البشرية تتوخى علوما تقودها للسعادة والتنميـــة والســــلام
يحتفي العالم ابتداء من نهار الغد بالأسبوع الدولي للعلم والسلام، في محاولة للربط بينهما باعتبارهما قيمة جوهرية محورية في توجه البشرية نحو تحقيق السعادة والرفاه، فيكون العلم طريقا لتحقيق السلام من خلال ما يلبيه من حاجات اجتماعية واقتصادية وصحية وتكنولوجية، وما يحققه من تقارب الشعوب والأمم، التي تشترك في العلم وتجعل منه مشتركا إنسانيا سرعان ما يتحول لرابط يربط بينهما على شكل أخوة دائمة تحول دون أي صراع أو قتال أو عنف؛ أو تشنج؛ بل يضفي مسحة سلام في حياة البشرية، باعتباره وسيلة وغاية، دون احتكار أو تعال أو قطيعة، وفي نهاية الأسبوع يحتفي العالم تبعا لذلك باليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية الذي اعتمدته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) حيث نحتفل به في كل عام في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر،

وحسب موقع هذه المنظمة فإن اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية، يسلط الضوء على الدور الهام الذي يؤديه العلم في المجتمع والحاجة إلى إشراك جمهور أوسع في المناقشات المتعلقة بالقضايا العلمية الجديدة. كما أن هذا اليوم يؤكد على أهمية العلم في حياتنا اليومية. ويهدف اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية، من خلال ربط العلم على نحو أوثق مع المجتمع، إلى ضمان اطلاع المواطنين على التطورات في مجال العلم. كما أنه يؤكد على الدور الذي يقوم به العلماء في توسيع فهمنا لهذا الكوكب الهائل والملقب ببيتنا الكبير وفي جعل مجتمعاتنا أكثر استدامة.
وهي مقاصد نبيلة وأهداف سامية متوخاة من العلم في حياة البشرية؛ إذ لا يعقل أن يسخر العلم في ضرب مصالح البشرية وتقويض روابطها أو المساس بكرامتها أو تسويغ الصراع والعنف بين شعوبها، أو جعله أداة في خدمة الاستعمار والاستغلال والاستبداد، أو الهيمنة، أو استغلاله للحط من كرامة البشر أو ضرب أسس الجنس البشري أو تدمير البيئة وتهديد الحياة برمتها، أو ترسيخ طبقية مقيتة بين أمم متحضرة تحتكر العلم والتكنولوجيا وأمم متخلفة تحجب عنها هذه العلوم بمبررات تاريخية واجتماعية لا تمت للعلم بصلة، ولئن حولت التكنولوجيا المجتمع البشري إلى قرية صغيرة فإن هذا التقارب ينبغي أن يعزز السلام العالمي
وبقدر ما كشفت أزمة جائحة كورونا عن الأهمية القصوى للعلم في حياة البشرية حين ظلت أعناق ملايير البشر مشرئبة إلى مخابر البحث وما ستنتجه من لقاحات تنقذ بها حياة الشبر وتحاصر الوباء فإنه كشف أيضا من خلال طريقة التعامل مع اللقاح أن العلم مازال بعيدا عن خدمة السلام العالمي؛ فحين تحتكر دول عظمة اللقاح حتى تغطي حاجة شعوبها وتحرم منه أخرى فهذا يعني أن العلم محاصر وممنوع من أداء دوره في الحياة
كما أن تدريس العلوم المعتمدة حديثا لم يجسد معاني السلام في حياة البشر، ولا أدل على ذلك من أن تاريخ العلوم الذي يقدم في جامعات الغرب مازال يقصي إسهام الحضارة الإسلامية في العلم، ولا يؤرخ لها ، رغم ما قدمته للبشرية خلال قرون حين كان الغرب يعاني تخلف العصور الوسطى/
ويأتي الاحتفاء بهذا الأسبوع وما يتوج به من الاحتفاء باليوم الأخير منه ليتناغم ومقاصد الشريعة الإسلامية التي كانت أكثر الشرائع حرصا على العلم والسلام، ففي عشرات النصوص الشرعية من الكتاب والسنة دعوة صريحة للعلم بمختلف فروعه وتخصصاته ودعوة للمسلمين وغيرهم للعيش معا بسلام في إطار احترام العقل والاعتبار بسنن الله في الكون ورفض ربوبية البشر ومصادرة حرية العقيدة والحق في العبادة، بل إنه يشير إلى أن ترك العلم ومقتضياته مؤذن بحروب وفتن تقوض السلام قال الله تعالى: ((وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ..)) إلى قوله: ) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ))، وأمر المسلمين بالرجوع للعلماء حين الفتن حفاظا على السلام، فقال تعالى: ((وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ))  فالعلم والسلام قيمتان عظيمتان، فيكون العلم خادما للتنمية المفضية للسلام بين البشر.
ع/خ

إعــــــــلان الجزائــــــــــر ينــــــــــاهض الإســــلاموفوبيـــــــــا
لاحظ المتتبعون أن إعلان الجزائر وعلى غير عادة بيانات جامعة الدول العربية، جاءت فيه  الإشارة إلى ظاهرة الإسلاموفوبيا بترحيبه بالمبادرات التي تنصب تجاه الحد منها؛ فأكد إعلان الجزائر على (الترحيب بالتحركات والمبادرات الحميدة التي قامت وتقوم بها العديد من الدول العربية من أجل الحد من انتشار الاسلاموفوبيا وتخفيف حدة التوترات وترقية قيم التسامح واحترام الآخر والحوار بين الأديان والثقافات والحضارات وإعلاء قيم العيش معا في سلام التي كرستها الأمم المتحدة بمبادرة من الجزائر. والترحيب في هذا السياق بالزيارة التاريخية لقداسة بابا الفاتيكان إلى مملكة البحرين، ومشاركته وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين في «ملتقى البحرين ...حوار الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني)، وهي سابقة تاريخية غير معهودة؛ ما يؤكد شعور الجزائر ومن حولها الدول العربية بتفاقم هذه الظاهرة المهددة للسلم العالمي والمقوضة لكل مبادرات التقارب بين الأمم والشعوب وتحالف الحضارات، ولعل الجزائر أكثر الدول العربية شعورا بهذه الظاهرة بحكم تواجد جاليتها .بالملايين في أوروبا لاسيما في فرنسا، وهي مشرفة على مؤسسات دينية هناك خاصة مسجد باريس؛ حيث تقف من خلالها على حجم هذه الظاهرة ومعاناة المسلمين منها اجتماعيا وإعلاميا، والرمي بثقل جامعة الدول العربية لمناهضتها من شأنه محاصرة الظاهرة والتمهيد لقرارات تاريخية مستقبلا قد تفضي إلى تجريمها دوليا؛ لاسيما وأن إعلان الجزائر دعا بالتوازي مع ذلك إلى التسامح وحوار الأديان
 والحضارات.                                                    ع/خ

قريبا المصحف الشريف وكتب فقهية بطريقة بـرايل
تعكف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف على الإعداد للطباعة بلغة البرايل المصحف الشريف برواية الإمام ورش، وكذا كتاب في الفقه الإسلامي على مذهب الإمام مالك، وكذا الأربعين حديثا النووية.
وتحسبا لذلك أشرف زير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي أمس الخميس على اجتماع ضم إطارات من الوزارة، لتقييم مدى التقدم في مجموعة من الأعمال سيما الموجهة منها للعناية بفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة والعمل على ربطها بالمرجعية الدينية الوطنية، لاسيما منها طبع المصحف وكتب فقهية بطريقة برايل،  وبعد العرض الذي قدمه كل من مدير التعليم القرآني والمسابقات القرآنية ومدير الإدارة والمالية، أعطى السيد الوزير تعليماته لإنهاء كل الإجراءات المتعلقة بالمراجعة النهائية لهذه المطبوعات من طرف اللجان المختصة، وإتمام الإجراءات المالية للطباعة. حسب موقع وزارة الشؤون الدينية.

فتاوى

أمي مستفيدة من تقاعد المرحوم أبي، وهي تعطي أولادها وبناتها بين الحين والآخر بعض المال، ونحن لنا دخل والحمد لله، لكنها مؤخرا أكثـرت من منح أحد أحفادها بحجة أنه مقبل على الزواج وفي حاجة إلى هذا المال، هل يجوز لي منعها من ذلك؟
إن المال الذي تكتسبه أمك من تقاعد أبيك رحمه الله تعالى ملك خالص لها تتصرف فيه كيفما تشاء مادامت في كامل قواها العقلية والنفسية غير محجور عليه، ولذلك لا يجوز لك أن تمنعيها من التصرف فيه؛ بمنح حفيدها منه؛ حين ترى أن ذلك ضروري أو حاجي،
لكن يجوز لك تنبيهها في حالة ما إذا وهبت المال كله وبقيت هي بدون نفقة؛ لأنه في هذه الحال تتوجب نفقتها على أبنائها، والحال أن لها مالا يفترض أن تنفق منه على نفسها أولا وعلى من تعول، وما زاد عن هذا يجوز لها التصرف فيه بالهبة أو الصدقة، أو في حالة ما إذا بالغت في إعطاء أحد الإخوة ومنعت غيره من إخوته؛ لأن العدل بين الابناء مطلوب لما روي من قوله صلى الله عليه وسلم: («اتقوا الله، واعدلوا بين أولادكم») (البخاري ومسلم).
والعدل هنا لا يعني المساواة، فلكل حاجته والأم تعطي بحكمة دون أن تتسبب في حرمان أخا أو أخت، وحسن التصرف مع الأم من البر الواجب، الذي ينبغي على المسلم المحافظة عليه فلا يحرجها أو يرغمها على ما تكرهه أو يمنعها مما ترغب فيه مما هو مباح أو مندوب إليه، لاسيما إن كان الإخوة مستغنين بمالهم  ووظيفتهم.
أ.د.علي ميهوبي، جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة

استهداف الإسلام والعربية في صلب مخططات الاستعمار الفرنسي
لقد أدركت فرنسا حقيقة أن ضرب المجتمع الجزائري في دينه بمثابة ضرب الجسد في قلبه، ذلك أنه يستمد عزته من إسلامه، ويشحن قوته من إيمانه، فسعت إلى سلخه من قيمه الدينية، وإبعاده عن أوامر ربه، وترغيبه في نواهيه، وذلك عن طريق إشرافها على كل شؤونه، وتضييق الخناق على كل الممارسات الدينية، لاسيما تلك التي لا تتوافق ورؤيتها، فأفضى ذلك إلى تهديم مساجد وتحويل أخرى لأعراض مختلفة ومراقبة ما تبقى منها، والتضييق على التعليم القرآني بكل أنواعه، ومواده  ومحاولة استبدال القضاء الشرعي بالقضاء الفرنسي....إلخ
وكذلك الشأن بالنسبة للغة العربية فلم تسلم هي الأخرى من المحاربة والتجريم، لأنها المكون الثاني من مكونات الهوية الوطنية؛ كما قال العلامة عبد الحميد ابن باديس: «شعبُ الجزائرِ مسلِمٌ وإلى العُروبةِ ينتَسِب مَن قَالَ حَادَ عِن أصلِهِ أو قَالَ مَاتَ فقَد كَذَب’
فالعروبة ملازمة للإسلام، ومحاربة هذا الأخير يقتضي محاربة اللغة العربية، لأن القرآن الكريم منزل بلسان عربي، وبتر اللسان العربي يعني إسكات تلاوة الناس للفرقان، وتعليمه والعمل به، وبالتالي تركه وهجره، لذلك سعى المستعمر الفرنسي إلى محاولة فرنسة الشعب الجزائري، فوضع لذلك طرقا كثيرة وسلك سبلا شتى لتحقيق مآربه، فتم تجريم اللغة العربية، في دار أهلها وضيق على تعلمها، أو التحدث بها فاسحة المجال للفرنسة أو للعامية التي غزاها بلغته، والتصدي لكل مقاومة ثقافية لمشروعه التغريبي، وتسخير الصحافة لذلك ومحاولة سلخ أجيال وتربيتها في محاضنه، ولئن وجد الجزائريون ملاذا في الجمعيات والزوايا والكتاتيب لإنقاذ للحفاظ على لغتهم فإن بعضهم فضل الهجرة نحو الزيتونة والأزهر والشام والإستانة وغيرها، كما أنه عمل على نشر الثقافة الفرنسية المغايرة تماما لعروبة الجزائر، حيث جاء في بعض التقارير العسكرية: « إن الحقيقة الأخلاقية تستهدف العقول لتنويرها، أما الحقيقة السياسية فهي الوسيلة الفعالة للحكومة، وينبغي أن تسيطر الحقيقة الثانية على الأولى». ومن هذه المقولة تتجلى غاية فرنسا الهادفة إلى مسح عروبة الجزائريين تدريجيا، وتعليم النشء تعليما فرنسيا محضا، غير أنها كانت محض أمنية مستحيلة في أرض تمتد جذورها في أعماق العروبة، فشعب الجزائر شعب مسلم، أصيل الدين واللغة، لذلك بقيت الجزائر شامخة، وبقي شعبها الأبي صامدا في وجه العدو الغاشم، في وضحى بالنفس والنفيس لأجل أن تحيا الجزائر، وتبقى الجزائر هي الجزائر، وكما قال الشيخ ابن باديس: « إن الأمة الجزائرية ليست هي فرنسا، ولا يمكن أن تكون فرنسا، ولا تريد أن تصير فرنسا، ولا تستطيع أن تصير فرنسا لو أرادت، بل هي أمة بعيدة عن فرنسا كل البعد...، في لغتها، وفي أخلاقها، وعنصرها، وفي دينها، لا تريد أن تندمج ولها وطن معين هو الوطن الجزائري»

الرجوع إلى الأعلى