شاء الله تبارك وتعالى أن يتوافق موت فضيلة الأمام المجدد محمد الغزالي مع اليوم العالمي للمرأة فرأيت أن اكتب هذا المقال لأسلط الضوء على زاوية من زوايا فكر الرجل التجديدي ومشروعه الحضاري الذي سخر له وقته وجهده وفكره وقلمه زهاء نصف قرن من الزمن لم تلن له قناة ولم تهن له قوة رحمه الله وليس غريبا  أن يكون جهاد الشيخ الغزالي امتدادا للمدرسة الإصلاحية التي شيد أسسها  رعيل من المصلحين كأمثال الأفغاني ورشيد رضا ومحمد عبدة والإمام ابن باديس والإمام حسن البنا وعبد الكريم الخطابي رحمه الله تعالى جميعا.
 فقد ناضل هؤلاء ليبينوا مكانة المرأة الحقيقة التي بوأها إياها الإسلام الحنيف بعيدا عن إكراهات التقاليد البالية والأعراف الجاهلية السمجة التي  أساءت للإسلام أيما إساءة وأعطت فرصة سانحة لأعداء الدين والأمة أن يتطاولوا على القرآن الكريم والسنة النبوية وذخائر الموسوعات الفقهية متمسكين ببعض الأقوال قيلت في سياقات معينة أملتها الضرورات الاجتماعية والأعراف السائدة آنذاك وربما الجمود الفقهي والتقليد والتعصب الذي حرم المرأة من أداء دورها الرسالي على الوجه الأكمل أو إملاءات الفكر الغربي الدخيل على أمتنا والذي ما فتئ يفسد ويخرب كيان المجتمعات المسلمة  بأسلوب ممنهج وخطط مدروسة معدة في مخابر الماسونية  والاستشراق العالميين ولقد استعانت هذه الدوائر الاستعمارية وللأسف الشديد ببعض بني جلدتنا من أبناء هذه الأمة من المستغربين حتى غدت حصوننا مهددة من الداخل  وهذا ما تنبه له المصلحون ورواد الفكر الإسلامي.
وكان الشيخ الغزالي واحدا من هؤلاء متمسكا في دفاعه عن  قضايا المرأة بالآيات البينات التي لا تحتمل تأويلا كقوله تعالى : _(( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)  وقوله تعال ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما  كانوا يعملون) فالمرأة في فكر الشيخ محمد الغزالي شأنها شأن الرجل في التكليف والتعبد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأداء واجب المواطنة كما أنها تثاب إن أحسنت وتعاقب إن أساءت لقوله تعالى (إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ و
ٱلْمُسْلِمَاتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَٱلْقَانِتِينَ و ٱلْقَانِتَاتِ و ٱلصَّادِقِينَ وَٱلصَّادِقَاتِ و ٱلصَّابِرِينَ و الصَّابِرَاتِ و َٱلْخَاشِعِينَ و َٱلْخَاشِعَاتِ و ٱلْمُتَصَدِّقِينَ و ٱلْمُتَصَدِّقَاتِ وَٱلصَّائِمِينَ وَٱلصَّائِمَاتِ و ٱلْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَافِظَاتِ وَٱلذَّاكِرِينَ ٱللَّهَ كَثِيرًا وَ ٱلذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم: ‘ النساء شقائق الرجال’ ووصيته صلى الله عليه وسلم بالاستوصاء بالنساء  خيرا، وسيرته العملية في التعامل مع النساء منذ فجر الدعوة إلى أن قبض صلوات رب وسلامه عليه.
ولهذا كرس كل حياته لبيان  حقيقة الإسلام وجوهره النقي ورسالته الخالدة ومنها مكانة المرأة  التي تعتبر جزءا أساسيا من المجتمع وركنه الركين فهي الأم المربية صانعة القادة والفاتحين والمبدعين والمتميزين ومفتاح الجنة وهي الزوجة الحافظة لكرامة زوجها وعفافه وطهره بحسن تبعلها والبنت الموجبة لنجاة والديها إن أحسنت تربيتها ولقد ألف الشيخ كتابا بعنوان قضايا المرأة من 218 صفحة يعتبر عصارة فكر فكره ونظرته إلى مكانة المرأة التي أعطاها إياها الإسلام الحنيف ودليله فيما يرى ويذهب إليه النصوص الواضحات من الكتاب والسنة وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم عرض فيه الواقع المر الذي تعيشه المرأة في شتى مجالات الحياة باسم الدين والدين منه براء وخاصة في المجال السياسي والثقافي والاجتماعي إلا أن الشيخ الغزالي بنظرته الثاقبة وواقعيته في علاج القضايا الحساسة للأمة  ومنها قضية المرأة لا ينحو باللائمة على أعداء الأمة بمقدار ما يحمل المسلمين المسؤولية على سيادة الصورة النمطية للمرأة في بلاد الغرب ويحمل العلماء مسؤولية تصحيح الوضع الراهن ورفض المرويات المغلوطة والإسرائيليات المكذوبة و ما لا يتفق مع المقرارات الشرعية والحقائق القطعية كما ان الشيخ الإمام محمد الغزالي يجعل تخلف المرأة عن الفاعلية في الحياة العامة ونظرة المجتمعات الإسلامية إليها في عصور الانحطاط نظرة إزدراء سببا من أسباب التخلف الحضاري للأمة وعامل من عوامل الضعف والانهيار القيمي للأمة والخلقي وتسلل الأعداء إلى المنظومة الأسرية بالإفساد والتفكيك والتشتيت .
والحق أن الشيخ الغزالي رحمه الله كوّن أجيالا من النساء في العالم الإسلامي هن اليوم رائدات العمل الإسلامي رغم أنه واجه عنتا من بعض علماء عصره في العديد من الأقطار على حد سواء ولكنه ثبت على مواقفه واجتهاداته ثبوت الجبال الراسيات حتى ذهب الزبد جفاء ومكث ما ينفع الناس في الأرض فإذا بآراء الشيخ الغزالي تصبح محل اهتمام وموضع تنفيذ في بلدان كانت تعتبرها يوما شذوذا أو مروقا على الإسلام فإذا بالمرأة اليوم تبوأت مواقع ثقافية وسياسية واجتماعية متقدمة في مجتمعات كانت لا تسمح للمرأة إلا بالخروج إلا مرتين إما إلى بيت زوجها وإما إلى مثواها الأخير .

مشاكل الناس من أنفسهم


نشرت مجله فوربيس، مقالة حول دراسة ميدانية ظهر من نتائجها أن عدد حالات الانتحار بين طلاب المدرسة، انعدمت خاصه عند المراهقين في فتره كورونا، وذلك بسبب توقف التنمر والسخرية والاستهزاء والإساءات اللفظية، وكذا الاعتداءات الجسدية التي انتشرت بين التلاميذ خلال التعليم الحضوري.
هذه النتائج ليست قاعدة، فالإسلام جعل المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ربما إن كان الأذي في الدين أو ربما في ما اشتهر بين الناس في التجارة يومئذ، لكن هذا لا يعني أن الشريعة الإسلامية لم تمنع التنمر والسخرية والاساءة والاستهزاء بالأخر،  بل حرمتها بنص قرآني قال الله تعالى «يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بلا الألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتم فأولئك هم الظالمون «، وكثيرا من الأمراض التي تقدم لها تفسيرات مادية لعللها وأسبابها ـحمل أيضا أسباب نفسية وهوامل اجتماعية من تأثير المحيط المعيش، بما يسببه للكثيرين من قلق وتوتر، لاسيما أولئك الذين أرهقتهم وأنهكتهم الحياة، لدرجة فقدت معها أجسادهم كل مقاومة ومناعة،فكثيرا ما يتعرضون لمواقف الغدر والتغرير والاستغفال،والكلام جارح، والإهمال،بل في فضاء المحيط الأوسع نجد الحروب والنزاعات حيث يقتل الإنسان نظيره الإنسان، وأحيانما يقتله دون سبب، على خلاف ما تفعله الحيوانات المفترسة التي تقتل لتأكل.
على المسلم أن يكف عن التنمر بالآخرين وإلحاق الأذى الحسي والمعنوي بهم، وإن استعصى على المسلم العيش في محيط ما، فنقول قلل من الناس، والزم بيتك وابك على خطيئتك كما قال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو: إذا رأيت الناس قد مرجت عهودهم، وخفَّت أماناتهم، وكانوا هكذا. وشبك بين أصابعه. قال: فقمت إليه فقلت: كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك؟ قال: الزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ بما تعرف، ودَع ما تنكر وعليك بأمر خاصة نفسك، ودَع عنك أمر العامة، لكن تبقى المخالطة الإيجابية أفضل من العزلة السلبية ويبقى الأمل في الإصلاح نبراسا يقلل التوتر والضغط ويفتح طريق السعادة والأمان. 

بالتوازي مع استلامها المقر الجديد
وزارة الشؤون الدينية تشرع في تسطير برنامج رمضان
شرعت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في سباق مع الزمن لتسطير برنامج رمضاني واعد وثري لتجسديه خلال شهر رمضان الكريم، حيث أشرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي  منتصف الأسبوع بالمقر الجديد للوزارة، على اجتماع للإطارات من أجل ضبط البرنامج الخاص بشهر رمضان المبارك 1444ه‍ / 2023م.
وحسب موقع الوزارة فقد استهل السيد الوزير كلمته بالتهنئة على الانتقال للمقر الجديد، والذي سيعطي نفسا جديدا ويوفر أجواءً مناسبة لمزيد من العطاء.ليسدي بعد ذلك توجيهاته لإتمام ضبط البرنامج الذي تم تسطيره، مع ضرورة توفير جميع الشروط لتجسيده بإحكام، وتوفير الأجواء الإيمانية والروحية لذلك بحسب مجالات النشاط، حيث وجه في مجال الشعائر الدينية إلى التحضير الجيد لتنظيم ليلة الشك ورصد هلال شهر رمضان الفضيل، وفي مجال التوجيه الديني والنشاط المسجدي وجه إلى الحرص على استكمال الإجراءات اللازمة لتأطير المساجد لصلاة التراويح، مع العناية بالإرشاد النسوي، وفي مجال التعليم القرآني وجه إلى العناية بمسابقات حفظ القرآن الكريم لجميع الفئات بما في ذلك ذوي الاحتياجات الخاصة بالتعاون مع مختلف الدوائر الوزارية كوزارة العدل ووزارة التضامن الوطني، وتشجيع الناشئة على وجه الخصوص، وضبط برنامج لتوزيع المصحف الشريف، وكذا مصحف برايل تجسيدا لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية، وفي مجال الثقافة الإسلامية وجه إلى تنشيط المراكز الثقافية الإسلامية وتنظيم قوافل علمية لبعض الولايات خلال شهر رمضان، وفي مجال العمل الاجتماعي وجه السيد الوزير إلى إتمام إجراءات توزيع حصيلة الحملة الواحدة والعشرين لصندوق الزكاة على مستحقيها قبيل شهر رمضان المبارك، والتحضير لتوزيع زكاة الفطر في نهايته.
وسيكون هذا الاجتماع بمثابة ضوء أحضر للمديريات الولائية للشؤون الدينية للانطلاق في وضع برامج محلية تغطي أيام الشهر لفضيل.
 ع/خ

للإسهام في الأمن المجتمعي : دعوة إلى تعزيز أسس المرجعية الدينية في التعليم الديني


دعا أساتذة وخبراء إلى ـتعزيز أسس المرجعية الدينية في التعليم الديني للإسهام في الأمن المجتمعي، وذلك في اختتام ملتقى وطني حول ‹ حول التعليم الديني وصلته بالأمن المجتمعي في الجزائر.’ نظمه قبل أيام مخبر البحث في الدراسات العقدية ومقارنة الأديان، بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، شارك فيه أستاذة من جامعات وطنية إضافة إلى د/ سيد علي دعاس من وزارة التربية الوطنية وا. د/ إيدير مشنان ممثلا لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف.
كما أوصى المشاركون استنادا لخلية الإعلام بـتفعيل دور المسجد في التربية والتعليم وتوفير الأسباب لأداء هذا الدور، إضافة إلى التركيز على مقومات الهوية الوطنية في التعليم بصفة عامة،كما دعا المتدخلون إلى إسناد مادة التربية الإسلامية لأهل التخصص، وركزوا على التأكيد على دعم مؤسسات التعليم الديني علميا وأدبيا لقدرتها على بناء الإنسان وتحقيق الأمن المجتمعي وفي الأخير أوصى المشاركون من أساتذة وأكاديميين ببرمجة ملتقيات وندوات تشاركية بين الجامعة والجهات الأمنية والعلمية المختصة.                                                                                                                                                                                                                                                                                           ع/خ

الرجوع إلى الأعلى