اعتاد الجزائريون عشية كل دخول مدرسي على الانخراط في مسعى تضامني وطني، بشكل فردي أو جماعي من أجل اقتناء مستلزمات التلاميذ المعوزين، لتتجاوز الأسر هذه المرحلة وتضمن لأبنائها دخولا مدرسيا عاديا على غرار باقي زملائهم، وهي سنة حميدة تجد لها أصولا في الشريعة الإسلامية وفي التراث الجزائري؛ لاسيما في نظام الأوقاف الذي كان يقوم تاريخيا بهذا الدور.

إن التضامن مع تلاميذ العلم وطلابه يدخل ضمن التعاون والبر والإحسان، وفعل الخير، وهو لا يقل أجرا عن تجهيز المجاهد في سبيل الله تعالى، وقد حث الإسلام على ذلك؛ فقال الله تعالى:  "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"، وأمر بفعل الخير فقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون". وقال تعالى: ((ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا ))،
وقد أكدت السنة النبوية على هذا التضامن في آثار كثيرة؛ منها: ما روي عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- مرفوعاً: (مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى له سَائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى). وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كُرَب الدنيا، نفَّس الله عنه كربةً من كُرَب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسرٍ، يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، واللهُ في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة، وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطَّأ به عمله لم يسرع به نسبه))؛ رواه بهذا اللفظ مسلم. وروي عنه قوله صلى الله عليه وسلم: (الْمُؤْمنُ للْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشدُّ بعْضُهُ بَعْضًا) رواه الشيخان وغيرها من الأحاديث الدالة على أهمية هذا المسعى الخيري الاجتماعي.
وقد دلت آثار كثيرة على أن كل من أعان شخصا على طاعة من الطاعات كان له مثل أجره، فمن جهز طالب علم فله اجر ذاك الطالب وهو يسعى في طلب العلم، لأن العلم فرض؛ سواء أكان فرض عين أو فرض كفاية، والأمة محتاجة للعلماء الذين يقودونه شرعيا وعلميا وتنمويا وحضاريا،
ومن شدة حرص الفقهاء المسلمين فقد أجازوا دفع الزكاة لطالب العلم، بل أفتوا بجواز إعطائها لطالب العلم ولو لم كن فقيرا مادام احتاج لذلك، كمن يسكن يعدا عن أهله ورحل لطلب العلم فيعطى من الزكاة، كما كان المسلمون لاسيما في الجزائر يوقفون أموالهم من عقارات ومنقولات ومحاصيل زراعية على مدارس العلم وطلابها وكذا الزوايا والكتاتيب؛ وقد ذكر ابن عابدين أنه تلزم على المسلمين كفاية طالب العلم إذا خرج للطلب؛ حتى لو امتنعوا عن كفايته يجبرون كما يجبرون في دين الزكاة إذا امتنعوا عن أدائها.، وهذا ما يكشف عن أهمية العلم في حياة الأمة المسلمة، لأنه حياة وسبب للحياة، وتجارب الأم ماضيا وحاضرا أن قوة أي أمة وتطورها وصمودها إنما يكون بالعلم، في مجالاته الشاملة؛ الشرعية والإنسانية والطبيعية والكونية، ففي كل دينار ينفق على طالب العلم أجر عظيم وثمار كبيرة، في المستقبل.
وقد اتخذ التضامن المدرسي عشية الدخول الاجتماعي أشكالا كثيرة، حيث يتوجه التضامن عادة إلى تلبية حاجات التلميذ من المحفظة والأدوات المدرسية والألبسة والكتب المدرسية والإطعام وتكاليف أخرى، كما أن الجهات المتضامنة كثيرة، منها برنامج الحكومة الذي يخصص منحة سنوية للأسر المعوزة التي يتمدرس أبناؤها وهي في ارتفاع عاما بعد عام، وكذا بعض الوزارات ومنها وزارة التربية التي دأبت منذ الاستقلال على هذا الدعم ن وقد تكفلت هذا العام توزيع الكتب المدرسية مجانا لحوالي أربعة ملايين سيستفيدون من الكتب المجانية على غرار تسلمي نسخة رقمية مجانية لكل المستويات، وكذا وزارة التضامن، والبلديات من خلال لجانها الاجتماعية، ومديريات النشاط الاجتماعي، والهلال الأحمر الجزائري، ومؤسسة سبل الخيرات للمساجد، والكشافة الإسلامية الجزائرية، علاوة على الجمعيات الخيرية والاجتماعية؛ سواء تلك التي تشتغل على فعل الخير عموما أو متخصصة في فئات محددة، وقد اعتادت على توجيه نداءات متكررة للمواطنين لتقديم تبرعات عينية أو مالية لاقتناء مستلزمات التلاميذ وإدخال الفرحة عليهم والحيلولة دون أي شعور بالنقص أمام أقرانهم يوم الدخول، واستعانت هذه المرة بوسائط التواصل الاجتماعي.
كما دأب كثير من رجال المال على التكفل بمستلزمات بعض التلاميذ لاسيما أولئك الذين يسكنون في أحيائهم؛ بل هذا السلوك لم يعد قاصرا على رجال المال بل شمل الطبقات المتوسطة التي انخرطت في مثل هكذا مسعى، وقد وجدنا بعضهم يفوض أصحاب المكتبات بمنح مستلزمات لمن يقدمون عليهم من المعوزين مجانا ثم يتكفلون بعدئذ بتسديد ثمنها، وهو عمل خيري سري سيكون فيه أجر عظيم إن شاء الله تعالى.
والإنفاق على العلم ينبغي أن لا ينظر إليه على أنه مجرد دعم لمعوز بل ينبغي أن ينظر إليه على أنه تجهيز لمجاهد ومناضل وتشجيع لفارس مستقبلي، وبطل من أطالب ورائد من رواد المجتمع؛ ولذلك لا يشترط أن تكون المساعدات قاصرة على الفقراء المعوزين بل لا حرج أن تكون شاملة لكل تلميذ إن كان في الإمكان فعل ذلك؛ لكن ينبغي أن يخضع التضامن لتنظيم أكثر لتوحيد الجهود حتى لا يتمركز في جهة دون أخرى لاسيما ذاك الذي تقوم به الجمعيات.
ع/خ

الإنسان حر في هبـــــــة مالــــــــــــه  في حياتــــه

إن من مظاهر تكريم الله للإنسان أن أعطاه حرية التملك والتصرف في ماله بكل الطرق الشرعية مادامت تتوفر فيه شروط الأهلية التي ضبطها الفقهاء في مصنفاتهم من بلوغ وعقل وقدرة وحسن تصرف وغير ذلك. لكن هناك قرابة لا يجوز حرمانهم من التركة في جميع الأحوال وهم من وجبت نفقتهم على الرجل (الأب والأم والزوجة وزوجة الأب والأبناء).
فلا يجوز شرعا أن يحرم هؤلاء من التركة، للحديث الصحيح الذي روي_ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا ذُو مَالٍ، وَلَا يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ لِي وَاحِدَةٌ، أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: أَفَأَتَصَدَّقُ بِشَطْرِهِ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ؟ قَالَ: الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ، إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
أما القرابة الذين لا تجب نفقتهم على الشخص كالأخ وابن الأخ والعم وابن العم وغير ذلك فيجوز للرجل أن يهب كل ماله أو أن يتصدق به وليس من حقهم أن يعترضوا عليه. وهذا هو العدل في المسألة. لكن ينبغي للشخص أن يعامل قرابته بالفضل لقوله تعالى: ((وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا)) (إذا كان المال كثيرا) مادام هؤلاء القرابة أهل مودة وعرفان .
لذلك فقد أخطأ من قال إن هذه الهبة لا تجوز، وللأسف –يدعي هذا البعض- وهذه عينة تعكس حالات كثيرة أصبحت تنتشر في المجتمع بشكل لافت . وهذه المفاهيم الخاطئة من شأنها أن تضيق الواسع وتوقع الناس في الحرج الذي رفعه الشرع عن هذه الأمة المرحومة .
أعرف أشخاصا ما عرفوا عتبة باب عمهم ولا سألوا عنه يوما وبمجرد أن مات جاؤوا يطلبون حقهم من تركته (مسكنه)! بل إن بعضهم اعترض على قريب لهم تكفل بطفل ثم أراد أن يهب له بيته وقالوا له لا يجوز لك فعل هذا لأنك ستحرم ورثتك ! وهذه جرأة ممن لا علم له.

عش حياتك بأمل
إن إدراك حقيقة أن الحياة لم تقم بالكمال والرخاء بل بالنقص والابتلاء، يدفع إلى التخفف من الركض خلف السعادة والإمعان في طلب العيش الطيب، فينفذ الإنسان من قشرة الحياة إلى جوهرها، ويرى الكمال في الرضا الذي لا ينزع الطموح، لكن يمنعه من الانحراف إلى الطمع والسخط والشقاء.
‏على الإنسان أن يهتم بنفسه، أن يكون حنونًا على نفسه كُل يوم، ألّا يزيد من صعوبة الحياة بقسوته على ذاته، أخطأت لا بأس لقد تعلمت، خسرت إذاً ستُعوّض، كل شيء يعوض إلا دينك ونفسك.
فلا تضيع لحظة في نشاط لا يرتقي بك؛ فالحياة رحلة فاستمتع بتفاصيلها. وافرح بكل يوم جميل واصبر على كل يوم مؤلم وحزين انتبه لتقلباتها وتغيراتها فمن يستأمنها سيُخدع بها ومن يبالغ بالحذر سيفقد بهجتها هي ليست طويلة كما نتخيل فلا تضيع لحظة واحدة في نشاط لا يسعدك أو يرتقي بك.

إلغاء حفل فرقة نرويجية استخدمت عبارات نازية ومعادية للإسلام
تسببت عبارات نازية ومعادية للإسلام رددها أعضاء فرقة «تاكي» النرويجية، بإلغاء حفل للفرقة كان مقررا في فرنسا يوم 5 سبتمبر. واستنادا لوسائط إعلامية فقد خلفت تصريحات الفرقة المثيرة للجدل غضب الجهات المنظمة التي أزالت الملصق الخاص بالحفل وقررت إلغاءه.
وقال تقرير إعلامي إن وصول النرويجيين من فرقة «تاكي» أثار التوترات في فرنسا، حيث كان من المقرر أن تحيي هذه الفرقة حفلا موسيقيا في 5 سبتمبر في منطقة بيغال بالعاصمة باريس. وأشار إلى أن مواقف المغني المعادية للإسلام واستخدامه عبارات ورموزا تحيل إلى النازية الجديدة، تسببت في رد فعل غاضب أدى إلى إلغاء الحفل.
وحسب ذات المصادر فقد نبهت في بيان صحفي نُشر في 17 أغسطس الجاري «الحشد»، وهي جماعة باريسية مناهضة للفاشية، إلى «وصول مجموعة معادية للإسلام علانية إلى باريس تستخدم الرموز النازية». وأشار بيان المجموعة الفرنسية إلى أن الأنظار تتجه نحو المطرب أورجان ستيدغبرغ، المعروف باسم الفنان «هوست». وأوضح أنّ مغني الفرقة ظهر سنة 2007 على خشبة المسرح ورسم صليبا معقوفا على صدره خلال حفل موسيقي في إيسن، مشيرا إلى مواقفه المعادية للإسلام.

الرجوع إلى الأعلى