الإسلام بريء من تبرير العنف الأسري وانتهاك حقوق النساء

أحيا العالم أمس الأول اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، في مبادرة توعية سنوية ستتواصل على مدى 16 يوما، لتختتم في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، في حملة رفع لها شعار  اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة ،  وتهدف هذه الحملة، التي يقودها الأمين العام للأمم المتحدة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، حسب موقع المنظمة إلى منع العنف ضد النساء والفتيات والقضاء عليه في جميع أنحاء العالم ، وتدعو إلى اتخاذ إجراءات عالمية لإذكاء الوعي ولتعزيز الدعوة إلى ذلك الهدف ولإتاحة فرص لمناقشة التحديات والحلول. وحشد كافة أطياف المجتمعات في كل أقطار الأرض وتنشيطها في مجال منع العنف ضد المرأة، والتضامن مع ناشطات حقوق المرأة ودعم الحركات النسوية في كافة بقاع الأرض لمقاومة التراجع عن حقوق المرأة والدعوة إلى عالم خالٍ من العنف ضد المرأة والفتاة. حيث يُعد العنف ضد المرأة والفتاة واحدا من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارًا واستمرارًا وتدميرًا في عالمنا اليوم، ولم يزل مجهولا إلى حد كبير بسبب ما يحيط به من ظواهر الإفلات من العقاب والصمت والوصم بالعار.

وحسب المنظمة فإن العنف بشكل عام، يظهر في أشكال جسدية وجنسية ونفسية وتشمل: عنف العشير (الضرب، الإساءة النفسية، الاغتصاب الزوجي، قتل النساء)؛ والعنف والمضايقات الجنسية (الاغتصاب، الأفعال الجنسية القسرية، التحرش الجنسي غير المرغوب فيه، الاعتداء الجنسي على الأطفال، الزواج القسري، التحرش في الشوارع، الملاحقة، المضايقة الإلكترونية، والاتجار بالبشر (العبودية والاستغلال الجنسي)؛ وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث؛ وزواج الأطفال.
الإسلام كرم الرجل والمرأة ووضع شروطا لعلاج النشوز
وعلى الرغم من أن الإسلام كرم الإنسان ذكرا كان أو أنثى رجلا أو امرأة وحرم كل أشكال العنف والظلم الذي قد يطول النساء من المحيط الأسري أو الاجتماعي، ووضع من الضمانات والآيات ما يردع هذه الظاهرة على مستوى الإجراءات الوقائية والاستباقية والإجراءات الردعية العلاجية، إلا أن البعض يحاول عبثا أن يجد في بعض ظواهر النصوص الشرعية ما يبرر له العنف ضد المرأة عموما والزوجة خصوصا، بتأويل لتلك النصوص كثيرا ما اختلط فيه العرف الاجتماعي والرغبات النفسية، فيقولون مثلا إن الإسلام أباح ضرب المرأة في إطار التأديب الأسري، مستندين إلى قوله تعالى: ((وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34)))، فيقفون عند ظاهر الآية ويبيحون الضرب بمفهومهم له:
وهو فهم خاطئ وتأويل متسرع فالضرب في هذه الآية ليس على إطلاقه بل هو مقيد بضوابط وشروط تخرجه عما يعتقده الكثيرون، فمن حيث الحكم الشرعي هذا الضرب ليس واجبا ولا مستحبا بل مباح فقط وقيل مكروه؛ فقَالَ عَطَاءٌ: لَا يَضْرِبُهَا وَإِنْ أَمَرَهَا وَنَهَاهَا فَلَمْ تُطِعْهُ، وَلَكِنْ يَغْضَبُ عَلَيْهَا، وقَالَ ابن العربي معقبا على كلام عطاء: (هَذَا مِنْ فِقْهِ عَطَاءٍ، فَإِنَّهُ مِنْ فَهْمِهِ بِالشَّرِيعَةِ وَوُقُوفِهِ عَلَى مَظَانِّ الِاجْتِهَادِ عَلِمَ أَنَّ الْأَمْرَ بِالضَّرْبِ هَاهُنَا أَمْرُ إبَاحَةٍ، وَوَقَفَ عَلَى الْكَرَاهِيَةِ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى فِي قَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ: (إنِّي لَأَكْرَهُ لِلرَّجُلِ يَضْرِبُ أَمَتَهُ عِنْدَ غَضَبِهِ، وَلَعَلَّهُ أَنْ يُضَاجِعَهَا مِنْ يَوْمِهِ). وَرَوَى ابْنُ نَافِعٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اُسْتُؤْذِنَ فِي ضَرْبِ النِّسَاءِ، فَقَالَ: (اضْرِبُوا، وَلَنْ يَضْرِبَ خِيَارُكُمْ) فَأَبَاحَ وَنَدَبَ إلَى التَّرْكِ.).
بينما يرى محمد الطاهر بن عاشور: أن لا حق للأزواج في الضرب؛ بل الضرب من صلاحيات السلطة القضائية إن اشتكى لها الزوج، والزوج يتوقف تأديبه عند الوعظ والهجر فقط.
وقد اشترط الفقهاء المالكية شروطا لإباحة الضرب؛ منها: أن يضربها جوازا لا وجوبا ولا استحبابا، وقيل بل هو مكروه. وأن لا يكون ضربا غير مبرح، وهو الضرب الشاق وهو الذي يكسر عظما أو يشين لحما، ولو علم أنها لا ترجع عما هي عليه إلا به، فإن فعل فهو جان فلها التطليق والقصاص، وإذا ضربها الزوج فادعت العداء وادعى هو الأدب، فإنها تصدق، ما ل يكن الزوج معروفا بالصلاح، وإلا قبل قوله. وأن لا يضربها إلا بعد عدم إفادة الهجر، وأن يظن إفادة الضرب وإلا فلا يضرب، وأما الوعظ والهجر فلا يشترط فيهما ظن الإفادة، ووجه عدم الضرب إن لم يظن إفادته أنها وسيلة لإصلاح حالها، والوسيلة لا تشرع عن عدم ظن عدم ترتب المقصود عليها.
فهذه شروط دقيقة تعطي للضرب المنصوص عليه في الآية مفهومه الحق وضوابطه، فلا يكون عنفا أو أذى بل مجرد وسيلة تنبيه وطريق إصلاح فمن أخرجه عن مقصده فالإسلام بريء منه، فلا يحمله سوء فهمه وسوء تأويله، ولا يبرر به جرمه وتعديه.
كما أن الكثير من العادات المنتشرة في بعض الدول والمجتمعات العربية والإسلامية بآسيا وإفريقيا هي مجرد عادات تاريخية تمسكت بها تلك الشعوب والأمم ولم يأمر بها الإسلام على غرا ختان النساء الذي يعد عنفا ضد المرأة في القوانين الدولية، وكذا تزويج الصغيرات وغيرها من العادات.
ع/خ

قطر تفرض على الوافدين لمتابعة المونديال احترام التعاليم الإسلامية والتقاليد العربية
 في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ بطولة كأس العالم لكرة القدم، فرضت قطر على المشاركين في المنافسة من رياضيين ومشجعين وإعلاميين ورجال سياسة احترام العادات والتقاليد الإسلامية والعربية أثناء تواجدهم بقطر خلال أيام المنافسة،
ولذلك رفضت إظهار أي شعارات أو القيام بأي ممارسات علنية تخل بقيم الإسلام وتقاليد العروبة، على غرار التعري أو إظهار شعار المثليين أو شرب المسكرات في الملاعب أو الشوارع والأماكن العامة، أو ممارسة أي علاقة حميمية علنا بين أي شخصين،
وقد بدت الصرامة القطرية وعزمها على فرض إجراءاتها رغم ما تعرضت له قبل انطلاق المونديال من ضغوطات بحجة أنه لم تحترم حقوق الإنسان وحقوق العمال، حيث عمدت إلى افتتاح المنافسة بآيات قرآنية سمعها ملايير البشر عبر العالم بلسان عربي مبين، كما أنها استغلت هذه السانحة لتعرض على العالم الثقافة الإسلامية العربية وقيم الحضارة الإسلامية، فوضعت أجهزة للتعريف بالإسلام، ووزعت منشورات وكتيبات، وتعقد ندوات ميدانية لهذا الغرض، من قبل علماء ودعاة كبار في العالم الإسلامي، كما غيرت كل مؤذني المساجد بمن لهم صوت شجي ويتقنون المقامات، ليكون صوت المؤذن مؤثرا وقد اعترف بعض الوافدين من أمريكا أنه مستمتع بالاستماع للأذان دوريا، وقد وضع الآذان في تطبيق يسمعه المتفرجون أينما وجدوا، كما أنه جهزت ملاعب كرة القدم بفضاءات صلاة ومائضات للوضوء، وهي مبادرة استحسنها عموم المسلمين سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي أو المنظماتي.
وهذه المبادرة لن تقتصر على التعريف بالإسلام للوافدين باعتبار أن الإسلام رسالة للعالمين بل ستسهم أيضا في تصحيح النظرة التي يحملها المخيال الغربي عن العرب والمسلمين، في ظل ما تبثه الإسلاموفوبيا، ودور السينما ووسائل الإعلام الغربية التي سوقت صورة لمسلم يعيش في الماضي بالعنف والتخلف، بينما الإسلام دين سلام عالمي والمسلم كباقي البشر مسالم في أصله، ولعل من مظاهر تشوه صورة العربي المسلم في المخيال الغربي أن أحد المشجعين القادمين من الغرب تساءل عشية قدومه لقطر إن كانوا سيبيتون في الخيم ويفترشون الأرض!
ولعل في مبادرة قطر التي يتابعها الملايير أن تصحح بعض هذه التصورات، كما أنها ستشجع العرب مستقبلا على قول (لا) لبعض ما يحاول الغرب فرضه على الشعوب العربية والإسلامية أو ما يسعى لبسطه من هيمنة اقتصادية وثقافية ورثتها عن النظرة الاستعمارية، ولعل قطر في هذا تشبه الجزائر التي وجدت في نفسها في لحظة تاريخية فارقة مكنها من إملاء الشروط بدل تلقي الإملاءات.
كما أنها ستعرض أخلاق العربي في الكرم والشهامة، المتفتح على العصر بقدر تمسكه بتقاليده وأصالته وقيمه الحضارية.
ع/خ

فتاوى
ما هو الحكم الشرعي في امرأة لا تطيع زوجها ولا تحترمه وتُحمّله فوق طاقته؟
إن الزواج سُنّة من سنن الله التي فطر الناس عليها ، وهي نعمة عظيمة من نعمه، فبالزواج  تحصل السكينة والاستقرار التام لكلا الطرفين، قال الله تعالى :» ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة»الروم/32 ولكي تستقر هذه العلاقة التي شبهها الله تعالى باللباس الذي من شأنه أن يستر لابسه و يلائمه، قال تعالى:» هن لباس لكم وأنتم لباس لهن» البقرة/187
ولكي تتحقق معانيها السامية أوجب على كل من الزوجين واجبات تحقق حقوق الآخر، فأوجب على الرجل معاشرة زوجته بالمعروف، قال تعالى:» وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا» النساء/19 وقال النبي صلى اله عليه وسلم: «واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع أعوج، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا» أخرجه البخاري ومسلم.
وأوجب على الزوجة طاعة زوجها قال تعالى:» فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله «، والقنوت هنا هو دوام الطاعة للزوج، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:» و أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة».
فعلى الزوجة أن تجتهد في طاعة زوجها وإرضائه حتى تكون الزوجة الصالحة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: خير النساء التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره».
كما ينبغي أن لا تُحمّله ما لا يطيق، إذ قال الله عزّ وجل:» لينفق ذو سعة من سعته»، وقال في الموضع الآخر» لا يكلف الله نفسا إلا وسعها».
فإن أصرّت هذه الزوجة على عدم الطاعة فهي في حكم شرعنا الحنيف ناشز، وقد خص الله تعالى النشوز بالذكر فقال عز من قائل:» واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا»
لكن ما ينبغي إليه الإشارة هو ضرورة التسامح والمودة والتآلف بين الزوجين حتى تصلح الأسرة ويصلح بصلاحها المجتمع، فكل طرف مكمل للآخر يجبر نقصه ويستر عيوبه ويُصوّب خطأه.
موقع وزارة الشؤون الدينية

أساتذة التعليم القرآني وأعوان المساجد
تقليص مدة التكوين للمعنيين بالترقية
أعلنت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية أنه وفي إطار تجسيد الرخصة الصادرة عن مصالح الوظيفة العمومية والإصلاح الإداري، المتضمنة الإعفاء من المشاركة في مسابقة الالتحاق بالتكوين المتخصص للترقية في رتبتي إمام مدرس وأستاذ التعليم القرآني، لفائدة أساتذة التعليم القرآني وأعوان المساجد الذين تحصلوا بعد توظيفهم على الشهادات والمستويات التعليمية المطلوبة لذلك. تتشرف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بإبلاغ المعنيين بهذه الرخصة أن ذات المصالح قررت وبصفة استثنائية تقليص مدة تكوينهم بعنوان سنة 2022 على النحو التالي:
(1)بالنسبة للترقية على أساس الشهادة للالتحاق برتبة إمام مدرس: تقليص مدة التكوين بالنسبة لأساتذة التعليم القرآني، من ثلاث(03) سنوات إلى سنة (01) واحد.، وتقليص مدة التكوين بالنسبة للقيمين والمؤذنين، من ثلاث(03) سنوات إلى سنتين (02)
(2) بالنسبة للترقية على أساس الشهادة للالتحاق برتبة أستاذ التعليم القرآني: تقليص مدة التكوين بالنسبة للقيمين والمؤذنين، من سنتين(02) إلى سنة (01) واحدة.

 

الرجوع إلى الأعلى