عيادته، ونشر العلم ونشر الأمن وتوفير مناصب الشغل لطالبيها ورعاية حق الأمة والقيام بمقتضيات المسؤولية التي كلف بها كل فرد في المجتمع، والدفاع عن الدين والوطن والعرض، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كلها من أبواب الخير، والمجال لا يتسع لعرضها جميعا، فكل عمل فيه رضى الله تعالى وصلاح النفس والمجتمع فهو فعل خير، وقد وعد الله تعالى كل فاعل خير بمثوبة تتناسب وحجم العمل الذي قدمه؛ فقال الله تعالى: ((فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ))، وقال تعالى: ((وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))، وقد وردت أحاديث كثيرة ترغب في مساعدة الناس منها ما رواه البخاري ومسلم وقد ورد كثير من الترغيب في السعي في قضاء حوائج الناس، فمن ذلك: ما في صحيح مسلم،  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر عن معسر، يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه..) فلفعل الخير ثواب عظيم في الآخرة، كما أنه يحقق في الدنيا السعادة للبشرية وطمأنينة النفس وصفاء القلب و راحة الضمير، و يقوي المودة بين الناس و يسهم في تحقيق الأمن والعدل والإحسان الصلاح.                              ع/خ

فتاوى
*  توفي شخص  وترك  مبلغا  من المال ، ولم  يُقسم  بين أولاده، إلا أن واحدا منهم أخذ  بعض المال  على أن يقتطع  من نصيبه  عند قسمة التركة، وبقي  المال عدة سنوات  ولم يقسم  فهل يزكى  على كل السنوات؟
إن الزكاة  فريضة وركن  أساسي من أركان الإسلام  الخمسة، وهي باب عظيم  من أبواب التكافل الاجتماعي تطهيرا للأموال وتزكية للنفوس  و إعانة للمحتاجين  .وقد أجمع  الفقهاء  على فرضيتها  متى  توفرت  شروط  وجوبها  من بلوغ   النصاب الشرعي، وكون المال فاضلا عن الحوائج الأصلية لمالكه كالنفقة والسكن  والثياب   بالمعروف  وحاجة  من تجب  نفقته  عليه  شرعا، وأن  يحول  عليه الحول، وألا  يكون  المالك  مدينا  بما  يستغرق المال  المدخر أو ينقصه  عن النصاب، فإن  توفرت  فيه هذه  الشروط  وجبت  فيه الزكاة  كلما حال عليه الحول  طالما  بقيت  الشروط  متوفرة .
وعلى هذا فإن في واقعة السؤال يجب إخراج زكاة المال المدخر لسنوات قبل قسمته، وذلك عن كل حول مضى،  ثم يُقسم بين الورثة القسمة الشرعية، ولا يحسب في الزكاة ما تصرف فيه الورثة من مال
*  كيف يتم إخراج زكاة الأموال المدخرة بالعملة الصعبة قي بنك جزائري؟
تخرج زكاة المال من العملة الصعبة بالعملة الصعبة إذا كان الإخراج في بلاد المهجر وبقيمة هذه العملة في السوق الرسمية إذا كان الإخراج في الموطن الأصلي، فإذا صرفت هذه الأموال في العملة الوطنية فإنك تخرج 5، 2 % لمستحقي الزكاة إذا وافى المال شروطه من النصاب وحولان الحول. موقع وزارة الشؤون الدينية.

بوتين: الدول الإسلامية شريك تقليدي في حل القضايا العالمية
وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدول الإسلامية بأنها شريك تقليدي لروسيا في حل القضايا العالمية، وذلك في برقية تحية للمشاركين في قمة قازان العالمية للشباب التي انعقدت منذ ايام.
واستنادا لوسائط إعلامية فقد قال بوتين في برقيته التي نشرت على موقع الكرملين منتصف الأسبوع: «دول العالم الإسلامي هي شريكنا التقليدي في حل العديد من القضايا الملحة في الأجندة الإقليمية والعالمية، وفي الجهود المبذولة لبناء نظام عالمي أكثر عدلا وديمقراطية».
وأضاف «من المهم أن يشارك الشباب بشكل متزايد في مثل هذا التفاعل البناء متعدد الأوجه»، مشيرا إلى وصول «مئات المندوبين من عشرات الدول إلى قازان ممثلين عن مختلف المنظمات العامة والطلابية ومراكز الأبحاث والهيئات الحكومية المسؤولة عن سياسة الشباب». واعتبر أن «اختيار قازان عاصمة للشباب لمنظمة التعاون الإسلامي يؤكد المستوى العالي لعلاقات روسيا مع هذه المنظمة».
وأعرب عن ثقته في أن القمة، ستسهم في تعزيز التفاهم المتبادل والثقة بين شعوب روسيا والدول الإسلامية.

لا تغـــــــــــــــــــضب.. !
ما فتئ النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بها ...لا تغضب...لا تغضب.
ذلك أن الإنسان خلق من ماء وطين قال تعالى: ((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ))؛ قال الآلوسى ما ملخصه: ( من حمأ ) أي: من طين تغير واسود من مجاورة الماء ، ويقال للواحدة حمأة، وقوله (مسنون) أي: مصوَّر من سُنَّة الوجه وهى صورته . وفي بعض التفاسير تغير ريحه من طول مكثه.
يقول ابن عاشور: والمقصود من ذكر هذه الأشياء التنبيه على عجيب صنع الله تعالى إذ أخرج من هذه الحالة المهينة نوعاً هو سيد أنواع عالم المادة ذات الحياة .
وفيه إشارة إلى أن ماهية الحياة تتقوم من الترابية والرطوبة والتعفن ، وهو يعطي حرارة ضعيفة . ولذلك تنشأ في الأجرام المتعفّنة حيوانات مثل الدود ، ولذلك أيضاً تنشأ في الأمزجة المتعفّنة الحمى .ثم نفخ فيه من روحه قال تعالى في محكم تنزيله: ((ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ))ۦ
قال السعدي  ((ثُمَّ سَوَّاهُ)) بلحمه، وأعضائه، وأعصابه، وعروقه، وأحسن خلقته، ووضع كل عضو منه، بالمحل الذي لا يليق به غيره، ((وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ)) بأن أرسل إليه الملك، فينفخ فيه الروح، فيعود بإذن اللّه، حيوانا، بعد أن كان جمادًا .. فإذا علت روحه ارتفع وإذا نزل إلى الحمأ الذي خلق منه انحط ونزل.
فالغضب من أكثر الحالات الإنسانية التي تظهر فيها الطبيعة الحمئية في الإنسان وتنحط فيه منزلته الروحية والأخلاقية، مع أن علاجه سهل كما جاء في الهدي النبوي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من نار، وإنما تطفيء الماء النار، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ).
وعن أبي ذر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس؛ فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ) وقال ابن مفلح: (ويستحب لمن غضب أن يغير حاله، فإن كان جالسًا قام واضجع، وإن كان قائمًا مشى)

عرفه شباب الصحوة بالجزائر من خلال كتبه في الثمانينيات
وفــــــــاة الشيــــــــخ عفيـــــــف عبـــــد الفتــــــــــــــاح طبارة
 تُوفِّيَ أمس الأول الشيخ اللبناني أصيل بيروت عفيف عبد الفتاح طبارة عن عمر ناهز 99 سنة، بعد عمر مليء بالعطاء وخدمة الإسلام،  وقد تولى عدة مناصب منها: مستشار بمحكمة الاستئناف، وعضو بمجلس العدل والقضاء الشرعي، وبه قام بتنظيم دائرة الأوقاف الإسلامية، وانتخب عام 1957 نائباً عن مدينة طرابلس بمجلس النواب اللبناني، وانتخب مفتياً لشمال لبنان، وعضواً في مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، عرفه الجزائريون من ابناء الصحوة الإسلامية في الثمانينيات من خلال كتبه التي كانت حاضرة بقوة في معارض الكتاب، ولا يوجد شاب من أبناء الصحوة الإسلامية إلا ونهل من علم كتبه؛ لاسيما وأن كتبه وضعت في رفوف مكتبات مختلف المساجد الجزائرية وكانت بطرح عميق معتدل، وجدت شبابا متعطشا لها، تعرفه بالإسلام في أبهى صور وتجلياته، ناهيك عن كون كتبه المتنوعة كانت تطبع طباعة أنيقة جذابة لجيل الشباب، ومن أشهرُ كُتبه: «روح الدين الإسلامي»، الذي يقال إن طبعاته بلغت الأربعين طيعة !  وسلسلة تفاسير لأجزاء من كتاب الله تعالى، «مع الأنبياء في القرآن»، «روح الصلاة في الإسلام» «الخطايا» «اليهود في القرآن» وغيرها، رحمه الله وأثابه عن حسن تعليمه وإحيائه للإسلام.

 

الرجوع إلى الأعلى