حملة وطنية لمجابهة المخدرات والمهلوسات

ظل تنامي ظاهرة تعاطي المخدرات والمهلوسات، وما تنشره وسائل الإعلام من حجز كميات كبيرة وتفكيك شبكات تروجها في وسط الشباب خصوصا والمجتمع عموما، وبغرض الإسهام في التصدي لها وشل آثارها المدمرة على النفس والعقل والجسم، والمهددة للأمن الوطني، ووعيا بالخطط التي تستهدف إغراق المجتمع بهذه السموم بمختلف الوسائل والطرق، وعملا بقوله تعالى:" وَذَكَرْ فَإِنَّ الذكرى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ " [الذاريات 155]، أصدرت اللجنة الوزارية للفتوى بيانا أكدت فيه على تحريم المخدرات والمهلوسات والمؤثرات العقلية، تعاطيا واستهلاكا وترويجا وبيعا، وفي بيان حمل رقم 39 رأت اللجنة أن ذلك من كبائر الذنوب لدلالة النصوص على تحريمها، ولما فيها من الأضرار البالغة التي تخل بالعقل، وتزري بالحياة البشرية وتهدر الكرامة الإنسانية. وأنه لا يخفى أن خطورتها كالخمر بل هي أشد خطرا، وقد قال الله تعالى:" يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخمر والميسر والانصَابُ وَالازلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [المائدة 190] . وأن كل ذي عقل يدرك أنها من الخبائث، والله تعالى يقول: "وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائثَ" [الأعراف 157]ـ وبينت بعض مخاطرها الجسيمة؛ حيث قالت إنها شديدة الفتك بالنفس البشرية وهي طريق الجريمة والقتل والله تعالى يقول: "وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُم إِلَى التَّهْلُكَةِ"[البقرة/119]، وهي مفسدة للعقل مُخلة به غاية الإخلال، وقد ثبت أنه (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ (ص) عَنْ كُلَّ مسْكِرٍ وَمُفَتِرِ) [مسند الإمام أحمد].

وفي ذات البيان أكدت اللجنة أن الترويج للمخدرات والمهلوسات وتعاطيها من مهددات الأمن الوطني والاستقرار المجتمعي، وهي من أخطر أسباب زرع الفتنة وشيوع الانحراف والفاحشة فيه، قال الله تعالى: "وَالْفِتْنَةُ أكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ" [البقرة/215]، وقال سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" [النور/19].
وفي المقابل فإن وقاية أبناء المجتمع من تعاطيها، ومواجهة مروجيها، يعتبر من الأسباب التي تعزز الأمن وتحافظ على استقرار الوطن وتنميته، وحمايته أبنائه.
وفي ضوء ما قررته بشأن حكم المخدرات والهلوسات وما بينته من مخاطرها دعت اللجنة الأسرة الجزائرية إلى العناية بأولادها والحرص على حمايتهم منها، بما في ذلك المخدرات الرقمية والإلكترونية، وهي مهمة ملقاة على الآباء والأمهات بصفة خاصة، والله هو القائل: "يَأَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائكَة غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُومَرُونَ" [التحريم 16]
كما حثت على الاندماج الكامل لكل المواطنين والمواطنات، ومؤسسات صناعة الرأي لحماية المجتمع من هذه الآفة الخطيرة، لاسيما لجان الأحياء والقرى والمداشر، والمؤسسات التعليمية، وجمعيات أولياء التلاميذ ومختلف هيئات المجتمع المدني ووسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، وتعزيز دورها الإيجابي في الوقاية من هذه الآفة، عملا بمبدأ النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكل ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة وبكل الوسائل المشروعة المتاحة، مع التبليغ عن المروجين ومساعدة المدمنين على التخلص من ذلك، وقد قال الله تعالى:" وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَامُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأَوَلَيْكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" [آل عمران/104]، ولا يخفى ما في ذلك كله من الأجر الكبير والثواب العظيم، لما فيه من حفظ النفس والعقل، وتحقيق الاستقرار.
ولم تنس اللجنة التنويه بالدور الكبير الذي تضطلع به المصالح الأمنية والعسكرية، من السهر على محاربة هذه الظاهرة، وحماية الوطن وأبنائه من تجار الموت المروجين لهذه الآفات المدمرة، والشكر لهم على المجهودات الكبيرة، التي تثمر توقيف وحجز كميات هائلة من المخدرات والمهلوسات وتقديم المتورطين إلى العدالة، فلهم بشرى رسول الله وسلم القائل: (عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبيل الله) سنن الترمذي. والشكر موصول إلى جهاز العدالة، وإلى كل العاملين المخلصين في مختلف الميادين والمؤسسات والهيئات. ودعا أعضاؤها في نهاية البيان المولى سبحانه أن يحفظ للجزائر أمنها واستقرارها ويعزز تنميتها وازدهارها وأن يرزقنا غيثا صيبا نافعا يُحيي به الأرض، ويُنبتُ به الزرع.
ع/خ

مديريات الشؤون الدينية تقود الحملة
دشنت مديريات الشؤون الدينية عبر مختلف الفضاءات العامة، من مراكز ثقافية وإذاعات جهوية ومراكز تكوين ومساجد حملة وطنية أسبوعا تحسيسيا في إطار الحملة الوطنية لمكافحة الآفات الاجتماعية والمهلوسات، أطرها أئمة ومساجد وأطباء وأخصائيون نفسيون. وفي هذا الصدد واستنادا لموقع وزارة الشؤون الدينية، فقد احتضنت قاعة المحاضرات الفرع بالمركز الثقافي الاسلامي غرداية ندوة علمية تحت عنوان "لنحمي أطفالنا من الادمان بشتى أنواعه". أطرها دكتور وإمام ومسعف اجتماعي وطبيب نفسي ومدرب رياضي وناشط اجتماعي، كما حضر التلاميذ من متوسطة أول نوفمبر، وأمهات وسيدات المهتمات، بالإضافة إلى ضيوف ومدعوين. وقد أشرف على افتتاح الندوة مدير الشؤون الدينية والأوقــاف، بعدها توالت المداخلات للمشاركين، وسط زخم التجارب الميدانية والحديث الأكاديمي والأدبيات، ليفترق الجميع على أمل تنظيم ندوات أكثر تطبيقاً تخص الأولياء والشباب البالغ، وبالمناسبة، تم عرض بعض الاحصائيات من طرف الناشط "حمزة صبحي" والمتعلقة بمبادرته للتأهيل والوقاية، فمن خمسين شابا مسجلاً تعافى 12 منهم نهائيا وأقلعوا عن الادمان وتعاطي المهلوسات تدريجيًا .وبولاية الجلفة نظمت المديرية محاضرة نشطها الإمامأسامة خضراوي رفقة الشركاء المعنين لفائدة المتربصين والمهنيين بالمعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني المجاهد/ كوداش مهدي بن عمر، وكذلك الشأن في المنيعة، وتيسمسيلت.
وبولاية قالمة، نظمت ذات الظاهرة وقد تم بالمناسبة القاء كلمة لمدير الشؤون الدينية حول خطورة المهلوسات في اوساط الشباب، كما كانت هناك مداخلتان لكل من الشيخين مبارك داو علي ومحمد لعصب. في ظل الحضور الكبير الشباب والتفاعل مع مداخلات الأساتذة المحاضرين، وبولاية تيارت نظم بمعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني بسوقر ندوة بمشاركة كل من:محافظ شرطة دآئرة السوقروقائد فرقةالدرك وأطباء نفسانيون، ومختصون.  وإمام معتمد دائرة سوقر وإمام مسجد صلاح الدين الأيوبي، وبولاية البرج  نظمتفعاليات الحملة الوطنية التحسيسية بالمعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني الاخوة شتوح بمشاركة مختلف الفاعلين من:الدرك الوطني والأمن الوطني ومديرية التجارة وجمعية حماية المستهلك، حيث تم تقديم مداخلات لفائدة أسرة التكوين المهني من متكونين وأساتذة وموظفين و عمال تمحورت جلها حول التعريف بظاهرة تعاطي المخدرات، وأسبابها، مع اقتراح الحلول لتفاديها كما تم فتح مجال للمناقشة والاجابة على مختلف الانشغالات المطروحة،
وكذلك قدمت مداخلة بولاية بشار من قبل الشيخ بكري عبد الكريم إمام معتمد بدائرة بني ونيف بمركز التكوين المهني والتمهين لفائدة طلبة المركز، بحضور ممثلين عن الفرقة الإقليمية للدرك الوطني، وممثلين عن أمن الدائرة، وكانت المداخلة بعنوان حكم تعاطي المخدرات، وبولاية سوق أهراس قدم الامام الاستاذ بمسجد الفرقان سوق اهراس محاضرة للوقاية و التحذير من مخاطر المخدرات بمركز التكوين المهني بالحي التجاري.، وبعين أمناس، نظمت ندوة توعوية تحسيسيةحول مخاطرالمخدرات والإدمان، وبولاية جيجل، قدم الإمام المعتمد لدائرة العنصر بشير مولاتي وإمام مسجدحيان الجمعة بني حبيبي محاضرة بحضور مختلف الفاعلين.بمركز التكوين المهني العنصر. وبولاية تمنراست نظمت ندوة رفقة المصالح الأمنية لطلبة المعهد المتخصص للتكوين المهني، وبولاية وهران نظمت ندوة بمشاركة مديرية الشؤون الدينية ومختصين من قطاع الصحة؛ حيث تم تقديم حصة تحسيسية حول خطورة المخدرات بناء على بيان لجنة الفتوى الوزارية رقم (39).
وبولاية سكيكدة نظمت  بمشاركة مديرية الشؤون الدينية ندوة بمعهد بوقرة من طرف المنظمة الوطنية لتأهيل الشباب وتطوير السياحة بالتنسيق مع مديرية التكوين والتعليم المهنيين، وكذلك الشأن في ولاية سيدي بلعباس، وولاية المدية التي أقيمت فيها ندوة تعزيزا لما قام به السادة الأئمة من مساهمة فعالة بالخطب المنبرية و الدروس المسجدية حول الموضوع ذاته، وفي ولاية المدية شارك الإمام محمد شيح ممثلا عن المجلس العلمي في فضاء تحسيسي حول مخاطر المخدرات بإذاعة المدية المحلية، وبولاية تبسة تم تسطير برنامج ثري؛ حيث نظم بمسجد فاطمة الزهراء ليلة الأربعاء إلى الخميس ندوة تحسيسية توعوية حول مخاطر المخدرات بين أوساط الشباب و كيفية مجابهتها و ذلك بالتنسيق مع مديرية الحماية المدنية وإذاعة الجزائر وإخصائيين في السلك الطبي،و كذلك في ولاية سعيدة، وفي ولاية ورقلة أشرفت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بالمعهد الوطني للتكوين المهني المتخصص سلطاني عبد القادر بمحاضرة توعوية تحسيسية بعنوان النظرة الشرعية المخدرات والوقاية منها وطرق معالجتها من تقديم الشيخ الدكتور عبدالرحمن بونواشة، وكذا بولاية المسيلة، وبولاية بجاية قدم  للدكتور فريد تريكي أمين المجلس العلمي مداخلة بعنوان -الحذر من طاعون العصر: المخدرات، وهكذا دواليك في كل ولاية تجندت مديريات الشؤون الدينية والأوقاف مع مختلف مؤسسات الدولة والفاعلين الاجتماعين للتصدي لهذه الظاهرة التي تستهدف الجزائر وشبابها.  
ع/خ

دعوة إلى الاعتناء بالتراث الشرعي الجزائري والتفاعل العلمي مع دول الساحل
دعا علماء وأخصائيون إلى الاعتناء بالتراث الشرعي الجزائري بمخطوطه و مطبوعه؛ تحقيقا ودراسة ونشرا، والاعتناء بالأسانيد القرآنية الجزائرية بحثا وتحرير واعتمادا، وتدعيم التعاون والتفاعل العلمي مع دول الساحل لإحياء مدرسة الغرب الاسلامي للقراءات وخدمة القران وعلومه.
وفي اختتام مؤتمر دولي التئم بجامعة الأمير بقسنطينة نهاية الأسبوع بادرت إلى تنظيمه كلية أصول الدين للجامعة ووزارة الشؤون الدينية والأوقافحول مدرسة القراءات في الغرب الإسلامي – أسانيدها وخصائصها الأدائية وإشعاعها في العالم الإسلامي ثمن المشاركون دور وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في خدمة القرآن داخل وخارج الوطن، لاسيما إعادة مصحف الجزائر رودوسي والاعتناء به، وإخراجه في ثوب قشيب، كما دعموا مبادرة الوزارة في الإقراء الإلكتروني ودعوا إلى تفعليه وتطويره بمختلف الوسائل ودعم مناهجه وتوسيعها لتشمل علوم القرآن، الضرورية مع وضع محمين دقيقين للحد من مخاطر الإقرار ء الإلكتروني، و عقد مؤتمر لمناقشة قضايا ومسائل هذا النوع من الإقراء مع مختصين لاسيما من أساتذة الأمير، كما أوصى المشاركون بفتح تخصص القراءات القرآنية وعلومها في كل أصول الدين على مستوى الماستر ودكتوراه
للعلم فقد عرف المؤتمر حسب ما نشر ست جلسات علمية ناقش فيها المتدخلون أسانيد القراءات القرآنية في الغرب الإسلامي رواية وأداء، وخصائصها الأدائية والفنية، واستمداد مدرسة القراءات في الغرب الإسلامي وإشعاعها في العالم الإسلامي. وجاء الملتقى بهدف بيان أصالة هذه المدرسة وتميزها، والكشف عن الأسانيد التي دارت عليها القراءات في مختلف الحواضر العلمية في الغرب الإسلامي، والبحث عن مجالات التأثر والتأثير لمدرسة القراءات في الغرب الإسلامي ودراسة سبل النهوض بها وإعادة بعثها وتجديدها، وكذا دراسة مظاهر التشابه والاختلاف والتكامل بين مدارس القراءات في مختلف حواضر العلم في الغرب.
ع/خ

سفير مالي في زيارة لأقدم مسجد بعنابة
قام سعادة سفير دولة مالي، منذ ثلاثة أيام بزيارة مسجد أبي مروان الشريف وتعرف على مختلف مرافقه. حيث استقبله ورافقه مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية عنابة عبد الرحمن اللبدي، حيث تلقى شروحا عن تاريخ هذا المسجد العتيق الذي يعود إلى قرابة عشرة قرون، وذلك في عهد المعز ابن باديس، وحسب وسائط إعلامية فقد حول بعد الاحتلال الفرنسي سنة 1830 إلى مستشفى ويعد جامع أبي مروان الشريف أول قطعة تحررت في بلادنا، بعد استرجاعه سنة 1945 من طرف أهالي بونة، حسب ذات المصادر، وقد لوحظ السفير يدون ملاحظات حول ما سمع.

الرجوع إلى الأعلى